السبت, 25-ديسمبر-2010
لحج نيوز - 
حارب الإسلام العصبية القبلية وأغلق النوافذ عليها وحقر من شأنها وشأن دعاتها، وألغى التفاخر لحج نيوز/بقلم:زينب غاصب -

حارب الإسلام العصبية القبلية وأغلق النوافذ عليها وحقر من شأنها وشأن دعاتها، وألغى التفاخر بالنسب والقبيلة على لسان نبيه الكريم «صلى الله عليه وسلم» فقال: «كلكم لآدم وآدم من تراب ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان»، والجعلان حشرة حقيرة كريهة الرائحة، كما يقول المفسرون.
وما كدنا نتنفس الصعداء بعد انتهاء قضية ما سمي بتكافؤ النسب المشهورة للزوجين (فاطمة ومنصور) وأخرى مثلها، حتى فوجئنا بقضية أخرى تناقلتها صحفنا المحلية وما زالت منظورة أمام المحكمة الشرعية في المدينة المنورة، وهي أكثر شذوذاً، وأغرب تفصيلاً، ولا تدري من المستفيد منها، وما الذي سيصيب القبيلة بسببها، فهي قضية شخصية بين زوجين ارتضى كلاهما بالآخر، بمباركة الأهل وموافقتهم، والمدعي هذه المرة ليس الأب، وليس الأخوة، أو الأعمام، وإنما زوج شقيقة المدعى عليها، علماً بأنه ليس بينه وبينها رابطة نسب سوى القبيلة، كما يقول إخوانها، وكان زوجاً لشقيقتها التي طلقها، إذ سمحت له نخوته القبلية تطليقها بلا ذنب سوى أن أختها متزوجة من خارج القبيلة، ولم يلتفت لمصير الأبناء الأربعة الذين لا جريرة لهم إلا تعجرف والدهم القبلي الأصيل، كأن الله سيغفر له فعلته لعيون القبيلة، ولأجل ذلك فلن تهنأ حياته وحياة قبيلته إلا بتطليق شقيقة زوجته البالغة من العمر «42» عاماً وصاحبة الطفلة الوحيدة من زواجها.
كيف يحرص هذا الرجل على نقاء نسب قبيلته ولا يحرص على نقاء دينه الذي لا يجيز له العبث بحياة الآخرين وتشتيتها، وتنغيص استقرارها، وتدمير استقرارها وروابطها الأسرية، وخصوصيتها في تقرير مصيرها؟
إلى متى سنظل نعاني من هذه النعرات الجاهلية التي لا يقرها الدين وليس لها من أثر في كتاب أو سنّة؟ وإلى متى ستظل المحاكم عندنا تفتح أبوابها لهذه القضايا الشاذة الناخرة في كيان الأسرة وتقويض البيوت العامرة، وتفتح الثغرات لذوي النفوس المريضة التي أجزم بأن القبيلة ليست هي الدافع الحقيقي لها بقدر ما هو الحقد، والحسد، وتصفية الحسابات، والانتقام الشخصي؟
إنه لمن السهولة في عدم وجود المسوغات الدامغة التي تجرم المدعى عليهم، الدخول من باب القبيلة وتكافؤ النسب لحبك المكيدة المعقولة والمقبولة لدى المحاكم طالما هنالك قضاة ينظرون في مثل هذه الدعاوى التي لم نسمع بها من قبل ولم ترد حتى في كتب تأريخ القضاء المدون منذ العصر الإسلامي الأول.
لماذا تظهر هذه المهازل في محاكمنا وعلى مرأى ومسمع من قضاتنا، الذين من المفترض أن يكونوا سداً منيعاً في وجه هذه الرغبات الكيدية؟ ألا يكفينا المنتديات الأنترنتية المنغلقة في إقليم القبيلة تفاخراً، وتعصباً، تتبرأ من كل مفكر، أو ناقد، أو أديب، لا يروق لهم طرحه وفكره حتى لو كان من صميم القبيلة، وإذا كانت امرأة نابغة علمياً أو أدبياً وظهرت على قناة فضائية، فهي دخيلة ولابد من التبرؤ منها باسم القبيلة، أما الملتقيات التي تشارك فيها المرأة فليس لها عندهم إلا إسقاط حق المواطنة، فهي في نظرهم لا تمثل المرأة السعودية، كما حدث أخيراً في ملتقى مركز السيدة خديجة بنت خويلد «رضي الله عنها» في جدة، أما إذا كان الوضع يتعلق بمدعي العلم والمشيخة الدينية المصطنعة وتشجيع التشدد، فستجد العكس من حيث التسابق على ضمه للقبيلة وإن لم يكن منها، لقد أصبحنا أضحوكة في أخبار الإعلام العالمي، وها نحن ننتهك مبادئ الدين بمسألة تكافؤ النسب، وتحكيم القبيلة بتقرير مصير الأسر وتفريقها، وتمكين المحاكم لها.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-10123.htm