لحج نيوز/بقلم : د . سمير محمود قديح -
ابرز ما اعترف به الجاسوس الاسرائيلي طارق عبد الرازق حسين حسن هو محاولة تجنيد الصحفي اللبناني شارل ايوب رئيس تحرير جريدة الديار او محاولة استدراج ايوب الى الصين وقد اعترف شارل ايوب بالمحاولة وقال ان الموساد حاول اختطافه وقال انه لو كان يعلم ان طارق جاسوسا لقام هو باستدراجه الى بيروت ليسلمه الى المقاومة ... كما كشف الجاسوس النقاب عن محاولة ثانية لتجنيد او اعتقال رجل اعمال فلسطيني يمول حركة حماس
قال الجاسوس فى التحقيقات التي اجرتها معه النيابة العامة في القاهرة إنه فى أحد الأيام أثناء وجوده والمتهم الإسرائيلى «ايدى موشيه» فى تايلاند أحضر له الأخير رقم هاتف وقال له اتصل بهذا الشخص وأخبره بأنك مصرى وتتعاطف مع ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية وتريد التبرع لصالح المقاومة بالأموال.فسأل «طارق» عن هوية هذا الشخص. فأجابه الضابط الإسرائيلى بأنه شخص يدعى «......» وهو فلسطينى يقيم فى جنوب أفريقيا، وأنه رجل أعمال مليونير وتشير تحريات ومعلومات الموساد إلى أن هذا الشخص هو الممول الأول للمقاومة الفلسطينية. وأنه يمدهم بالأسلحة والأموال والمعاونات بأشكالها المختلفة وأنه حركة الوصل بين المقاومة ورجال أعمال آخرين يتبرعون للمقاومة. وأن الموساد يراقبه منذ سنوات لمحاولة تجنيده. وأن هذا الشخص شديد الحرص - على حد قول ضابط الموساد - لأنه سبق أن حاولوا تجنيده إلا أن المحاولة باءت بالفشل
ويضيف «ايدى موشيه» لـ«طارق» فى التحقيقات أن رجل الأعمال المستهدف انتقل للإقامة فى جنوب أفريقيا حتى يكون بعيدا عن الأعين الإسرائيلية، وأن الموساد فى السنوات الأخيرة أحكم رقابته على الأشخاص الذين يمولون الموساد، إلا أنهم اكتشفوا أن هناك مصدراً يمولهم من جنوب أفريقيا. وبعد عمل التحريات تبين أن هذا الشخص هو الممول الأول لهم. فطلب الموساد تجنيده أو تصفيته إذا ما باءت محاولة التجنيد بالفشل.ويكمل طارق فى التحقيقات أنه بعد أن استمع لتلك المعلومات من الضابط الإسرائيلى أخذ رقم الهاتف وقال له إنه سيطلبه فى وقت لاحق، إلا أن الضابط الإسرائيلى طالبه بالاتصال به أمامه وفى الحال. وعلل «طارق» محاولته تأخير الاتصال برجل الأعمال الفلسطينى لحين انصراف الضابط الإسرائيلى على أن يتصل طارق بالرجل ويبلغه بما ينوى الموساد فعله معه، إلا أن ضابط الموساد أصر على الاتصال فى الحال
وأكد «طارق» أن الضابط الإسرائيلى أبلغه بأن رجل الأعمال يتحدث اللغة الإنجليزية، وبالفعل اتصل به «طارق» ورد عليه فأبلغه بأنه مواطن عربى ويتعاطف مع ما يحدث فى فلسطين من جرائم ضد الإنسانية وأنه يريد التبرع للمقاومة الفلسطينية للوقوف أمام الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية. وبسبب عدم إجادة طارق للغة الإنجليزية بشكل جيد وعدم قدرته على التواصل مع رجل الأعمال عبر الهاتف طلب منه «ايدى موشيه» أن يعطيه الهاتف بعد أن يبلغ رجل الأعمال بأن صديقاً له أيضا إلى جواره ويريد التبرع أيضا وأنه يريد التحدث إليه
أخذ «إيدى موشيه» الهاتف من «طارق» وتحدث إلى رجل الأعمال. وأوهمه بأنه رجل أعمال أيضا وأنه مصرى يعيش فى تايلاند وأنه حزين لما يحدث فى الأراضى الفلسطينية، وأنه يريد التبرع بما تطلبه المقاومه من أموال لدعمهم بالأسلحة أو ما يطلبونه. فشكره رجل الأعمال الفلسطينى. وسأله عن كيفية الحصول على تلك التبرعات. فطالبه «إيدى موشيه» بأن يحضر إلى تايلاند لتسلم المبلغ سواء نقدياً أو بشيكات كما يريد، إلا أن رجل الأعمال الفلسطينى اعتذر عن عدم الحضور، معللا بأنه لا يمكنه السفر فى الوقت الحالى، فعرض عليه «موشيه» أن يحددا معا دولة أخرى يتفقان عليها للمقابلة إلا أن رجل الأعمال اعتذر عن عدم السفر أيضا، وطالب محدثه بأن يحضر هو إلى جنوب أفريقيا لتسليم المبلغ، فرد «موشيه» بأنه سيرتب مواعيده وسيتصل به مرة ثانية لتحديد ميعاد للسفر إلى جنوب أفريقيا لمقابلته وتسليم التبرعات.ويؤكد «طارق» فى التحقيقات أن تلك كل المعلومات التى يعرفها عن محاولة تجنيد رجل الأعمال الفلسطينى فى جنوب أفريقيا ولا يعرف إن كان «إيدى موشيه» قد سافر بالفعل إلى جنوب أفريقيا وقابله أم أن الموضوع انتهى عند هذا الحد بعد فشل «موشيه» فى استدراجه إلى تايلاند. ولا يعرف إن كان الموساد قد نجح بالفعل فى تجنيده بالفعل أم أن المحاولة باءت بالفشل
وسألت النيابة المتهم عما إذا كان يعرف إن كان المدعو «إيدى موشيه» سجل أى مكالمات لرجل الأعمال الفلسطينى. فرد المتهم بأن كل ما يعرفه عن رجل الأعمال قاله فى التحقيقات ولا يعرف شيئاً أكثر من ذلك.وعن محاولة اخترق حزب الله اللبنانى وتجنيد عناصر منه أو محامين ينتمون إلى الشيعة فى لبنان. أدلى المتهم باعترافات تفصيلية عن تلك الجزئية.سألته النيابة عن معلوماته عن محاولة الموساد الإسرائيلى تجنيد عناصر من حزب الله فى لبنان. فرد المتهم حاكيا ما نمى إلى علمه - على حد قوله فى التحقيقات- إن الموساد - يقصد «إيدى موشيه» - طلب منه إنشاء موقع يطلب فيه موظفين ومهندسين اتصالات وفنيين ومحامين ينتمون إلى الشيعة للعمل معه، وبالفعل تقدم له عدد من الأشخاص وسلّم البيانات الشخصية الخاصه بهم إلى الموساد. ولم يعرف إن كان قد تم تجنيد بعضهم أم لا. وكل ما يعرفه أنهم وافقوا على ٣ منهم قالوا إنهم يصلحون للعمل معهم
وأضاف المتهم فى التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار هشام بدوى، المحامى العام لنيابات استئناف أمن الدولة، أن «موشيه» كان يبلغه بأنهم يريدون بأى شكل أن يخترقوا الشيعة وحزب الله فى لبنان وأنهم يتواصلون مع جواسيس آخرين لإتمام تلك المهمة. وأكد «طارق» أنهم طلبوا منه السفر إلى لبنان لرصد التواجد الأمنى فى الشوارع ببيروت وأماكن المبانى الأمنية ومبنى المخابرات وملحقاته، ومطار بيروت وطبيعة التواجد الأمنى به، ومدى تطور البوابات الإلكترونية الموجودة فيه. و«سير الحقائب» فى المطار.. وهل يتم توصيل الركاب وإنزالهم من الطائرات عن طريق ممر أم يتم نقلهم عبر سيارات أو أتوبيس إلى مكان الطائرة؟.. إلا أنه لم يسافر إطلاقا إلى لبنان
وعن قصة محاولة تجنيد «شارل أيوب» رئيس تحرير جريدة الديار اللبنانية، ذات الانتماء إلى حزب الله، قال «طارق» فى التحقيقات التى أجراها المستشار هشام بدوى، المحامى العام لنيابات أمن الدولة، إن «إيدى موشيه» أحضر له هاتفه وطلب منه الاتصال به وإبلاغه بأنه رجل أعمال مصرى يقيم فى الصين وأنه ينظم مؤتمراً دولياً ويريده أن يحضر إلى بكين لحضور المؤتمر متحدثا عن العرب. وأن الشركة ستتحمل كامل نفقات السفر على أن يرسلوا له تذاكر السفر والعودة على طائرة «فرست كلاس»، وأن الشركة توفر بدل انتقال. واتصل «طارق» بمدير مكتب رئيس التحرير، وأبلغه بالرسالة، وبالفعل سافر رئيس التحرير وحصل على بدل الانتقال، ثم عاد إلى بيروت مرة ثانية. وعاود «طارق» الاتصال بمدير مكتبه
وأخبره بأنه يريد التحدث مع «رئيس التحرير» للاتفاق على إنتاج برنامج تليفزيونى، على أن يحصل رئيس التحرير على مبلغ ٢٠٠ ألف دولار فى الشهر مقابل ذلك. ويؤكد المتهم أن رئيس التحرير طلب معلومات ولقاءات للوقوف على طبيعة هذا البرنامج، إلا أن الموساد طلبوا من «طارق» التوقف مع رئيس التحرير، ويقول طارق إنه لا يعرف ما الذى حدث معه بعد ذلك.وسأل المحقق المتهم عما إذا كان المتهم يعرف لماذا يريدون تجنيد محامين بالتحديد. فرد المتهم بأنه كان ينفذ ما يطلب منه فقط دون سؤال. لأنهم فى البداية طلبوا منه عدم السؤال. وهو ما حدث أثناء حوارى مع الجاسوس السورى، فطلبوا منى عدم سؤاله إلا بالأسئلة التى يحددونها له
سرد الجاسوس فى التحقيقات كيفية تجنيد الموساد للمسؤول الأمنى السورى - الذى نشرت «المصرى اليوم» قصته أمس - فقال المتهم إن «موشيه» كان يحكى له كيف تم تجنيد «المسؤول الأمنى فى سوريا».. وأكد أن الموساد ظل يراقب هذا المسؤول طوال ١٣ عاما. وفى ذات الأيام دخل العميل أحد المستشفيات لتلقى العلاج، وتصادف وجوده فى عنبر إلى جواره شخص على صلة بجاسوس إسرائيلى يدعى «أبوفادى» - يذكر أن أبوفادى هو الشخص الذى قابله طارق فى المرة الأولى فى سوريا وعرفه على العميل السورى.ويكمل طارق: توجه «أبوفادى» إلى المستشفى لزيارة صديقه فى ذات العنبر. وعرفه الصديق على المسؤول الأمنى وسارت بينهما علاقة تعارف. وبعد أيام عاد «أبوفادى» وادعى أنه مريض وطلب أن يكون سريره فى المستشفى إلى جوار المسؤول الأمنى وتمت عملية التجنيد بتلك الطريقة
ذكر المتهم فى التحقيقات أن الموساد كان يمكن أن يفعل أى شىء ويمكن أن يدفع أى أموال مقابل تجنيد عملاء فى مجال الاتصالات سواء فى مصر أو سوريا أو لبنان أو الأردن. وأن «موشيه» أبلغه فى ذات المرات أنه سيدفع له ملايين الدولارات إذا نجح فى تجنيد عملاء بقطاع الاتصالات فى مصر، إلا أن المتهم اعترض وقال إنه لا يريد أن يخاطر بذلك.وأضاف المتهم أن الموساد طلبوا منه أن ينشئ موقع توظيف فى هونج كونج، يذكر فيه أنهم فى حاجة إلى موظفين فى خدمة عملاء الاتصالات ومهندسى اتصالات وفنيى شبكات اتصالات فى مصر وسوريا ولبنان. إلا أن «طارق» أنشأ موقعا دون أن يحدد فيه طبيعة الوظائف، فنهره «موشيه» وطالبه بإعادة صياغته وتحديد الوظائف المطلوبة كما أخبره. واستجاب «طارق» له وبالفعل حدد الوظائف على الموقع. ويقول «طارق» إنه بعد ٧ ساعات تقريبا فى نهاية اليوم عاد إلى المكتب وعدل الوظائف وألغى الوظائف مرة ثانية، فواجهته النيابة بصورة ضوئية من الموقع، المحددة فيه الوظائف، فرد المتهم بأنه لا يعرف شيئا عن تلك الوظائف، وأنه ألغاها بعد ساعات قليلة من وضعها، وأنه برىء من ذلك الموقع. فسألته النيابة: وهل تعتقد أن هناك شخصاً آخر يريد توريطك، فرد المتهم «لا أعرف». وقال «مش مشكلة يعنى هيه هتيجى عليها
كشف المتهم عن مفاجأة فى تحقيقات النيابة التى استمرت معه لأكثر من ٩ ساعات على مدار ٣ جلسات تحقيق. قال المتهم إنه سمع الضابط الإسرائيلى «إيدى موشيه» يتحدث عبر الهاتف مع آخر فى إحدى المرات عن إنجازات لهم. وفهم من كلامه أن رجالاً آخرين من الموساد تمكنوا من قطع كابلات الإنترنت فى البحر الأبيض المتوسط. وسمع «إيدى موشيه» يقول لمن يحدثه «هل تمكنا من إدخال البيانات المطلوبة قبل أن يقوموا بإصلاحه مرة ثانية.. فرد الطرف الثانى على الهاتف بما يفيد بالإيجاب. فسأله المحقق: «وكيف عرفت أنه أجاب بالإيجاب؟». فقال المتهم: «لأن موشيه قال كويس وده سيخدمنا كثيرا فى شغلنا». وسألت النيابة المتهم عما إذا كان يعرف لماذا قطعوا الكابلات وما هدفهم من قطعه، فرد المتهم بأنه لا يعرف.
- تفاصيل قضية الخبير الكيميائي السوري .
كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى القضية رقم 650 لسنة 2010 أمن دولة عليا عن التفاصيل الكاملة للسيناريو الذى اتبعه الموساد الإسرائيلى لتجنيد أحد أهم الشخصيات الأمنية السورية للعمل
كجاسوس لها فى الأراضى السورية.
حسبما جاء فى اعترافات طارق عبد الرازق، المتهم المصرى بالتخابر، أن الموساد الإسرائيلى سعى طيلة الـ 13 عاما الماضية لتجنيد أحد أهم الخبراء الكيميائيين فى مجال دفن النفايات الخطرة بجهاز أمنى حساس _ يحتفظ اليوم السابع باسمه_ ، حيث حاول الموساد بأكثر من طريقة التواصل معه دون أى نتيجة حتى جاء الوقت المناسب وأصيب الخبير الكيميائى بالسرطان وسافر إلى العاصمة الفرنسية باريس لتلقى العلاج فى أحد أشهر المستشفيات هناك.
يضيف طارق فى التحقيقات أن الموساد أرسل أحد عملائه لتلقى العلاج فى تلك المستشفى ومن ثم التعرف على الخبير الكيميائى السورى والتقرب منه وهو ما تم بالفعل، مشيرا إلى أن علاج الخبير الكيميائى السورى استغرق 3 شهور متتالية، شهران تلقى فيهما كورس علاج مكثفًا وشهر أخير للنقاهة.
ويكمل طارق أن الموساد وقع فى مشكلة وهى أن العميل المكلف بالاقتراب من الخبير الكيميائى السورى فى المستشفى أنهى علاجه مبكرا وغادر المستشفى قبل إتمام الخبير السورى علاجه، وهو الأمر الذى دفع العميل للعودة إلى المستشفى على فترات متقاربة بحجة إجراء فحوصات طبية فى حين يراد منها زيارة الخبير السورى ومن ثم توطيد العلاقة بينهما.
ويشير طارق إلى أن الخبير السورى أتم علاجه بنجاح وخرج من المستشفى وظل عدة أيام بعدها فى باريس من أجل التنزه، حيث كان يزور وبرفقته العميل الإسرائيلى معالم باريس السياحية، وفى إحدى المرات أخبره العميل الإسرائيلى بأن له صديقاً رجل أعمال لديه استثمارات كثيرة بباريس ويريد أن يتعرف عليه، وبالفعل تم الإعداد للقاء الأول، والذى انكشفت فيه نقاط ضعف الخبير الكيميائى السورى من حب المال والنساء، وهى نقطة الضعف التى لعب عليها الموساد فى تجنيده.
يكمل طارق: اللقاءات تعددت بعد ذلك بينه وبين رجل الأعمال أبو فادى _ عذرا أقصد ضابط الموساد_ ، حيث سهر الاثنان أكثر من مرة فى ملاهٍ ليلية وفى سهرات حمراء والتى يعشقها الخبير الكيميائى السورى، وتوطدت بينهما العلاقة جيدا لدرجة أن الخبير الكيميائى السورى دعا أبو فادى لزيارة سوريا وقضاء أسبوع معه بدمشق.
يقول طارق: لم يكن لى أى دور حتى تلك اللحظة، إلى أن جاء أبو فادى وعرفنى على الخبير الكيميائى السورى على أننى مستثمر عربى فى الصين، وأشرع فى تأسيس شركة مقرها دمشق تتخصص فى تجارة الحبوب والزيوت حيث توطدت علاقتى مع الخبير الكيميائى السورى.
ويؤكد طارق أن بداية تورط الخبير الكيميائى السورى فى أعمال الجاسوسية تمثلت فى أننى أخبرته أنى أمتلك مصنعا بجنوب شرق آسيا وأريد منه استشارات علمية فى مجال التخلص من المواد السامة والنفايات وأريده أن يعمل معى هناك كمستشار علمى: فرد الخبير السورى قائلا: "أعمل فى منصب حساس فى سوريا ولا أستطيع السفر إلا بعد التقاعد، لكن ممكن أساعدك فى أى استشارات علمية تطلبها.
ويضيف طارق أن تلك كانت الثغرة الأولى نحو التجسس حيث بدأت أوجه له عدة أسئلة عن عملية دفن النفايات السامة والمخلفات الطبية، فأحصل منه على إجابات وافية ثم أرسلها إلى الموساد عبر الجهاز المشفر، وهى المعلومات التى كانت تمثل لإسرائيل تحليلا معلوماتيا واضحا عن كيفية تخلص سوريا من النفايات السامة ومن ثم كافة التطبيقات فى ذلك المجال.
يضيف طارق فى التحقيقات: تعددت زياراتى ولقاءاتى بالخبير الكيميائى ووصلت تقريبا 7 زيارات، وخلالها تطورت المعلومات التى أحصل عليها من أسئلة وأجوبة إلى أوراق ومستندات هامة عن ملف النفايات السامة السورى.
ويضيف طارق: العلاقة توطدت بينى وبين الخبير السورى لدرجة أنى عرفت تفاصيل كثيرة عن حياته الشخصية وطفولته القاسية حيث كان والده ضابطا بالجيش السورى والذى كان يعامله معاملة قاسية، فضلا عن الحياة الفقيرة التى كانت أسرته تعيشها وتعليمات والده الصارمة بعدم الاختلاط بالأطفال فى الشارع فكان يمكث فى المنزل لفترات طويلة.
ويضيف طارق فى التحقيقات أن الخبير السورى كان بخيلاً، ففى إحدى المرات،كانا يسيران فى شوارع دمشق، وقف الخبير السورى أمام أحد محلات الأحذية وقال، هذا الحذاء جميل، فرد عليه طارق "لو عاجبك أشتريهولك، فقال له "آه ياريت" فاشتراه له طارق.
ويضيف طارق أنه كان يشترى للخبير السورى هدايا فى كل زيارة على شاكلة " كحولات، فياجرا " بناء على طلبه.
ويقول طارق فى نهاية سرده لقصة تجنيد الخبير السورى، كنت أشك فيما إذا كان الخبير السورى يعلم بأنه يعمل لصالح الموساد أم لا، فقلت له فى إحدى المرات وهو سكران "أنت عارف أنت شغال مع مين"، فابتسم ثم قال:"مش لازم اعرف، المهم عندى المصارى".
حديث طارق فى تحقيقات النيابة عن الخبير السورى كان بمثابة معلومة هامة جدا لجهاز الأمن القومى الذى أبلغها فورا إلى جهاز الأمن السورى ومن ثم تم التعاون حتى ألقى القبض على الخبير السورى، والذى صدر بشأنه حكم بالإعدام شنقا.
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية |