لحج نيوز/بقلم:صادق الصافي -
أستخدم الأنسان الأعداد منذ عهد السومريين والفراعنة كمقياس للكم, والعدد هو المقدار, والرقم لغة الكتابة والنقش , وهناك علاقة جدلية بين الكم والكيف في كل مظاهر الوجود الطبيعي للبشر,ومنذ القدم كتبت على الطين مجاميع عددية رقمية ,وأبحاث رياضية في نظام العد الأغريقي حيث أعتبرأفلاطون العدد 12 الرمز الأساس - مفتاح كل شئ - هبة من الآله - كون الرموز الشمسية تتحكم في العلاقات الرياضية للكون, وكان عدد قبائل المدينة12 يتماشى مع عدد الشهور 12, وكذلك الروماني و الهندي , منها أنواع الأرقام العربية القديمة والحروف والأعداد الآرامية , وأقتباس الأرقام الحديثة بالقديمة وتحمل الأرقام أسراراً في الحياة والأحلام و اللغة والأمثال والأداب وفي الحياة اليومية خاصة وفي أحاديث الرسول الكريم والقرآن الكريم .!!
ومنح الأنسان منذ القدم أبعاداً فلسفية ومعاني قدسية لأيقاع الأثني عشر بأهتمام خاص , فربط ذلك الأيقاع بنظام البروج والكواكب وحتى في عدد الأضلاع المزدوجة في القفص الصدري.!! وقد تطورت الأنجازات الحسابية في
العصر الحديث على يد العلماء نيوتن و- ديكارت و- ليبنتز- و تجريد الأعداد على يد فيثاغورس أولاً, وبظهور علم الجبر والهندسة على يد المفكرين المسلمين في العهد العباسي , وأخوان الصفا, ومفكري الفاطميين, ومذهب التوحيد الدرزي.!.
وجد في الكتابات المسمارية التي عثر عليها في أنقاض نينوى- قصر آشور بانيبال- توفي626 سنه قبل الميلاد, أن البابليين تعرفوا على 36 تجمعاً,منها 12 تجمعاً الى الشمال من فلك البروج و12 الى الجنوب, وتتكون الأبراج من 12 صورة تمسح دائرة الكسوف.! وفي الميثلوجيا السومرية القديمة يتجلى الأيقاع الحزين في ملحمة كلكامش حيث مرض صديق كلكامش العزيز -أنكيدو- لمدة 12 أثنا عشر يوماً حتى مات ..! وأن ملحمة كلكامش كتبت بالخط المسماري على 12 أثناعشر لوحاً . كما قسم البابليون دائرة البروج الى 12أثنا عشر برجاً, وسموا كل شهر من شهور السنة على أسم برج من الأبراج .
وينسب الى البابليين أن كبير الآلهة -مردوخ- هو الذي منح الشرف للنظام الأثني عشري فأقام آشوريو بابل عيد لرأس السنة -آكيتو - لمدة 12 أثنا عشر يوماً من بداية شهر نيسان.!.
وفي التقاليد الأغريقية عهد الآله اليوناني القديم -أورانوس- والربة - جي- على عرش الأولمب , رزقا - 12أثني عشر- ولداً أو مارداً من الجبابرة .! وبعد أن أصبح -زيوس- الآله الأبدي الأعظم للأغريق أصطفى له-12- أثنا عشر رباً من خاصته تقاسموا المهام الآلهي.! وبعدها وضع هرقل في خدمة عمه- بوريزوس-12 أثنا عشر شهراً.! ولكن-بوريزوس- أعد لهرقل -12- مسألة علية أن يؤديها, كل واحدة منها أصعب من الأخرى وقادرة أن ترسله الى الهلاك ,منها أن يصرع سبع الغابة المتوحش الذي روع الأنس والجان!. وفي ملحمة أوديسا فأن بطل الملحمة -أوديسيوس- يقلع من شواطئ طروادة منتصراً مع خيرة رجاله في -12-أثنتي عشر سفينة .! ويصف ماعانوه من غرائب وأهوال في تلك الجزر المسحورة, ومنها رؤيتهم للوحش المخيف الذي يمتلك -12-أثنتا عشر قدماً.! وصوت عوائه المدوي في البحر.وهكذا يستمر الأيقاع الأثني عشري في الملاحم الأغريقية وكذلك الرومانية متأرجحاً بين التفاؤل والأمل والفرح والأبتهاج ,لكن بعضها جالباً للألم والشؤم على الأمراء .
وفي الكتاب المقدس يذكر لنا سفر التكوين الكثير من الأمثلة الفريدة منها أن عدد العيون التي فجرها موسى -عليه السلام- لقومه- 12 -أثناعشر عيناً.! وأن جد الأنبياء أبراهيم الخليل -عليه السلام- خرج من مدينة أور الكلدانية ,ثم تنقل وأستقر في بابل - وقصة نجاته من الحرق معروفه - لكنه غادر الى أرض كنعان, وطلب في دعاء له من ربه أن يبارك أبنه - أسماعيل - من الجارية هاجر ب12 أثني عشر.! ولداً وبذرية مباركة كثيرة العدد.؟
وتذكر الرواية -أن الرب لم يترك -أسحق- الذي أسبغ عليه بركته ومنحه ميراث أرض - كنعان- ومن أسحق يأتي - يعقوب- الذي رزق 12 أثنا عشر.! ولداً - أصحاح35- وكان أحب الأولاد اليه هو - يوسف - من زوجته - راحيل- الذي بغضه أخوته!. وقصة يوسف وأخوته الأحدعشر مشهورة وموثقة في القرآن الكريم عن بيعه في مصر ,لكن قدره أرسله الى فرعون مصر, ليصبح ذا حظوه.وأن أسباط يعقوب أو أسرائيل 12 أثنا عشر سبطاً. ووصف التلمود العبراني الساعات الأولى في النهار الأول لحياة آدم في 12 أثنا عشر مرحلة أبتداءا من جمع التراب الى طرد الآله لهما من الفردوس.؟
وكان تلاميذ السيد المسيح-عليه السلام-12 أثنا عشر حوارياً ولكي يتحقق ماوعد به - يسوع - تلاميذه ,- متى جلس أبن الأنسان على كرسي مجده , تجلسون أنتم أيضاً على 12 أثني عشر كرسياً, تدينون به أسباط أسرائيل ال12 أثني عشر- أنجيل متي-أصحاح 10-19-. ويبلغ عدد الأعياد المسيحية الكبيرة 12 أثنا عشر عيداً تمثل مراحل الخلاص من البشارة الى أنتقال السيدة, وفي الأنجيل صعد يسوع الى الهيكل في ال12 ثانية عشر من عمره, وأختار السيد المسيح 12 حوارياً,وتقول الرؤيا أن القدس-أورشليم- لها 12 أثنا عشر باباً عليها أسماء الأسباط ال12أثنا عشر, وتتألف صلاة- نؤمن بأله واحد- في المسيحية من 12 جملة.
وأتخذ الأنكليز أيقاع الأثني عشر معياراً في نظام القياس للبوصة وتقسيمات الرطل في الأوزان على العدد12,كما أتخذ في الدزينة -الدرزن-12 وحدة. وأتخذ الفرسان العظام-الأنصار لأمبراطور الفرنجة-شارلمان-عدد12 فارساً.
أستخدم العرب منذ الجاهلية الى بداية العصر العباسي حساب الجمل, وهو نظام أستخدموه في الحروف الأبجدية دلائل على الأعداد, والذي حل محله النظام العشري مستخدماً عشرة أرقام في صورتين عرفت بالأرقام العربية ,وعرفت الأخرى بالأرقام الهندية أو السندية . ولكثرة تعلق المسلمين بالعدد 12 ولكثرتها نختصرها دون الخوض في التفاصيل لتشعبها وكمايلي ...... أن مبطلات الصوم في الأسلام عددها -12- , وأن عدد ولد أسماعيل بن أبراهيم الخليل 12 أثنا عشر هم آباء العرب المستعربة .وان هذا الرقم مشترك في الكثير من الأنوار القدسية في سور القرآن الكريم وورود عبارات متكررة 12 مرة منها - هم المفلحون - ولفظ -أجتبى - ومشتقاته, ولفظ - وصية- ومشتقاتها, و لفظ - خليفة - ومشتقاتها في حالة المدح , و لفظ - أصطفى - ولفظ -البروالأبرار- ومشتقاته , ولفظ - عامل - , ولفظ -نجم ونجوم- , وكلمة -ملك - للمخلوقين بمعنى مالك .
كما وردت عدة مقاطع من آيات قرآنية ومن الحديث النبوي الشريف ععد حروفها في كل مقطع -12 -أثنا عشر حرفاً ,نورد منها
لاأله الا الله , محمدرسول الله, علي بن أبي طالب ,صالح المؤمنين, العروة الوثقى ,مريم بنت عمران , فاطمة الزهراء,يقيمون الصلاة , ويؤتون الزكاة, الذي أوحى اليك , يعصمك من الناس ,على بينة من ربه ,وأصحاب اليمين , من يأمر بالعدل , وأجعل لي وزيراً
........ وغيرها كثير لايسعنا أدراجه أو شرحه, لكن أكثر ما يؤكد علية المسلمين من المذهب الشيعي الجعفري الأثني عشري, النقباء الأثني عشر وحسب الروايات المفيدة المنسوبة الى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -أن الأئمة من بعده 12 أثنا عشر بعدد نقباء بني أسرائيل ,قال تعالى - ولقد أخذ الله ميثاق بني أسرائيل وبعثنا منهم أثني عشر نقيباً - س المائدة -آية 12 - أن هذه الآية تحمل الرقم 12 من سورة المائدة وأن عدد حروف- أثني عشر نقيباً- من الآية يساوي 12 حرفاً .! وهو مطابق لعدد نقباء بنو أسرائيل وعدد الأئمة من أهل بيت النبوة-عليهم السلام-