الإثنين, 17-يناير-2011
لحج نيوز - اقلام يكتبون لحج نيوز /بقلم:صباح البغدادي -

عروش الحكام العرب أثبتت أنها أهون من بيت العنكبوت ؟!
المخابرات الأمريكية وإدارة البيت الأسود (الأبيض) تتخوف جدآ من سيطرة الإسلاميين التونسيين على مقاليد الحكم والسلطة بعد التغيير!
هكذا ترمي المخابرات الأجنبية والدول الاستعمارية عملائها إلى مزبلة التاريخ ولا حتى تستقبلهم ؟! فرنسا وامريكا وبريطانيا نموذجآ ؟! .
تاريخ يوم الجمعة الموافق للسابع عشر من شهر كانون الأول لعام 2010 سوف يبقى إلى الأبد يوم مشهود في تاريخ دولة تونس ! وقبلها في ضمائر كل الشعب التونسي ومعهم الأحرار الوطنيين في جميع الدول العربية , ففي هذا اليوم ونتيجة للحالة المعيشية المزرية والأوضاع الاقتصادية الصعبة جدآ , ومع تفاقم نسبة البطالة بين الشباب الجامعيين في إيجاد فرص عمل مناسبة لهم ولتخصصهم , ونتيجة لسيطرة حالة اليأس والإحباط عليهم طوال السنيين الماضية وفشل الحكومة التونسية المخلوعة في إيجاد فرص عمل لهؤلاء الشباب نتيجة للفساد والمحسوبية الحزبية والعائلية والرشوة وسوء الإدارة المدنية والتخطيط الاقتصادي ومع كل هذه العوامل مجتمعة وغيرها , فقد أقدم احد الشبان الخريجين العاطلين عن العمل ونظرا لسيطرة حالة اليأس الشديدة عليه وشعوره بالمهانة الأخلاقية والآدمية لذا فقد فقام بإحراق جسده أمام أنظار المارة والمتسوقين نتيجة لقيام شرطة البلدية بمنعه عن العمل وتدمير عربة الخضار التي كان يعمل عليها كبائع متجول في مدينة سيدي بوزيد , ومن هذا الحدث العظيم والمهم انطلقت الشرارة الأولى للتحرر من الطغيان ولتنتشر في جميع الأحياء والمدن والمحافظات التونسية ومنها العاصمة كالنار في الهشيم , وكان دور الشباب الخريجين العاطلين عن العمل الدور المهم والاهم لانطلاق الانتفاضة وإسقاط احد الطغاة العرب الوهميين والذين كانوا طوال سنين حكمه مجرد نمر من ورق حاله كحال غيره من الحكام العرب الذين كونوا ثرواتهم وطغيانهم وقصورهم على حساب شعوبهم المسحوقة والمهشمة والتي تحرسها جيوش من مختلف الأجهزة المخابراتية والأمنية والاستخبارية المختلفة والمتنوعة والتي تصل إلى عشرات الأجهزة السرية والعلنية لغرض أن يكون واجبها الأول والأخير ليس حماية الدولة من الغزو الخارجي ؟! وإنما إحصاء أنفاس شعوبهم ولحامية عرش دكتاتورهم .

طبعآ الكل صدم لم قام به الشعب التونسي والمعروف عنه انه شعب مسالم إلى ابعد الحدود ويحب الحياة , ولكن لكل طاغية نهاية هكذا علمنا تاريخ الشعوب المتحررة , والاهم من كل هذا أن يتنبه الشعب التونسي جيدآ أن لا تسرق حفنة من السياسيين المشبوهين هذا النضال والانتفاضة للتحرر من احد الطغاة ولتعود الكرة مرة أخرى , وان يكون الانفتاح على جميع التيارات السياسية ومشاركتهم بالحكم وفق الأصول والأعراف والتقاليد الديمقراطية المعروفة في الانتخابات ! .

ونحن نعرف جيدآ نتيجة لما حصل في العراق بعد الغزو والاحتلال البغيض ان الإمبراطورية العسكرية النازية الأمريكية متخوفة اليوم جدآ من أن يصل إلى سدة الحكم في تونس الإسلاميين وسيسيطرون على الحكم ؟! لذا على الشعب التونسي أن يكون حذرآ وواعي جدآ لمثل هذه المخططات الخبيثة , وعليه أن لا يسمح بهذا الإجراء الوقح وإذا حدث فطرد وكر التخريب والجاسوسية المتمثلة بسفاراتها في العاصمة تونس والتخلص من شرورهم لأنهم لا يريدون للشعوب العربية أن يتحرروا من طغيان حكماهم الذين يدعمونهم بالسر بكل قوة ويعلنون رفضهم لسياساتهم تجاه شعوبهم في العلن ؟! وهي المعادلة التي تنتهجها النازية الأمريكية التدميرية في جميع الدول العربية والنامية منها , وهم أول من يدس السم في عسل الكلمات المنمقة والمنقحة مخابراتيآ ؟!! وفي الخفاء يدعمون كل توجه يحيل وصول الإسلاميين إلى مراكز متقدمة في صناعة القرار والحكم .

ليس لدي علم لغاية هذه اللحظة أن كان احد الكتاب أو الإعلاميين قد دعي لإقامة نصب تذكاري يخلد الشهيد محمد بوعزيزي , ولكن إذا لم يكن احد قد دعي لهذا العمل لغاية ألان فها نحن ندعو إليه ومن خلال هذا المنبر الوطني وان يشارك فيه جميع الفنانين التشكيلين والنحاتين التونسيين لغرض أن يكون هناك نصب تذكاري وفي أهم احد الأماكن الإستراتيجية في العاصمة التونسية ليكون ذكرى إلى الأبد للأجيال القادمة والشعوب العربية وليتذكر الحاكم التونسي الجديد دائمآ أن نهايته سوف تكون قريبة جدآ إذا حاول الاستئثار بالسلطة , وان يكون هناك نصب أخر أمام القصر الرئاسي ويا حبذا لو يكون هناك ويخلد اسمه في احد أهم الشوارع العاصمة التونسية وفي كل محافظة تونسية يكون هناك شارع باسمه لان العمل الذي قام به بفداء نفسه وإحراقها أمام أنظار الناس هو الذي أدى بالنهاية إلى أن يتم خلع احد الحكام العرب الطغاة ولولا فعلته البطولية هذه التي قام بها لكان اليوم هناك الف بن علي غيره يمارس مهامه ويقمع المظاهرات البسيطة المتفرقة التي تخرج هنا وهناك , وكذلك أن لا ننسى عائلته وهي اليوم والله اعلم بأشد الحاجة للمعونة الاقتصادية والمادية والمعشية بعد أن فقدت احد اعز أفرادها والذي فدى بنفسه كل الشعب التونسي .

حذري كل الحذر من أن يلتف بعض السياسيين الانتهازيين والنفعيين واصحاب المشاريع المشبوهة المخابراتية على هذا الحدث المهم ويسرقون أحلام الفقراء والمسحوقين من الشعب التونسي وعلى قوى التحرر والحركات والأحزاب أن تأخذ حذرها من هذا الأمر ولكي لا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى لان تاريخ الشعوب هكذا تعلمنا !
واخيرآ وليس أخرآ لا يسعنا إلى أن نقول كلمة بسيطة إلى الشعب التونسي بروك فيكم وفي عملكم أيها الأحرار !
ومتى تنتفض الشعوب العربية على حكامهم الطغاة ! صدقوني عروشهم أهون من بيت العنكبوت !
لم يمنعني المرض والرقود في الفراش شافاكم وعافاكم الله من المرض من أن أشارك ولو بكلمات بسيطة لتخليد هذه الذكرى للشعب التونسي العظيم !
إعلامي وصحفي عراقي
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-11024.htm