لحج نيوز/حوار:عبدالرزاق العزعزي - حورية عبدالله الرياشي فنانة شابة من محافظة رداع.. هي الرقم ثلاثة بين إخوتها الستة.. يكبرها أمل وناصر الذين يتمتعون أيضاً بأصوات جميلة أيضاً، بيد أن ناصر لم يلقى النصيب الأكبر في الظهور الإعلامي حتى الآن.. تملك حورية صوت غاية في الجمال يشعرك بأنها نسخة مصغرة عن الفنانة الخليجية أحلام؛ سيما إذا تغنت بإحدى أغانيها التي تجعلك محتاراً لا تسطع التفريق بين صوت الفنانتين!. حورية التي تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً تدرس حالياً بالصف الثالث الثانوي بمدرسة الخنساء - صنعاء.. وتظهر لأول مرة في مقابلة صحفية خاصة بعد ظهورها الأول على قناة سبأ الفضائية في برنامج "نغم من سبأ" الأسبوع الماضي..
-ماذا عن أول ظهور لك أمام الجمهور؟ في قصر الشباب بصنعاء نظمت مدرسة الخنساء حفل تخرج الطلاب الأوائل كنت حينها نجحت من التاسع حتى العاشر وحصلت على المركز الثالث فقدمت أول أغنية لأحلام "نجحنا والله وفقنا.. ولم أقدم الأغنية من المسرح بل نزلت إلى الجمهور، بل لم أشعر بأي توتر من هذا الظهور!.
تفاجئ الكثير بأدائي وثقتي الكبيرة بنفسي وبدأت المدرسة تعتمد عليّ كثيراً في مهرجاناتها وتمثيلها في كافة المهرجانات والمسابقات والأنشطة والفعاليات المدنية التي كانت تنظم خارج المدرسة كاليوم العالمي للمرأة، وسجلت أغنية لمرضى السرطان.
-يقال أن ظهوركِ كان بناء على شهرة أختك الكبرى أمل؟
كانت أختي أمل تُعرّف بي حين يُطلب منها أن تعرفهم على فنانات يمنيات أخريات.. وأيضاً الفرص كانت كبيرة فقد كنت أذهب معها للمهرجانات التي تحييها للتعرف على الناس والاحتكاك بهم، فتحدث مصادفة غير متوقعة ليعرف الناس أني فنانة فيبدؤوا بالتواصل معي، كما حدث في برنامج نغم من سبأ الذي استضاف أمل في الخميس قبل الماضي وأثناء الحلقة سألت المقدمة أختي عن الأصوات النسائية اليمنية التي تعد منافسة لها فقالت أن صوت أختي حورية أشعر بأنه ينافسني بقوة وكثير من الشعراء والملحنين الكبار قد أشادوا به كثيراً.. فقالت المقدمة أنها مشتاقة لأن تسمع صوتي وتجري معي سهرة خاصة.. فطلب مني المخرج التنفيذي للبرنامج الاستعداد لأن أكون ضيفة الحلقة القادمة من البرنامج وكان أول ظهور تلفزيوني لي.
-إذن كيف استطعتِ الظهور كشخصية مستقلة عن أختك أمل؟
من خلال المهرجانات التي تنظمها فرقة النوادر الفنية كل عيد في مسرح حديقة السبعين.. أتذكر حينها أن الفنان نادر المذحجي طلب من أختي أمل أن تغني في المهرجان فقدمتني بديلاً عنها؛ كونها لا تحب الغناء في الحدائق.
-كيف توجهتِ للفن على الرغم من أن أختكِ فنانة؟
ليست أختي أمل فقط فنانة بل أخي الأكبر ناصر فنان أيضاً وصوته عذب للغاية ولكنه لا يحب أن يغني كثيراً ونادراً ما يشارك في بعض أعراس أصدقائه وحفلات التخرج وأحياناً الأعياد وتكون مشاركته تابعة لإحدى الفرق الموسيقية.. ويمكنني القول أننا توجهنا للفن بعد والدي الذي يملك صوت جميل للغاية ولكنه لا يغني في أي مكان سوى في البيت، وكان منذ القدم يتمنى أن يمارس موهبته في الغناء ولكن العادات القبلية منعته من هذا، ولم يمنعنا من الغناء وجعلنا نمارس موهبتنا بحرية.
نظرة مختلفة.. -قلتِ أن أباكِ لا يغني بسبب العادات.. كيف سمح لكِ بالغناء وأنتي فتاة؟ أساساً المجتمع ينظر للفنانة نظرة سطحية، ويقولون على كل فنانة أنها مغنية وهي التي تغني بالأعراس ويسخرون من ذلك بالتأكيد.. لكني حاولت أن أوضح لهم أن الفن الذي أحمله راق ولا أغني إلا بالمهرجانات الكبيرة والمحترمة جداً.. وأبي يعرف تماماً أن الغناء هو غذاء للروح والإنسان وحش مروض بالموسيقى، وقد دافع أبي كثيراً عن الفن من الهجمة التي تواجهه من أغلب أفراد المجتمع المتمسك بعقليته الكلاسيكية.. ويعرف تماماً أن العصر تطور كثيراًَ وتغيرت المفاهيم والناس أصبح أكثر ثقافة. وأحب أن أقول أن الفن رسالة إنسانية سامية يجب توظيفها بشكل سليم من خلال استخدام مفردات جيدة توعي مجتمع وتخدم بلد وتوصل رسالة إيجابية راقية على مستوى عالٍ يرضي الجميع.
تهميش واستغلال.. -ما دور الجهات المعنية بالاهتمام بكِ كفنانة شابة على وجه الخصوص؟
أحب أن أقول أن نقابة الفنانين اليمنيين ووزارة الثقافة الحالية وجودهما كعدمهما، ومعالي وزير الثقافة د. أبو بكر المفلحي لا يملك الحس الفني الذي يملكه خالد الرويشان ولا يتواجد كثيراً في الفعاليات الفنية التي تنظم هنا وهناك.. أيضاً أوضح أنه في السابق إذا فاتتني فرصة للاشتراك بأي مسابقة أجد اسمي قد أضيف تلقائياً في المسابقة القادمة، ولكن الآن تغير الوضع كثيراً.. يجب أن أحصل على لقب من خارج اليمن حتى يلتفت لنا الوسط الفني!.
- قلتِ عن وزارة الثقافة الحالية لا وجود لها.. السابقة ماذا قدمت؟
حقيقة لم تقدم شيء لكني حين قابلت الأستاذ خالد الرويشان أثناء ما كان وزير الثقافة في أحد مهرجانات يوم المرأة العالمي الذي غنيت فيه أعجب بصوتي كثيراً وأخذ صوراً تذكارية ووعد أمام جمع من الصحافيين أنه سيتبناني لأن مستقبلي في الغناء سيكون مشرّف، ولكن تم عزله بعد ذلك اليوم بفترة بسيطة وتحطم حلمي مع قرار عزله.. هو على الأقل كنا نراه متواجداً في الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة، وكانت الوزارة أثناء وجوده مختلفة تماماً عن الآن..
-وماذا عن شركات الإنتاج؟
شركات الإنتاج الفني في اليمن تستغل ولا تستثمر والدليل أن إحدى الشركات طلبت أن أنتج معهم ألبوم غنائي وقالت أنها ستعطيني المبلغ الذي أريده ولكن بالمقابل بنود العقد كانت ترغمني ألا أغني لغيرهم لمدة طويلة، فرفضت طلبهم لأن الفن أغلى من أن يحتكر لجهة ما، وأيقنت أنه لا يجب عليّ إصدار أي ألبوم في اليمن إلا إذا أنتجته خارج اليمن ووزعته بالسوق اليمنية. شركات الإنتاج لا تطلب منك أن تغني لهم ألبوماً واحداً وتنصرف لحال سبيلك، لكنها ترغمك أن تكون تابعاً لها وتنتج ألبومات متعددة.
-كلمة لشركات الإنتاج الفني؟
أتمنى منهم أن يجعل خدمة الفن اليمني أولى اهتماماتهم وليس المادة فقط.. وأتمنى منهم دعم مواهب الفنانين بدون أي احتكار.
أعمال قادمة.. -ما هي أعمال حورية القادمة؟
إذا كنا فعلاً نريد أن نخدم قضية فيجب التأني.. أما أنا فلا أحب أن أقدم أي أغنية خاصة بي إلا إذا توفرت الفرصة المناسبة والدعم المناسب حينها سأقدم فناً راقياً.. وأنا أساساً أملك أغنيتين خاصتين بي قدمتهما على المستوى الخليجي بعد أن تواصل معي الشاعر علي القحطاني شاعر الجزيرة، والشاعر الدكتور محمد بن عبود العمودي، فسجلت الأغنيتين بدعم كامل منهما.. وسأكون أكثر سعادة حين أسافر الخليج وأظهر من هناك.
-وماذا فعلتي لتحققي حلمكِ؟
أتواصل حالياً مع فنانين كبار على الساحة الداخلية والخارجية لأحظى خلال الأشهر القليلة القادمة بالقفزة الفنية النوعية لأثبت أن الفن النسائي اليمني له وجود كبير، وسأخبر الوسط الفني العربي أن فنانو اليمن يتم استغلالهم كثيراً ولا يملكون الدعم الكافي الذي يخرجهم من بوتقة الغناء بالأعراس التي تحصر الفنان بأنه مغني أعراس فقط!
مشاركات.. -ما أهم مشاركاتك وانجازاتك؟ شاركت في مسابقة مدارس أمانة العاصمة وحصلت على المركز الأول للعاميين الماضيين وهذا العام أطمح بالمشاركة ولكن النشاط الثقافي للمدارس لم يبدأ بعد.. شاركت في الملتقى الرابع للفتيات الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة قبل عامين وكنت من أفتتح الحفل بأغنية خاصة.. ولكن حين أردت المنافسة فيه قالت لجنة التحكيم أن صوتي أكبر من المسابقة فشعرت بإحراج كبير ولم أشارك حينها. مؤخراً شاركت الحفل الفني الذي نظمته سفارة جمهورية كوريا في صنعاء باحتفالية خاصة عن علاقات الصداقة في مجال الطاقة بين كوريا واليمن، وكانت مشاركتي غريبة، فقد تم استدعاء أمل للغناء وأنا كالعادة ذهبت معها، فالتقينا بأحد الحاضرين الذي كان يقول لأمل بأنه لم يشاهد أصوات يمنية جميلة بهذا المستوى واستفسر منها حول إمكانية مشاركتها في حفلات تابعة للجاليات اليمنية في الخارج، وأثناء ذلك قطع كلامه عازف الأوورج وقال له أن أختها أيضاً صوتها جميل.. فأخبر الحاضرين أنه قبل انصرافهم يجب عليهم أن يسمعوا أغنية أخرى لفنانة شابة فقدمت أغنية وشعرت بأن الكل كان سعيداً وصفق بحرارة على الرغم من أنهم لا يتحدثوا العربية، وبعد ذلك طلبوني أنا وأمل لتقديم الحفلات في الجاليات اليمنية في الخارج.
الداعمين والمؤثرين -من هم أهم الداعمين لصوتك؟
أبي ساعدني كثيراً وصقل موهبتي في الغناء وكان هو وأمي يحمسوني أن أواصل الغناء وأن أحقق حلمي، ولولاهم لما غنى أحدنا في البيت في ظل ثقافة العيب وانغلاق مجتمعنا وخاصة الأسرة التي ننتمي لها في رداع.. أيضاً أمي وأمل أختي والشاعران القحطاني والعمودي والملحن أحمد بن غوبل ومديرة مدرسة الخنساء الأستاذة وهبية إبراهيم التي تدعمني كثيراً وتشعرني بأنها أم أخرى لي من خلال الإشادات التي تشيد بي في كل المهرجانات التي تنظمها المدرسة أو المدارس الأخرى، أيضاً لا أنسى الفنان نادر عبدالرزاق المذحجي والفنان عبدالرحمن الأخفش. |