لحج نيوز -  دارين : ابنتي باللباس النوروزيّ .

الإثنين, 07-مارس-2011
لحج نيوز/خواطر:عبد اللطسف الحسيني -
إلى دارين : ابنتي

كأنّي أتنفّسُهُ , أتنفّسُ جحيماً حينَ أذكرُهُ , كأنّ أفعىً نفخَتْ في ترابٍ فجاء على شكل منعطف يرمي الصبيةُ فيه شغباً ألتقطُهُ قبلَ أنْ يُرمى .
أيّها النهرُ : أينَ خبّأتَ كلَّ هذي الظّلال التي مرّتْ بكَ أو مررْتَ بها فسحبْتَها إلى شهيقكَ .
أيّها النهرُ: ها أنا أمدُّ يدي لتمشيَ عليها مَرَحَاً لا يعدِلُهُ مرحُكَ حينَ تجلسُ الفتياتُ بجانبكَ .
: ها يدي زورقٌ يمشي على مائِكَ الوهميّ الفيّاض .
اهطلْ علينا أنتَ الذي لا ماءَ عندكَ , أيُّها النهرُ : ها أنا نهرُكَ وقد أصحبتُ جَدّي الذي يخبّئ رأسَهُ بيديهِ حين تأتيه شتائمُ الصبية , و كأنهُ – كأني – المُتهمُ بشرب كلّ هذي المياه .
مَنْ أَوقفَكَ قبالتي لأراكَ يتيماً .. خاسراً كأنّكَ – كأنّي - قادمٌ من معركةٍ طُعنتْ من الخلف فيها ؟.
لا تحدّثني عن خساراتِكَ أيّها النهرُ , فلي منها ما يملأُ كلّ جوانبي .
كنْ كما عهدْتُكَ : يخافُ هديرَكَ مَنْ يمرُّ بكَ هارباً وأنتَ تلاحقُ , لتلتهمَ ظلالَهُ .
كنْ كما عرفَكَ الصبيُّ : ماءٌ ميّتٌ أو عشبٌ يخجلُ من ذبولِهِ في الربيع .
......
هذي المياهُ التي لا تراها في النهر , إنها دموعي كي يرمي الصبية سفنَهم الورقيّة فيها .

في الصورة دارين : ابنتي باللباس النوروزيّ .

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-12647.htm