لحج نيوز/وكالات -
تقول الباحثة النفسية الألمانية إلكه إيكمان، من جامعة كولون، إن الإنسان يكذب 200 مرة في اليوم لكي يحافظ على استمرارية حياته وعلاقاته، وإنه لولا الكذب لتحطمت كل العائلات في ألمانيا.

مع هذا، رفعت الكنيسة البروتستانتية في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، كبرى ولايات البلاد من حيث عدد السكان، شعار "الصيام 7 أسابيع عن الكذب" لفترة الصيام المسيحية التي بدأت يوم 9 مارس (آذار) الجاري المسمى "أربعاء الرماد". وطالبت الكنيسة رعاياها بالصوم عن الكذب تكفيرا عن أشهر كاملة من السكر والعربدة والنفاق والانفلات الأخلاقي طوال أيام "كرنفال الراين" السنوي. وستنتهي فترة الصوم عن الكذب، حسب تصور الكنيسة، مع اليوم الأول من "الفصح" (القيامة)، الذي يصادف 24 أبريل (نيسان) المقبل.للعلم، "كرنفال الراين"، وخصوصا في معقله بمدينة كولون، يبدأ يوم 11/11 من كل عام ويستمر حتى "أربعاء الرماد" حين يبدأ الصيام. ويبلغ "الكرنفال" ذروته في الخميس الذي يسبق "أربعاء الرماد" والذي يطلق عليه اسم "ليلة النساء" حين يجوز للنساء اختيار الرجال كما يحلو لهن. ويحل بعده "اثنين الزهور"، وهو يوم "المسيرة الكرنفالية"، وينتهي بآخر جولات العربدة والجنون والمجون مساء الثلاثاء.الباحثة إيكمان اعتبرت شعار الكنيسة هذا العام "مزحة كرنفالية" لأن الإنسان، حسب تقديرها، لا يستطيع أن يعيش من دون كذباته البيضاء.

وتحدثت الباحثة الأكاديمية النفسية عن تجربة أجرتها مع ألماني أقسم على الصيام عن الكذب طوال 40 يوما، وكانت النتيجة معارك زوجية كادت تؤدي إلى الطلاق بسبب صدق الزوج. فقد صار الزوج يجيب بصدق أمام زوجته عن رأيه في تسريحة شعرها، والثوب الذي اشترته، والماكياج الزائد عن اللزوم.. إلخ. والزوجة نفسها اعترفت بأن زوجها صار يخبرها بأشياء لم تكن تود سماعها منه، مثل أن وزنها زاد 10 كلغ عما كانت عليه قبل الزواج. وبالتالي، وجهت إيكمان عناية الكنيسة إلى بعض أعراض الكذب التي لا تخطئ.

فالكذب يزيد من فرز هرمون التوتر كورتيزول وهذا يظهر على الكاذب بشكل "غمزة عين". ثم إن الابتسامة المفتعلة دليل على الكذب أيضا، ولا يقل أهمية عنها تغير بحة الصوت. أما أهم علامات الكذب فهي حك الأنف، كما فعل الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أمام الكاميرا حين أجاب على سؤال عن علاقته بمونيكا لوينسكي.