لحج نيوز/وكالات -
عرين الثعلب ...إنه بلدة محصنة في قلب العاصمة الليبية طرابلس ، إنه باب العزيزية المقر الرئيسي المحصن للرئيس الليبي معمر القذافي ، من الخارج لا يرى ال سورا لا يبدو منه شيء ، ولا يمكن الإقتراب منه لأي احد كائنا من كان ، وتبرز في الأسوار بعض الفتحات التي يقوم الجنود من خلالها بمراقبة القادمين واطلاق الرصاص اذا اقتضى الأمر ، الحراس كلهم يلبسون الصداري المضادة للرصاص ويضعون ايديهم على الزناد متأهبون في أي وقت للقتل من أجل الأخ العقيد ، يرتدون الزي المموه الذي يكاد يشبه زي المارينز الأمريكي ويرمقونك بنظرات ثابتة قاتلة.
حتى إذا كان لك موعد حدده القذافي نفسه فإنك ستقف على بوابة القرية المحصنة ، على باب العزيزية وسوف تمر من بوابات اشعة اكس حتى يتأكد الحراس من أنك لا تحمل اي اسلحة ثم ستترك هواتفك النقالة وجواز سفرك على البوابة وتتقدم ، خلق الأسوار ...أسوار اخرى من الأسلاك الشائطة والمصائد التي لايمكن ان يفلت منها أحد فيما لو حاول اجتياز البوابة الخارجية لباب العزيزية .
الضيوف ينتظرون في صالة للإنتظار مغطاة بمجموعة من المباني وصالات الإنتظار الأخرى التي تحجب الضيوف عن المارة داخل الأسوار ، المدخل يذكرنا بما يمكننا تخيله في الف ليلة وليلة مع بصمة اسارطية تشدك بحزم الى تذكر قوة العقيد ونبرته ، ولإجراء المقابلة مع العقيد انتظرت أربع ساعات في صالة الإنتظار وبين الحين والأخر كانت تطل فتاة جميلة وتحمل بين يديها فنجانا من الشاي لي يساعدني على الصبر والإنتظار ، المرة الأولى التي دخلت فيها باب العزيزية كانت في 1986 ، كانت دمارا حيث قامت الطائرات الأمريكية بقصفها ، ويومها وقفت زوجة العقيد امام الكاميرا ووجهت الشتائم للرئيس الأمريكي وكانت تحمل بين يديها عائشة ابنتها التي هي اليوم محامية وقد شاركت في الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين .
بعد أن تجتاز كل هذه المعوقات وتدخل من الباب الرئيسي الذي يقودك الى مقر اقامة العقيد يتغير الجو ، حيث تختفي الضوضاء القادمة من شوارع طرابلس ويتراءى لك المشهد وكأنك في سويسرا ، العشب الأخضر يغطي الساحات وخيمة العقيد ثلاثون مترا بخمسة عشر مترا والمكيفات موجودة على الجوانب وشاشة تلفزيون كبيرة من البلازما في المشهد ، و بقرة ترعى أمام الخيمة بهدوء وسلام .
يصل العقيد على متن سيارة كهربائية ، سيارة قولف ، يعتمر الشال واللباس العربي ، يبدو وجهه أكثر انسانية منه على التلفزيون ، يبدأ بصب جام غضبه على ساركوزي ، هذا مجنون ساركوزي إذا يفكر انه سيقصف ليبيا ، وبيرلوسكوني خائن ، أنا سأتحالف مع القاعدة إذا اضطررت لذلك وسأعلن الحرب على الغرب ، سأعلن الجهاد في سبيل الله ضدهم ، وحينما أسأله هل ستموت ، هل ستواجه نفس مصير صدام يضحك ببراءة ..
وأسأله قواتك تتجه نحو بنغازي هل ستقوم بمهاجمتها وتخليصها من أيدي المتمردين أم أنك ستتفاوض معهم
يجيب ، اتفاوض ؟ مع من ، الشعب يطلب مني تخليه من المتمردين من القاعدة لا يمكن أن أتفاوض مع القاعدة هؤلاء لا يقبلون التفاوض اصلا .
ولكن سيادة العقيد هناك مصطفى عبد الجليل قائد المجلس الوطني للثوار وقد كان قبل اسابيع وزيرا معك
لا هؤلاء يعتبرون أسرى عند القاعدة اما أن يكونوا في المجلس او يقتلونهم انهم مسلوبوا الإرادة ، العقيد مستاء أيضا من بيرلوسكوني يقول انه لا يدري ماذا يقول بحق بيرلوسكوني الذي كان يعتبره صديقا ، ويقول انه لن يتعاون مع ايطاليا الا حينما يسقط بيرلوسكوني وتذهب الحكومة وتحكم المعارضة الإيطالية مكانها.
*الجورنالي الإيطالية |