لحج نيوز/المنامة -
بعد 30 يوما على احتلال محتجين شيعة لميدان مجلس التعاون الخليجي، أخلت قوات الأمن البحرينية، فجر أمس، الميدان من المحتجين، كما أخلت أيضا شوارع رئيسية أخرى في العاصمة المنامة، كان المحتجون قد قطعوها، غير أن هذه المواجهات تسببت في مقتل 3 من أفراد الشرطة البحرينية ومثلهم من المحتجين. وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية البحرينية أن قوات الأمن العام وبمساندة من قوة دفاع البحرين توجهت إلى منطقة دوار مجلس التعاون حيث بدأت في إزالة الحواجز الموجودة في شارع الشيخ خليفة بن سلمان، وهو الطريق الرئيسي المؤدي للميدان.
وأشار في بيانه إلى أن القوات تقدمت بعدها تجاه الميدان «وأعطت الوقت الكافي للمتواجدين فيه لإخلائه والانسحاب منه ثم بدأت في عملية الإخلاء حيث واجهت عددا كبيرا من الكمائن التي تم نصبها من قبل الأشخاص المحتلين وذلك بقصد عرقلة تقدم القوات حيث أقاموا عدة متاريس وسارعوا بحرق الخيام وتفجير أسطوانات الغاز مما أدى إلى تصاعد الدخان الكثيف كما تم إطلاق نار مشدد من عدة أماكن بالمنطقة المحيطة بالدوار باتجاه القوة وتعمد بعض الأشخاص دهس أفراد القوة بالسيارات مما أدى إلى استشهاد اثنين من رجال الأمن وقد تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين في هذا العمل الإجرامي الشنيع».
هذا وقالت وزارة الداخلية البحرينية إن قوات الشرطة تعاملت أثناء هذه العملية بحذر «حرصا على سلامة المتواجدين في الدوار وتمكنت من السيطرة عليه وتعمل حاليا فرق جمع الأدلة وخبراء مسرح الجريمة على جمع الأدلة وتحريزها لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».
وفيما يخص مجمع السلمانية الطبي، وهو أكبر مستشفى حكومي بالبحرين وكان المحتجون قد اعتصموا فيه واحتلوه منذ بداية الأزمة، فقد قالت الداخلية البحرينية إن قوة أخرى قامت بتطويق المجمع بإخلائه «من المحتلين الذين قاموا بغلقه ولحام الأبواب ووضع المتاريس وسيارات الإسعاف خلفها لعرقلة تقدم القوة إلا أنها تمكنت من دخول المستشفى وإزالة الخيام وكافة مظاهر الفوضى».
كما أعلن المتحدث الرسمي باسم قوة دفاع البحرين (الجيش) البيان رقم 4 لقوة الدفاع بشأن إعلان حظر التجول في البحرين، والذي فرض منع التجول اعتبارا من يوم أمس وحتى إشعار آخر، على أن يسري المنع من الساعة الرابعة مساء ولغاية الرابعة صباحا وذلك في عدد من المناطق التي كانت محل اضطرابات في العاصمة المنامة.
كما منع بيان الجيش «التجمهر أو التجمع أو عقد المسيرات أو الاعتصامات في كافة أنحاء مملكة البحرين وحتى تعود الأمور إلى طبيعتها».
وعرض التلفزيون المحلي مشاهد مصورة لقيام قوات الأمن البحرينية بعملية تطهير مجمع السلمانية الطبي ممن سماهم «الخارجين على القانون». وأظهرت المشاهد قيام قوات الأمن بإزالة كافة الخيام التي نصبها هؤلاء والتي تسببت في تعطيل تقديم الخدمات الطبية إلى المرضى والمصابين فضلا عن استخدامها كمنبر غير شرعي لبث التحريض الطائفي، كما تقول الحكومة البحرينية.
كما عرض التلفزيون مشاهد تلفزيونية تظهر قيام قوات الأمن بتطهير دوار مجلس التعاون وفرار المعتصمين من الدوار «وهم يحملون السيوف والأسلحة البيضاء، وقد فتحت قوات الأمن لهم كافة المنافذ للخروج من الدوار دون الالتحام بهم داحضة التقارير والمزاعم في وسائل الإعلام المشبوهة التي تحدثت عن استخدام طائرات وأسلحة في عملية التطهير الأمني». بحسب بيان الداخلية البحرينية.
وقال البيان إن المعتصمين قاموا «بحرق الخيام في دوار مجلس التعاون لعرقلة حركة رجال الأمن والإضرار بهم مما يكشف زيف ادعاءاتهم بالسلمية».
من جهتها، استنكرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامي، التي تمثل التيار العريض من الشيعة في البحرين، و6 جمعيات سياسية أخرى متحالفة معها، ما سمته «الهجوم الوحشي المتعمد» الذي قامت به قوات الأمن، معتبرة أن هذه القوات استخدمت «كافة أنواع الأسلحة من طائرات الأباتشي والدبابات والرصاص الحي والانشطاري (الشوزن) صباح هذا اليوم (أمس)، وهو الهجوم الذي تم من دون سابق إنذار للمعتصمين وبعد عودة المعتصمين إلى الدوار بعد مجزرة الخميس الدامي وتعهد الأمير سلمان بن حمد ولي العهد بعدم التعرض للمعتصمين كأولوية لتهيئة الأجواء المناسبة للحوار الوطني».
ودعت الجمعيات السياسية كافة أبناء الشعب البحريني «إلى الصمود والمقاومة السلمية وإلى أخد الحيطة والحذر وتؤكد على حق الجماهير في التعبير عن آرائها السياسية والتظاهر السلمي كما تدعو المجتمع الدولي والدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه شعب البحرين بالتحرك العاجل لوقف هذا الهجوم الوحشي على أبناء شعبنا الأعزل».
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية في رسالة نشرت في الأصل باللغة العربية على موقع «تويتر» إن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن الحل للأزمة في البحرين هو الإصلاح السياسي الحقيقي لا الإجراءات الأمنية الصارمة التي تهدد بإشعال الموقف.
وأضافت أنه على الرغم من الشائعات المناقضة لذلك ظلت الولايات المتحدة تدعم بوضوح في السر والعلن العملية السياسية السلمية التي تفي بآمال وتطلعات الشعب البحريني.
وعارضت واشنطن ما سمته «القوة المفرطة والعنف» اللذين استخدما ضد المحتجين في البحرين وقالت إنها أوصلت مخاوفها مباشرة للحكومة البحرينية.
وأضافت وزارة الخارجية الأميركية «نعارض القوة المفرطة والعنف ضد المحتجين. وأثرنا مخاوفنا مباشرة اليوم مع البحرين».
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مقابلة تلفزيونية أمس إن البحرين وحلفاءها الخليجيين الذين أرسلوا قوات لمساعدتها في إخماد احتجاجات مناهضة للحكومة يتبعون مسارا خاطئا.
وأضافت في مقابلة مع شبكة «سي بي إس»: «نرى ما يحدث في البحرين مثيرا للقلق. نعتقد أنه لا توجد إجابة أمنية على تطلعات ومطالب المحتجين». ودعت البحرين للتفاوض من أجل حل سياسي مع المحتجين.
وتابعت في المقابلة «كما أوضحنا بشكل تام لشركائنا في الخليج الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الذين أرسل أربعة منهم قوات لدعم الحكومة البحرينية أنهم يتبعون مسارا خاطئا».
وقالت كلينتون «أوضحنا بجلاء للحكومة البحرينية وعلى أعلى المستويات أننا نتوقع منهم أن يمارسوا ضبط النفس وسنذكرهم بالتزاماتهم الإنسانية بالحفاظ على المنشآت الطبية مفتوحة وتسهيل علاج المصابين والعودة إلى طاولة الحوار».
|