الأحد, 20-مارس-2011
لحج نيوز - بدرية البشر لحج نيوز/بقلم:بدرية البشر -
بعد الحادي عشر من سبتمبر وجد العالم نفسه في صدمة، عبّر عنها بالكثير من الضجيج والمواجهات الفكرية، وطرح الأسئلة في الإعلام والمؤتمرات، وكل ما أمكنه أن يعيد بعث الأفكار وترتيبها ثم تصحيحها. الصحافة في السعودية واحدة من هذه المؤسسات الكونية التي عاشت هذا الضجيج، بل اعتبرت نفسها جزءاً منه، ومنذ ذلك اليوم والحديث عن الإصلاحات لا ينقطع.
منذ ذلك التاريخ والصحافة في السعودية تعيش جدلاً واسعاً ارتفع سقف التعبير فيه إلى درجات غير مسبوقة، وعهد الإصلاح الذي بدأه الملك عبدالله كان الداعم لها، وهو من أعطى التعبير الحق في أن يتوسع، ومنح الحوار سواء من قاعات مركز الحوار الوطني أو في الإعلام فرصاً متعددة، لكي يتحرر ويتلمس نفسه ومصيره ومستقبله. وفي رسم بياني لحركة التعبير في الإعلام في السعودية ستجد أن رؤوسه ترتفع بشكل ملحوظ، بل وتقفز في معدلات غير مسبوقة في أحداث ذات حساسية مميزة تهتز فيها الثقة بعين الرقابة إما تواطؤ أو غفلة، مثلما يحدث اليوم في قصة شركة سعودي أوجيه التي تتسرب أخبارها علانية وصراحة وفضائحية.
جاء الإعلام الجديد رافداً للإعلام القديم وراصداً له يزوده بأخبار ما كان لها بالأمس أن تتسرّب من قبضة الرقابة، مثلما حصل من تجاوزات في كارثة سيول جدة، وأيضاً تورط مسؤول في مخاطبات رسمية لمتابعة شهادة مزورة، وفضيحة شركة وطنية كبرى تسرق البلايين باسم عقود بناء ضخمة، ثم تبيع العقد بالباطن لشركة أخرى بنصف الثمن.
الصحافة لا تقوم بهذا الكشف لتزيد المواطن القارئ قلقاً، ولا لكي تخدر الرأي العام باليأس والإحباط ليصبح شعار المواطن رداً على كل قيل (وسع صدرك يا بن الحلال)، بل لكي تؤكد له أن الصحافة هي جزء من مشروع الإصلاح، وهي تقوم به على الوجه الممكن والمتاح.
بعض الشيوخ من هيئة كبار العلماء يشددون على مفهوم النصيحة للمسؤولين وأهميتها، هذا المفهوم الإسلامي الذي يقع في مرتبة دينية رفيعة ومهمة ليس سوى هذا الدور الذي يقوم به الإعلام الوطني الشفاف، الذي يراعي مصلحة الوطن والمواطن ويتتبع نقاط الفساد ما أمكنه، ويجمع دلائله ويقدمها بمساعدة من الرأي العام لرعاة الإصلاح وأصحاب المسؤولية. هذا هو مفهوم النصيحة في العصر الحادي والعشرين.
المواطن والإعلام اللذان قاما بدورهما في عملية الإصلاح ينتظران أن يجدا سرعة استجابة وتجاوباً لمعرفة حقيقة ما نشر وأبعاده وعواقبه، وهذا هو في حقيقته الطرف الآخر لمعادلة الإصلاح وبدون هذا التجاوب تظل المعادلة ناقصة.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-13059.htm