السبت, 26-مارس-2011
لحج نيوز - اوس الارياني لحج نيوز/بقلم:اوس الارياني -

منذ أن بدأت ما تسمى (ثورة الشباب) والداعون لها سواء من الشباب أو من أحزاب اللقاء المشترك ما برحوا يصدعون رؤوسنا بأن (الحكم للشارع) فهل ما زالوا عند رأيهم هذا اليوم؟!
لقد قال الشارع كلمته صرخة مدوية تزلزل آذان من كانوا يعقلون، هؤلاء الذين كانوا وما يزالون كبني إسرائيل في جدالهم العبثي القصد منه المماطلة دون رغبة حقيقية في التنفيذ، والفارق الوحيد بينهم وبين بني إسرائيل أن بني إسرائيل قالوا: (وإنا وإن شاء الله لمهتدون) ونتمنى أن تكون لدى المشترك النية –ولو حتى مجرد النية- أن يهتدوا.
إن التطورات المتسارعة فرضت على الشارع السياسي تقسيم الناس إلى 3 أقسام:
القسم الأول: يطالب بالرحيل الفوري دون استعداد للمناقشة والحوار بل حتى مناقشة تسليم السلطة أو حتى تحديد الآلية التي يرونها مناسبة لتسليم السلطة، فلم نسمع من أي طرف في المعارضة رؤيتهم الواضحة لآلية التسليم، بل إن أحد القيادات في المعارضة قال: (يسلم الحكم للشعب) وهي رؤية –كما ترون- عميقة، مفصلة، وكأن فخامة الرئيس سيسلم مفتاح شقة مفروشة!!
القسم الثاني: مع تسليم السلطة بآليات واضحة، حسب النقاط المطروحة سواء من المعارضة أو من فخامة الرئيس.
القسم الثالث: الأغلبية الصامتة التي لم تقرر موقفها بعد، وهي التي يتنازع الطرفان على كسب أكبر شريحة منها.
إن ما حدث امس من حشد جماهيري لا ينكره إلا أعمى أو جاهل أو مضمر شراً، هو بمثابة خروج عن الصمت للقسم الثالث الذي استفزته المكابرة السخيفة والعناد الطفولي من قبل المشترك (وأستثني هنا الشباب المخلص غير المتحزب)، فخرج جزء كبير من هذه الأغلبية الصامتة، مع العلم أن جزءاً كبيراً منها لم يحدد موقفه بعد.
هذا الخروج المهيب من شأنه أن يعيد الأقسام التي ذكرناها سابقاً إلى 3 أقسام جديدة:
القسم الأول: أعتقد أن الشباب في هذا القسم سيبدأ في إعادة النظر في حساباته، أما المتحزبون منهم فسيظلون على غيهم كما ظل بنو إسرائيل فلديهم غاية واحدة ومقصد واحد لن يقبلوا بغيره وهو الرحيل الفوري.
القسم الثاني: يجب أن يرتفع سقف مطالبه بعد هذا التأييد الكبير ليتراجع عن التنازلات المقدمة من قبل فخامة الرئيس ليبدأ الحوار مع المعارضة من المربع الأول.
القسم الثالث: الذي يفترض به أن يكون موقفه متوسطاً بين الطرفين، يجب أن يطالب بالرحيل المدروس نهاية 2011 أو بداية 2012 أو في نهاية الفترة الدستورية في 2013.
هذه هي التقسيمات الواقعية حسب المعطيات الجديدة، ولا أعلم كيف استطاعت المعارضة من جعل الرئيس يبدو في موقف المدافع عن نفسه بينما هو يمتلك التأييد الكافي (ليمد أبو حنيفة ولا يبالي). لكن المعروف عن فخامة الرئيس –على عكس ما يروج له البعض- أنه حريص كل الحرص على دماء اليمنيين، ويقدم الحوار على أي حل آخر، وإلا فإن الجماهير العريضة التي خرجت اليوم تعطي له مساحة تحرك شرعية كبيرة، إلا أنني متأكد أنه سيستمر في مبادراته من موقف القوي وليس من موقف الضعيف كما يحاول البعض إيهامنا.
إن الحكمة والعقل تفرضان على المعارضة أن تقبل مبادرة الرئيس فهي آخر ما يمكن أن يحصلوا عليه، وأستغرب من الشباب وليس من المشترك أن يرفضوا المبادرة على الرغم من أنها تحقق مطالبهم ولكن تأثير المشترك عليهم تجاوز حد المنطق العقلاني إلى التشبث الطفولي.
كلمة أخيرة: المبادرة الكريمة من الأخوة في المملكة العربية السعودية احتوت على نقاط سياسية واقتصادية، فإذا كانت النقاط السياسية مثار جدل وأخذ ورد بين السلطة والمعارضة إلا أن النقاط الاقتصادية نقاط لا يختلف عليها اثنان شريطة أن يكونوا مخلصين لهذا الوطن الذي نتمنى أن يرحمه الله برحمته، ولا أظن أحدنا لم يسمع بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، فهل تنتصر هذه الحكمة.. سؤال لا أستطيع الإجابة عنه، بل إجابته عند شباب اليمن الحر.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-13255.htm