لحج نيوز/ابين -
كشفت معلومات أمنية أن عشرات المسلحين من عناصر القاعدة ومجموعة من مليشيات الحراك المسلحة ضربت طوقاً حول مصنع الذخيرة في "خنفر" الذي تعرض لانفجار هائل اليوم أودى بأرواح العشرات، وأنها منعت سيارات الإسعاف والمطافئ من الاقتراب من موقع الحدث لإطفاء الحريق وإسعاف الضحايا.
وطبقاً لرواية شهود عيان فأن مجاميع القاعدة الذين استولوا على المصنع منذ عصر أمس الأحد، استعانوا بعدد من عناصر الحراك المسلحة لدعوة سكان المنطقة المجاورة لنهب ما تبقى من ذخائر ومعدات قبل وصول القوات الأمنية، فتهافت الأهالي بالمئات للنهب، غير أنه وبعد نصف ساعة من ذلك حدث الانفجار.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن عناصر القاعدة لم تكن لحظة الانفجار بعيدة عن المصنع، إلاّ أن أحداً منهم لم يتعرض لإصابة خلال الحادث، وانتشروا حول المكان ومعهم عدد من عناصر الحراك المسلحة التابعة للشيخ طارق الفضلي، والذين ما زالوا يحاصرون موقع الحادث، ويمنعون السلطات من الاقتراب منه.
كما تؤكد المصادر نقلاً عن سكان محليين أن عناصر القاعدة نقلوا من المصنع بعد منتصف ليل الأحد أربع سيارات محملة بالذخائر والمنهوبات، اتجهت جميعها نحو منزل القيادي طارق الفضلي، مرجحة ارتباط الجماعات المسلحة بالفضلي الذي يعد أحد قيادات القاعدة السابقين الذين التحقوا بالجهاد في أفغانستان، خاصة وأن معلومات سابقة نشرت أشارت إلى أن العمليات التي شهدتها أبين خلال اليومين الماضيين يقودها "خالد عبد النبي" زعيم ما يسمى بـ"جيش عدن أبين" في أول ظهور له منذ عملية "حطاط" التي قتل فيها عدد من السياح الأجانب.
ويبدو أن ظهور "خالد عبد النبي" في هذه الفترة وسع دائرة الشبهات وخلط الأوراق الأمنية، حيث أنه جاء بعد أيام من انشقاق اللواء علي محسن الأحمر- الذي يرتبط بالفضلي بعلاقة مصاهرة- والذي اتهمه السفير الأميركي الأسبق بصنعاء "توماس كراجيسكي" في وثيقة كشفها "ويكيليكس" مؤخراً تحمل تاريخ 17 سبتمبر 2005 انه (كان خلف إنشاء جيش عدن-أبين).. وهو نفس الاتهام الذي أوردته عدد من التقارير التي قدمها الحراك الجنوبي (تاج) إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي خلال عامي 2009 و2010م، في سياق المسوغات التي قدمها لتبرير مشروعه الانفصالي.
هذا وما زالت الانباء متضاربة بشأن أعداد الضحايا، غير أن الأرجح أن ما لايقل 50 شخصاً قتلوا خلال الانفجار بينهم عدد من النساء والأطفال، الى جانب أكثر من مائة مصاب- وفق تقديرات محلية وليست رسمية.
جدير بالذكر أن قوى المعارضة تقوم منذ أيام بتنفيذ مخطط اسقاط المدن بالسيطرة على معسكراتها ومقراتها الحكومية بهدف اسقاط النظام، وفيما نجحت في اسقاط أربع مديريات في أبين، فإن مديرية خنفر أصبحت اعتباراً من اليوم خارج نطاق السيطرة الحكومية، حيث أعلنت قوى المعارضة اخضاعها لوصايتها بلجنة تشكلت من كل من: د. محمود علي عاطف الكلدي- رئيسا، ود.محمد صالح الشدادي- نائبا، والمحامي عبد الله اليزيدي- ناطقاً رسمياً. |