الخميس, 31-مارس-2011
لحج نيوز - عادل عبدالإله لحج نيوز/بقلم:عادل عبدالإله -
في ثقافة الأمس استحال استنسار البغاث واستحال على القشة أن تكون طوق نجاة واستحال انتظار الخير ممن لم يكن لهم في أهلهم خير استحالة انقلاب نملة على أمها الملكة وتغيير قانون الحياة..
مستحيلات كثيرة اختزلتها ثقافة أمس الواقع المنطقي الذي ظلت فيه الحقيقة بلا بدائل وآمن فيه الناس بأن طفرة المال لاتصنع المجد الإنساني ولا تمنح حضارة الطفرة الطارئة ديمومة البقاء أو الحق في تزعم شعوب صنعت الحضارات وتوارثتها جيلاً بعد جيل أو انتزاع ومصادرة حقها الطبيعي في امتلاك عشرات القرون من التاريخ والحضارة والرقي..
كذلك كانت وستظل ثقافة أمس الحقائق المنطقية التي يجهلها الطارئون ولا يمكن طمس مدوناتها من ذاكرة وأرشيف الثقافة والتراث الإنساني..
أما في ثقافة اليوم فليس غير الزيف والمتناقضات والكثير من الطارئين والكثير ممن يتوهمون أن بإمكان قطرة زيت اختصار القرون وتلويث بحار الحضارة ومحيطاتها والانتصار على أزلية البقاء والخلود باللاشيء من الزمن واللاشيء من الحرية واللاشيء من الاستقلال والاستقلالية في صنع واتخاذ القرار واللاشيء من الخارطة واللاشيء من الأخلاق!!
اليوم تتوهم نملة أن بإمكانها قيادة القافلة والتحكم بها ورسم خطوط سيرها وتوجيه إرادتها وتقرير مصيرها وصنع حاضرها ومستقبلها وامتلاك الحق والقرار في إناختها وقت ما تشاء وكيف ما تشاء..
قد يكون من حق نملة امتلاك أسلحة الوهم والحقيقة المزيفة التي ترضي غرورها وتصورها وتجملها وتوهمها بأنها المخلوق الأكبر والأضخم من الديناصور والأشد ضراوة من الأسد والأقوى من الحصان والأكثر خداعاً ومكراً من الثعلب و... و.... الخ..
إلا أن النملة تظل في عيون العالم نملة تغرق في قطرة ماء ويرعبها منقار عصفور صغير وتظل أضعف من احتمال دهسة قدم وأصغر من أن تمتد أو تتسع وأهون من أن يبتعد أو يزداد كيانها قطر بوصة وكذلك كانت النملة الحالمة وكذلك سيظل ويبقى عهدها مع شديد اعتذاري للنملة المخلوق الحقيقي الصغير..

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-13423.htm