لحج نيوز/كتب:طه العامري -
تكاد الفوضى أن تكون عنوان المرحلة فيما مخاطر الر اهن تشبه كرة (الثلج) المتدحرجة من أعلى نحو هاوية سحيقة ما لها قرار فيما حكما الوطن يقفوا في (المنزلة بين المنزلتين) ربما يترقبوا لمن ستكون الكلمة الأخيرة وإلى أي جهة قد تميل الكفة .. والمثير أن ما يجرى يرسم لنا صورة ( سريالية) حافلة بكل الأطياف المتناقضة لكنا في المحصلة نكاد نكون والوطن أسرى في مثلث ( الانتهازية) حيث (القاعدة والحوثية والحراك الانفصالي) وبعض من رموز (الفيد) الذين لا هم لهم غير البحث عن مغارم في لحظة يكاد الوطن أن يكون يواجه أخطر مرحلة الفرز السياسي والاجتماعي على ضوء معطيات راهن الحال المثيرة لكل أشكال التساؤلات الباحثة عن إجابات حول مستقبل الوطن والنظام والتحولات والاستقرار الاجتماعي والدور الذي تحاول ( جماعة الإخوان المسلمين) القيام به بعد أن برزا مؤشر الاصطفاف ( الأخوان) يدل على أن الجماعة حسمت أمرها واتخذت خيارها باتجاه فرض وجودها على الخارطة الوطنية ليس كشريك في المعادلة السياسية كما عهدناها خلال سنوات التحولات الديمقراطية , التي استغلتها الجماعة واتباعها وأنصارها في بناء ومراكمة قدراتها (المادية) وحضورها السياسي واستطاع استغلال سنوات التحولات بطريقة ذكية أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم من الحال والموقف والرغبة في السيطرة على مقاليد السلطة والانقلاب على كل قيم الديمقراطية وعلى الدستور والأنظمة للمسار والمسيرة , وقد برزت ( الجماعة) في سياق منظومة المتغيرات الدراماتيكية التي شهدتها المنطقة وكأنها جزءا من الطيف القادم في سماء المنطقة خاصة وأن ما اُطلق عليه بثورة (الشباب) قد تم تجيرها من قبل (الجماعة) وبذات الطريقة التي شاهدناها في العديد من دول المنطقة التي شهدت تداعيات درامية مثيرة انتهت بتفكك أنظمتها لتبرز على أثر هذه التداعيات ( جماعة الأخوان المسلمين) كرقم بارز في واجهة الأحداث وهذا ما دفع ( الجماعة) في اليمن إلى اقتفى أثر أقرانها في المنطقة متسلحة إلى جانب قدراتها المعلنة ببعض الرموز ( العسكرية) و( الوجاهية القبلية) وشركاء ( الجماعة) على الخارطة السياسية إلى جانب ( خصومها) في الفكر والمعتقد والرؤى والتفكير والقناعات مثل جماعة (الحوثي) وجماعة ( الحراك) ..؟
لست أدرى أي دافع غير الدافع (الانتهازي) الذي جمع كل هؤلاء على سياق واحد ووحيد وهو ( إسقاط النظام) في حادثة انقلابية لا تحتاج للأدلة والبراهين فالجماعة وشركائها في ( كوكتيل المشترك) رفضوا وبوضوح كل الخيارات الديمقراطية كما رفضوا الاحتكام لسلطة الشعب وقراره وأغلقوا كل ابواب الحوار بفتاوى صدرها رموز الجماعة وتمسك بها شبابها وانصارها ومن يسير في ركبها , وقد بدأ واضحا أن المرابطين في ساحة جامعة صنعاء الذين أغلقوا كل منافذ الحوار والتواصل أيا كانت أدواته وطرقه كما أغلقوا الشارع العام والطريق العام التي لا يجوز قطعها باعتبار أن من يقوم بهذا الفعل يدان شرعا وقانونا ودستوريا ناهيكم أن قاطع الطريق في حكم الشرع يدان ب( الحرابة) وهذا ما قامت به الجماعة التي صادرة حقوق الشباب بل وطردت الشباب الذين كان لهم فعل السبق في الاحتجاج ليحل محلهم شباب ( الجماعة) ورموزها وقادتها , وهكذا صادرت الجماعة حقوق أصحاب الحقوق من الشباب ومن ثم راحت تطوع الجميع لخياراتها عاقدة العزم على ( إسقاط النظام) بكل السبل فكان أن لجاءت وفي سبيل الوصول لغايتها إلى نشر الفوضى والرعب والذعر في بعض المحافظات وقطع الطرقات والحيلولة دون وصول الإمدادات الخدمية المختلفة للمدن اليمنية ,كما أقدمت وعبر انصارها وبدعم من بعض رموزها العسكرية والوجاهية وبضعة ( مشايخ) يدينوا للحركة بالولاء والتبعية بحكم عوامل سياسية وليست ايدلوجية أو فكرية , كل هذا تم ويتم بهدف ارباك النظام من خلال هذا السلوك العصبي والتحريضي والمرابط عن محور وحيد هو (رحيل النظام ) ولآجل ذلك تحرك اتباع وانصار ( الجماعة) في كل مرافق الدولة وأجهزتها وفي كل القطاعات الشعبية ومرافقها إلى تقديم ( استقالاتهم ) وخلق حالة إرباك في الوسط الشعبي من خلال هذه التصرفات السالفة الذكر ومن خلال خطاب إعلامي تحريضي مثير يفتقد لأبسط قيم ومفاهيم المهنية وأخلاقياتها , بل أن بعض الوسائط الإعلامية التابعة للجماعة ورغم هويتها الإسلامية المزعومة مجازا إلا أن هذه الوسائط ابتكرت أبشع طرق ووسائل الكذب السافر والشفاف حد الوقاحة التي لم تبقي أي بقايا من انتماء إسلامي مزعوم لدى هؤلاء بدليل أن هذا السعار الجنوني والغير مسبوق في الخطاب الإعلامي والسياسي والمواقف المتصلبة للجماعة كل هذا يدل على أن الجماعة تتجه في طريق ( إسقاط النظام ) أو تفجير حرب طاحنة وضرب كل مقومات الاستقرار والسكينة ناهيكم أن الجماعة عبرت رسميا ومن خلال كبار رموزها وهو الجنرال / علي محسن صالح الأحمر الذي أكد على 0فشل الديمقراطية في الوطن العربي وفي اليمن خاصة ) وهذا يدل على أن الجماعة تقود انقلاب سياسي واجتماعي وثقافي شامل , أي أننا أمام مرحلة ( طالبانية) جديدة وعلينا أن نتوقع تبعاتها الكارثية إذا ما أدركنا أن جماعة ( الترابي) في السودان والتي تنتمي فكريا وعقديا لنفس التيار الفكري والمرجعيات الفكرية لجماعة الإخوان اليمنية , أقول أن حركة ( الترابي) ساهمت وبفعالية في أحداث السودان وتقسيمه نكاية بنظام البشير الذي تزعم الجماعة أنه خدعها بعد أن أوصلته للحكم وفي اليمن المشهد بين الجماعة والرئيس صالح غير بعيدا عن هذه المبررات فيما مواقف بقية التيارات السياسية والحزبية وخاصة المنضوية في ترويكا ( تكتل المشترك) تنطلق بدوافعها وخياراتها من حسابات ثأرية مع النظام والرغبة في الانتقام منه , الحوثية والحراك الانفصالي يجدون في ضمانات وطروحات بعض الوجاهات (القبلية) كافلا لهم بأن يتم ترتيب أوضاعهم وتلبية مطالبهم بطريقة أو بأخرى بعد سقوط النظام الذي يشكل الضمانة الراسخة للاستقرار والأمن المجتمعي وهو الضامن للتماسك الوطني وللوحدة وبالتالي في سقوطه غاية لكل أصحاب الثارات والمنافع العابرة , فيما بعض الوجهاء القبلين يجدون في النظام وفي الرئيس صالح تحديا لطموحهم وبالتالي يسعون جاهدين وبطرق غير مقبولة إلى أزاحته مستغلين أوضاع المنطقة , على خلفية إدراك هؤلاء الرموز القبلية بأنه وبعد سقوط نظام الرئيس صالح سيكون بمقدورهم السيطرة علي بقية المكونات الوطنية أيا كانت لأن مشكلة الكل هنا اصبحت مع الرئيس ونظامه القوى الذي يصعب زحزحته عبر الطرق الديمقراطية نظرا للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس صالح , أيضا يرى هؤلاء الشيوخ أنه وأن لم يتم التخلص من الرئيس وحلفائه في السلطة خلال هذه الفترة فأن من الصعوبة بمكان إسقاطه لا حقا والأصعب منه أن يكون لهؤلاء (الشيوخ والوجهاء) مكانا على خارطة الفعل السياسي الوطني أن لم يتم إسقاط النظام وإعادة ترتيب الخارطة بحيث يكون هؤلاء الوجهاء هم لا دونهم ( القوى الاجتماعية السائدة والمسيطرة والنافذة) على اعتبار أن هذه القوى ( الوجاهية والمشائخية) لا يمكنها الحفاظ على مكاسبها وامتيازاتها الاجتماعية في ظل وجود دولة نظام وقانون ودولة مؤسسات دستورية , لهذا نرى هذه القوى دوما تعيدنا والوطن إلى المربع الأول كلما بدأنا بوضع اسس ومقومات دولة المؤسسات , حدث هذا أكثر من مرة وعلى أكثر من رئيس يمني ذهب ضحية تأمر ( الرموز القبلية وجماعة الأخوان المسلمين) ولتحقيق أهدافهم دوما كانوا يستعينوا ببعض من اصحاب الثارات السياسية ليزينوا بهم حجتهم المظللة ومنهم يستمدوا شرعية وطنية وأن عابرة ..؟
الأخوان المسلمين يصرون اليوم على الوصول للحكم ولأجل هذه الغاية بدأت طوابيرهم وجماعة (القاعدة) وبالتعاون مع بعض الأطراف المناهضة للنظام من بعض الوجهاء الذين فقدوا مصالحهم مع النظام , وبعض أصحاب الثارات السياسية والحزبية والفاشلين ديمقراطيا العاجزين عن المنافسة لغياب القواعد الجماهيرية لهم فغالبية أحزاب (المشترك) هي أحزاب أسمية ونخبوية وليس لها قواعد جماهيرية إلا من بعض المقربين من الأسرة أو من القبيلة لكن كقواعد جماهيرية شعبية تغطي خارطة الوطن السياسية والاجتماعية فليس لدى أحزاب المشترك هذا الحضور باستثناء جماعة ( الأخوان المسلمين) التي تحظى بهذا الحضور لكنها أمام نفوذ وحضور الرئيس صالح يصعب عليها العمل بسكينة ولهذا نجدها اليوم تحشد كل أوراقها لأسقاط 0النظام) دفاعا عن وجودها ولهذه الغاية تحركت الجماعة وحلفائها في ( القاعدة) كما تحرك (الحوثي) وانصاره في مناطق نفوذهم بهدف إرباك النظام تعاونا مع الجماعة وخدمة لها ومساعدتها في التخلص من خصم _مشترك_ هو الأقوى حتى اللحظة لكن محاولتهم مستمرة ويبقى صمود النظام بصمود وتحرك أتباعه والموالين له في مواجهة ترويكا التآمر وزمرة الانقلاب على الشرعية الدستورية ويخوفنا أكثر هنا أن رموز الجماعة بالمطلق متفقين حول شعار واحد وحيد هو رفض الديمقراطية باعتبارها خيار فاشل وهنا تكمن الكارثة أن وصل هؤلاء للحكم حينها لن تكون اليمن إلا نسخة أخرى من ( افغانستان) ..!!
[email protected]