لحج نيوز/بقلم:سميرة حميد -
بعد أزمة الغاز تظهر اليوم أزمة المشتقات النفطية من جديد بسبب استمرار عناصر المشترك في عمليات التقطع للطرقات ومنع ناقلات النفط والغاز من الخروج من محافظة مارب في محاولة لافتعال أزمة جديدة بغرض تحقيق مكاسب سياسية..
أحزاب اللقاء المشترك تسعى من وراء تأجيج الأوضاع ومحاولة خلق أزمات حياتية إلى إثارة ردود الفعل لدى المواطنين للقيام بتظاهرات أو عمليات قطع للشوارع كما هو الحال بالنسبة لأزمة الغاز.
أزمة الغاز مثّلت واحدة من أساليب التصعيد التي يحاول المشترك من خلالها افتعال مبررات لمواجهات بين المواطنين وأجهزة الدولة وفي المقدمة أجهزة الأمن.. لكن هذا الأسلوب فشل حتى الآن بفعل وعي الناس.. فرغم أن الأزمة أدت إلى معاناة حقيقية إلا أن المواطنين كانوا أكثر وعياً ولم ينجروا إلى ما يسعى إليه المشترك من مواجهات، ولذلك لاحظ الجميع أن تلك الأحزاب عمدت إلى تجنيد الأطفال للقيام بعمليات قطع للشوارع في العاصمة بمبرر المطالبة بتوفير مادة الغاز.. لكن التعامل الحكيم من قبل أجهزة الأمن أفشل محاولات تلك الأحزاب إيصال الموضوع الى مرحلة مواجهة دامية بين المواطن وأجهزة الأمن.
اليوم بدأت أحزاب المشترك بافتعال أزمة جديدة لتشمل المشتقات النفطية بكاملها، معتقدة أن ذلك قد يسهم في إيقاف حركة المرور وتعطيل أصحاب المركبات والسائقين عن العمل، ما يؤدي إلى خروجهم في مظاهرات قد تعمل أحزاب المشترك الى تحويلها إلى أعمال فوضى وتخريب وشغب ومواجهات دامية بين المواطنين والأجهزة الأمنية، وبالتالي تحقيق مكاسب سياسية ترى انها وسيلة للتهرب من توقيع المبادرة الخليجية.
ربما ينجح المشترك من خلال أزمة المشتقات النفطية في إحداث نوع من التذمر لدى المواطنين؛ لكن الأكيد أنه لن يستطيع استغلال ذلك التذمر لإحداث مواجهات دموية يسقط فيها ضحايا، لأن الوعي الشعبي بات قادراً على تمييز الصح من الخطأ والكذب من الصدق وبات يدرك أن أحزاب المشترك تسعى إلى الهروب من حل الأزمة عن طريق التوقيع على المبادرة الخليجية من خلال محاولات التصعيد عبر وسائل عديدة كلها تهدف إلى إيصال الأزمة إلى مرحلة عنف وقتل تجاوز موضوع التخريب والشغب علها تفلح في إقناع الرأي العام في الضغط على النظام لتحقيق ما تريده من انقلاب حتى لو كان ذلك الانقلاب دموياً وثمنه أرواح الأبرياء.
ولعل ما يؤكد تورط هذه الأحزاب في افتعال هذه الأزمة هو تزامنها مع رفضها التوقيع على المبادرة الخليجية وإصرارها على جعل باسندوة هو من يتولى التوقيع بدلا عن المشترك من ناحية ومن ناحية إصرارها على تفسير بنود المبادرة كما تريد هي والتنصل عن تنفيذ بنودها وأولها عدم رفع الاعتصامات .
في مقابل هذا التصعيد تصبح أجهزة الدولة مسئولة عن إيضاح الحقائق للناس عبر مختلف وسائل الإعلام وعدم الصمت حيال ذلك من جهة ومن جهة أخرى فان عليها اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير المشتقات النفطية من خلال مواجهة العناصر التخريبية التابعة للمشترك والتي تمارس اعمال التقطعات ومنع ناقلات النفط والغاز من الوصول الى العاصمة والمحافظات بغية خلق ازمات يومية متكررة هدفها جعل الناس يخرجون في مظاهرات تستطيع من خلالها تلك الاحزاب ارتكاب اعمال عنف وقتل للمواطنين وتحميل الاجهزة الامنية المسؤولية .