لحج نيوز/بقلم : عبدالكريم صلاح -
إن اليمن أرضا وإنسان وحضارة يتصدر قائمة الشعوب فأرضه طيبة : قال تعالي(( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور )) 15 سبأ
وأما شعب اليمن فيكفيك قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيهم ( أتاكم أهل اليمن هم ارق قلوبا والين أفئدة ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الإيمان يمان والحكمة يمانية)
وأما في حضارته فيكفيك قوله تعالى (( الم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد)) فلم يوجد حضارة على وجه الأرض كحضارة ارم وعاد بنص القرآن الكريم.
فأرضه طيبه وشعبة شعب الحكمة والإيمان وحضارته لا تضاهيها حضارة على وجه الأرض
إن الشعب اليمني يعد البذرة الأولى لحضارة شعوب الجزيرة وقد ساعد في ذلك وعي الإنسان اليمني القديم ومعرفته بأهمية الاستقرار لتكوين ما عرف باسم ألدوله وكانت دولة اليمن تعد من اكبر الدول القديمة وقد شهدت أرضها في فترات من تاريخها توحيدا ضم أجزاء اليمن كلها بما فيها الأجزاء الشمالية التي لم تعد خاضعة حاليا للسيادة اليمنية . لقد استمر اليمن على هذا النحو إلى قبل فترة قريبه . وحين وقع الشمال تحت سيطرت الأتراك والجنوب تحت حكم الانجليز وقع كل من الإنجليز والأتراك في اتفاقية الحدود بينهم عام 1914م، وحاولوا صياغة شخصية خاصة لجزء من اليمن تباين الأخرى، لذلك لا غرابة في أن يبدو هذا التشطير القصير العمر نسبياً نشازاً في تاريخ اليمن ، وهذا الوضع النشاز هو الذي حافظ على مشاعر اليمنيين تجاه الوحدة كمخزون وطني ضاغط على الحكام الذين لم يستطيعوا تجاوزه ، وإن أوهموا أنفسهم بأنهم قادرين، ولذلك كانت الانتكاسة النفسية كبيرة لدى اليمنيين وهم يرون أن الأجنبي الآخر الذي شارك في التشطير يجبر على الرحيل ولا تتم الوحدة بعد رحيله.
لم تتم الوحدة بعد جلاء الإنجليز بفعل تشابك وتعقد الاتجاهات السياسية وهيمنة الإيديولوجيات على طبيعة أنظمة الحكم العالمي آنذاك والمؤثرة على مصائر البلدان الصغيرة والضعيفة، وأخذ الشطران تحت تأثير الأيديولوجيات السياسية و الوضع العالمي القائم يبتعدان سياسياً عن بعضهما فيما أفئدة الجماهير اليمنية في كل اليمن تلتهب شوقاً لإعادة توحيد اليمن، ولم يكتف الشطران بالابتعاد عن بعضهما ، لكنهما خاضا حربين داميتين في الأعوام 72 و 1979م ، وظلت أشواق اليمانيين نحو الوحدة تعبر عن نفسها بأشكال شتى وفي كل اتفاقية عقب كل حرب أو أزمة في العلاقة بين الشطرين إلى أن تحققت الآمال بإعلان الوحدة اليمنية و قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م.
لقد كانت تلك الفترة التاريخية التي عانى منها اليمن كما يقول نزار قباني الشاعر اللبناني المعروف( فترة سؤ تفاهم عبثي وخصام بين بشر يمثلون الجذر الأصلي لأمة يعبد أبنائها إلها واحدا ويتكلمون لغة واحدة ويجمعهم تاريخ مشترك) لقد انتهى العبث والفوضى وعادت الغابة كما كانت إلا أن قوى الشر ما تزال تحيك المؤامرة تلو الأخرى من اجل الأحقاد والمطامع الشخصية . إنهم يتحدون إرادة الأمة ويسعون للتفرقة وزرع الخلافات بين أبناء الوطن الواحد . إنني لا أقول هذا ارتجالا فها هو أبو بكر العطاس في مقابلة في الـــ B.b.C أجرها معه حسن معوض في برنامج في الصميم يوم الخميس بتاريخ 24 فبراير 2011 أكد في هذه المقابلة أن المرحلة التي ستلي سقوط النظام هو فك الارتباط بين الشمال والجنوب وكأن الوحدة عقدة حبل سيفكها العطاس بيده وقال لا يعني إن إسقاط النظام تسقط القضية الجنوبية بالعكس
وها هو الانفصالي الثاني على سالم البيض يظهر في مقابلة تلفزيونية على قناة الحرة الأمريكية يوم الأربعاء الموافق 30 مارس 2011م مثيراً في مقابلة يوجهها إلى أبناء الجنوب في نزعة عرقية وجاهليه لم نشهد لها مثيل محرضا إياهم على الانفصال وتزامن ظهور حميد الأحمر في قناة السعيدة في نفس اليوم في تناقض مفضوح مع علي سالم حيث أكد في خطابه على أن يناء الجنوب مطالبهم هي إسقاط النظام وتعميق الوحدة وكان الاثنين قد اتفقوا على القسمة الغير شرعية.
وليس هذا فقط ما نراه من مؤامرات ضد الوحدة فها نحن نرى من جديد مساء يوم الجمعة الموافق 20/5/2011 علي سالم البيض يعود ليظهر لنا من جديد في قناة "عدن لايف" الانفصالية في خطاب لأبناء الجنوب يكرر ما ذكره سابقاً ليؤكد على الانفصال ودعا فيه دول مجلس التعاون الخليجي إلى دعم خيارات أبناء الجنوب في استعادة دولتهم و"فك الارتباط مع الشمال". .
وبرغم من الجهود الذي بذلها ويبذلها فخامة رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المشير علي عبد الله صالح وبرغم التنازلات التي قدمها إلا أنهم ما تزال تسول لهم أنفسهم الخبيثة تفتيت الوطن وإنها أمنية ما هم ببالغيها حتى تطلع أرواحهم من أجسادهم ويبعثهم الله ويحاسبهم على خيانة وطنهم .
إن الرئيس حفظه الله في ظل هذه الأزمة السياسية قد سعى لحقن الدماء ووافق على التوقيع على المبادرة الخليجية من اجل سلامة اليمن واستقراره والحفاظ على وحدته كما نادي إلى انتخابات رئاسية مبكرة وان في هذا دلالة قاطعة على نوايا الرئيس الحسنه ، وإنني باسم المؤتمر الشعبي العام وباسم الشباب المخلصين الأوفياء لوطنهم نتقدم بالتهاني والتبريكات لفخامة رئيس الجمهورية وصانع الوحدة ابن اليمن البار المشير علي عبدالله صالح ونهنئه بالذكرى 21 للوحدة الوطنية المجيدة
كما نقول للذين تسول لهم أنفسهم بالمساس بالوحدة والديمقراطية والشرعية الدستورية والذين يحاولون زعزعة الوطن واستقراره إننا مع رئيسنا حتى أخر قطرة من دمانا وانه لو خاض بناء البحر لخضناه معه ما تردد منا رجل واحد وذلك لسبب بسيط آلا وهو أنه واقف في جانب الحق وانتم واقفون في كفة الباطل . فالحذر الحذر ونعم للوحدة ونعم للشرعية الدستورية ولا للفوضى والهمجية اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.