لحج نيوز/ بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي -
يجب ألا يفكر القادة الفلسطينيون لوحدهم عند اختيار رئيس الحكومة القادم والوزراء القادمون في حكومته ، بل يجب مشاركة كثير من الشخصيات المغيّبة ، خاصة من رجال الفكر والسياسة الذين لا يجمعهم هذا التيار أو ذاك الإطار ... وذلك احتراما لكفاءات قيادية كثيرة مهمشة في مجتمعنا الفلسطيني وفي الشتات ، مع الاعتبار الكبير لحساسية المرحلة الفلسطينية الراهنة ، ولصعوبة ردم الهوة العميقة بشكل سريع ؛ بسبب التراكمات الحادة بين حركتي فتح وحماس ...
كثير من الرجال والشخصيات التي لا وزن لها عند صانعي السياسة وأصحاب القرار الفلسطيني ، يتمتعون بصفات قيادية كبيرة ، وأخلاق عالية ، وفكر موزون عميق ، لم يحالفهم الحظ في الوقوف تحت الأضواء ، ولم تصنعهم الظروف ، وهم على درجة كبيرة من النزاهة والشفافية والمهارة القيادية ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، الدكتور طلال إبراهيم خلف من سكان مدينة غزة ، والذي أمضى ثمانية عشر عاما ونصف في باستيلات العدو الصهيوني منذ 31 – 1 – 1971 وحتى 18-7- 1989 ، ونسف الاحتلال بيته سنة 1971 ، وحصل بعد خروجه من السجن على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ، وله مؤلفات ودراسات كثيرة ، كتبها بعد خروجه من السجن أيضا ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : قيم اليهود في القصص القرآني – رحلة الحج المباركة – القدس أرض الأنبياء والشهداء – دور العلماء في الدفاع عن فلسطين – ومن أبحاثة :– التربية الروحية في الإسلام – دراسة مقارنة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين - كما له مشاركات كثيرة في العديد من المؤتمرات والندوات وورشات العمل ، وهو معروف للجميع بشخصيته كمفكر وصاحب تجربة ، وكشخصية اعتبارية لها قبول واحترام عند جميع القوى الفلسطينية ...
ليس فقط الدكتور طلال خلف هو الوحيد من بين أبناء الشعب الفلسطيني الذي يتمتع بهذه المواصفات ، بل مثله كثير من الرجال ، وهم جديرون بأن تهتم قياداتنا بهم ولو بالحد الأدنى من المشورة وأخذ الرأي ...
ينبغي النظر لهذه الكفاءات ، وعدم تهميشها ، لعلها تملك رؤية جديدة عند استلامها الحكم والقيادة ...
كاتب فلسطيني