لحج نيوز - الحارس الشخصي للزنداني

الأربعاء, 06-يوليو-2011
لحج نيوز/حاوره:عادل بشر -
تفيدنا ممتلكات الاشتراكي في 94 بفتوى دينية.. والشميري سرق الغنائم.. وأنا حصلت على سيارة الجفري
- ساحة الاعتصام تحولت إلى اقطاعية لعلي  محسن والجرحى والقتلى يتم تجهيزهم قبل المسيرات
- الجناح العسكري للإخوان كلفني في 94 باغتيال زعيم البهرة بسيارتين مفخختين أثناء خروجه للصلاة ووالدتي أفشلت العملية
- ما يحدث في ساحة الاعتصام من إقصاء وعنف نموذج لما سيحكم به الاخوان في حال وصلوا إلى السلطة.. و"ثورة الشباب" أحدثت شرخاً اجتماعياً لم نكن نتصوره
- قبل أيام من الثورة كان كوادر الإصلاح يدعون في الجوامع لعلي عبدالله صالح بطول العمر وعندما خرج الشباب للاعتصام انقلبوا 360 درجة
- كوادر الإصلاح في الساحة لا يقبلون بالآخر.. والناصريون والاشتراكيون أكثر وعياً.. والحوثيون أكثر تفهماً
- هناك إقصاء داخل الإصلاح نفسه للكوادر الوطنية واذا لم تكن معهم فأنت عميل وأمن قومي وخائن
- الاخوان يستأجرون شققاً في منازل مجاورة للساحة ويستخدمونها معتقلات ومخازن للأسلحة
- الأسلحة موجودة في خيام "الاخوان" منذ بدء الاعتصام وهم يعدون لمواجهات مسلحة
- المعتقلات موجودة في ساحة الاعتصام وداخل الفرقة وما يحدث للشباب لا يجب السكوت عنه
- الزنداني عام 93 قال إن علي عبدالله صالح أفضل رجل حكم من عام 62 إلى الآن.. وحرَّم الخروج عنلى ولي الأمر
- مبادئ الاخوان تغيرت وأصبحوا يعملون لحساب امريكا
- انتمائي للاخوان كان أكبر غلطة.. وأجمل أيام عشتها في افغانستان
- الزنداني كان ضيف شرف في افغانستان ولم يخض أية معركة وأشك في انه كان يعمل على التوفيق بين فصائل المجاهدين
- الشميري سرق غنائم حرب 94 وأنا أخذت سيارة الجفري
- أشياء كثيرة تحدث داخل "الجماعة" خارج اطار الدين
- شباب من جامعة الإيمان ومن ساحة الاعتصام شاركوا في أحداث الحصبة.. ورفضنا الخروج في مسيرة مؤيدة لأبناء الأحمر
- عمليات تجنيد واسعة من قبل الفرقة لشباب الاخوان.. والمستقلون رفضوا التسلح
- الاخوان استقدموا مخرجين سينمائيين امريكيين لتدريب عناصر يعملون في المستشفى الميداني على دبلجة مشاهد الجرحى والقتلى
- تدربنا في افغانستان على يد ضباط افغان وسوريين وعراقيين ويمنيين
- عندما عدت من افغانستان حرَّمت كل شيء وأول عمل قمت به كسرت التلفزيون
- الاخوان استخدمونا في افغانستان باتفاق مع امريكا وقبضوا ثمن كل شخص قتل أو جرح
- من يعارض الإصلاح في ساحة الاعتصام يتم اخفاؤه في معتقلات الفرقة ويتهمون الأمن القومي باختطافهم
- في جمعة الكرامة لم يكن هناك قناصة تابعون للنظام والضرب بالرصاص كان من داخل الساحة والأحداث كلها كان مخططاً لها مسبقاً
- رجعنا من افغانستان لمقاتلة الاشتراكيين بفتوى دينية أباحت لنا قتلهم وسلب ممتلكاتهم


في منتصف ثمانينات القرن الماضي تعاقدت أمريكا مع علماء "الاخوان المسلمين" ومشائخ الحركات الإسلامية لمحاربة أعدائها الروس في أفغانستان.. وكان العرض مغرياً حيث تمت الدعوة لـ"الجهاد" والتعبئة الجهادية التي يمتاز بها الاخوان المسلمون.. قدم العشرات من الشباب أرواحهم رخيصة للموت في جبال أفغانستان، حتى ينالوا الشهادة دون أن يعلموا بالثمن الذي قبضه قادتهم..
من هؤلاء الشباب الجهاديين الأخ محمد أحمد البشاري الذي تم استقطابه لحركة الاخوان المسلمين ليذهب بعد ذلك للجهاد في افغانستان، وتمكن من الارتقاء في "الجماعة" حتى اختاره الشيخ عبدالمجيد الزنداني أحد المرافقين الشخصيين له..
وفي 94 كان للبشاري مكان في الحرب المشروعة بفتوى دينية، والآن هو أحد القيادات الشابة في ساحة الاعتصام.
لذلك يعتبر محمد أحمد البشاري شاهد عيان حي لكل تلك المراحل.. وفي هذا اللقاء المطول الذي أجرته صحيفة "الجمهور" معه يكشف الكثير من الخفايا..

 * نريد في البداية من خلال نبذة مختصرة تعريف القارئ بالأستاذ محمد البشاري؟
** محمد أحمد البشاري.. إنسان يمني بسيط، من عائلة متوسطة أو مرتاحة نوعاً ما.. متزوج ولدي ولدان جهاد وأمين.. من مواليد مديرية الحدأ محافظة ذمار.. درست في صنعاء بداية الثمانينات فيما كان يسمى "مدرسة الفيصل" والتي اسمها الآن "26 سبتمبر".. درست الإعدادية في مدرسة "بغداد" والثانوية في مدرسة "الكويت" وأكملتها في "عبدالناصر".. التحقت بالجامعة كلية التجارة والاقتصاد إدارة أعمال، وتخرجت منها.. بعد رجوعي من أفغانستان.. اشتغلت في القطاع الخاص، مقاولات ومكتب دعاية وإعلان.
* وفي الجانب السياسي؟
** في الجانب السياسي كنت منخرطاً ضمن جماعة الاخوان "التجمع اليمني للإصلاح" من قبل الوحدة سنة 88- 1989م حتى عام 1997م.
* سنعود إلى هذه النقطة لاحقاً.. نبدأ بساحة الاعتصام.. أنت أحد الشباب المعتصمين في الجامعة ومن تكتل المستقلين "شباب اليمن الحر".. كم عدد أعضاء "تكتل المستقلين الأحرار"؟
** تكتل "المستقلين الأحرار" عبارة عن ائتلافات وحركات تقدر في حدود 70 أو 80 حركة وائتلاف، ويضم شخصيات ودكاترة ومثقفين.
* أنتم أول من خرجوا؟
** نعم..
* مع مَنْ.. مع توكل أم مع أحمد سيف حاشد؟
** في البداية أحمد سيف حاشد هو اللي قام بالمبادرة، وتوكل قامت بها تحت منظار الجعاشن.. صوت الجعاشن في الجامعة القديمة.. التحقت بعدها في الجامعة الجديدة بالشباب الذين خرجوا من كلية التجارة.. كانوا عبارة عن أشخاص نزيهين، وأنا أسميهم "زهرة شباب اليمن".. لا ينتمون إلى أي حزب ولا إلى أي تنظيم ولا يمثلهم أحد.. هكذا كانت في البداية.. بعدها دخل الاستاذ أحمد سيف حاشد وجاءت توكل.. ولأن توكل تمتلك دعماً وإمكانيات قامت بالسيطرة أو بسطوة القيادة بالدعم الذي كان في يدها، الشباب لم يكن معهم الامكانيات التي تؤهلهم لعمل اللافتات والمنشورات، ولكن كان فكرهم سليماً ونظيفاً.
* وتوكل كانت تتكفل باللافتات وطباعة المنشورات؟
** كانت تتكفل بذلك لأن معها تنظيماً يدعمها.. أيضاً معها دعم خارجي مستقل كان يصل لها عبر "صحفيات بلا قيود"، وكان يصل لها دعم آخر من جهات أخرى، إضافة إلى حزبها الذي هو "التجمع اليمني للإصلاح" والذي كنت أحد رواده أو كوادره.. فأي إنسان يمتلك المال هو الذي يمتلك القيادة والسيطرة.
* لكن توكل في البداية خرجت على أساس أنها ليست في الإصلاح وأنها مع الشباب المستقلين؟
** هذا المفهوم الذي روَّجت له هي.. أنا الآن لما أشتي اعمل شيئاً لا بد أول حاجة أنكر نفسي عن هذا الشيء، على أساس أنك لا تتحسس مني، وتبدأ تسمع كلامي وتنجر معي.. لو قلت لك أنا اصلاحي واشتي أعمل كذا كذا، ستقول معك انتخابات ليش جئت تأخذ أحلامي، واتركني أحلم بالذي أشتي!!..
* متى بدأت تتضح نوايا توكل أنها تنفذ مهمة حزبية للإصلاح.. هل ممكن نقول أنها بدأت تسيطر منذ الشهر الثاني من بداية الاعتصام؟
** لا.. مش من الشهر الثاني.. في بداية الأمر مثلما قلت لك الشباب كانوا فعلاً مسيطرين.. وكانت توكل في البداية تطرح أفكاراً، نعمل كذا ونصلح كذا.
* وهم بعدها؟
** طبعاً لأن ما دام هذا الشيء يخدمني ويخدم فكرتي وسيعبر عني، ليش لا.
الشباب يرفضون توكل
* لكن أعتقد أن الشباب بدأوا يعارضونها بعدما حصلت إقصاءات وعنف؟
** مش بدأوا يعارضونها، بل يرفضونها رفضاً تاماً.. لكن إذا كنت أنا ارفض، هناك مجموعة أخرى لا تستطيع أن تعمل شيئاً.. يعني بعض الشباب يقول لو كانت مستقلة فعلاً أنا كنت با أقدم راسي، بس مثل هذه مسيسة وممنهجة فأنا أرفض.. لكن بعض الشباب يقول لك أنا ما بش عندي حل آخر، ما فيش معي بديل إلا ان أنصاع لهذا الشيء وأنجر وراءه.. مثلما قلت لك العملية في بدايتها كانت نزيهة ونظيفة، ويمكن كانت سوف تخدم اليمن وتخدم الأطراف كلها "السلطة والمعارضة" وتخدم المجتمع لو أنها استمرت في نظافتها.. لأنه لم يكن فيه حاجة اسمها مطالب عليا.. كان فيه مطالب محددة وهي إصلاح وتغيير واجتثاث الفساد هذه كانت مطالب الشباب.
* وكيف تغيرت إلى مطالب بإسقاط النظام؟
** تغيرت عندما دخلت الأحزاب في هذه العملية عبر كوادرها وأصبحوا يمثلون الأغلبية عن الشباب النزيه.. وأصبحت لهم السيطرة بعد ذلك عندما بدأوا يستولون على منبر الإعلام، لأن الشباب - كما قلت - لم يكونوا يمتلكون الامكانية التي ستوفر لك سماعات ومايكروفونات وخياماً وكذا.. لم يكن لديهم امكانيات.. حياة بسيطة جداً.. خيم سفري كان يشترك في الخيمة الواحدة ثلاثة أو اربعة وأحياناً ستة أشخاص مستقلين، غير أن الأحزاب دخلت في هذه العملية عبر كوادرها في البداية، مع العلم أنها لم تدخل رسمياً إلا فيما بعد، لكن كوادرها كانوا موجودين بصفة مستقلة، وعندما وصلت لهم توجيهات من قادة أحزابهم ظهروا أنهم حزبيون أكثر من كونهم مستقلين.
* حدثت كثير من الاشتباكات بينكم وبين الشباب الاصلاحيين؟
** حصلت في الجامعة حتى من قبل الاعتصام، وحصلت أيضاً في بداية الاعتصام، وبعد ذلك بدأت المنصة تعمل، وبعدها أقصوا الأستاذ أحمد سيف حاشد من العملية بسبب المنهج العدائي المتواجد دائماً في العالم العربي، لا نحب ان نفكر في كسب الآخرين بسلوكنا.. بأخلاقنا لأنها ذابت.. انتهت.. لا يمكن يقبلك أو يتقبل رأيك!!.
الإصلاح لا يقبل بالآخر
* تقصد لجنة النظام أم شباب حزب الإصلاح؟
** الإصلاح أو اللقاء المشترك عبر كوادره يرفضك.. إما أن تكون ضمن هذا المسار أو أنت عميل وأنت أمن قومي وأنت بلطجي وأنت خائن.. يعني ينبذونك ويعتبرونك متمرداً.. كافراً أحياناً.. ينبذونك بأبشع الصور، وهذا من السياسة التي يعكسها أي فرد في اللقاء المشترك مع احترامي لبعض الشخصيات في الناصري مثلاً أو الاشتراكي، الذين هم أكثر وعياً وادراكاً.. الحوثيون الذين كنا أيضاً خائفين منهم، كانوا -بالعكس - أكثر تفهماً للمنطق.. لا يقصون الآخر ويحترمون رأيك أياً كان، وهذا الشيء الجميل حاصل منهم في الساحة.. لكن الإصلاح - وأنا كنت أحد كوادره - عايشون متقوقعين.. يا إما تكون معي أو أنت ضدي.. لا يمكن يقبلون بالرأي الآخر.. حتى لو كان هذا الرأي رأياً نابعاً من كتاب الله وسنة رسوله.. أحياناً يرفضونه ويقولون لك نحن لسنا مع هذا الرأي، حتى وهو كلام الله ورسوله الله صلى الله عليه وسلم!!.
* هم الآن يتحدثون ان الإصلاح قد تغير.. محمد السعدي يصرح قبل أيام ويقول: لن نقصي أحداً في حال وصولنا إلى السلطة؟.
** أنا با أرجع الحاجة إلى أصلها.. ما بني على باطل فهو باطل.. إذا لم تكن ممارستي من البداية ممارسة حقيقية وصحيحة ومبنية على احترام الآخرين.. على احترام الشخص الآخر أياً كانت توجهاته وفق معايير وثوابت ديني ووطني - وثوابته الوطنية هي ثوابتي الوطنية اللي معي- أنا لا يمكن أتغير فيما بعد بأي حال من الأحوال.. لأن أية حاجة تربيت عليها من الصعب أن أتغير أو أحيد عنها.. الشيء الذي أحب أن أوضحه أن هناك اقصاءً داخل التنظيم نفسه.. إقصاءً لبعض الكوادر النزيهة والمخلصة للوطن في تنظيم الاخوان وفي الإصلاح، فكيف أطبق شيئاً لم أطبقه في داخلي؟!!.. كيف تنتظر مني أطبق عليك الديمقراطية في يوم من الأيام وأنا في بيتي مش ديمقراطي وأقصي ولدي وأقصي زوجتي من الرأي.. ظالم لأهلي؟!!.. كيف تنتظر مني العدل وأنا ظالم لبيتي.. ولذلك أولا يجب على جميع الأحزاب وليس فقط الإصلاح وليس الاشتراكي وليس "المشترك" وليس الناصري.. يجب على جميع الأحزاب مجتمعة ان تطبق هذا المعيار أولاً في تنظيماتها.. في كوادرها.. وبعدين تجي وتقول أنا لن أقصي الآخر.. يجب عليها قبل أن تطالب بالتغيير فيما حولها ان تغير في نفسها أولاً.
* لو اخترنا "الإصلاح" تحديداً.. هل نستطيع القول بأنه يجب عليه ان يقبل بالشركاء الآن في الساحة باعتبار الساحة حالياً "جمهورية" لحالها مثلاً، وما يحصل فيها من نظام هو نموذج لما قد يحصل في البلاد بأكملها في حال وصلوا إلى السلطة؟
** بالضبط.. بالضبط.
* في حال وصلوا إلى السلطة هل تعتقد انهم سوف يستمرون بنفس أسلوبهم؟
** سيستمرون في نفس المنهج.. "العنف والاقصاء" الذي يحصل منهم في الساحة.. هذه تجربة حقيقية لا يستطيع أي واحد ان ينكرها.. وأي شخص ينكر هذا اعتقد انه غبي أو مش فاهم أو مش واعي!!.
* طيب تصريحات محمد السعدي ماذا تعتبرها.. مغالطة.. استغفالاً للآخرين؟
** شوف.. أنا كنت أتمنى أن تكون تصريحات أي شخص سواء في المعارضة أو في السلطة تصريحات مسؤولة، وأن يحكموا العقل والوطن قبل أي مصالح.. أنا ممكن اتهمك بأي اتهامات.. ممكن انعتك بأي نعت من الصفات، ولكن يجب عليَّ قبل كل شيء ان أنظر إلى الصراع الذي بيني وبينك إلى أين سيؤدي بي وبك؟!!.. مش بس بي وبك ولكن أيضاً بعيالي وعيالك واخواني واخوانك وأسرتي وأسرتك وعيال عمي وعيال عمك!!!.. الشرخ حصل الآن.. الثورة حصلت ونجحت في تغيير مفاهيم الناس، وجعلت الناس يعرفون أيش لهم وأيش عليهم.. وهذا لا يمكن ان يختلف عليه اثنان.. الغلط أو المشكلة ما أصبح بعد الثورة من شرخ اجتماعي لا يمكن أن تتصوره داخل الأسرة الواحدة، وهذا الذي يحزنني ويبكيني، أنه أصبح الشارع منقسماً وأصبحت الأسرة منقسمة وأصبح انه أنت معي أو نت بلطجي!!.
* ممكن نعتبر هذا من سلبيات ما تسميها بـ"الثورة"؟
** طبعاً.
* لماذا حصل هذا الشرخ؟
** بسبب تسييس الثورة.. تجييرها تحت مظلة فئة أو (س) من المجتمع.. هؤلاء أرادوا السلطة وهم أساساً سلطة ومساهمون فيها، عبر موظفين وعبر مدراء وعبر وكلاء.. لا نكذب على أنفسنا ونقول ان اللقاء المشترك خارج السلطة.. لا هو داخل السلطة، وكل حزب معه موظفون ومعه كوادر، وهؤلاء الكوادر والموظفون ينفذون البرامج والسياسات النازلة من أحزابهم.. أنا أطالب بحيادية الوظيفة العامة، وهذا مطلبهم أيضاً مثلما يقولون.. يقولون نطالب بحيادية الوظيفة العامة.. يجب أن تكون حيادية الوظيفة العامة حتى في سلوكياتي كموظف.. أنا داخل الوظيفة لا أتبع حزبي وانما اتبع حكومة وأنفذ وأحترم سياستها.. لا أعرقل أي شيء ولا أجي آخذ أي شيء، لأنني كموظف ضمن هذه الحكومة أياً كانت، سواء كانت الحكومة للمؤتمر أو للاشتراكي أو للناصري أو للبعث.
فساد الأحزاب
* هم الآن عرقلوا عمل الحكومة؟
** نعم.. هم عرقلوا.. وأنا أحمل المسؤولية الكاملة كل الأطراف.
* فيماذا؟
** في الفساد الإداري والمالي في البلاد.. أحمل المعارضة التي الآن تتكلم عن 33 سنة وهي مساهمة في هذا الصمت.. الآن عندما خرج الشباب النزيه بدأوا يتكلمون ويقولون هناك فساد، هناك كذا.. ليش ما تكلمتم أنتم عبر ممثليكم في مجلس النواب؟!!.. لماذا لم تتكلموا في صحفكم؟!!.. قبل أيام من الثورة كان كوادر الإصلاح في الجوامع يدعون لعلي عبدالله صالح بطول العمر، وان الله يحفظه، وعندما خرج الشباب الناضجون الفاهمون الواعون المدركون المحبون لمصلحة بلدهم انقلبتم 360 درجة.. بدأتم تنعتون السلطة وتقولون ان هناك فساداً.. أخي أنا اشتي اتكلم عن نقطة مهمة جدا وهي: لماذا لم تتكلم الأحزاب جميعها سواء المؤتمر الشعبي العام أو اللقاء المشترك بجميع تكويناته؟!!.. لماذا لم يتكلموا عن الفساد من قبل؟!!.. سواء عبر مجلس النواب أو عبر صحفهم على الأقل.
* هم تحدثوا عن فساد في صحف المعارضة.. يتكلمون عن فساد؟
** طيب يتكلم عن فساد.. أين الفساد؟!!.. ما هو الفساد الذي نعاني منه؟!!.. نعاني من فساد شامل.. فساد اخلاقي موجود في الناس.. في مفاهيمهم.. بدأنا نجمع الناس ضد (س) من الناس، لكن هل وضعنا آلية لاجتثاث الفساد مثلاً في الصحة، الذي كان الوزير المسؤول عنها - مع احترامي وتقديري له وهو يمثلني الآن ويمثل دائرتي - الدكتور نجيب غانم الدبعي؟!!.. هل تكلمنا؟!!.. هل وضعوا آلية أنا؟!!.. أتكلم مثلاً عن فسادك أنت كصحفي.. أقول ان الطريق الذي أنت ماشي فيه غلط ولكن هل قلت لك أين الطريق الصح؟!!..
* المفارقة أنهم قبل خروج الشباب للاعتصام كانوا ينتقدون فاسدين في الحزب الحاكم، وعندما تم اقالتهم من الحزب الحاكم بدأوا يرحبون بهم ويشيدون بهم في صحفهم؟
** للأسف الشديد أنا أضرب لك مثلاً على الوضع العام كاملاً.. احنا مجموعة من الناس كنا راكبين (باص) حافلة، والحافلة هذه حقنا كلنا ملكنا مش ملك أحد، وسلمنا هذه الحافلة إلى شخص معين يهتم بها ويعاينها.. في يوم قلنا نعمل رحلة، ومشينا في رحلة من "صنعاء" إلى حضرموت عبر الصحراء.. تعطل بنا الباص في منطقة لا فيها ماء ولا مرعى ولا مطعم ولا بوفية ولا حتى مجمع من القبائل أو البدو.. ما معنا إلا الله ثم الباص.. فمجموعة منا بدأت تقول للسواق أنت حمار، مع أسفي لاستخدام هذا المصطلح.......
* "مقاطعاً".. مع انكم استخدمتم في الساحة أكثر من هذا اللفظ؟
** نعم أكثر بس يجب ان أكون متأدباً في كلامي.. أكمل الموضوع: مجموعة منا قالت للسواق أنت مهمل أو أنت غير متحمل المسؤولية وأنت كذا، مع أننا كلنا شركاء في هذا الباص، والمسؤولية علينا كلنا، ومشينا الطريق نفسه على أساس أننا نمشي من صنعاء إلى حضرموت عبر الصحراء، فاحنا متحملون المسؤولية جميعاً، لأننا لم نعمل احتياطاتنا بالبترول والسليط وعاد احنا في صنعاء.. فأثناء ما كنا في هذا المكان الذي كنا فيه ناس بدأوا يلقون اللوم على السائق، و(س) من المجموعة حقنا نزلت على الطريق تبحث عن وسيلة مواصلة أخرى لكي تصل إلى مرادها، وهؤلاء أسميهم السلبيين، سواء الذين وقفوا ضد السواق ويلقون اللوم عليه أو الذين نزلوا يأخذون وسيلة نقل أخرى.. وآخرون صامتون متفرجون يشوفوا طرفان يتصارعان.. ناس يقولون انتم السبب وناس يقولون لا انتم السبب.. فجأة جاء باص جديد مليان بنزين وجاهز من كل حاجة وفاضي.. هؤلاء هم الشباب القادم.. الشباب القادم شباب جديد بحلم جديد يريد ان يصل إلى مراده بأقصى سرعة، بينما هؤلاء يمتلكون الخبرة والقوة والسلاح، فتقطعوا للشباب واستولوا على الباص واصبحوا يقودون الباص وهذا ما حصل معنا في ساحة الاعتصام.
الزنداني أخطأ
* وهل هذا هو أحد أسباب اطالة أمد الثورة والاعتصامات إلى اليوم؟
** هذا هو السبب الأساسي.. أولاً التدخل السياسي من قبل الأحزاب والتمويل اللامحدود.. تدخل العنصر القبلي الممثل بعيال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الله يرحمه.. تدخل العنصر الديني مثل الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وللأسف الشديد انه أخطأ.. أريد ان اركز على نقطة بالذات.. أنا وأنت اختلفنا في يوم من الأيام، لكن بعد ما يرفع كتاب الله سبحانه وتعالى خلاص.. ما عاد بش لي خيار ولا لك.. والله سبحانه وتعالى يقول: (واذا قضى الله ورسوله أمراً...) معنى الآية انه لا يكون لي الخيار ولا لك.. خلاص قضى الله أمراً، فنرجع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كمنهج في اختلافي واختلافك.
* إذاً كيف تفسر خروج الزنداني من عند الرئيس الذي رفع كتاب الله إلى ساحة الاعتصام مبشراً الشباب بالخلافة الإسلامية قائلاً لهم: أنتم مجاهدون؟
** الخلافة الإسلامية وموقف الشيخ عبدالمجيد الزنداني أنا استغربته بشدة، لأن كلامه أمام رئيس الجمهورية كان كلام ثاني، وهذا ما فهمته أنا وفهمه الناس جميعاً، لأن الشيخ عبدالمجيد قال في كلمته أمام الرئيس "ذهبنا مراراً وتكراراً إلى اخواننا في اللقاء المشترك وضربنا موعداً وراء موعد، وفوجئنا في آخر مرة يقول لنا الاخوة في اللقاء المشترك ان معهم أطرافاً آخرين - وأطرح خط تحت "آخرين"- معنا أطراف آخرون لا نستطيع ان نفتيكم في هذا الأمر حتى نرجع اليهم".. هذا كلام الشيخ عبدالمجيد الزنداني أمام رئيس الجمهورية ونقلته وسائل الإعلام، وقلت أنا وكما قال الآخرون في الشارع وفي الاعتصام في تلك الفترة وفي ذلك اليوم ان فيه شيئاً بيحصل.. يعني أننا غيبنا عن الوعي وفعلاً في ذلك اليوم اصبحنا نعطف الخيام على أساس أننا سوف نخرج من الساحة ما دام هؤلاء متعنتين لا يريدون حواراً ولا يريدون تفاهماً.. مطالب كانت ستتحقق وأشياء كان ممكن تصلح بدون ان تسفك قطرة دم.. وقلنا ما دام هؤلاء الاخوان في اللقاء المشترك معهم أطراف آخرون، نحن نريد أن نعرف من هم الأطراف الآخرون.. إذا نحن على باطل وكنا ننوي فعلاً الخروج من ساحة الاعتصام.
* وماذا حصل بعد ذلك؟
** جاء الشيخ عبدالمجيد إلى الساحة في اليوم الثاني من خطابه أمام رئيس الجمهورية، وقال هذه براءة اختراع، وأنتم في جهاد وأنتم وأنتم وكذا.. وكذا.
* طبعاً صدقتموه؟
** أقول لك انه حتى شباب من كوادر الإصلاح كانوا قد عطَّفوا خيامهم وبعدما جاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إلى الساحة اختلف الأمر 360 درجة.
* صدقوه؟
** نعم.. لأنه شخصية اجتماعية ودينية معترف بها، وله ثقله في المجتمع اليمني والمجتمع العربي، الناس طبعاً تصدقه.. أنا - مثلاً - شخص أثق في كلامه.. وعندما يأتي لي بكلام آخر في الساحة هذا هو الذي انا لا استطيع أن افهمه، لأن الشيخ عبدالمجيد الزنداني كان له احترام وتقدير وأنا كنت أحد مرافقيه وأحد المقربين منه، فتعجبت واستغربت من هذا الكلام!!.. كيف في التلفزيون أمام رئيس الجمهورية يقول كلاماً وفي الساحة يقول كلاماً آخر.. وطبعاً أثيرت هذه القضية وقالوا إنه تم حذف وقص شيء من كلامه، وكان الأحرى بالشيخ عبدالمجيد الزنداني أن يبين هذا الشيء ويوضح ما هو الكلام الواضح والصريح الذي قيل إنه تم حذفه.
* وهل يمكن اعتبار ما تم قصه – إن حدث ذلك فعلاً- مبرراً لأن يخرج ويتحدث بكلام مخالف لما قاله وقد يثير فتنة؟
** لا يبرر.. مهما كانت الأسباب لا يبرر.. أنا أبين وأوضح........
* "مقاطعاً".. هل تقصد ان الشيخ عبدالمجيد الزنداني تم احتواؤه سياسياً من قبل الاخوان، وسيطروا عليه سيطرة تامة حتى انهم يستخدمونه كورقة لاقناع الآخرين لما له من احترام في المجتمع اليمني بمختلف انتماءاته الحزبية؟
** المشكلة ان الشيخ عبدالمجيد أكثر واحد حذر وبيَّن ووضح هذا الذي نحن فيه الآن من قبل عدة سنوات.. وفي الثمانينات أيضاً وبالتحديد عندما أثيرت قضية الشرق الأوسط، قال بالحرف الواحد: "إذا أردت أن أعمل فجوة في الوسط فيجب عليَّ أن أشد الأوتار".. يعني أشد الأطراف.. أطراف الشال أو القميص، إذا أردت أن اعمل فجوة وسطه.. هذا كان كلام الشيخ عبدالمجيد في الثمانينات، وقالها بالحرف الواحد: "الاستعمار عمل شداً للأطراف في الأمة العربية حتى حصلت الفجوة داخل الأمة العربية وفي قلبها (فلسطين)".. بعدها حذر الشيخ عبدالمجيد الزنداني من الخروج عن ولي الأمر وبيَّن أنه يجب الوقوف بقوة وصلابة مع رئيس الدولة أياً كان فساده أو انحرافه أو تقصيره، المهم ان نقف لأن قوة الرئيس من قوة شعبه واذا كان الشعب والقائد متماسكين فالاستعمار لن يستطيع ان يصل إلينا.. حذر من هذا الشيء قبل فترات.. أفاجأ الآن انه بدل ما يقف بشكل قوي ضد هذا الذي نحن فيه، نجده ينجر اليه.. تقول سيطرة.. تقول استحواذ.. ما أدري؟!!.. الشيخ عبدالمجيد مع احترامي وتقديري له كان رجلاً عظيماً محترماً يحبه الشعب اليمني قاطبة، صغيراً كبيراً، جاهلاً متعلماً، امرأة رجلاً، وهو صاحب شعبية عربية.. أنا كنت من مرافقيه وسكرتيره.. الآن - للأسف الشديد - أحس أنني خدعت بكلامه ومنطقه، لأن ديني يأمرني بشيء.. أنا تعلمت منه، ولم أتعلم من أحد غيره.. أنا قبل فترة وقبل ما انضم إلى هذا الكيان كنت شاباً مثل أي شاب يمني أو عربي لا همَّ لي إلا آكل وأشرب وأشوف حياتي.. تعلمت على يده وتربيت على يده.. أفاجأ أنه يتناقض مع ما تعلمت منه.. كيف؟!!.. الذي أحاربه أمد يدي إليه وضد من في النهاية؟!!.. ضد أخي المسلم!!.. عبئنا تعبئة عامة وسنوات طوال وأنا أقول: امريكا، إسرائيل، الغرب، الاشتراكية، وأفاجأ أنك تطرح يدك في يدهم في النهاية وتوجه لهم التحية وضد من يا شيخ؟!!.. أي مستند شرعي استندت إليه يا شيخ؟!!..
الاخوان والغرب
* هذا الكلام سبق أن أكده قيادي في الاخوان هو الشيخ عبدالسلام البحري في حوار معه.. قال: إن الاخوان المسلمين الآن لم تعد مبادئهم كما كانت زمان.. الآن اصبحوا يعملون لحساب امريكا وإسرائيل والدنمارك ولديهم مواثيق وعهود فيما بينهم.. هل توافقه في هذا الطرح؟
** أوافقه وأزيدك أشياء كثيرة.. أنا أحسست أننا يوم كنا في افغانستان - وهذيك التعبئة في فترة الثمانينات وما بعد الثمانينات - كنا ورقة.. لعب بنا الاخوان المسلمين وقياداته وقبضوا ثمن كل رأٍس من الولايات المتحدة الأمريكية، كانوا يحسبون على كل رأس مبلغاً.. إذا جرح هذا الشخص في افغانستان يتضاعف المبلغ.. إذا استشهد يتضاعف المبلغ أضعاف مضاعفة.. فنحن أحسسنا فعلاً أننا كنا ورقة.. شباب نزيه ومخلص لله مش لهم.. لم أكن مخلصاً لأي شخص كان.. وإنما مخلصاً لكتاب الله وسنة رسوله لا غير.
* تم استغلالكم تحت إطار الدين؟
** بمصيغ الدين من قبل قيادات الاخوان، أما ديني إذا كان يأمرني بذلك فأنا أنفذ تعاليمه ، لا أن أكون ورقة أخرى بيد غيري.. وأحذر الشباب النزيه والنظيف والنقي في الساحات ألا يكونوا ورقة مثلما كنا ورقة في افغانستان.
أمان الفرقة
* سنعود إلى محور افغانستان لاحقاً.. انضمام أو تأييد الفرقة الأولى مدرع للمعتصمين وخروجها لحمايتهم هل أضافت الأمن والأمان للساحة أم أنها أصبحت مصدراً من مصادر العنف ضد الشباب؟
** أمان شكلي.. أمان ظاهري، من الخارج، لكن داخل الساحات لا.. أصبحت يد مسلطة للقمع.
* من يسلطها؟
** المنسقية العليا للشباب التابعة للتجمع اليمني للإصلاح واللقاء المشترك.. أي شخص يريدون أن يتخلصوا منه على طول يأخذونه حبس الفرقة.
* افهم من كلامك انه توجد معتقلات في الفرقة؟
** فيه معتقلات فيها شباب معتقلون واتحدى أي واحد أن ينكر ذلك، وهذا الكلام موجود ومثبت.
* عبدالكريم الخيواني ومحمد المقالح أكدا مؤخراً ان هناك معتقلات في الفرقة وأن ما تعمله الفرقة في الشباب لا ينبغي السكوت عليه؟
** بالضبط.. ولذلك أنا أحمل الفرقة المسؤولية.. أي شاب اختفى من ساحة التغيير ويتهم الأمن القومي بأنه من اعتقله، هو داخل الفرقة وليس في الأمن القومي.
* تقصد ان هناك الآن شباباً مختفين قسراً؟
** مختفون تماماً.. لا تلقاه في بيته ولا في الساحة ولا هو عند أحد من أهله.
* هؤلاء الشباب هل كانت لهم مواقف معارضة في الساحة؟
** كانت لهم مواقف ضد الإصلاح وضد اللقاء المشترك وتم اقصاؤهم وفي النهاية اختفوا تماماً، وأشيع في الساحة ان الأمن القومي هو الذي قام باختطافهم، وهذا كلام غير صحيح.. هم تعرضوا للاختطاف من الفرقة الأولى مدرع، وهناك معلومات تفيد انهم ما زالوا موجودين داخل الفرقة.. اعطيك اسماً واحداً هو جلال البعداني.. أقصوه لأنه ليس منهم، ولا زال إلى الآن في معتقلات الفرقة.
* كم تقدر عدد الشباب المعتقلين في الفرقة من بداية الاعتصام؟
** ما فيش عندي احصائية كاملة، لكن هم كثير جداً.. اصبحنا نخاف عندما ندخل ساحة التغيير، وتعرضت أنا للتهديد قبل أيام لتهديد من أحد أفراد الفرقة الأولى مدرع.
* بماذا هددك؟
** انه يجب عليك ألا تدخل الساحة.
* لماذا؟
** قال لي أنت بلطجي وأنت في الأمن القومي، لأن معي موقفاً مضاداً.. هكذا تهديد صريح وواضح وحصل أمام بيتي ويوجد شهود على هذا الكلام.
* معنى كلامك ان الساحة أصبحت اقطاعية تابعة لعلي محسن والاخوان؟
** بالضبط للإصلاح 100% وأي شخص يعارضهم هو ضدهم وهو أمن قومي وبلطجي.
معتقلات
* كثير من الشباب والناشطات تعرضوا للضرب وكلهم أكدوا وجود معتقلات في الساحة؟
** نعم هناك معتقلات في الساحة.. بالإضافة إلى انهم مستأجرون أكثر من شقة وأكثر من مكان في الدائري وحي الجامعة.. أول ما يتم اختطاف الشباب إلى هذه الشقق أو إلى هذه البيوت.
* تقصد أن هناك شققاً تم استئجارها في منازل مجاورة للساحة لاستخدامها كسجون ومعتقلات؟
** نعم وبعد ذلك يتم ترحيلهم في وقت متأخر من الليل إلى الفرقة.
* أيضا عدد من الناشطين والناشطات في الساحة تحدثوا عن حصول مداهمات ليلية للخيام؟
** نعم في بعض الخيام بدعوى تفتيش عن السلاح وتحت مسميات أخرى كثيرة.. يعني مثلا بحث عن الممنوعات.. إذا فيه شيء.. وصلنا بلاغ ان فيه (جواسيس).. ان فيه أسلحة.. مع أن الشباب النظيف والنزيه لا يحمل حتى مقص أظافر، بينما السلاح موجود معهم في خيامهم.
* ما نوع السلاح الذي معهم؟
** كلاشينكوف ومسدسات وغيرها.
* من كان يدخلها إلى الساحة؟
** هذا هو السؤال.. اللجنة الأمنية حقهم، والفرقة بيدهم، احنا بيدنا أيش؟!!.
* تابعنا بياناً للشباب المستقلين الأحرار يطالبون فيه بإخراج المسلحين من الساحة.. هل هؤلاء المسلحون من أبناء القبائل أم من الشباب أنفسهم؟
** فيه عنصران.. فيه شباب اصلاحيون موثوق فيهم وهم قياديون في الإصلاح.. وفيه قبائل موالون للإصلاح.. فيه أيضا بيوت موجودة فيها أسلحة ومجهزون أنفسهم وكأنهم طارحون لنا كبش فداء.. يعني هم سوف يدافعون عن أنفسهم بأسلحتهم واحنا هناك نتعرض للقتل في حال إذا حصلت مواجهة مع الحكومة، وهذه هم واضعون لها في حساباتهم، أنه في النهاية ستقع مواجهة.
* يعني هم يعدون لمواجهة؟
** نعم يعدون لمواجهة.. أنا ليش أعدّ لمواجهة ومع من أتواجه أساساً؟!!.. عندما يكون لي مطالب أساسية تخدم وطني لماذا آخذ السلاح؟!!.. لماذا أصدر العنف والكراهية؟!!.. لماذا لا أصدر الحب والخطاب الراقي؟!!.. لماذا لا اصدر المحبة والود؟!!.. أنا في النهاية أريد أن اخدم وطني.
* لكن الذي يحصل في الساحة خطب تحريضية وخلاف ذلك؟
** خطب تحريضية.. سبّ والفاظ بذيئة لا تليق بنا ولا بأخلاقنا ولا بديننا.. اتهامات غير محملة بأدلة علشان أحاسب في النهاية الفاسد أو الشخص المتهم، ومع ذلك الفاسدون انضموا اليهم.. فإذا احتويت الفاسد اعتبر أنا فاسد.
جمعة الكرامة
* ماذا عن جمعة الكرامة؟
** في جمعة الكرامة أصدر الخطيب فؤاد الحميري خطابه الحاد، وأحداث تلك الجمعة كان مخططاً لها.. لم تكن هكذا اعتباطاً.. كان مخططاً لها مسبقاً.
* هل كان يومها توجد قناصة أو أمن قومي؟
** ما كان فيه حاجة اسمها قناصة أو أمن قومي.. هذا الكلام على أساس أنني عندما أريد أهيج الناس لا بد ان اتهمهم بشيء لم يكن حقيقة.. أنا قبل ما أتهم (أمن قومي) وقبل ما اتهم (حكومة) أو نظاماً ما، يجب ان يكون كلامي كلاماً مسؤولاً.. يعني أولا اقوم بتحقيقات وتحريات واستبيان وتوضيح حتى تتضح الرؤية أمامي، ثم أبادر بما لدي من أدلة واضحة و............
* "مقاطعاً".. ما الذي اتضح لكم منذ "جمعة الكرامة" حتى الآن؟
** اتضح ان كل حدث يحدث كان مخططاً له ومدروساً.
* مِنْ قبل مَنْ؟
** من قبل (س) لا نعرف من هم تحديداً!!.. ولكن اللقاء المشترك كان أداة لتنفيذ هذه المهمة، عبر كوادره عبر أشخاص معه.. حتى لما كنا نخرج مظاهرات، كانوا يخرجون هم في المقدمة، ثم نفاجأ أننا أصبحنا نحن في المقدمة وهم اصبحوا في الخلف.
* الدكتور محمد شذان رئيس "ائتلاف شباب الثورة" أكد كلامك بأن "جمعة الكرامة" كان مخططاً لها، وقال إن هناك مسلحين قدموا من "سبأفون" ودخلوا منزل محافظ المحويت وأطلقوا النار على المتظاهرين لكي يلصقوا التهمة بالنظام؟
** أحمد علي محسن جاء إلى الساحة تقريباً يوم الثلاثاء أو الاربعاء، وقال أنا شخص مستهدف فأرجو ألاَّ تثيروا المشاكل.. هم استغلوا هذه النقطة وبدأوا يضعون حكاية الجدار العازل مثلما كانوا يسمونه.. من يوم الثلاثاء تقريباً بدأوا يسمونه الجدار العازل وانه يجب علينا إزالته.
* من كان يروج لهذا؟
** الإصلاح للأسف الشديد.. كان الخطاب مخططاً ومعداً له بأدق أدق التفاصيل.. ولو لاحظنا سنجد ان هناك أشياء حصلت.. مثلاً كانت عملية الضرب بالرصاص على اخواننا الذين استشهدوا - الله يرحمهم - تأتي من الخلف.. لم تكن تأتي من الأمام.
* من داخل الساحة نفسها؟
** نعم من داخل الساحة نفسها.
* معنى هذا انه كانت توجد أسلحة في الساحة وقتها؟
** نعم.. كانت تأتي الطلقات من الخلف لذا أتساءل: من كان في الخلف؟.. اننا كنا في الساحة!!.. من أين كان يأتي الضرب؟!!.. إذا أخذنا الكلام وقلنا مثلما رُوِّج له وأشيع كان المفروض أن تأتي الضربات من الأمام وليس من الخلف.
* حتى في المسيرات التي حصل فيها عنف ضحاياها كانت اصابتهم من الخلف؟
** نعم من الخلف سواء في مسيرة المدينة الرياضية أو في أية مسيرة، حتى المسيرة حق مجلس الوزراء كان الرمي يتم من الخلف وبالتحديد من بيت الشيخ حميد، كان فيه يومها مجموعة مسلحين وضربوا حتى سلك الكهرباء.. نفس المسلحين ضربوا الكابل حق الكهرباء على أساس يتصرفون على راحتهم، لأنه ما حد منهم يقدر يعمل (شيء) إلا والكهرباء طافية.. وبالنسبة لهذه المسيرة أقول إننا شباب طيب ونزيه وما كان مخططاً ان نعمل مسيرة إلى مجلس الوزراء أو غيره.
* في "جمعة الكرامة" تم الاعلان بأن الشباب ألقوا القبض على 19 شخصاً من المسلحين الذين اطلقوا النار وسلموهم للفرقة الأولى مدرع؟
** O.K.. هذا رُوِّج له، لكن انا لما امسكك وانت متلبس فالواجب علي في تلك اللحظة ان أسلمك.. يا أخي يمكن (ياخذوا) واحد من المعتصمين، ما قد كان به حاجة اسمها بطائق الهويات لأي ائتلاف أو منظمة، كانت عفوية لم تكن تنظيمية!!.. أصبح عند الإصلاح أكثر من 300 تكتل وائتلاف لهم لحالهم، كل 5 أنفار يعملون لهم تكتلا وائتلافاً على أساس يبينون الكثرة العددية ثم يعملون في النهاية منسقية.. أدعي النزاهة لكن كيف أكون نزيها وأنا اغالط؟!!.. عندما أضبطك متلبساً كان عليَّ لحظتها ان اسلمك و....
* "مقاطعاً".. قالوا بأنهم سلموهم للفرقة؟
** أين هم.. الفرقة هو جيش وليست جهة قضائية.. في النهاية أنا أسلمه لجهة قضائية واثبت هذا الكلام بمحاضر.
* اقتحام مكتب النائب العام من قبل عناصر الفرقة، كثير من المراقبين قالوا بأن الغرض من الاقتحام هو اتلاف أو اخفاء ملف "جمعة الكرامة".. ما رأيك؟
** أولاً من الذي قام بالاقتحام؟!!.. الذي قام بالاقتحام هو علي صالح عامر، وعلي صالح عامر هذا هو عقيد في الفرقة ومعروف انه اليد التي سطت على أراضي لعلي محسن.. في النهاية من المستفيد إذا كان الذي نفذ هذا الشيء تحت مرأى ومسمع من الفرقة، التي من المفروض أن تكون عاملاً وحافزا لأمن الوطن؟!!.. انا ممكن اتفق أو اختلف مع علي عبدالله صالح لكن في النهاية هذا المبنى هو مبنى لليمن وللشعب، والقضايا قضايا الشعب، ليش أدخل؟!!.. طبعا لأن دخولي لغرض معين!!.. اتلاف أدلة!.. أخذ محاضر، وكذا لكي تموت القضية!!.. كان اقتحام مبنى النائب العام بعد اجراءات التحقيق فيما تم في الحصبة وغيرها يثير عدة أسئلة، ناس لهم مصالح كثيرة.. يعني قد يكون الغرض اخفاء أشياء كثيرة ليس فقط ما يتعلق بأحداث "جمعة الكرامة" وغيرها.. لا هناك أشياء كثيرة.
جريمة النهدين
* حادثة جامع النهدين احتفلتم بها في الساحة؟
** احتفلوا بها هم وليس الشباب المستقلون.
* احتفل بها شباب الإصلاح أم المشترك؟
** اللقاء المشترك بصفة عامة احتفل بها لأن كل و احد منهم مسيس وممنهج على هذا الأساس!!..
* يعني أنتم كان لكم رأي مختلف؟
** نعم كان لنا رأي آخر.. في يوم الحادثة ونحن نصلي الجمعة في "الستين" فوجئت بهم يقولون استجاب الله دعاءكم وكذا.. أنا تعجبت وكنت مكذباً لهذا الشيء.. لم أكن أتوقع أن يصل إلى هذا الحد.. كيف تكون الساحة على علم؟!!.. إضافة إلى أنهم قبل الحادثة بيوم - في مساء الخميس ليلة الجمعة بالتحديد – قالوا: ترقبوا مفاجأة كبيرة!!.
* من كان يقول هذا لكم؟
** الإصلاحيون.. وفؤاد دحابة واحد منهم.. بمعنى أننا على أعتاب نصر قادم.. هذا الكلام كله كان مهيأً، لكن يوم الجمعة كانوا يقولون لقد استجاب الله دعاءكم.. بعد الدعاء الحافل أثناء صلاة الجمعة في الركعة الثانية.. كان دعاءً نارياً بكلما تحمله الكلمة من معنى.. مثل ان الله يزيل علي عبدالله صالح وأعوانه ويارب كذا.. وكذا.. وبكاء وكأننا بندعي على إسرائيل وعلى أمريكا.. بل والله ما دعينا عليهم.. لو دعينا عليها ذلك الدعاء لكنا الآن في فلسطين وبنصلي في القدس.
* على حد علمي أن خطيب جمعة الستين قطع يومها الخطبة وقال بشرى سارة....؟
** "مقاطعا".. وقال: إنني أرى شهباً وانفجاراً في دار الرئاسة.
* كيف علم بذلك رغم أن المسافة بعيدة وقد يكون الانفجار في التحرير أو في أي مكان آخر؟
** وقد ربما يكون قبل دار الرئاسة وقد يكون بعد دار الرئاسة.. لكن لما يكون فيه هناك تحديد بهذه الدقة فهذا يعطيك مؤشراً خطيراً، أن هناك مؤامرة حيكت مش ضد رئيس الجمهورية بل ضد الشعب اليمني.. أنا أوجه كلامي للشعب اليمني بكامله هناك مؤامرة تدار حول الشعب من حضرموت إلى صعدة، ومن صعدة إلى عدن ومن الحديدة إلى المهرة.. وليس على رئيس الجمهورية أو حكومة معينة من قبل أطراف داخلية وخارجية.. أقليمية ودولية، ويجب أن يكون الشعب متنبهاً لهذا الخطر، وأن يلتف التفافاً كاملاً، بعيداً عن الشخصيات وعن المذهبيات والعصبيات والحزبية.. إذا أردنا الآن أن نخرج فعلاً.. فيجب على الأحزاب أن تعي هذا الكلام وأن تعود إلى صوابها، لأنه لو قرحت الحرب في بلادنا فسنرجع إلى الحوار ولو بعد مائة سنة ولا بد أن نكون على طاولة واحدة.. ليش نقطر دماءنا ونرهق أعصابنا؟!!.. فساد موجود نحدده.. ما هو؟ ونتخذ آليات لاجتثاثه.
* اعتبر مراقبون تفجير الأوضاع في الحصبة مسعى من حميد الأحمر لاختصار الطريق إلى السلطة بعد أن طال أمد الثورة؟
** قبل أن أجيب على هذا السؤال، سوف أعطيك معلومة.. وهذه المعلومة من لسان الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين.. هو كان داخل الفرقة وكان موجود هناك شباب ممثلون.. قال لهم بهذا المعنى: مكنتونا جمعة كذا، جمعة كذا، لا زحفتوا ولا خليتونا نبدأ نتحرك احنا.. هذا الكلام حصل قبل انفجار الوضع في الحصبة بأسبوعين.
* هل كان هناك اجتماع في الفرقة؟
** كان فيه اجتماع لمنسقية الشباب ولم تتم دعوتنا إليه.. لكن المعلومة وصلتني عفوية من أحد الكوادر من باب التنكيت.. يعني كان ينكت معي وتحدث معي بنفس الطريقة حق الشيخ صادق، مكنتونا كذا وكذا.. كان الكلام هكذا بنفس اللفظ.. فالمعلومة جاءت من باب السخرية وقال: نحن التقينا بالشيخ صادق في الفرقة وكان يعيب على الشباب أنهم ما عملوا شيئاً.. حتى إذا خرجنا في مظاهرات فأول سؤال هو كم ضحية؟!!.. وكأننا قطاع غنم خرجنا لكي تفترسنا الذئاب.. كم ضحية؟!!.. كم جريح اليوم؟!!.. باتقع دماء أو لا؟!!.. هذا أول سؤال يسألون به عندما تخرج مسيرة أو تعود مسيرة.. فالمعلومة هذه جلست في بالي إلى أن تفجر الوضع في الحصبة.. استبشرنا خيراً فعلا لما جاءت الوساطة الخليجية وقلنا المهم مخرج للبلاد والعباد، لكن تفاجأنا بعدها أن الوضع يتأزم بشكل كبير جداً وبسرعة فائقة وعالية.. مع أننا كنا نمشي حتى في الحصبة وأماكن أخرى ونجد استحداثات للمتارس، وكأننا لم نعد داخل العاصمة التي نعرفها.. هل يعقل أن علي عبدالله صالح يمكن ان يقتل حميد أو يقتل صادق.. مستحيل.. حتى لو فكر في ذلك في خضم الوضع الذي نحن فيه، فالتهم ستطارده وتشير إليه.. أي مقتول حتى لو كان قتل في تصفيات بينهم فالاتهام سيشير إلى رئيس الجمهورية..حتى إذا فيه مضرابة داخل الساحة وطعن مثلا واحد يحسبونه أنه طعن من قبل رئيس الجمهورية هذه حقيقة.. فأي شيء بيحصل لناس داخل الساحة أو خارجها فإن أي مؤشر سيؤشر إلى رئيس الجمهورية.
أحداث الحصبة
* بالنسبة لأحداث الحصبة.. هل أنت مع الرأي القائل أن حميد أراد أن يختصر الطريق؟
**  هم كانوا مخططين لهذا أساساً.. أنا فهمت من البداية أنه حتى حميد بن عبدالله بن حسين الأحمر مخططاً لهذا من البداية.. مخططاً لأشياء كثيرة وليس فقط لهذا، لأنه في النهاية هذه هي "السلطة".. وأنا أتعجب من تصرفات هذا الرجل الذي أعطاه الله المال وأعطاه من كل شيء ولا ينقصه شيء.. لو كان فيه خير هو وأمثاله التجار لجمعوا هذه الأموال التي أنفقت من قبلهم لتنمية البلاد وفتح فرص للشباب، كنا استطعنا ان نحل أزمات ولا نضطر لهذا الشيء، السلطة أصبحت من الصندوق.. إذاً لا بد أن نجتث الفساد هذا كاملاً ونضع آلية لتنفيذ ذلك.. ليش أتصارع أنا وأنت؟!!.
* هل طلب منكم ومن الشباب عامة المشاركة في أحداث الحصبة.. سمعنا أنه تم العثور على جثث في الحصبة لشباب كانوا في ساحة الجامعة ومن جامعة الإيمان؟
** الشباب المستقل طبعاً لنا رأي مختلف تماما!!.
* هل طلب منكم المشاركة؟
** طلب منا موقف.. يجب أن نتكلم بموقف وأن نتضامن وندين.. أنا وأخواني المستقلون في ائتلافات كثيرة وضحنا أنه يجب ألاَّ نكون طرفاً في النزاع.. هذا نزاع مصلحي وليس لنا فيه ناقة ولا جمل.. حميد الأحمر إذا معه خلافات مع رئيس الجمهورية يسير يسبرها معه.
* حميد الأحمر طلب منكم أن تخرجوا في مسيرات مؤيدة له وأنتم رفضتم؟
** نعم نحن رفضنا!!.. حتى الإصلاح كان يحاول زجنا في هذا الأمر ونحن رفضنا.
* هل صحيح أن عملية عسكرة وتجنيد تجرى الآن من قبل الفرقة في الساحة؟
** بالمئات.
* هل تم تجنيد شباب منكم أو طلب منكم ذلك؟
** طلب منا، لكن نحن نرفض هذا الكلام.
* ما هو الغرض من التجنيد.. يقال بأن بعض المجندين الجدد يتم تسليحهم وإرسالهم إلى تعز، وأنه بعدما رفض الشباب المستقلون التجنيد لجأوا إلى الشباب الإصلاحيين؟
** قلت لك الآن في خطة كبيرة جداً.. ويجب على الشعب اليمني في كل قرية وفي كل بيت أن يتنبه لهذا.. الخطة كبيرة لجعل اليمن مستنقعاً دموياً.. هؤلاء أرادوا أن يركبوا شيئاً.. فركبوا الشباب.. ركبونا نحن وجاءوا من فوقنا على أساس يصلوا إلى السلطة.. الإخوان المسلمين من 1948م وهم يحاولون الوصول إلى السلطة وما استطاعوا.. الاشتراكي حكم في الجنوب وفشل.. الناصري حكم في الشمال وكان لهم أيضا فشل مع أن الزهرة النقية فيه هو إبراهيم الحمدي.. البعث ما وصلش.. الشيخ عبدالمجيد الزنداني سألته سؤالاً شخصياً بالتحديد في 1993م قائلاً: هل تجد شيئاً على علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية؟!!.. قال: أفضل رجل حكم من عام 1962م إلى الآن، وأتفق معه في كل شيء إلا في البنك الدولي.. قلت له إذاً ما بش معنا شرعية ان احنا نقف أمامه أو نواجهه مواجهة عسكرية.. لماذا الآن اختلف عن كلامي؟!!.. هل اختلف الرجل؟!!.. هل بيحكم بغير كتاب الله؟!!.. لا بالعكس، الرجل ما حد أجبره انه يعملها فترتين رئاسيتين، لا إصلاحي ولا ناصري ولا بعثي.. من نفسه، فأسس أساساً.. إذا يجب أننا نساهم في هذا الأساس ولا نخربه.
المستشفى الميداني
* نتكلم عن المستشفى الميداني.. الكثير يشكك في كل ما يعرض من المستشفى الميداني عبر "سهيل" و"الجزيرة".. حتى أن الدكتور محمد شذان رئيس ائتلاف شباب الثورة قال انه كان يدخل يساعدهم في المستشفى الميداني على أساس وجود جرحى ومصابين حقيقيين في هذا المستشفى، غير أنهم يقولون له بأن كل ذلك مجرد تمثيلية لتدريب الأطباء على التعامل مع هذه الأحداث، ثم يفاجأ بعد ذلك بتلك المشاهد تعرض على "سهيل" و"الجزيرة" على أنها مشاهد حقيقية؟
** أثبت لك هذا الكلام بالدليل.. الشيء لما يكون ممنهجاً في أي مستشفى ميدانياً كان أو حكومياً أو خاصاً، هل تمنع زيارتي؟!!.. هل يمنع أي شخص من الدخول فيه؟!!.. طبعا لا.. لكن هذا المستشفى ممنوع الدخول إليه.. يمنعوننا من الدخول إليه.. أقول لهم طيب أنا صديقي جريح واشتي أزوره.. يقولون لا.. زره لما يخرج.
* لماذا؟
** لأن هناك أشياء تجهز قبل المسيرات بفترة.. يعني مثلا مسيرة الساعة الرابعة التجهيز لها يبدأ من الصباح.
* التجهيز لأي شيء؟
** لأشخاص.. لقرب زي حق الدم يصب فيها "فنتو" وأنابيب حق الدم، توضع في مكان ما في الجسم ويتم الضغط عليه بشكل معين يسيل منها الدماء.. فيه أمريكيان جاءا على أساس أنهما صحفيان، والحقيقة هما ليسا صحفيين أمريكيين، بل مخرجان تلفزيون متخصصان في الخدع السينمائية.. جاءا إلى الساحة على أنهما صحفيان يتابعان الوضع.. أؤكد أنهما مخرجان سينمائيان، لأنهما كانا يدربان شباب الإصلاح وغيرهم من الشباب المرتزقة على التمثيل ودبلجة المشاهد التي بها يستطيعون إثارة من هو جالس في البيت.
* هل هذان الأمريكيان ما زالا موجودين؟
** لا!!..
* كم استمرا؟
** من بعد "جمعة الكرامة" إلى فترة قريبة، يمكن قبل حادثة محاولة الاغتيال بحوالي نصف شهر.. والذي كان يشاهد المناظر يعرف أنها غير حقيقية، إضافة إلى ما أشار إليه الدكتور السعودي في قناة "الجزيرة".. يعني مثل هذا الكلام يؤسفني.. يؤسفني مثل هذا الحدث.. عندما استغل الكذب والدجل والخداع في تأجيج ودغدغة عواطف الناس.
* تقصد انهم كانوا يجهزون الجرحى قبل المسيرات؟
** نعم كانوا يجهزونهم قبل المسيرات.
* بالنسبة للجثث.. الملاحظ أنهم ما زالوا في كل جمعة وحتى الجمعة الماضية يصلون على جثث، حتى ولو لم يحدث شيء؟
** الجثث هذه غريبة.. أنا استغرب حكاية الجثث هذه.. يوم الجمعة التي تمت فيها محاولة الاغتيال صلينا على 30 جثة.. من أين جاءت الـ30 جثة هذه؟!!.. ما أدري!!.. قالوا هؤلاء شهداء.. شهداء ماذا؟!!.. ما أدري!!.. وكلهم يخرجون من مستشفى العلوم والتكنولوجيا.. طيب شهداء عددهم 30 نفراً، متى قتلوا؟!!.. اسأل حتى نفسك!!.. 30 نفراً، متى قتلوا؟!!.. 30 نفراً مش ستة!!!.. 30 جثة!!.. ما هو المعنى؟!!..
* هل ممكن أن نعتبر كلام عبده الجندي صحيح عندما قال إنهم يحضرون جثث متوفين من حوادث السير وغيرها من الحوادث المعتادة؟
** هذا حقيقة.. واحد كان في الساحة وكان راكباً دراجة نارية.. الدراجة النارية هذه عملت (حادث)، فيحضرون صاحبنا إلى الساحة ويحسبونه من ضحايا الاعتداء على المعتصمين وكذا ويصورونه على هذا الأساس.. في أي مكان؟!!.. ما أدري!!.. لأنه لم يكن معنا في تلك الفترة مسيرة ولا أي شيء.. وواحدة من الممرضات اعترضت أن يجير هذا الشاب ويقيد في كشوفات المستشفى الميداني على هذا الأساس، فتعرضت الممرضة للإهانة.. قالوا لها جيري ومالش دخل انتي ومش هو عليش!!.. إذاً لماذا نبدأ حياتنا بهذا الشكل.. هؤلاء جاءوا على ثورة الشباب كعبء.. عبء بما تعنيه الكلمة من معنى.. اللقاء المشترك والعنصر القبلي والعنصر الفاسد جاءوا كعبء.. حملونا عبئاً.. ما كنا نطلب لا رحيل ولا سقوط.. إذا قلنا رحيل، رحيل من؟!!.. لا هو بيتي ولا بيتك.. وإذا قلنا سقوط النظام فمعنى هذا أنه لا بد أن نسقط جميع التكوينات الموجودة في بلدي.. تبدأ القبيلة والأحزاب تسقط.
الجهاد في أفغانستان
* ندخل الآن مرحلة الجهاد في أفغانستان.. حدثنا عنها.. كيف تم استقطابك في البداية وكم كان عمرك حينها؟
** الاستقطاب كان منذ 1988م.. كان عمري حينها في حدود 16 أو 17 سنة.. في الثمانينات لم يكن في حاجة اسمها إصلاحي أو كذا، ولم يكن موجوداً في تلك الفترة حاجة اسمها "تعددية سياسية".. كان الشيخ عبدالمجيد الزنداني يأتي ويعمل محاضرات داخل صنعاء ما بين فترة وفترة، وكان مقيماً في السعودية.
* كنت أيامها طالباً؟
** نعم كنت طالباً في الإعدادية وتحديداً في ثالث إعدادي، وكنت أعجب بالكلام الذي كان يقوله الشيخ عبدالمجيد، خاصة عندما يتكلم عن الجهاد في أفغانستان وما له من آيات ومن دلائل ومعاني.. وعندما كان يتكلم عن هذا الشيء كان يرجع بي الوقت إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أيام المجاهدين.. فكان هذا شيئاً عظيماً أن أكون مثل خالد بن الوليد ومثل عمرو بن العاص وأبي عبيدة الجراح والمقداد وسعد بن ابي وقاص وغيرهم من المقاتلين الأوائل.. وكنت أغرم بأن أكون مثلهم لأنني في النهاية أقاتل على شيء عظيم وكبير.. أقاتل تحت لواء الله سبحانه وتعالى.. تم الاستقطاب، وكان الشيخ تميم العدناني الله يرحمه يأتي ويعمل محاضرات داخل صنعاء، وكان يقول: حور العين تناديكم يا شباب.. فكانت هذه أيضا من العوامل المحفزة.. وأتتني الفكرة من قبل لكن بداية كانت عبارة عن استقطاب حركي وتنظيمي ضمن جماعة الإخوان.
* استقطاب حركي وتنظيمي عن طريق مَنْ؟
** عن طريق ابن عمي في البداية والذي كان قيادياً في الإخوان.
* أديت البيعة على يد مَنْ؟
** على يد ابن عمي في البداية، وفي النهاية تعديت ابن عمي.. تعديته في القيادة، وهو الله يفتح عليه كان له الفضل الكبير، وهو رجل أنا فعلاً أكن له كل الاحترام والتقدير وأشكره لأنه في فترة من الفترات دلني على طريق مشيت فيه.
* وبعد ذلك؟
** بدأنا نشتغل وكذا وبعدها ابن عمي سافر وجلس في أفغانستان 3 أشهر ورجع.. قلت والله ما يكون أحسن مني.. بدأت أعمل على هذا الشيء.. فهم سهلوا لي أشياء كثيرة جزاهم الله خيراً لأنني اعتبرها فريضة أديتها.. أجمل أيام عشتها كانت في أفغانستان.
* كيف انتقلت إلى أفغانستان؟
** انتقلت إلى أفغانستان عام 1989م عبر "بيت المجاهدين" في صنعاء.
* من كان يمتلك "بيت المجاهدين"؟
** الشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيخ محمد المؤيد.
* انتقلت لحالك أم مع مجموعة؟
** لا.. مع مجموعة.. ما فيش حاجة اسمها تنتقل لوحدك.. كنت ضمن مجموعة انتقلت من صنعاء إلى كراتشي باكستان ثم إلى بيشاور.. في بيشاور استقريت في "بيت الأنصار" الذي كان يديره عبدالله عزام.. بعدها انتقلنا إلى بيت آخر.. يعني ضمن مسلسل تفكيك هذه الجماعة.. الليبيون راحوا لحالهم واليمنيون راحوا لحالهم والمصريون راحوا لحالهم والسعوديون لحالهم، وكل واحد أصبح معه بيت مستقل بذاته.
* لماذا كان التفكير بالجهاد في أفغانستان وليس في فلسطين رغم أن لها الأولوية؟
** سؤال جميل جداً ورائع.. الأفضل والأحرى بنا أن نقاتل على ثغورنا، ونقاتل في أرضنا، وهي ليست أرضنا نحن فحسب، بل أرض العرب والمسلمين جميعا، لأن فلسطين تعتبر أرضاً إسلامية قبل أن تكون عربية.. وهي عربية قبل أن تكون فلسطينية.. السؤال الوجيه هو: لماذا لم يتم توجيهنا التوجيه الصحيح نحو فلسطين.. لأننا بعدما اتضحت لنا الرؤية عرفنا إنه كان فيه اتفاق من خلف الكواليس بين الولايات المتحدة الأمريكية والجماعات الإسلامية في الوطن العربي، أنه اتخلصوا لنا أول شيء من هذا وبعدين نتفاهم احنا وأنتم على الوضع الجديد.. لأنه كان فيه عداء أو حرب باردة بين روسيا وأمريكا، والجيش الروسي كان جيشاً قوياً جداً وكان يعتلي المرتبة الأولى، فأمريكا لا تستطيع أن تواجه هذا الجيش لأنه سوف يحاربها بعقيدة اشتراكية، والأمريكيون الرأسماليون ليس لهم عقائد أو دين يحكمهم، فعندما يقاتل علي أيش يقاتل!!.. إذاً لا بد من جهة عقائدية تقاتل جهة عقائدية، فاختاروا التيار الديني العربي وسمحوا للكل بل دعموا دعماً سخياً جداً بفلوس ومال وأسلحة وخبراء وتدريب بمستوى عالٍ من الدقة في كل شيء وفي كافة المجالات.. تدريب على التكنولوجيا وعلى الأسلحة وعلى المتفجرات، حتى في التزوير وفي كافة الأمور.
* وبعد أن وصلتم إلى "بيت الأنصار" في بيشاور؟
** بقينا فيه ثلاثة أو أربعة أيام، وبعدها توجهنا إلى معسكر تدريب.
* حسب علمي أن كل واحد منكم أول ما يصل "بيت الأنصار" كان يكتب وصيته؟
** نعم.. يكتب وصيته ويضعها مع جواز سفره.
* ماذا كانت كنيتك؟
** أبا جهاد البشاري.
* وما الوصية التي كتبتها؟
** "يبتسم".. كانت المسامحة من والدي ووالدتي وزوجتي.
* هل كان والدك على علم عندما ذهبت إلى أفغانستان؟
** لا.. لم يكن أحد يعلم.. حتى زوجتي ما كانت تعلم، واتهمت من أهلي أنني أعلمها.
* ومتى عرفوا بذلك؟
** اتصلت لهم بعدما وصلت إلى دبي، والاتصال الثاني بعدما وصلت كراتشي.. لأنني عملت خطة سياسية أو عسكرية أو سمها ما شئت على أساس أنني في عرس عند أصحابي واتصلت بهم وقلت لهم اتغدوا أنا في عرس، وكنت لحظتها متجهاً إلى المطار.
* طيب وبعد أن انتقلتم من بيشاور إلى معسكر التدريب؟
** انتقلنا من بيشاور إلى خوست وجلسنا هناك حوالي شهر أو شهرين نتدرب على الأسلحة وعلى كل شيء يخطر على بالك من أنواع الأسلحة والمعدات والمتفجرات، تدربنا على هذه الأشياء تدريباً نظرياً وعملياً.
* على يد من تدربتم؟
** فيه مدربون عرب وغير عرب.
* عرب عراقيون؟
** فيه ضباط عراقيون ضمن الجيش العراقي كانوا موجودين هناك، وأتذكر واحداً منهم أكن له كل الاحترام والتقدير، وكان يكنى بأبي الفاروق وكان شخصاً مقداماً ورجلاً عظيماً.. وكان هناك سوريون.. وأيضا كان هناك ضباط يمنيون وبعضهم توجه بعد أفغانستان إلى الشيشان، وبعضهم توجه إلى البوسنة والهرسك.
* هل شاركت في معارك أم لا؟
** شاركت في معارك عديدة.
* ما هي أقوى معركة شاركت فيها؟
** كانت في جلال أباد.
اسامة بن لادن
* هل التقيت بأسامة بن لادن؟
** أسامة بن لادن لم يكن يأتي بصورة دائمة.. التقيت به في معبر خيبر أثناء تواجدي هناك، لأننا لما نعبر الحدود نمر على هذه المنطقة، وكان معه هناك مكان لأي مجاهد يصل إليه.. كان هو عبارة عن شخصية يجمع التبرعات في السعودية ولم يكن له أية شهرة.
* بالنسبة للزنداني كيف التقيت به وكيف وصلت إلى درجة أنك تصبح سكرتيره أو مرافقه؟
** طبعا أنا كنت أعرفه من قبل ما أسافر لأن نشاطي كان داخل اليمن.. كنت أجهز ايضا مجاهدين.. وكان يحرص أنني أجلس هنا أفضل من أن أسافر أفغانستان، وحتى عندما سافرت لم يكن عنده علم..
* كيف وصلت إلى أنك كنت قريباً منه؟
** لأنني في أفغانستان أصبحت شخصية محبوبة من الكل.. أيضا المعلومات التي عندك أو الخبرة التي اكتسبتها أنت تؤهلك إلى أن تكون شيئاً من الأشياء.. كان الأمير لليمنيين كنيته أبو الشهداء، وهو من أرحب من بلاد الشيخ، وهو شخص رائع جداً.. الآن للأسف الشديد (جِنِنْ)، هذه المعلومة التي وصلت إلى عندي.. لأنك إذا كنت من أصحاب المبادئ، معك طريقتان.. إما أن تجنن وإما أن تقتل.
* كيف أصبحت مقرباً من الزنداني؟
** في البداية مثلما قلت لك كنت دائماً مصاحباً للشيخ عبدالمجيد الزنداني من قبل ما أسافر، وكان نشاطي دائما ليس فقط له ولكن حتى لعبدالله صعتر، عبدالوهاب الآنسي، محمد الآنسي، الشيخ محمد المؤيد، ياسين عبدالعزيز.. كان نشاطي وعلاقتي بهم هما الذين جعلوني أتعدى ابن عمي الذي أدخلني هو.. أنا تعديته في القيادة وأصبحت مناصراً للجماعة أكثر منه، وأنظم الفعاليات الثقافية وكنت المسؤول عنها.. فلما اختفيت ظهر دوري وتأثيري وخاصة في جانب تجميع الشباب وتهيئتهم.. لما رجعت مع زملائي لم نرجع على أساس أننا نرجع وخلاص.. نحن رجعنا على أساس أننا نجاهد في اليمن الشيوعيين.. جئنا وكل واحد في رأسه أننا أنهينا الشيوعية هناك وسوف ننهيها هنا.. ما أدري كيف كانت الفلسفة حقهم!!.. المهم الشيخ كان محتاجاً لأشخاص ذوي كفاءة وخبرة للحماية الشخصية له.. هذه كانت في البداية في أول التسعينات لأن الوضع أصبح بالنسبة له مش مناسب.. الأخوة أبناء الحركة في صنعاء كان عندهم خبرة في "القراح" وكذا، لكن لم يكن عندهم خبرة في حماية الشخصيات، أما نحن فقد أخذناها دورات أساساً.
* وبالتالي اختارك أنت؟
** لم يخترني أنا فقط.. هو اختار مجموعة كاملة وكبيرة وأنا كنت واحداً منهم.. واحداً من الحماية الشخصية له.
* كم استمريت؟
** في عام 1993م بدأت الأشياء تظهر عندي.. بدأت أحاول أسحب نفسي بعدما ظهرت لي حقائق كثيرة، حقائق حتى على مستوى كوادر الإخوان المسلمين والإصلاحيين والدعاة، فخرجت بعذر أن أكمل الدراسة.. كانت حاجة مرفوضة إنك تخرج.. حتى ولو كان الغرض علشان تدرس.. ما فيش حاجة اسمها أنك تخرج.. أنت خلقت لأن تكون هنا.. يا جماعة الخير أشتي أشوف مستقبلي.. كذا.....
* "مقاطعا".. تقصد أنك حاولت تخرج من الإخوان؟
** لا.. لا.. في البداية كنت أحاول أخرج من عند الشيخ نفسه، لأنه صعب أن أكون مسلماً مؤمناً موحداً لله سبحانه وتعالى.. يعني أنا ممكن أحميك يا شيخ وأنا خارج أفضل مما أكون جنبك.. كان أبو اسامة يصر على أنه  ما بلا اجلس، أنت بالذات تجلس.. وأنا أريد أن أدرس.. 94 قرحت.. كملت في 94، وشاركنا في أبين وبعدها تحولت إلى محور تعز مع الفندم علي محسن وأخي الشيخ عبدالمجيد "شاكر".
لا معارك للزنداني
* في أفغانستان.. هل شهدت معركة مع الزنداني.. وهل الزنداني خاض معارك أصلاً؟
** لا.
* ماذا كان دوره هناك؟
** دعوي وتوفيقي، يوفق بين المجاهدين في أفغانستان.. ولكن الآن أشك أنه كان يوفق بين المجاهدين "يضحك" يمكن كان يخرب.
* هناك شخص اسمه مصطفى بادي.. كاني يكنى بأبي اللوجري وهو أمير حرس الزنداني في أفغانستان وربما في اليمن أيضاً، هو قال إن الزنداني أثناء وجودهم في أفغانستان لم يكن يحمل أجندة أو مشروعاً وإنما يأتي للاطمئنان والزيارة فقط.. ما رأيك؟
** نعم ضيف شرف ولم يخض أية معركة.. لم يدخل حتى في خطوط النار أو الجبهات.
* أنت عدت عام 1990م إلى اليمن بدعوى مقاتلة الشيوعية.. وكثير من المجاهدين الذين كانوا في أفغانستان عادوا إلى اليمن بأفكار أخرى ولم يستطيعوا حتى التعايش مع أسرهم والمجتمع ما هو أول شيء عملته بعد رجوعك من أفغانستان؟
** حرَّمت كل شيء.. حرَّمت التلفزيون، حرمت الراديو، حرمت الغناء، حرمت حتى طريقة اللبس.
* حرمت على الزوجة مثلاً أو الأسرة؟
** الكل.. أمي.. أختي.. حرام.. عيب.. كنت عدائياً.
* كسرت التلفزيون؟
** كسرت كل شيء.. كل شيء حرام.. يعني راديو تسمع فيها إذاعة صنعاء ما بش فيها حاجة، كنت أقول الغناء حرام، هذه فتنة.. أشياء عدائية كانت موجودة.. أنت تحمل فكر تَعصَّب لدينك.. يعني انصر دينك بنفسك.. لأننا كنا فاهمين الدين (غلط) وخطأ.. فهماً قاصراً.. بس الشيء الذي استفدناه الآن أننا فهمنا ما هو الدين الحقيقي.. حتى الجهاد له سنن وقوانين، مش أجيء أقتلك هكذا لأنك لا تصلي، أو لأن طريقة لبس اختك أو زوجتك ليس لك رأي فيها وبالتالي أنت ديوث فأقوم أقتلك!!.. لا!!.. كان فهمنا للدين فهماً خاطئاً وتعصبنا للدين تعصباً خاطئاً، وأي شخص لن يمشي على مبادئنا هو خارج الدين والملة ويجب قتله.. هذه كلها إرهاصات عبئت للشباب.. لأن أسلوب الاستقطاب عند الإخوان المسلمين كان رهيباً جداً.. لا يستقطب شيبة أو رجلاً فتياً يملك العقل الكافي.. وإنما يستقطب شاباً صغير العمر.. يعني يبدأ يقول لك: هات ابنك يدرس عندي قرآن كريم وعاد عمره 7 أو 8 سنوات من أجل يغرس فيه مبادئ وأفكاراً.. يربونه منذ الصغر.. لا يمكن يستقطبون واحداً كبيراً وواعياً.
* عندما عدتم لمقاتلة الشيوعيين الذين هم الاشتراكيون طبعاً.. ألم تشعروا بنوع من التناقض، أنه في الوقت الذي كنتم تقاتلون الشيوعيين في اليمن كان أميركم الزنداني عضو مجلس رئاسة جنباً إلى جنب مع الشيوعيين؟
** نحن عدنا في 1990م وكان مطلبنا مطلباً واحداً وهو قتال الشيوعيين في اليمن، والشيخ الزنداني لم يكن حينها عضو مجلس رئاسة.. هو دخل مجلس الرئاسة بعد انتخابات 1993م.
* وأنتم قاتلتم الشيوعيين في 1994م؟
** ونحن قاتلناهم في 1994م.. نحن في الأساس جئنا من أجل القتال.. لكنهم قالوا لا احنا معنا بس يحكمون شرع الله فينا وعادي هؤلاء إخواننا وهم مسلمون.. هذا في البداية، كانوا يقولون هم إخواننا وهم مسلمون ويصلون مثلنا.. فقلنا لهم طيب ليش دعيتمونا؟!!.. قالوا نحتكم لشرع الله.. قلنا نحتكم لشرع الله.. فطرحوا لنا هذه الآية من القرآن (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله، فآمنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين).. قلنا وهيه، ما هو المطلوب؟!!.. قالوا الوعي والتوعية والنشر والدعوة إلى الله.. قلنا خلاص.. في 1994م جاءوا لنا وقالوا نقاتل.. قلنا لهم من نقاتل؟!!.. أصدر الشيخ عبدالمجيد وغيره فتوى بالحرف الواحد: "هؤلاء خرجوا عن كتاب الله وسنة رسول الله وجب قتلهم وهم في الأصل أفكارهم هدامة وهم اشتراكيون وملحدون.. وجب قتلهم واستباحة أموالهم، فإن قتلتموهم فلا إثم عليكم وإن قتلوكم فأنتم شهداء في الجنة وفي عليين مع الرسل والأنبياء والصالحين".. هذه كانت الفتوى.. قلنا خلاص توكلنا على الله، وتوكل الشباب على الله.
كلنا على خطأ
* أين كان موقعك في 1994م؟
** كان في أبين.. في البداية نزلت في أبين.
* ضمن القيادة أم الأفراد؟
** كنا قيادة الشباب..
* وبعد ذلك؟
** كنا نشعر أننا في خطأ.. لأننا عندما كنا نحارب في أفغانستان، كنا نحارب في سبيل الله وليس لأجل شخص أو أي شيء آخر ولا احنا داريين ما كان يدور حولنا من مال أو مصالح.. كنا نطلب الشهادة.. حاجة واحدة كانت أمامنا هي "النصر أو الشهادة".. ما كنا نطمع بمناصب ولا بمال.
* هل كان للمجاهدين معسكر خاص أم كانوا منضوين تحت لواء الجيش؟
** مشكلتنا في الإصلاح والإخوان أننا انطوائيون بشكل عام.. نعيش لوحدنا.. نعيش لأنفسنا فقط.. الإخوان المسلمين لا يعيش للآخرين.. يعيش لنفسه.. مع أن المعروف أن أعيش لك وأنت تعيش لي.. تنصحني وأنصحك.. تأخذ بيدي وآخذ بيدك.. الدين أمرني بهذا.. لكن دائما معسكراتنا خاصة لحالنا.. عملياتنا لحالنا.
* من كان يدير هذه العمليات؟
** كانت ضمن التنسيق بين الجيش والمجاهدين، بس بنفس المجموعات.. معنا مجموعات محددة ومعروفة.. لحالنا.. ننفذ عمليات في مكان لحالنا.. يعني منطوون انطواءً بشكل منفرد لحالنا.. طيب.. هذا هو جهاد والعسكري هذا هو يمني ومسلم فلماذا انطوي؟!!.. يقول لك علشان لا تتخلخل صفوفنا والأصح أنه لا تحتك بالآخرين لأنه قد ربما ينبهك لأشياء لم تنتبه إليها.. فكانت مصلحة التنظيم تقتضي الانطواء.. الإخواني يعيش لنفسه.. أما أمام الناس فهو يدعو أنه باسم الناس، ولكن هو في الحقيقة يعيش لنفسه.. يعيش لذاته.. حتى في صلاته.. حتى عند أهله.
* هل بقيتم طوال الحرب في أبين أم تحركتم بعدها إلى جبهة أخرى؟
** بعد أبين كان الاتجاه مع محمد إسماعيل الله يرحمه إلى شبوة.. طبعا هذا في البداية.. بعدها قدت محور تعز، ومحمد سعيد الحشار الله يرحمه ويتغشاه بالرحمة كان الأمير هناك، قائد المنطقة.. شخص بماذا أحدثك عنه؟.. باختصار هو شخص خسرته اليمن، لأنه كان من المجاهدين النزيهين والصادقين مع الله سبحانه وتعالى، مش مع أحد.
الشميري سرق الغنائم
* هل شاركت مع عبدالولي الشميري في أية معركة؟
** في صبر.. وأعرفه ويعرفني معرفة شخصية.
* طبعاً عدن تعرضت للسلب والنهب في الحرب بفتوى؟
** طبعا قد معك فتوى وتصريح.
* كيف كان يتم توزيع الغنائم فيما بينكم؟
** حسب المنصب وحسب علاقتك بقائدك.. فيه ناس يمكن ما أخذ حاجة.
* ماذا أخذت أنت.. ماذا كان نصيبك؟
** في حرب 94م هم أخذوا نصيب الأسد من الغنيمة ومع ذلك أعطوني سيارة.
* ما نوعها؟
** سيارة "نيسان" كانت حق الجفري.
* من أين أخذتم السيارة؟
** السيارة كانت متواجدة في المعاشيق.. لم أكن أريدها أنا، ولكن كنت أشوف العدد الذي كان موجوداً.. كان فيه مخزن أسلحة.. فيه بوازيك ومعدلات.. هذا المخزن كله نهب.. أخذته الجماعة بكامل عتاده، فقالوا خذ لك هذه السيارة.. أخذتها ولم تكن لي رغبة أن آخذها.. وسلمتها لواحد من الأخوة باعها هو وأعطاني بثمنها سيارة.
* كثيرون يؤكدون بأن عبدالولي الشميري في 94م استولى على الغنائم، حيث كانوا يأتمنونه على حوش في العند، وبعد ذلك تقدموا باتجاه لحج وعندما عادوا لم يجدوا شيئا من الغنائم؟
** الغنائم التي أخذها عبدالولي الشميري أنا كنت أحد الذين رحلتها إلى شمير.
* يعني أنت ساهمت في هذا الشيء؟
** "يضحك".. طبعا أكيد.
* إذاً عبدالولي الشميري خدع المجاهدين؟
** خدع الكل.. هي خديعة في النهاية لكن احنا مثلما قلت لك لم نكن مهتمين بالغنيمة كغنيمة!!.
* لكن عبدالولي الشميري مهتم بالغنائم وسرقها من الكل؟
** سرقها من الكل!!.. حتى على أهل شمير أنفسهم.
* هل نقلتم الغنائم إلى تعز؟
** نُقلت من العند إلى تعز، ومن تعز نقلت إلى شمير في الليل.. وأنا في تلك الليلة كنت أسوق طقم "شاص" وفي منطقة اسمها حيس غفوت وكنت سأنتهي أنا والغنيمة اللي معي أيضاً، فستر الله وسلم..
* كيف استطاع الشميري اقناعكم بنقل الغنائم.. لماذا لم تقولوا له هذه حق المجاهدين؟
** انت في النهاية بتشتغل ضمن اطار وضمن كيان.. لا يحق لك أن تسأل.. هذا أمير.. أمير منطقة.. أميرك.. قيادي عالي.. أنت لا يحق لك تسأله كيف أو لماذا؟!!.. لأنك إذا قلت له كيف أو لماذا فقد خالفت طاعة ولي الأمر.. وأنا هنا أحب أن أشير إلى نقطة هامة: نتحدث عن ضرورة طاعة ولي الأمر وعدم مخالفته ونحن على مستوى تنظيم، كيف الآن نخالف ولي الأمر على مستوى بلاد بأكملها؟!.. مفارقة عجيبة فعلاً!!.
تركت الزنداني
* متى تركت الزنداني؟
** انقطعت بعد 94.. طبعاً تم تجييري إلى الفرقة الأولى مدرع بعدها بفترة، المهم حسينا اننا في كذبة.. كذبة كبيرة.
* كذبة شعاراتهم ومبادئهم؟
** كلها.. حتى طريقة انضمامنا إلى الفرقة كانت أكبر أكذوبة.. مع أن الرئيس وجه بأن يمنح المجاهدين الذين ساهموا في عدن الترقيات والرتب  والمناصب ويدمجوا ضمن القوات المسلحة وضمن الأمن.. وهذه هي الفرصة التي استغلها الاخوان المسلمين ودخلوا وتغلغلوا في جميع مفاصل الدولة، حتى على مستوى الأمن السياسي.. وكان عبدالسلام الحيلة أحد الذين جيروا إلى الأمن السياسي وأنا جيرت إلى الفرقة الأولى مدرع ومجموعة كبيرة جداً.. نفاجأ انه تمت ترقيتي حتى رتبة نقيب، وبعدها بفترة لما بدأت أنسل من الجماعة سُحبت هذه الرتبة وسُحب الراتب.. في 1997م بدأوا يقطعون العلاقة.. كفروني وزندقوني.. حتى أبي الله يرحمه ويتغشاه بالرحمة كفروه.. لأنه خلاص هناك تعبئة كاملة.. أنت ليش خرجت؟!!.. ليش تركت؟!!.. هذا طاعة الله وطاعة ولي الأمر.. في النهاية هناك أشياء وحقائق كثيرة موجودة جعلتني أعزف عن الجماعة.. جماعة الاخوان والاصلاح والكل.. أشياء كثيرة غير اللي حصلت في 94 ومن قبل 94.. تجمعت لي حقائق كثيرة ابتداءً من استقطابي.. ابتداءً من أفغانستان.. عملية الاقصاء والاستحواذ والتعيين.. حتى على مستوى لما يتم تعيين أمير على مجموعة بسيطة، لا بد ان يكونوا واثقين ان هذا الشخص ضعيف الشخصية.. لا يسأل.. لا يعلم.. لا يفهم.. ينفذ بس.. تبينت لي حقائق انه يتم خدع الناس بجمع تبرعاتهم في الجوامع وتجير هذه التبرعات إلى جيوب أشخاص وإلى جيوب التنظيم.. انكشفت لي دعومات خارجية لا تعلم من أين تأتي، عندما يصرفون عليك ببذخ لا يحق لك ان تسأل.. إذا سألت يقولون هذا رزق من الله أعطيناك إياه، فلماذا تسأل؟!!.. احمد الله وأشكره.. أشياء كثيرة تشاهدها عن كثب داخل هذه الجماعة تجعلك تعلم وتثق انك خارج إطار الدين تماماً.. جمعية الإصلاح الخيرية عندما تجمع آلاف وملايين الريالات وتجير إلى أشخاص باسم الدين.. باسم الشيشان تارة.. باسم البوسنة والهرسك تارة.. باسم نصر الدعوة في افريقيا تارة.. باسم أشياء كثيرة.. أين تذهب هذه المبالغ؟!!..
غلطة
* هل تشعر حالياً ان انتماءك للاخوان كان غلطة؟
** بالنسبة لانتمائي للاخوان وللاصلاح فهذا اعتبره أكبر غلطة ارتكبتها في حياتي.. ما يتعلق بالجهاد في افغانستان فقد كان أفضل أيام حياتي، ليس بالنسبة لي أنا فقط ولكن لكل الاخوان المجاهدين في افغانستان.. لأن المصري واليمني وغيرهم من بلدان ومناطق أخرى، ما جمعهم منصب ولا مصلحة.. جمعتهم غاية واحدة وهي "إعلاء كلمة الله" لا غير.. أما انتمائي للإصلاح أو الاخوان فأنا اعتبرها أكبر غلطة ارتكبتها في حياتي، بسبب ما يقومون به الآن من تزييف للحقائق والواقع سواء الاخوان في مصر أو في الأردن أو في أي مكان.. لأنني عندما أكون متمسكاً بكتاب الله فأنا أقول أريد كتاب الله، أريد شرع الله، وبالتالي يجب ألاَّ أناقض هذا الكلام.. يجب أن أعمل على هذا الكلام.
* خصوصاً وأنا أريد من الناس ان يلتفوا؟
** بغض النظر إذا شافك الناس صادق مع الله سبحانه وتعالى ومع نفسك، فسوف يلتمون حولك.. لكن أنت تقول تمسكوا بكتاب الله وأنت تناقض كتاب الله.. تقول اعتصموا بحبل الله جميعاً وانت تدعو إلى الكراهية والحقد والعصبية والطائفية.. تقول وتعاونوا على البر والتقوى وأنت تقول أنا لا أريد أن أتعاون على البر والتقوى!!.. عندما تكون أنت جاري فإن ديني يأمرني ألاَّ آكل في بيتي إلا وقد اطمأننت أنك تأكل في بيتك.. مثلاً اعطاني الله طفرة من المال والنعمة وأريد أن اتصدق عليك، فيجب أن أتصدق عليك مهما كنت معارضاً لي، سواء أنت معي أو ضدي.. الحقيقة هذه كنت أقولها لأبي وفي النهاية عرفها لأن أبي إذا كان في خير، يده فرطة.. فلما عرفها بعد ذلك منهم لأنهم سموني زنديق وكافر، قال لا والله ما أنت زنديق ولا كافر، وحرم جامع بلال ما يصلي حتى فيه، مع انه هو المساهم الأكبر في بنائه.. عبدالرقيب عباد أنا الذي جعلته مسؤول النشاط الثقافي، والوالد الله يرحمه عمل له بيتاً وسكنه، وأصبح إمام جامع بلال.. وبعدها قلت للوالد هؤلاء لا تصدقهم، كل كلامهم كذب وكله زيف، قال لي أنا أشتي أتصدق على هذا المسكين.. قالوا هذا مؤتمري، هذا بيخزن وما بيصلي.. قال لهم يا جماعة الخير أنا اعرفه بأنه مسكين ما لي دخل انه يخزن.. قالوا لا هذا مش هو معنا.. طيب واحد مؤجر بيت ومعه دكاكين مؤجر لها ومعه سيارة وشاقي على أسرته، أسير أعطيه صدقة ليش؟!!.. قالوا هذا هو منا، هذا هو من أصحابنا.. أبي كان يتعجب لأنه الله يرحمه وأنا معه، كان يعرف كثيراً من المساكين على مستوى أمانة العاصمة وغير أمانة العاصمة حتى في عدن ويتصدق عليهم.. ومع ذلك كانت أول مرة أفاجأ بأن هؤلاء الناس (يسلمون على غير الضيف).. يتصدقون على غير المساكين.. ولذلك أنا لما أميزك على فكرك أو على اعتقادك أو على رأيك، فهذا هو الخطأ.. أنا يجب ان اعطيك لأن الله أمرني بذلك سواء أنت مسلم أو نصراني.. أنت جاري وأنت في وطني.
اغتيال البراهيمي
* هل تم تكليفك من قبل قيادة الاخوان باغتيال شخصيات سياسية أو دينية؟
** نعم.. في أواخر عام 1994م كلفنا من قبل الجناح العسكري للاخوان المسلمين باغتيال زعيم طائفة البهرة برهان الدين البراهيمي.
* لماذا؟
** بحجة ان جماعته جماعة مارقة وكافرة ومشركة بالله سبحانه وتعالى.. وكان مقرراً ان يتم تنفيذ العملية في منطقة حراز.. ومن الصعب ان يتم الاغتيال في حراز نظراً لتواجد أنصار البراهيمي بكثرة هناك.. فوجهتنا قيادة الاخوان ألاَّ يتم التنفيذ إلا في مكان آمن.. وتم اختيار جامع حدة بأمانة العاصمة لتنفيذ العملية بعد التأكد من أن برهان الدين البراهيمي يتردد على هذا الجامع أثناء الليل لأداء صلاة القيام.. ولضمان نجاح هذه العملية تم الإعداد لها بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة إلا أن الأقدار شاءت ألاَّ تتم العملية.
* كيف؟
** في الليلة التي كان من المقرر تنفيذ العملية فيها عدت إلى المنزل لتوديع الأهل وصليت ركعتين، وعندما هممت بالخروج سألتني والدتي إلى أين تذهب في هذه الساعة وكأنها شعرت بشيء سيحدث.. فتحججت لها ان لدي اجتماعاً مع الشيخ الزنداني، ولكنها لم تصدق ومنعتني من الخروج واغلقت باب البيت حتى الصباح.. ثم رجعنا إلى القيادة وشرحنا لهم أسباب فشل العملية ولكنهم كذبونا واتهمونا بالخيانة العظمى للجماعة.
* كم كان عدد المكلفين بتنفيذ هذه العملية؟
** 6 أشخاص، هم ابو العلا وابو المنذر وابو اسامة وابو وليد العمراني، ولا أذكر الشخص الخامس، وأنا كنت قائدهم.
* هل كان الأشخاص الستة جميعهم من العائدين من افغانستان؟
** نعم.. لأنهم أكثر خبرة ودراية بمثل هذه العمليات.
* كم كانت السيارات المفخخة المعدة للعملية؟
** سيارتان مفخختان تقفان أمام بوابة المسجد.
* بماذا تحب أن تختم الحوار؟
** من خلال هذه الصحيفة أوجه نداءً لاخواني الشباب المعتصمين في كافة مناطق الجمهورية أن يحكموا عقولهم وأن يحكموا مصلحة شعبنا ووطننا الحبيب الغالي.. وبدلاً من ان نصدِّر الكراهية والحقد فيما بيننا البين، يجب ان نضع مصلحة الوطن والشعب قبل كل شيء..
وأوجه نداءً للشعب اليمني كاملاً ان يتقوا الله في انفسهم وان يرجعوا إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، كما أوجه نداءً إلى السلطة الحاكمة ان يحكموا الله سبحانه وتعالى وان يعملوا بموجب شرع الله، وأيضا نداءً للأحزاب ان تتقي الله فينا وفي الشعب وان تضع مصلحة الشعب والوطن قبل المصالح الآنية أو المصالح الشخصية.. وادعو الجميع أحزاباً وسلطة ومستقلين إلى حوار شامل والى تقديم مصلحة اليمن فوق أي اعتبار، وألا ينجروا وراء الدسائس الخارجية.. وأن نبني بدلاً من أن نهدم.. هذا الشعب شعب عظيم معطاء أثبت للعالم أنه رغم تسلحه ورغم الأزمة التي يمر بها شعب خدمة وليس شعب سلاح.. والى اخواني قبائل اليمن أقول لهم: لكم تاريخ عظيم في نشر الاسلام وفي الثورات، فأرجو ان يكون لكم وقفة حقيقية ليس مع المشائخ والشخصيات وانما مع الوطن والشعب.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 10:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-15368.htm