لحج نيوز/بقلم: سلوى الصلوي -
في الظروف العصيبة تظهر النفوس الكبيرة العظيمة التي لا تؤثر فيها المحن وهذا ظهر جليا في ظهور الوالد الرئيس علي عبد الله صالح في التلفزيون ليلة الجمعة المباركة التي اعتبرناها ليلة عيد بكل معنى الكلمة كيف لا وفيها شاهدنا والدنا وزعيمنا وقائدنا واطمأننا عليه وعرفنا أنه لا يزال حيا يرزق بعد أن أوهمنا المرجفون في الأرض أنه قد فارق الحياة ولكن الله أخزاهم ورد كيدهم في نحورهم.
شاهدناه فبكينا من فرحة المشاهدة وبكينا مرات ومرات من تصورنا للألم الذي عانى منه في سبيل ظهوره وهو مريض طريح الفراش ظهر حتى يقول لنا نحن اليمانيين أنه لا زال حيا يرزق وأنه على العهد باقي وأنه لا زال قائدنا ورئيسنا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
للوهلة الأولى لم ننشغل بكلمته التاريخية بل انشغلنا بالنظر إليه وتفحصه والتأكد من سلامته ثم ركزنا مع كلمته التاريخي العظيمة التي تكتب بماء الذهب كيف لا وقد ظهر فيها وهو كعادته في قمة التسامح وفي قمة الوثوق بالله فكانت مفرداته التي عرفناه بها هي التي تجري على لسانه وهي متمثلة في الحرص على الدعوة إلى الحوار الذي يجنب اليمن الويلات والحروب والحوار الذي ينطلق من مصلحة اليمن العليا وكان قويا كعادته وهو يشكر الشعب اليمني الذي صمد خلال الفترة الماضية ولم يضعف ولم يتخاذل وكان قويا كعادته عندما حذر من سياسة لي الأذرع التي لا تجدي نفعا مع الشعب اليمني العظيم الذي لا يقبل بأن يملي عليه أيا من كان أي موقف لا يريده وهو شعب عنيد لا يركع إلى لله سبحانه وتعالى .
لقد استوقفني عبارة في كلمة الرئيس وهي شكره للفريق عبد ربه منصور هادي نائب رئيس وتمنياته له بالتوفيق والنجاح في عمله كونه يسير دفة الحكم وهو الرجل الذي اختاره علي عبد الله صالح من بين عشرات الرجال ليكون نائبا له لأنه يعرف قدرته الكبيرة في العمل ويعرف أنه من الوطنيين الشرفاء الذين عركهم الزمن كما وجه الشكر للسعودية حكومة وشعبا وهذا لوفائه وشعوره بالامتنان لما تلقاه وإخوانه من قادة اليمن من رعاية طبية عالية المستوى وهذا ليس بغريب على الشعب السعودي وقادته الأوفياء .
احتوت كلمة الأخ الرئيس على العبارات التي اعتاد الناس على سماعها وهي الحوار , الوئام الالتقاء على كلمة سواء الدستور والديمقراطية والمشاركة الفاعلة وهو في هذه الظروف العصيبة لو أنه رجل غير علي عبد الله صالح لكانت كلمته الأولى عبارة عن تهديد ووعيد وسب وشتم لمن قاموا بالعمل الإجرامي ولو أنه غير علي عبد الله صالح لكانت نبرة الانتقام هي المسيطرة على الكلمة ولكنه علي عبد الله صالح الإنسان الذي يهمه وطنه وتهمه مصلحة الوطن قبل كل شيء وبعد كل شيء فهو يشعر أن ما حصل له شيء بسيط في سبيل الوطن بالرغم من جسامة الفعل ولكن هكذا هم عظماء الرجل الذي قال فيهم أبو تمام إذا لم تخني الذاكرة:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ............وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها............وتصغر في عين العظيم العظائم
ولأنه عظيم فإن المصيبة التي حلت به وبإركان دولته شيء صغير أمام همته وحبه لوطنه وهذا هو علي عبد الله صالح عظيم في صحته وعظيم في مرضه وسيكون نبراسا ينير لأبناء شعبه الدروب المدلهمة.
شافاه الله وأعاده إلى وطنه سليما معافى بإذن الله.