السبت, 23-يوليو-2011
لحج نيوز - منصور الانسي لحج نيوز/بقلم:منصور الانسي -
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية هكذا قيل ، ولكن في القضايا العادية اليومية التي اذا لم تنفع لا تضر ، وإذا لم يعرف ألمراء ما يريد عاش متخبطاً تتقاذفه الأمواج من صخرة لأخرى ، وفي القضايا المصيرية يجب وضع النقاط على الحروف ، ليس ذلك فحسب بل تشكيل الحروف والكلمات ليبرز معناها ويصعب تحريفها او التلاعب بها .
وما الوضع والحالة السياسية المضطربة التي نعيشها اليوم الا خير دليل على عدم الاتفاق او عدم الوضوح والتباين ليس بين النقيضين المؤتمر الشعبي وحلفائه والمشترك وشركائه بل بين ذات البين ، حيث ان الغموض والخوف من التصارح هو المسيطر على الوضع وهو سبب ما نعيشه من وضع سياسي واقتصادي واجتماعي متردي مشحون بالخوف من القادم نتيجة سحابة انعدام الثقة التي حجبت الرؤية وجعلتنا غير قادرين على النظر إلى الأفق البعيد.
ورغم الدعوة الواضحة والصريحة للمسلمين للتشاور والتحاور والتعاضد إلا ان الغفلة والتجاهل من كافة الأطراف كانت هي السائدة والمسببة لحدوث الأزمة وتطويلها وتشعبها ، متناسين ان اليمن هي منبع واصل الديمقراطية والشورى بشهادة الخالق جل في علاه في  قوله تعالى " وأمرهم شورى بينهم " على لسان هدد نبي الله سليمان عليه السلام ، وكذلك قوله تعالى " ما كنت قاطعت أمرا حتى تشهدون " على لسان بلقيس ملكة اليمن في سورة سبأ ، والعديد من الأحاديث النبوية التي وضحت مدى حكمة ورجاحة عقل اليمنيين عن غيرهم ، وهو ما لمسه العالم اجمع وخاصة خلال المحنة والوضع الحالي الذي يعيشه اليمن ، والذي توقع له الكثيرون أن يشهد اعنف الحروب والمعارك الأهلية .. إلا ان حكمة وصبر وحٌلم أبناء اليمن كان هو السائد رغم وقوع بعض الأحداث الذي أشعلها العملاء بإيعاز دولي مستغلين عدد ممن استطاعوا التغرير بهم من المشائخ وعدد من أصحاب الثروات المشبوهة وبعض القادة العسكريين الذين تربطهم مصالح تأمريه مشتركة.
خطورة الأوضاع في اليمن أقلقت دول الجوار والعالم ودفعتهم لتقديم المبادرات لحل الأزمة والتي كان أبرزها مبادرة دول الجوار للعمل على رأب الصدع والخروج بحلول ترضي كافة الأطراف المتنازعة في اليمن الا ان هذه المبادرة ورغم إجحافها في حق المؤتمر الشعبي العام صاحب الأغلبية الحاكمة في اليمن ظلت محل مراوغة ومماطلة من قبل أحزاب اللقاء المشترك الذين اختلفت رؤاهم وتوجهاتهم وصعب عليهم التفاهم والاتفاق فيما بينهم خوفاً مما يخشونه في حالة نجاح انقلابهم من تصفيات لن تطال الأحزاب فقط بل قادة هذه الأحزاب والتنظيمات السياسية التي جربت بعضها البعض في الماضي والتي استخدموا خلال الأزمة الحالية سياسة " الشد والتراخي " لانهم لم يكونوا يتوقعون خطورة المغامرة التي أقحموا أنفسهم فيها غير مدركين ان البركان إذا ثار يلتهم كل شي حوله ، وبالمثل فقد شهد المؤتمر الشعبي العام وحلفائه العديد من الأخطاء المتمثلة في التباطؤ في اتخاذ القرارات وحسم الكثير من المواضيع قبل توسعها وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع وتوسع رقعت الأحداث التي لم تكن لتتطور لولا التباطؤ في اتخاذ القرار وكذا التسرع في اتخاذ بعض القرارات الخاطئة التي كانت في اغلب الأحيان فردية ، وهذا كانت نتيجة عدم التنسيق والعشوائية في العديد من القرارات من قبل بعض قيادات المؤتمر وحلفائه الذين هم مطالبين بروح التكامل والاتفاق على كل كبيرة وصغيرة حتى في اصغر القرارات لأنها قرارات مصيرية لا تمس حزب بعينه بل تمس اليمن بأسره .
لهذه الأسباب ولتفاقم الأوضاع في اليمن فقد حش مجلس الأمن الدولي على ضبط النفس والدخول في  حوار سياسي شامل ، داعياً كافة الأطراف في اليمن على إبداء أقصا درجات ضبط النفس والدخول في حوار سياسي شامل ، وهذه الدعوة الدولية للحوار لاقت ترحيبً واسع من كافة الأطراف السياسية في اليمن ، كما أكدها ودعا إليها فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية في خطابه للشعب اليمني بعد حادثة مسجد النهدين ، كون تحاور الفرقاء مع بعض لن يكون مجدياً أذا لم يسبقه أتفاق الشركاء ، اتفاق على كافة النقاط والمحاور ودراسة كافة الاتجاهات والاحتمالات ووضع الضمانات الكفيلة لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه للخروج من هذه الأزمة وتغليب مصلحة اليمن فوق كل المصالح ، لان ما تشهده اليمن من أزمة كان عدم الاتفاق والوضوح بين " ذات البين" الشركاء أنفسهم أهم أسباب توسع الأزمة وتفاقمها، ولهذا وجب القول ان التحاور بين الفرقاء لن ينجح إلا بعد اتفاق الشركاء.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-15677.htm