الأحد, 24-يوليو-2011
لحج نيوز - طه العامري لحج نيوز/بقلم:طه العامري -

يتحدث البعض بكثير من الغباء والجهل والتجاهل عن قضايا وطنية ذات بعد تاريخي وأهداف سياسية أبرزها ما يتصل بقضايا الاغتيالات السياسية التي شهدتها بلادنا خلال حقبة (التشطير) ويحاول البعض في هذا السياق الغمز من قناة فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله _ وخاصة فيما يتصل بقضية مقتل الشهيد / الحمدي وهنا أود أن أقول ما قاله الشاعر العربي ( ألا لا يجهلن أحدا علينا , فنجهل فوق جهل الجاهلينا ) ومع ذلك دعونا نقف أمام أبرز هذه المحطات التي شكلت أرضية لتفاعلات ( التضاد والتناقض ) بعيدا عن رغبة أصحاب هذه الطروحات في ملامسة الحقيقة والاستناد عليها وبالتالي نجد أنفسنا وفي ضوء هذه الطروحات ملزمين بتوضيح حقائق الأحداث بقدر من الحيادية والموضوعية بعيدا عن تأويلات وتهويل البعض الذين يوظفون الأحداث لإنتاج أحداث جديدة أو لتبرير تصرفات هي بالمطلق لا تقل ( عبثية وضبابية وهلامية ) عن اصحابها ونواياهم ..

بيد أن فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله_ ورعاه لم يكون يوما طرفا في خصومة سياسية ولا يزل بدليل أن هذا القائد وفي أول ظهور له بعد جريمة استهدافه وأركان الدولة في جريمة مسجد الرئاسة , لم يظهر ليخاطبنا عن الجريمة والتحقيق والجناة وضرورة وأهمية الوصول إليهم ومتابعتهم لكنه ظهر ليدعوا للحوار والشراكة ويبحث عن عقلاء الوطن الذين يدركون جيدا حقيقة الرئيس ودوره ورسالته الوطنية والتاريخية , وبالتالي إذا رغبنا في المكاشفة والمصارحة ومعرفة من وقف وراء العديد من جرائم الاغتيال السياسي فأننا سنجد أن من حاول استهداف فخامة الأخ الرئيس وأركان الدولة اليمنية في مسجد الرئاسة يوم الجمعة الأولى من رجب الحرام , سنجد أن الجناة الذين حاولوا التخلص من فخامة الأخ الرئيس وأركان الدولة اليمنية يشكلون امتداد لذات (القوى) التي وقفت وراء جريمة اغتيال الشهيد الحمدي ووقفت وراء أزاحة المشير السلال وإخراجه من الحكم والوطن , وهي ذاتها التي وقفت وراء إخراج القاضي الأرياني من الحكم ومن الوطن , وهي ذات القوى التي حرضت الشهيد الحمدي ذاته في التخلص من القاضي عبد الله الحجري في لندن ..!!

بيد أن جريمة اغتيال القاضي عبد الله الحجري تكاد تكون منسية من قبل هؤلاء الذين يعملون على انتقاء الأحداث والقضايا والظواهر ومن ثم توظيفها باتجاه تحقيق مآرب سياسية ومكاسب حزبية وأن على حساب الحقيقة والتاريخ والأحداث الوطنية ..وهنا أود ان اتساءل وبكثير من الصراحة والشفافية والوضوح عن المدى الذي قد يذهب إليه البعض في تطويع الحقائق واستلاب الأحداث وفرض قيم ومسارات ثقافية بذاتها في تعريف وتوصيف هذه القضايا بعيدا عن مجرياتها وعن أسبابها ودوافعها وحقائقها التي يصعب إغفالها وأن رغب البعض في الديمومة بتزوير مخرجات القضايا واستلاب تبعاتها وتقديم صورة مغايرة عنها ومن ثم تحميل من لا علاقة له بها وزرها لدوافع كيدية ورغبات ثأرية ونوازع انتقامية , وبما أننا قد بلغنا مدى في طريق ( الابتذال ) من خلال إصرار البعض على تطويع الحقائق وتسويقها بطريقته الخاصة فأن من المهم أن ندرك ونستوعب أن التاريخ ليس ملك أفراد ولا أشخاص أيا كانت مكانتهم وأدوارهم ولكن التاريخ ملكا للأوطان والشعوب والذاكرة الإنسانية وبالتالي يصعب بل يستحيل تطويع أحداث التاريخ أو توظيفها باثر رجعي لتحقيق مكاسب سياسية هي أرخص بكثير كوسيلة من الغاية المرجوة منها ..!!

لذا نعود ونقول أن القوى التي سعت لتصفية فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح هي ذاتها القوى التي تخلصت من الشهيد الحمدي ومن أركان حكمه وهي ذات القوى التي تخلصت قبل هذا من المشير السلال أول رئيس لليمن بعد الثورة وتخلصت من القاضي عبد الرحمن الأرياني ثاني رئيس للجمهورية بعد الثورة وبعد الحمدي نجد حلفاء هذا القوى هم من تخلصوا من الرئيس الغشمي , بمعنى أن الذين يقفون اليوم في مواجهة الدولة والشعب والنظام ويسعون لفرض خياراتهم يمثلون امتداد لتلك القوى التي هيمنت بوجودها على إرادة الوطن والشعب ردحا من الزمن وسعت لتشكيل الهوية الوطنية بكل أبعادها الحضارية اتساقا مع رغباتها ووفق أطياف بذاتها ويستحضرني الأن حوار مطولا نشرته الزميلة صحيفة ( الثوري) الناطقة باسم الحزب الاشتراكي مع الشيخ الراحل / عبد الله بن حسي الأحمر وقد أجرى الحوار الزميل / جمال عامر رئيس وناشر صحيفة الوسط حاليا وفي هذا الحوار الذي يمكن لأي باحث أو متابع أو مهتم أن يطلع عليه يقول الشيخ عبد الله فيه ردا على تساؤلات الزميل جمال عامر بما معناه _ نعم تخلصت من السلال لآنه باعنا ( للمصرين) .. وتخلصت من القاضي الأرياني لأنه سلمنا ( للحزبيين) .. وتخلصت من الحمدي لأنه خدعنا..) !!

هذا الحوار موثق في ارشيف صحيفة ( الثوري) ومتاح لمن يرغب التأكد وفيه الكثير مما قاله الشيخ عبد الله وبما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما حدث في مسجد الرئاسة لم يكون سوى فعل من ذات الموروث الإجرامي ويشكل امتداد طبيعي له , ويعرف الكل أن فخامة الأخ الرئيس لا علاقة له في قضية اغتيال الشهيد الحمدي واتحدى من يقول بغير ذلك بما فيهم الاستاذ / عبد الله سلام الحكيمي الذي يتحدث اليوم عبر الوسائط بغير ما قاله لنا وأسر به لنا مرارا عن تلك الواقعة وخاصة أن الاستاذ / عبد الله سلام الحكيمي هو من ( صاغ بيان نعي ) الشهيد الحمدي للشعب والأمة ..!!

لكن تضل جريمة اغتيال القاضي / عبد الله الحجري الأكثر تغافلا من قبل البعض الذين يثيرون بعض الجرائم السياسية ويتجاهلون البعض الأخر ويأخذون ما يستطيعون توظيفها وتطويعها ويتركون ما لا يناسبهم او تلك التي قد تقودهم إلي مربع الاعتراف بواحدية الأيادي العابثة التي تسببت في إيصالنا إلا ما نحن عليه خاصة وجريمة استهداف فخامة الأخ الرئيس فتحت ربما شهية البعض لتسويق طروحات قاصرة ومحاولة تلفيق قضايا وأغفال أخرى وأبراز ما يمكن الاستفادة من هذه القضايا من خلال دغدغة عواطف الناس البسطاء وضخ ما تيسر من المزاعم الكاذبة وكأنهم بها يعززون طروحات وحسابات راهن الحال وما يحاولون الوصول إليه أو تحقيقه من المكاسب , ويبدو أن اخفاق رموز الفتنة والتمرد قد دفعهم يأسهم إلى محاولة خلط الأوراق بطريقة عجيبة وغريبة كما هو حال ( الجنرال) الذي لم يتردد في تحميل فخامة الأخ الرئيس وزر أحداث ( 13 يناير 1986م فيما كان يسمى الشطر الجنوبي) ..؟ وهذا التوظيف للحدث وفي هذه اللحظة ينم عن حالة إفلاس ناهيكم أنه يكشف لنا عن حالة غباء مركب يتمتع به ( الجنرال) الذي ربما تجاهل أن ( نظام الحكم حينها فيما كان يسمى الشطر الجنوبي9 يفوق بكثير ( صرامة أنظمة المعسكر الشرقي ) بكل مكوناته وبالتالي من العيب أن يلجئ شخص كهذا ( الجنرال) إلى التحدث بهذه الأكاذيب المفضوحة التي لا يمكن الأخذ بها أو التسليم بمعطياتها من قبل أي عاقل لديه ذرة من الكرامة واحترام الذات الأمر يتصل بما حدث في منطقة الحجرية ومن تسبب بقتل شيوخ ووجها (تعز) والتي انحصرت تبعاتها في (شخصين) فيما الجناة الحقيقيون يصطف بعضهم فيما يسمى بساحات ( الحرية والتغرير) ..؟؟!!

بمعنى أننا أمام منظومة مزاعم وأكاذيب تندرج في سياق الاستهداف السياسي وعبر فلسفة التوظيف الرخيص الذي يفقد فاعله الكثير من مقومات الاحترام والمصداقية إذا ما أدركنا أن هذه الحقائق وهذه القضايا ليست موغلة في القدم وأن الكثيرون من شهود الإثبات لا يزالوا أحياء يرزقون وان هناك رموزا وجاهية ووطنية تدرك حقيقة كل هذه المنظومة العبثية من الأفعال لكنها تعمل على تسخيرها لتحقيق مكاسب خاصة , لكن يبقى حديث الشيخ عبد الله مرجعية لمن يرغب في معرفة حقائق ما حدث حينها وما حدث في جمعة رجب في جامع الرئاسة .. !!

أن القتلة هم ذاتهم أو امتداد لهم , وأن القوى التي وقفت وراء اغتيال تلك الرموز هي ذاتها التي تقف وراء جريمة مسجد الرئاسة وأن المصالح ذاتها هي المحور المشترك بين أطراف الفعل في تلك الأحداث وفي هذه الأحداث وأن المصالح المشترك هي لا تزل قائمة ومحركة لترويكا التحالفات , وان كان أقصى اليسار المتطرف قد تحالف ذات يوم مع أقصى اليمين المتطرف فأن هذه القاعدة تتشكل اليوم في ( الساحات) وتقف وراء أعمال الراهن الوطني وتبعاته فديمومة التحالفات ( الانتهازية) محكومة بالرغبات وبفقه الضرورة غالبا وهذا ما يجعلنا نتساءل ونعيد التساؤل عن الحكمة في إغفال قضية اغتيال ( الحجري) وتعالى الأصوات عن اغتيال ( الحمدي) ..؟ مع أن من يقوم بكل هذا هو ذاته الطابور الذي قام بكل هذه القضايا والتصفيات فيما كان الرئيس الصالح هو صاحب المكارم الذي أعاد الاعتبار للمشير السلال وللقاضي عبد الرحمن الأرياني وأعادهما كما أعاد الاعتبار لكل أطراف الصراع بما في ذلك من تورطوا في حرب الردة والانفصال العام 1994م ومن كانت قد صدرت بحقهم أحكاما قضائية فعمل بكثير من المحبة والتسامح على اسقاط تلك الأحكام رغم المطالب الشعبية والسياسية في تطبيقها لكنه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي خرج من بين غبار واحدة من ابشع الجرائم ليدعو الناس للحوار والشراكة ويتساءل عن العقلاء ويخاطبهم بوعي وبحكمة القائد المسئول والزعيم الذي لا يخذل وطنه ولا يخذل شعبه ,,للموضوع صلة

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-15692.htm