لحج نيوز/بقلم:عبدالله مشختي -
الكرد والامازيغ امتان مختلفتان من حيث التاريخ واللغة والثقافة والانثروبوليجيا والتكوين البيئي والجغرافي ،ولكن هناك مشتركات عدة تجمعهما منها:
-كل منها امة مشتتة ومقسمة من قبل الدول الاستعمارية بين انظمة ودول متعددة ،فالكرد مقسمون بين العراق وتركيا وايران وسوريا .والامازيغ ايضا مجزؤون بين ليبيا والجزائر وتونس والمغرب .
-الانظمة التي حكمت هذين الشعبين حاولت وبكل السبل محو الهوية القومية والثقافية لهما .
-كلا الشعبين لم يرضخا للامر الواقع، واقع التجزئة والتشتت ،وممارسة سياسات التعريب والتتريك والتفريس بل قاوموا وبكل الوسائل التي اتيحت لهم لاسترداد حقوقهم المهضومة والمحروقة من قبل الانظمة الراعية لهما وخاضوا ولايزالون نضالا مستميتا من اجل احقاق الحق وحمل الانظمة الراعية لهم للاعتراف بحقوقهم القومية والسياسية واللغوية والثقافيةالتي تختلف كليا عن ثقافة وتراث الشعوب الخاضة لهم كالعرب والفرس والترك.
-لم تقم الهيئات الدولية وبشكل مباشر في التدخل للحفاظ على حقوق هذين الشعبين وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهما .
-كل من الشعبين يمتلكان كافة مؤهلات قيام دولتيهما المستقلتين من حيث الشعب والارض واللغة والثقافة والتاريخ ،ولكن التاريخ غبنهما لاسباب عديدة وكثيرة .
ان العصر الحالي عصر العولمة والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها والانظمة والمحاولات المستمرة من الدول الديمقراطية كما تم تسميتها الغربية التي بدأت بدعم وتشجيع شعوب المنطقة وتحت غطاء الشرعنة الدولية لاسقاط الانظمة الدكتاتورية والانظمة الشمولية والمركزية والتي لا تتلائم وروح العصر كالشفافية واطلاق الحريات العامة والشخصية للمواطنين والتداول السلمي للسلطة وقبر مبدا التوريث السياسي الذي اتبع منذ حوالي قرن في دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا عدا القلة منها والاعتماد على الانتخاب الديمقراطي كمبدأ لانتخاب الشعوب لحكامهم وعدم الاستئثار بالسلطة من قبل اقلية تسيطر على مقاليد الحكم بقوة السلاح والانقلابات العسكرية .والانفجار الذي حدث في المنطقة بثورات وانتفاضات شعوب المنطقة على انظمتها في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية والبحرين والمغرب والجزائر والاردن .قد خلقت جوا من التقائل للشعوب التي تعيش بين ظهرانيها من غير العربية ومنها الكرد والامازيغ ،وحتى البدون المنتشرين في الكويت والسعودية والبحرين بداوا مطالباتهم في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة للتدخل في قضيتهم والمحرومين من حق التجنس في هذه الدول الثلاث التي تعيش فيها .اضافة الى الشعوب الاخرى التي بدات بالمطالبة بحقوق المساواة والمشاركة الفاعلة في سياسات دولها كالاقباط في مصر وغيرها من دول المنطقة.
ان المجتمع الدولي مطالب اليوم اكثر من ذي قبل وخاصة الغرب الذي حمل على عاتقه مساعدة الشعوب لتغيير الانظمة الدكتاتورية والمتخلفة والعسكرتارية كما تدعي مطالب بتبني مطالب الكرد والامازيغ وطرحها في المحافل الدولية وخاصة مجلس الامن للضغط على الدول التي تحتضن هذين الشعبين بالامتثال لمبادئ التحرر والديمقراطية والعيش الكريم مع هذين الشعبين والامتثال لمنطق الحق والعدالة الانسانية باحقاق حقوق هذين الشعبين اللذين ظلمهما التاريخ .
ان عدم الاقدام على حل قضايا هذين الشعبين رغم اختلاف الظروف والبيئة بين الاثنين ،فان المنطقة لن تهدأ ابدا مهما كانت وسائل الاستغلال وتحريمهما من حقوقهما لان ثورات الشعوب اذا ثارت وانفجرت فهي كالبركان تقتلع معها كل المعاقل الحصينة للانظمة وستسبب في تدمير تلك البلدان ماليا واقتصاديا ناهيك عن الخسائر البشرية والدماء التي تسال والتي تؤدي الى كوارث ومأساة لمنطقة برمتها .
[email protected]