لحج نيوز/بقلم :.فؤاد السايس -
لاشك إن عبدالناصر قامة وهامة كبيرة لا يمكن أن يتجاهلها احد.
لقد مضي علي ثورة 23 يوليو المجيدة أعوام عديدة، (59) لكنها لا تزال تعيش الوجدان العربي.
لقد حطم عبدالناصر القيود وامن الشعوب وشرع الثورات وأعلن التوحد وأيقظ الضمير واعلي البنيان ورص الصفوف وتقدم الخطوط وأيد الحق ودحر الباطل وأخي المواطن وصعد الهمم وقهر العدوان وحرر الأمم .
نعم عبدالناصر أشعل شعلة الثورة واتقدت ومن حينها ونحن في ثورة .
ثورة تليها ثورة .... ثورة الحق علي الظلم ... وثورة التقدم على الاندحار والتقهقر... وثورة الصناعة ودخان المصانع .. وثورة التعليم على الأمية .. وثورة الديمقراطية علي القهر والاستبداد .. وثورة الحق علي الباطل .
نعم عبدالناصر كان القائد والزعيم والرئيس والابن البار لهذه الأمة .
حلم عبدالناصر وتحقق له الحلم ... قهر الظلم ودحر الاستعمار وأسس بنيان الجمهوريات .
فكان أن تحررت الشعوب من قهر العدوان والاستعمار والاستبداد والظلم .
عاش شعبنا العربي الحرية وتنسم نسائمها ولا يمكن أن تعود عقارب الساعة إلي الوراء.
تحقق لنا في اليمن الحرية المطلقة وتأسست جمهوريتنا الوليدة وجاء النصر المبين .
ورأينا الحرية تعلن وترفرف بيارقها في سماء الجزائر وليبيا والسودان .
وتحررت شعوب إفريقيا ورحل الاستعمار البريطاني الفرنسي من أراضي الأمة العربية والإفريقية .
أعلن الحق العربي في التعليم والبناء دون قيود وشيدت المدارس والمستشفيات ودار الرعاية ورأينا دخان المصانع وآلاتها تدار بأيدي عربية خالصة .
لذلك لا يمكن أن ننسي دور هذا الزعيم الأبدي الذي حرم نفسه من الراحة وعمل وافني حياتيه من اجل الحرية المطلقة للشعوب العربية .
عمل من اجل وحدة الشعب العربي ولم يستطيع لصعوبة الأمر وحقد الاستعمار لهذا التوجه.
كل الفئات الشبابية في عصره أيدت جمال ولم تبخل في تأييد ثورته ضد الفقر والجوع والعوز ومقارعة الاستبداد والظلم وتحقيق العدالة المطلقة .
لقد رأينا النور في عهده الميمون ، وما نعيشه اليوم من خير لربما ارتبط في جزئيته الواسعة إلي جهده المباركة وعمله الدؤوب .
كان حلمه الكبير رؤية فلسطين متحررة، وعلمها الخفاق يرفرف عاليا في سماء القدس.
لقد خاض حرب 56 وانتصر انتصارا رائعا .... انهارت علي أثره الإمبراطورية البريطانية والفرنسية .
اشتدت عود المقاومة وتحقق الكثير من الانتصارات .... وأعلن عبدالناصر حق الشعب العربي في العزة وقال كلمته المشهورة ارفع راسك يا أخي فقد ولي عهد الاستعمار .
رحل الاستعمار من أراضي العراق ولم يكن ليتجرأ المستعمر الأمريكي ان يغزو العراق فيما لو كانت شعلة التحرر التي اطلقها عبدالناصر تستعر .
عبدالناصر القامة الهامة والزعامة المطلقة كان رئيسيا وقائدا ووالدا حنونا ورجل عظيما لا يمكن أن ننساه أبدا ولا يمكن أن تنساه ملامح الحياة بالمطلق .
فلنحيي ذكري هذا الرجل العظيم ولنجعل له مكان في قلوبنا يخفق طول العمر ..
لماذا ... حتى لا يعود للظلم مكانا في ضمائرنا .. وللمستعمر سيطرة علي أراضينا وخيراتنا ... وللمفسدين أكل أموالنا بالباطل ... وللظالمين مقارعتنا وتعذيبنا ... وللتقدم والازدهار جسرا نتواصل عبره إلي ساحة الحرية والعدالة والتقدم .
عاشت فلسطين حرة ابية .
عاش العراق حرا مستقلا.
عاش كفاح عبدالناصر للحرية والوحدة المباركة .
عاش كفاح شبابنا نحو الانعتاق من القهر والاستبداد .
عاشت وحدة الشعب العربي من المشرق الي المغرب.
عاشت وحدتنا المباركة وديمقراطيتنا الرائدة .