لحج نيوز/بقلم:أحمد خالد الحبشي -
·لم يعد خافياً على أحد بأن سير الأحداث في بلادنا خلال الفترة الأخيرة تحولت إلى استهداف منتسبي مؤسسة القوات المسلحة والأمن إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، فقد تصاعدت الاعتداءات المتكررة ضد أبناء ومنتسبي هذه المؤسسة سواء كانوا في معسكراتهم أو في أماكن عملهم أو حتى وهم يسيرون في الشوارع، حيث أن التيار المتطرف في الإصلاح والعناصر الانقلابية الخارجة عن الشرعية الدستورية تقوم بتسليح وتمويل للعناصر الإرهابية من تنظيم " القاعدة " والعناصر الخارجة عن القانون والدفع بها إلى المناطق التي ترابط فيها وحدات القوات المسلحة والأمن وتوجيهها لارتكاب جرائم اعتداء متواصلة على المعسكرات والمواقع العسكرية والنقاط الأمنية ومحاولة السيطرة عليها لنهب معداتها وآلياتها, وقتل ضباطها وأفرادها.
·هذه الحملة العدائية التحريضية المتواصلة من قبل إعلام أحزاب اللقاء المشترك وخصوصاً الإخوان المسلمين(حزب الإصلاح ) ضد منتسبي الوحدات العسكرية والأمنية تحمل دعوة صريحة للقتل واستهداف مباشر لأفراد القوات المسلحة والأمن.. بل إن الأمر وصل بهم إلى إصدار فتاوى تبيح دماء أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يؤدون واجبهم الوطني في حماية البلد وتوفير الأمن والاستقرار والسكينة لأبناء الشعب.. فلماذا استهداف المؤسسة العسكرية والأمنية؟!
·إن هذا الاستهداف يحمل أكثر من دلالة فهو أولاً يأتي ضمن المشروع الانقلابي على الشرعية الدستورية للمشترك والقيادات المتطرفة في حركة الإخوان المسلمين، فالمؤسسة العسكرية والأمنية أثبتت ولاءها للوطن وحماية مكتسباته ومنجزاته ووقفت وقفة صدق مع الشرعية الدستورية وأفشلت كل محاولات الانقلاب عليها، فكانت الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها كل الدسائس والمؤامرات الهادفة زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة والسلم والوئام الاجتماعي، ولأنها أفشلت كل مؤامراتهم ومخططاتهم في الاستيلاء على السلطة، عمدوا إلى استهدافها وفتح جبهات متعددة في محاولات يائسة لإنهاكها وإضعافها حتى يتسنى لهم تحقيق مآربهم وأهدافهم في الوصول إلى السلطة عبر الانقلاب على الشرعية الدستورية والنهج الديمقراطي الذي اختاره شعبنا نهجاً لا حياد ولا نكوص عنه.
·وثانياً أن الهدف الأساسي الذي يتفق عليه تنظيم القاعدة الإرهابي ومتطرفو الإخوان المسلمين وفي مقدمتهم الزنداني يتمثل في إقامة إمارة إسلامية في جنوب الجزيرة العربية، وهو هدف غير قابل للتحقيق في ظل القوة والصلابة التي أظهرتها المؤسسة العسكرية والأمنية، ولكي يحققوا هدفهم هذا بدأوا يتجهون نحو استهداف هذه المؤسسة الوطنية في محاولة منهم لإنهاكها والقضاء عليها لتوفير الأرضية الملائمة لتحقيق حلمهم في إقامة وإنشاء دولة إسلامية لها جيش ذو عقيدة دينية صرفة سيكون الدرع الواقي والحصن المنيع لهذه الدولة التي ستعيد تجربة دولة الكنيسة الدينية في أوروبا خلال العصور الوسطى عصور الظلام والانحطاط بكل مساوئها.
·لكن أبناء القوات المسلحة والأمن كانوا ولا يزالون عند مستوى التحدي وأثبتوا قدرة فائقة في التصدي بحزم وقوة لكل العابثين والمخربين والإرهابيين والمتمردين الخارجين على النظام والقانون، وكل إنسان يحب الوطن لا بد أن يشعر بالفخر والاعتزاز بهذه المؤسسة الوطنية الكبرى ويقف وقفة إجلال وإكبار أمام ما سطره ولا يزال أبناؤها الأشاوس من مواقف وبطولات سواء في حفظ الأمن والاستقرار أو في مواجهة عناصر الإرهاب الظلامية أو في توجيه ضربات موجعة وساحقة ضد القتلة والمجرمين الذين يعيثون في الأرض فساداً وأمثالهم من العناصر التخريبية والتدميرية التابعة لبعض القوى السياسية والوجاهات القبلية.