لحج نيوز/بقلم:حسن الأنصاري -
قبل يومين وأثناء تجوالي في شوارع مركز إحدى المدن البريطانية، لفتت انتباهي العبارة المكتوبة على اللوحة الاعلانية لمجموعة تقوم بحملة مساعدات للشعب الصومالي. «هل الله حقا يهتم بنا Does God really care about us» هذه العبارة جعلتني أقف فترة لأسجل مدى تأثيرها على المارة وقبولهم للتبرع، لكنني وخلال أكثر من عشرين دقيقة لم ألاحظ أحدا يهتم أو يتجه نحو الصناديق الصغيرة!. يقال إن نسبة الإلحاد بين البريطانيين هي الأعلى (44 في المئة) مقارنة مع شعوب العالم، أما القساوسة فيعتقدون أن ارتفاع أسعار مواقف السيارات مع صعوبة التنقل حيث ينخفض عدد القطارات والحافلات لأدنى عدد في أيام نهاية الأسبوع هي الأسباب وراء عدم حضور البريطانيين للكنائس لممارسة العبادة!.
وأعتقد أيضا أن المشاكل المالية التي تعاني منها الأسر الغربية وتراكم الديون عليها والأزمات الاقتصادية الخانقة أدت إلى انخفاض توجه الشعوب الغربية للتبرع ولكن حين يكون التبرع لدولة بائسة فقيرة مثل الصومال فلا نرى اهتماما بالغا من المؤسسات المدنية والمنظمات الدولية وتأتي مستوى حملات جمع التبرعات متدنية وبطريقة خجولة!. شهر رمضان، أعاده الله عليكم بالخير والبركات وصالح الأعمال ليس فقط شهر صيام وعبادة وقراءة القرآن الكريم, بل هو شهر لعمل الخير والسعي لمساعدة المحتاجين والفقراء، شهر لا أحد يعلم ثواب العمل الصالح فيه إلا الله سبحانه وتعالى. وفي هذا الشهر الفضيل لنتجه جميعا بأبصارنا نحو الصومال لنرى كيف حالهم وماذا يفعل بهم شبح المجاعة!.
أنقل إليكم اقتراحا وصلني بالايميل من الأخ الفاضل توفيق عبدالعزيز عوض حيث يقترح التالي: «التبرع بحصة التموين لشهر أغسطس 2011 لاخوتنا في الصومال وبذلك يصل تبرع الشعب الكويتي لما يقارب 150 مليون وجبة للشعب الصومالي»!. أتفق مع الأخ توفيق بهذا المقترح الرمضاني الايماني والانساني، كما أقترح أن تتفق بعض المؤسسات الخيرية فورا بالعمل لتنظيم هذا المقترح مع الدعوة لرجال الأعمال للمساهمة بتحمل تكاليف الجسر الجوي لنقل المواد التموينية خلال أيام وبالسرعة الممكنة!. ليكن صيامنا في شهر رمضان من عام 1432 هجري في الصومال مع الأخوة الصوماليين حتى نكون عباد الله القريبين منه سبحانه وتعالى فيستجيب دعواتنا حين ندعوه آناء الليل وأطراف النهار فيكشف السوء والضر عنا وننال خير الدنيا والآخرة.
«إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه» وبهذه المعادلة الإلهية لا شك أن الله سبحانه وتعالى سوف يهتم بنا ما دمنا نهتم لرفع معاناة الفقر والجوع عن إخوتنا في الصومال!.
ومبارك عليكم شهر رمضان الفضيل متمنيا لكم صالح الأعمال وقبول الطاعات.
[email protected]