الإثنين, 08-أغسطس-2011
لحج نيوز - السراج اليماني لحج نيوز/بقلم:السراج اليماني -
في الحلقة السابق وبعد الكلام على جهود المملكة العربية السعودية العظيمة في إحياء بعث الأمة العربية والإسلامية من خلال تبنيها قضايا الأمة العربية والإسلامية في شتى مجالات الحياة ولم تقتصر تلك الجهود في مجال دون أخر وذكرنا أصنافا من الناس التي ركزت المملكة على رعايتها والاهتمام بها ولم يقتصر المجال على هذه الأصناف فقط وإنما من باب الأولى وقد تكلمنا على الصنف الأول وهانحن نواصل الكلام على باقي الأصناف لكي تكتمل الرؤيا حول الجهود العظيمة المبذولة من قبل إخواننا السعوديين جزاهم الله خيرا ووفقهم لعمل الخير وليعلم كل منصف الدور العظيم الذي تقوم به مملكة الإنسانية متميزة بذلك عن غيرها مهما تشدق المتشدقون من بعض الأشقاء في الدول العربية فلن يبلغوا شأوا الملكة مهما حاولوا ...

الصنف الثاني من هذه الأصناف وهم :ضحايا الحرب :

تعلمون كيف تتوالى الأحداث يوما بعد يوم ،وسنة بعد أخرى ،وتزداد مآسي وآلام الإنسانية في كل مكان وزمان نتيجة غياب العدل والإنصاف والمحبة والوئام ،وحصول الظلم والاعتداء بين طوائف كثيرة من بن البشر الأمر الذي يتطلب الوقوف مع المظلوم وردع الظالم وإغاثة الملهوف ،وإعانة المحتاج ،وكساء العاري وإيواء اللاجئ ،وكفالة اليتيم.

وإن مما ابتلي به المسلمون في هذا العصر اجتياح الأعداء والظالمين لبعض أراضيهم ومحاولة اغتصابها ومصادرتها وضمها بالقوة وبغير وجه حق،كما حصل من اليهود بالنسبة لفلسطين وكما حصل من الأمريكان بالنسبة للعراق وما حصل من الصرب مع المسلمين في البوسنة والهرسك ...وما حصل من اجتياح لأفغانستان المسلمة من قبل السوفييت والحلف اليوم بقيادة أمريكا راعية النظام العالمي الجديد ...ولا شك أن ضخامة الحروب كثر وآثارها مدمرة بين قتل وإعاقة وعجز وتشريد وهدم وخراب ونقص في الغذاء والدواء ،ولجوء وهجرة فلابد من إيواء وهذه الفئات المتضررة وإغاثتهم أثناء الحرب وبعد أن تضع الحرب أوزارها ...بدفع حجاتهم وسدّ خلتهم ومداواة جرحاهم ومرضاهم وكفالة أيتامهم ...وإعمار ديارهم وإصلاح ممتلكاتهم وترميم ماتلف من مرافقهم العامة والخاصة .

ولعل أسوأ ما يواجه عالمنا المعاصر من الخسائر البشرية والمادية هو ناتج عن الحروب الأهلية وهي من نصيب الدول العربية الفقيرة فقط،ففي العقد الأخير من القرن العشرين شهد العالم سلسلة من الحروب الأهلية التي تفوق خسائرها الحروب الدولية النظامية ،ويشهد العالم سلسلة من الأحداث المأسوية والأعمال الوحشية التي يتعرض لها الإنسان تفوق كثيرا من الكوارث البيئية من زلازل وفيضانات وأعاصير واجتياحات ..منذ الحرب الباردة بين القوتين العظيمتين في العالم وهما: الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تضاؤل دور حلف الأطلسي ووارسو،اجتاحت العالم موجة من الحروب الأهلية اندلعت في كثير من دول العالم النامي أو عالم الجنوب مثل الصومال وأفغانستان والبوسنة والهرسك وكمبوديا ورواندا واليمن وكوسوفا وهي حروب ودموية تغتال الأمنيين والمدنيين في المقام الأول ،فهم ضحايا القصف العشوائي المتبادل بين القوى المتصارعة على السلطة وهي جميعها تنتسب إلى وطن واحد،وتستخدم في الحروب الأهلية المعاصرة أحدث أنواع الأسلحة وأشدها فتكا...ولعل الحروب الأهلية هي أسوأ مايصادف دولة ما :فهي تعني إلى جانب الخسائر البشرية والمادية تدمير البنية الأساسية للدولة .ففي هذه الحروب لا يميز المقاتلون بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية أو بين المحاربين والمدنيين مما يجعلها حربا ضروسا وحشية أشد شراسة من الحرب التقليدية التي تقوم بين الدول وفي الحروب الأهلية يقوم المقاتلون بقصف الأحياء السكنية وتدميرا لمنشآت الاقتصادية وتخريب مصادر الثروة القومية للبلدمن مصانع ووزارات ومطارات وموانئ ومعسكرات وطرق وجسور وعيرها...كما تؤدي الحروب الأهلية إلى ارتكاب مذابح جماعية..جرائم لا أخلاقية لا حدود لها من قتل واغتصاب ونهب وسلب وإبادة جماعية لقطاعات ضخمة من المواطنين العزل والأبرياء الذين لاذنب لهم ، والتطهير العرقي والمذهبي والحزبي والقبلي وغيرها من الممارسات التي تحرمها القوانين والأعراف والأسلاف الدولية فضلا عن الشرائع السماوية....

وثالث هذه الأصناف التي تقوم المملكة العربية السعودية على العناية بهم هم اللاجئون: اللاجئون هم قوم حيل بينهم وبين ديارهم وأموالهم فأصبحوا يعيشون على مايقدم لهم من مساعدات وإعانات وإسعافات ...ويقع على الدولة المستضيفة العبء الأكبر في تحمل الإنفاق على أمثال هؤلاء ،وتأمين مايلزمهم من ضروريات وحاجيات ...من مواردها الخاصة والمملكة تتحمل أعبائا كبيرة لأنها لاتحتاج إلى معونة من بعض الدول وتعتمد على منتوجها وميزانيتها الخاصة ...

ويعيش في عصرنا الحاضر أعدادا كبيرة في أنحاء متفرقة من العالم من اللاجئين الذين أجبرتهم الظروف على هجر بلدانهم الأصلية والإقامة في غيرها...الأمر الذي يستلزم مواساتهم والتخفيف من محنتهم ...ومد يد العون والمساعدة لهم ..وتأمين الرعاية الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية لهم.

وغدا نلتقي في حلقة أخرى ولعلها تكون الأهم في بيان عظم الإنفاق للأشقاء في المملكة العربية السعودية.

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-16024.htm