الثلاثاء, 16-أغسطس-2011
لحج نيوز - عبدالحفيظ النهاري لحج نيوز/بقلم:عبدالحفيظ النهاري -
لا شيء يزعج جماعات التطرُّف والعنف والإرهاب أكثر من سماعهم أن فخامة الأخ الرئيس يتعافى, تنزعج أن أصبح قادراً على إلقاء خطاب متلفز موجّه إلى الشعب اليمني الذي يبادله الوفاء بالوفاء والذي ينتظر رؤيته.. تنزعج تلك الجماعات حين تراه قد استعاد قدراته على مزاولة نشاطه اليومي ومنه مقابلة بعض المسؤولين ومتابعة مستجدات الأزمة وتفاقمها، ينزعجون حين يعلمون أنه قد غادر مشفاه إلى مقر النقاهة, وأن عودته أصبحت قريبة.
ينزعجون حين يسمعون أن رفاق الرئيس من كبار رجال الدولة قد قاربوا على الشفاء والخروج من مشافيهم، وحين يسمعون تصريحاتهم الوطنية المعبّرة عن روح التضحية بعد أن قضوا جل أعمارهم في خدمة الوطن، وينزعجون من تصريحاتهم المتمسّكة بالثوابت الوطنية والمستعدة لاستمرار التضحية من أجل القيم والمكتسبات الوطنية الكبرى.
وقد صاحبت خروج فخامة الأخ الرئيس من مشفاه ضجة إعلامية مغرضة تعبّر عن حقد وغيظ غير مبرر، وبدت بعض وسائل الإعلام كما لو أنها تريد أن تبني سداً من حقدها بينه وبين عودته إلى أرض وطنه التي افتقدته, وافتقدته معها قلوب ملايين اليمنيين الذين يكنّون له كل حب واحترام وتقدير وثقة متبادلة، والذين يرتبط مستقبلهم ومستقبل اليمن بعودته وبرعايته وبحكمته.
ولم تكتفِ بعض وسائل الإعلام بالتعبير عن حقدها على اليمن, بل تجاوزت ذلك إلى محاولة إفساد العلاقات بين اليمن وبين أشقائه وأصدقائه من خلال الكذب واصطناع مواقف سلبية وهمية لبعض الدول من عودة الرئيس إلى وطنه، وهو الأمر الذي اضطر وزارة الخارجية الأمريكية إلى إصدار بيان تكذيب لتلك الأقاويل الصحفية التي تحدّثت عن ضغوط أمريكية لإثناء الرئيس عن العودة إلى بلاده.
وتلك الممارسات الصحفية فيما تفعله لا تتجاوز التشريعات والقيم المهنية فحسب، بل تضلّل الرأي العام عن حق الشعب اليمني في التمسّك بثوابته الوطنية ومرجعياته الدستورية والديمقراطية المتمثّلة بحق الرئيس في القيام بمسؤولياته الرئاسية حتى 2013 استناداً إلى انتخابات 20 سبتمبر 2006 التي شهد العالم بنزاهتها وتوازنها وتكافؤها, وأقرّ بصحة نتائجها المنافسون السياسيون الذين يحاولون الانقلاب عليها اليوم.
وتحاول وسائل الإعلام تلك أن تحجب عنّا السبب الذي ساق الأخ الرئيس إلى مشفاه في السعودية، أي ذلك العدوان والحادث الإجرامي الإرهابي الذي طال 87 شخصية سياسية وعسكرية واجتماعية من رجالات الدولة وسقط ضحيته 18 شهيداً بينهم وكيل وزار الأوقاف والإرشاد وضباط وجنود وهم يؤدون صلاة الجمعة في مسجد النهدين بدار الرئاسة في أول جمعة من شهر رجب الحرام، في جريمة لم يشهد تاريخ اليمن الحديث مثيلاً لها، لا في حجمها ولا في نوعها ولا في طريقتها.
وبات من الواضح أن المجرمين يهربون من فعلتهم تلك بمثل ما شغلونا به من تخرّصات وشائعات وتضليلات وأكاذيب, ظناً منهم أن ذلك سيعفيهم من تبعات الجريمة وينسي اليمنيين بشاعة أفعالهم ويجعلهم يفلتون من العقاب.
ناسين أن حجم ونوع وطريقة جريمتهم الإرهابية تلك تجعل محاكمتهم ومعاقبتهم في الصدارة من مهام ومسؤوليات هذه المرحلة ومعالجات نتائج جرائمهم السياسية والجنائية سواء أكانوا أفراداً أم جماعات، أو أحزاباً أو تنظيمات دينية وسياسية.
نقول لهؤلاء المجرمين ونؤكد لهم إنهم أصبحوا في قبضة الشعب اليمني الذي لن يتنازل عن حسابهم فيما اقترفته أياديهم الآثمة أياً كانوا ومهما كانت أدواتهم الإرهابية، وسيظل الشعب اليمني أقوى من كل المؤامرات والدسائس وأقوى من مكائد الحاقدين عليه وعلى مكتسباته.
أما عودة الرئيس فإنها رمز الشرعية الدستورية وجوهرها, المحمية بإرادة الملايين من أبناء الشعب اليمني، وهي مطلب الشعب الذي ينتظر خروجاً آمناً من أزمته، ويراهن على قدرات وحكمة فخامة الأخ الرئيس الذي خبره في المنعطفات الوطنية الحاسمة، عودة ترسّخ القاعدة الديمقراطية للتداول السلمي للسلطة، وترد عنّا الرغبات المريضة في الاستحواذ على مقدّرات الشعب اليمني، وتُفشل المشروعات الفردية والحزبية والفئوية والعشائرية.
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-16244.htm