لحج نيوز/بقلم:راسل عمر القرشي -
إن النظر إلى الواقع الوطني اليوم بعين المسؤولية واجب كل الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية..، لا سيما في ظل الأخطار المتزايدة المحدقة بالوطن وأبناء الشعب والتي تكاد ـ لو لم يستشعر الجميع مسؤولياته ـ تقودنا إلى الانهيار..
ليس في مصلحة أحزاب المشترك وكل الفعاليات السياسية الاستمرار في مسلسل العناد والمكابرة، وليس في مصلحتها الإصرار على اللجوء إلى خيارات أخرى غير الحوار.. كون الحوار، والحوار وحده هو السبيل الأمثل والحل الأوحد لتجاوز ما نحن فيه اليوم، ولإنقاذ الوطن من المآلات الخطيرة التي ينقاد إليها..
> لن تأتي الحلول للأزمة اليمنية التي نعانيها من خلال اللجوء إلى تشكيل الكيانات المرفوضة من أبناء الشعب، كون ذلك يزيد من تفاقم الأزمة ويجعل اليمن على فوهة بركان قد ينفجر بأي وقت، كما لن تأتي الحلول من خارج الوطن فالشعب هو المعني الأول بقضاياه الوطنية ويرفض كلياً أي تدخل خارجي، ويكفي الاستدلال ببعض التجارب من حولنا حتى نعي وندرك جيداً أن حل أزمتنا بأيدينا..
والشعب اليمني عندما يبارك الجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء بهدف مساعدتنا في تحقيق التقارب الوطني والخروج مما نعانيه فإنه بذلك يؤكد أن هذه الجهود ينبغي أن تضع في اعتبارها عدم تجاوز إرادته الحرة، أو الذهاب نحو فرض الرؤى على طرف ولصالح طرف آخر..
إن الحوار بين مختلف الفعاليات السياسية كما أكد مجلس الأمن الدولي هو السبيل لحل الأزمة اليمنية ووفقاً للمبادرة الخليجية التي أكدت على تحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة..
> ولا شك أن كلمة رئيس الجمهورية إلى المؤتمر الوطني للقبائل اليمنية جاءت لتؤكد أن المشروع الحضاري لليمن هو الحرية والديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة وليس الاستيلاء على السلطة عبر الانقلابات والمؤامرات وبعيداً عن إرادة الشعب أو القفز عليها..
جدد تأكيده على الاستعداد الكامل للتخلي عن السلطة التي دائماً ما يؤكد على أنها ليست غاية بذاتها ولم يكن له فيها مطمع..، ولكن يجب أن يكون هذا التخلي محكوم بالضوابط التي تحفظ لليمن واليمنيين وحدتهم وتصون أمن الوطن واستقراره، ولن يكون ذلك ممكناً من خلال المؤامرات والانقلابات والفتن والعنف والإرهاب الذي يسلكه الانقلابيون اليوم..
جدد تأكيده على أن الانتخابات المبكرة والحوار الجاد والمسؤول وفقاً للمبادرة الخليجية وإيجاد آلية واضحة للسير عليها يعد الطريق الأنسب في الحالة اليمنية للوصول إلى التغيير المنشود، والذي لم ولن يتحقق بالممارسات الخارجة عن النظام والقانون، ولا بفرض القوة أو استعراض العضلات أو بالترهيب والتخويف، وإنما بالعمل الجماعي والمشترك، واتفاق كل أطراف العمل السياسي والمدني والجماهيري على آليات واضحة نسير جميعاً عليها، بما يعود على الوطن وأبناء الشعب بالخير والفائدة..
> ليس في مصلحة أحزاب اللقاء المشترك الاستمرار في العناد والمكابرة ورفض الحوار أو الإصرار على المضي صوب مآلات لا يحمد عقباها على الوطن وأبناء الشعب كالذهاب نحو الإعلان عن المجلس الوطني أو العسكري أو الحربي أو الانقلابي أو ما شاءت أسمته.. لأن ذلك سيواجه بالرفض الشعبي، بل سيؤدي إلى نشوب حرب أهليه.. ولا شك أن القرارات التي خرج بها المؤتمر الوطني للقبائل اليمنية أكدت ذلك وبوضوح..
إن الفكر الانقلابي الذي تراهن عليه أحزاب اللقاء المشترك لا يصلح مطلقاً مع الحالة اليمنية، كون اليمنيون رموا بعهد الانقلابات وهذا الفكر الشمولي خلف ظهورهم، وأصبحوا منذ أكثر من عشرين عاماً لا يؤمنون بشيء غير الديمقراطية التي جاءت لتنتصر لإرادة الشعب، وتضع حداً لكل عهود الأمس الشمولية، وتنهي وإلى الأبد حكم الحزب الواحد الذي لا صوت يعلو على صوته!..
الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي نعيشها، والذهاب صوب تحقيق الشراكة التي نطمح إليها جميعاً، والمضي معاً نحو تصحيح وإصلاح النظام السياسي بما يؤدي إلى إنهاء كل أشكال التأزيم ويقود بالتالي إلى انتخابات نزيهة وشفافة يكون فيها الشعب هو من يختار من يحكمه دون أن يعلو على صوته شيء..
هذه هي الرؤية الحكيمة والعقلانية التي ينبغي الإجماع عليها بعيداً عن الحديث عن المجالس «الحربية» والاجتثاث والإقصاء، أو القفز على إرادة الملايين من أبناء هذا الشعب التواق للعيش بأمن وأمان واستقرار، وإلى تجاوز كل المنغصات التي يعيشها اليوم وأثرت عليه كثيراً حياتياً ومعيشياً ونفسياً..
بالحوار والحوار وحده يمكننا إنقاذ الوطن من كل ما يعانيه، أما الاستمرار في المغامرات الطائشة ورفض الجنوح للسلم فسيقود إلى الأسوأ وإلى دخول اليمن واليمنيين في نفق مظلم لن نخرج منه مطلقاً.