الأحد, 21-أغسطس-2011
لحج نيوز - طه العامري لحج نيوز/بقلم:طه العامري -

بلغة التحرير والليبرالية والعدالة والشفافية والديمقراطية والحكم الرشيد والدولة المدنية ومكافحة الإرهاب والفساد وأزيد عليها محاكمة الفاسدين وتصفية الأحزاب الحاكمة ومحاكمة كل عضو كان ينتمي لهذا الحزب الحاكم أو ذاك ..دون أن نغفل بقية الشعارات المرفوعة مثل المساوة والمواطنة المتساوية والشراكة ..ما سلف من القول كان بعض من شعارات ما يسمى ب( ثورات الشباب) وهي ( ثورات) جاءات بمواصفات خاصة وأنماط محددة وخط سير موحد ونقاط التقاء موحدة اسمها ( ساحات أو ميادين) عامة , في مشهد تراجيدي يعيدنا للحظة دخول طلائع قوات الاحتلال الأمريكي بغداد عبر (ساحات الفردوس) ولم يكون ذاك التعبير اعتباطي أو عابر بقدر ما حمل معه رسالة ها نحن نتلوا فصولها عبر ساحات عربية أخري ..
نخب عربية ومن مختلف المدارس السياسية والفكرية والعقائدية برزت في سياق المشهد وتداعياته تتنافس مع بعضها على تسويق قيم ومفاهيم ( الابتذال الثوري) الجديد الغير مشهود به أو متعارف عليه حتى في عصور الانحطاط الحضاري ..!
من ميادين تونس ومصر إلى البحرين واليمن وسورية وليبيا وحتى سلطنة عمان , وربما يكون هناك ميادين جديدة قد نتعرف عليها وعلى اسمائها ي القريب القادم , لكن هل موضة هذا الخريف الذي يمكن وصفه ب( خريف الانهيار العربي ) الذي بدت ملامحه وكما اسلفت في متابعتنا لطلائع قوات الغزو الأمريكي تدخل عبر ساحات الفردوس العراقية لتعلن من تلك الساحة انطلاق مرحلة هذا الخريف الذي اطلق عليه _ مجازا_ اليوم ب( ربيع الثورة العربية) كما يحلوا ل( قناة حمد بن جاسم) تسمية هذه الفوضى ..
بيد أن هذه النخب التي فجاءة غدة أكثر من ( ثورية) لدرجة أن شاهدنا في ساحات الاعتصامات رموز الجهل والتخلف والظلام يحملون صورا لرموز ثورية استوطنت وجدان وذاكرة الشعوب والأمم ولعبت أدوارا محورية ومؤثرة في أذكاء قيم الحرية والتحرر والعدالة والسيادة والكرامة الوطنية في سفرنا التاريخي قبل أن تفارقنا أجسادها تاركة لنا أرثا ثوريا حافلا بالقيم والأخلاقيات المثالية الإنسانية ..
لكن بالمقابل ثمة تناقض مريع يتجسد في سلوكيات ومواقف شلة ( الثوار الجدد) الذين يرفضون الحوار والحلول السلمية والتفاهم ويرفضون الديمقراطية كوسيلة وطريق لحل معادلة الخلاف على السلطة ويسعون جاهدين لتكريس قم الاجتثاث التي طبقت على النظام العراقي بعد الغزو وفجر حرب لا تنتهي بين أبناء الشعب العربي في العراق , ثوار اليوم أيضا يرفضون كل أشكال التفاهم مع الأنظمة كما يرفضون الانتخابات والاحتكام للديمقراطية .. فأن وقفت مجادلا لهم _مثلا_ يكيلون لك أقذع الشتائم ويستخدمون ضدك مفردات منحطة لم يتفوه بهاء ( صعاليك الزمن الغابر) ..!!
ولا يتردد هؤلاء في وصفك ب( عابد الاصنام) وب( تأليه) القادة والزعماء ..؟؟!!
في المقابل نجد هؤلاء يحملون صور القادة الأموات ويستخدموا هذه الصور لكسب التعاطف الشعبي دون وعي أو أدراك بحقيقة أن هؤلاء الزعماء الراحلين رحمة الله عليهم عاشوا ورحلوا مناهضين لكل هذا الذي يقوم به اتباعهم اليوم ولو قدر لهؤلاء الزعماء العودة لدقائق للحياة وشاهدوا اتباعهم بهذا الحال لكفروا بهم وطالبوهم بالكف عن الادعاء الزائف بالانتماء لهم ..؟؟
ولو قارنا بين راهن حالنا الوطني والقومي وبين ما كان عليه الحال قبل عقود فقط لوجدنا الفارق الشاسع وعلي مختلف المجالات الحياتية والحضارية والتنموية المختلفة ..
إذا كيف يستقيم الحال مع هؤلاء الذين يسعون لإسقاط أنظمة ومحاكمتها ومحاسبتها بطريقة فوضوية وعبثية كما حدث في العراق ويحدث في مصر وتونس وليبيا وسورية بعيدا عن حالنا نحن في اليمن الذين نمتلك من عوامل القوة والاستقرار ما يجعل الظاهرة العبثية لدينا عديمة الجدوى والتأثير مهما حاولت بعض الجهات تضخيم الحال والحديث عن انتصار الفوضى والعبث بلغة ( عصابة القتل والإجرام ) أو بلغة أتباع ( الشيخ) من مثقفي المرحلة الغبراء هذه التي جعلت أشباه الرجال يحتلون مكانة من اهتمام ليس لفعلهم الوطني بل بهدف استغلالهم لتحقيق مكاسب رخيصة لهذا الطرف أو ذاك .. !!
ذات يوم شاهدت المدعو( فواد دحابة ) وهو يرقص حاملا صورة الزعيم الثائر ( تشي جيفارا) فتحسرت على الشهيد الثائر (تشي) الذي تلوثت صورته بيد متخلف وجاهل مثل ( فواد دحابة ) الذي لم يحمل الصورة حبا وعشقا وتقديرا بل حملها زندقة ونفاقا ولكسب تعاطف بعض المتأثرين بقيم وأخلاقيات (تشي) وأشك أن في الساحات من هو متأثر بقيم وأفكار ( تشي) أو حتى ( عبد الناصر) أو ( الحمدي) لأن المتأثرين بقيم هؤلاء الرموز الوطنية والقومية والإنسانية لا يشرفهم أن يكونوا في هذه الساحات مجرد ادوات يخدمون جهات غارقة في الجهل والتخلف أو أخرى استعمارية عملت في السابق على تصفية تلك الرموز وتخلصت منها ..؟
إذا أي تناقض هذا الذي تعيشه نخب مستلبة أركستها الاحداث وصادرت وعيها وقيمها الاحقاد والرغبات الثأرية والنوازع التامرية ..؟ لهذا أقول ليست هناء ولا هناك ( ثورات ) بل ( مؤامرات) جاءات تجسد عبارة ( جورج بوش ) حين وصلت قواته لساحات الفردوس فالقا حينها خطابا وجهه للعالم قال فيه حرفيا ( بعد اليوم لن نسمع ولن نرى في الشرق الأوسط من يهتف بالروح والدم نفديك يا زعيم) ..؟!!
البعض منا اليوم ينفذ تلك الوصية للرئيس الأمريكي وحسب والقادم الزمني سيكشف بشاعة المؤامرة وفداحة المخطط وغباء طوابير الثوار المزعومين ..!!

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-16374.htm