لحج نيوز/بقلم:عبدالله الحنبصي -
تشهد البلدان العربية والإسلامية تحركات كثيفة من اجل زعزعة القلاقل داخلأراضيها.. ولعل المملكة المغربية واحدة من هذه البلدان التي تسعى بعضالأيادي الى تأجيج الخلافات الداخلية مستخدمة شتى الوسائل والإمكانياتلتحقيق هذا الهدف وتعد أميناتو حيدر البالغة من العمر 43 عاماً واحدة منهذه الوسائل التي يعتبرها الكثيرون بأنها "خارجة عن الإجماع الوطني" .السلوك الاستفزازي الذي استخدمته اميناتو حيدر مؤخراً بمطار العيون عندمارفضت تقييد جنسيتها المغربية على الاستمارة بلا شك انه مس بمشاعرالمغاربة قاطبة وسكان الأقاليم الجنوبية بصفة خاصة فأي شخص يتنكر لجنسيتهلا يستحق الاحترام كما أنه يفتقر إلى الحد الأدنى من الصفات الإنسانية.وبالتأكيد إن التوجه الإنفصالي الذي تبديه حيدر يتعارض في اعتقادي معمصالح أبناء المغرب ويضر بالمصلحة الأمنية للمملكة وينتهك الدستور ومنيدعو إلى الانفصال لا يراعي بالتأكيد مصالح الوطن كما هو الحال في اليمن.اميناتو حيدر التي تدعي أنها مناضلة حقوقية كان عليها أن تحرص اكثر منغيرها على وحدة بلادها وان لا تكون ضد الوحدة الترابية المغربية وانتتعامل بجديه مع خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أكد فيه بأنهلا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة وأنه لا مجال للتمتع بحقوقالمواطنة والتنكر لها في ذات الوقت بالتآمر مع أعداء الوطن.غير إن أميناتو حيدر استمرت في تعملها مع الوضعيات الثلاث واستغلت حريةالتعبير والتنقل التي يعيشها المغرب للعمل كقناة وبوق لترويج المواقفوتطبيق الأوامر التي تتلقاها من الجزائر.والمتأمل لحكاية أميناتو حيدر يجد أنها تمتعت بجميع حقوق المواطنة وكانتتتوفر على جواز سفر مغربي غير أنها طافت العالم للترويج لأطروحاتالبوليساريو الانفصالية خصوصا وأن الجزائريين يعملون منذ ما يقرب منأربعة عقود على المعاكسة الممنهجه والمتعددة الأوجه للمغرب.السلطة المغربية وكما نلاحظ تعاملت ومازالت تتعامل بروح التسامح معأبنائها بدليل سماحها للانفصالية حيدر بدخول الأراضي المغربية بعد انتنصلت عن جنسيتها ووضعت نفسها في مأزق.المبادرة المغربية التي اعلن عنها الملك المغربي اتسمت بالشفافيةوالقراءة الموضوعية لواقع المملكة وايجاد الحلول المناسبة وبمايضمن خلقحاله من التوازن بين سكان الصحراء والسيادة المغربية.ولأهمية المبادرة واسهاماً منا في توضيحها وطرحها نتناول ماتضمنتةالمبادرة حيث جاء فيها:ففي البداية أوضحت المبادرة بأنها جاءت كالتـزام من المغـرب بالعمـل عـلىإيجـاد حـل سيـاسي نهـائي حيث انخرطت المملكة المغربية في ديناميةإيجابية وبناءة, ملتزمة بتقديم مبادرة للتفاوض بشأن نظام للحكم الذاتيلجهة الصحراء, في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية.وتندرج هذه المبادرة في إطار بناء مجتمع ديمقراطي حداثي, يرتكز علىمقومات دولة القانون والحريات الفردية والجماعية و التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية. وهي مبادرة واعدة بانبثاق مستقبل أفضل لسكان الجهة, فضلا عنأنه من شأنها أن تضع حدا للمعاناة من الفراق والنفي وأن تساعد على تحقيقالمصالحة.و تكفل المملكة المغربية, من خلال هذه المبادرة, لكافة الصحراويين, سواءالموجودين في الداخل أو في الخارج, مكانتهم اللائقة ودورهم الكامل فيمختلف هيئات الجهة ومؤسساتها, بعيدا عن أي تمييز أو إقصاء.ومن هذا المنطلق, سيتولى سكان الصحراء, وبشكل ديمقراطي, تدبير شؤونهمبأنفسهم من خلال هيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية, تتمتع باختصاصات حصرية.كما ستوفر لهم الموارد المالية الضرورية لتنمية الجهة في كافة المجالات,والإسهام الفعال في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية للمملكة.كما تحتفظ الدولة باختصاصاتها في ميادين السيادة, لاسيما الدفاعوالعلاقات الخارجية والاختصاصات الدستورية والدينية لجلالة الملك, أميرالمؤمنين.وترمي المبادرة المغربية, المفعمة بروح الانفتاح, إلى توفير الظروفالمواتية للشروع في مسار للتفاوض والحوار, كفيل بأن يفضي إلى حل سياسيمقبول من جميع الأطراف.وبحسب المبادرة يخضع نظام الحكم الذاتي, المنبثق عن المفاوضات, لاستشارةاستفتائية للسكان المعنيين, طبقا لمبدإ تقرير المصير ولأحكام ميثاق الأممالمتحدة. ومن هذا المنطلق, فإن المغرب يوجه نداء إلى باقي الأطراف لكيتغتنم هذه الفرصة من أجل فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة. كما يعبر عناستعداده للانخراط في مفاوضات جدية وبناءة, انطلاقا من هذه المبادرة,وكذا عن الإسهام في خلق مناخ الثقة الضرورية لإنجاحها. ولهذه الغاية,تبقى المملكة مستعدة للتعاون التام مع الأمين العام للأمم المتحدةومبعوثه الشخصي.وبعد مضامين المبادرة التي اطلعنا عليها دعونا نسأل وبكل وضوح ما الذييطلبه دعاه الانفصال في المغرب بعد هذه المبادرة. هذا التساؤل نضعه أمامصانعي الشتات حتى يدركوا حقيقة ما يسعون إلية ويكتشفون بأنفسهم عنالمستفيدين مما ينتهجون علية. -- عبدا لله الحنبصي