لحج نيوز/صنعاء - شهد ميدان التحرير بأمانة العاصمة مساء اليوم حفل إيقاد شعلة الثورة اليمنية المباركة إيذاناً ببدء العام الـ 50 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة وتدشينا لاحتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر ..
وفي مراسم إيقاد الشعلة، الذي بدئ بالسلام الجمهوري وتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم ووسط ابتهاج وفرحة جموع الجماهير ألقى وزير الشباب والرياضة عارف عوض الزوكا كلمة أكد فيها أن ثورة 26 سبتمبر الخالدة ثورة حقيقة على الجهل والظلم والقهر والاستبداد والمرض والانغلاق المطبق ، ثورة شعبية عارمة تعلم منها الشباب معاني الولاء الوطني والثوابت الوطنية والقيم والأخلاق الإنسانية السامية والنبيلة ومعاني الوفاء والإخلاص والتي تجسدت عظمتها أكثر في تحديد أهدافها النبيلة وغايتها الشريفة وقال " إنه لمن حسن الطالع ان تكون فرحتنا بهذه الذكرى الوطنية المجيدة فرحتين فرحة بما حققته الثورة السبتمبرية على مدى 49 عاما من عمرها الأبدي وفرحة بعودة فخامة الرئيس القائد الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى أرض الوطن سالما غانما معافى منصورا مهابا تظلله عناية الله سبحانه وتعالى الذي حماه من كيد الكائدين وتآمر المتآمرين وحقد الحاقدين حينما أرادوا به السوء والشر وصوبوا إليه سهام الإرهاب وهو ساجد راكع بين يدي الله في أول جمعة رجب الحرام". مشيراً إلى أنه مما يؤسف له ويحز في النفس ان نحتفي بهذه المناسبة الغالية على قلوب كل أبناء الوطن وهنالك اليوم من يتخلى عن قيم ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية المباركة متناسيين ومتنكرين لدماء الشهداء الأبرار التي روت كل شبر في أرض الوطن وادوار المناضلين ". وعبر باسم شباب يمن الثاني والعشرين من مايو المجيد عن التأكيد على أن مبادئ وأهداف الثورة اليمنية أمانة في اعناقنا جميعا سندافع عنها بدمائنا وأرواحنا وبأنه لن يسمح للعابثين والطامعين والمراهقين سياسيا بالنيل من هذه الثورة الخالدة. ولفت إلى ان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية سعى جاهدا رغم التحديات والظروف العصيبة إلى ترجمة أهداف الثورة وتحققت على يديه أهم واغلى اهدافها بتحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الـ 22 من مايو 1990م وعمل على بناء جيش وطني قوي وفق أحدث الأساليب والتقنيات العسكرية وأرسى مداميك النهج الديمقراطي والتعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الإنسان وتمكين المرآة في شتى المجالات وأنجز تنمية شاملة مستدامة في مختلف الجوانب وفي جميع ربوع اليمن ونشر التعليم العام والمهني والجامعي في جميع أرجاء الوطن. ودعا الشباب للاستجابة لدعوة فخامة رئيس الجمهورية للحوار وتشكيل حزب لهم وان لا يسمحوا لأولئك الإرهابيين والمجرمين لركوب الموجة لتنفيذ مخططاتهم الإنقلابية الانتقامية .. داعيا الجميع إلى التعاطي الايجابي مع دعوة فخامة رئيس الجمهورية للحوار الجاد والترفع عن الصغائر والتسامي فوق الجراح والآلام وتغليب صوت العقل والحكمة والمصالح الوطنية العليا وعدم الإصغاء لفوهات البنادق وان يكون الجميع على قناعة ويقين انه لا يوجد إلا طريق واحد للوصول إلى السلطة هي صناديق الاقتراع.
ولفت إلى ان شعبنا اليمني العظيم ومعهم أبطال القوات المسلحة والأمن سيتصدون جميعا وبحزم لكل أعمال العنف والتخريب والإرهاب والإنقلاب على الشرعية الدستورية ونهجه الديمقراطي الشوروي وسينتصر لمبادئه وقيمه ووحدته وأمنه واستقراره وسيخرج من هذه الأزمة السياسية وهو أكثر قوة وصلابة وصمودا.
كما ألقى رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول كلمة قال فيها : يسرني ونحن نحتفل في هذه اللحظات المباركة بإيقاد شعلة الثورة اليمنية الخالدة إيذاناً بدخول عامها الخمسين من عمرها المديد كتقليد ثوري ووطني أن أحيي جماهير شعبنا اليمني العظيم وأبطال القوات المسلحة والأمن المرابطين في مواقع الشرف والبطولة والتضحية دفاعاً عن الوطن والثورة والجمهورية والوحدة, وحماية المكتسبات والمنجزات الوطنية التي حققها شعبنا في ظل الثورة والجمهورية والوحدة".
وأضاف " ونؤكد للجميع أن هذه الثورة التي مزقت بمشروعيتها وحضورها الاجتماعي والشعبي دياجير وظلمات عهود معتمة وقاسية وغاية في الاستبداد والقهر والكبت.. عهود أظلمت فيها حياة اليمنيين وانكسرت إرادتهم بفعل قوى الكهنوت وأساطين الاستبداد والاستعمار, حتى أشرقت شمس يوم الثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962م.. يوم الخلاص من أهوال أعتى نظام كهنوتي مستبد وطاغٍ عرقل لعهود طويلة المقدرات الوطنية, وكبل المسار التاريخي لشعب الحضارة والعراقة والتاريخ".
وأشار رئيس هيئة الأركان العامة إلى أن جيل الثورة وكل جموع أبناء شعبنا عندما تستدعيهم ذاكرة التاريخ الوطني المعاصر في هذه الوقفة, إنما يعني ذلك تواصل التأكيد على ان الطريق الذي اختارته جماهير الشعب في يوم 26سبتمبر 1962م, مثَّل النهج والخط السليم والصائب الذي ضمن للشعب استمرار وانتصار النظام الجمهوري, ومثَّل سداً منيعاً من أي إختراق للقوى الموتورة الحاقدة, وحافظ على خط الثورة اليمنية من أي تراجع أو انتكاس.
وتابع قائلاً: إننا في هذه المناسبة وبكل أصداء الأصوات الحكيمة, وبملء الفم نحيي الشهداء الأبرار الأجلاء الذين بذلوا التضحيات وقدموا دمائهم الطاهرة الزكية قرباناً لديمومة انتصار الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر.. ونقول لهم ان هناك قوى قد توحشت واستأسدت وأظهرت مخالبها وأنيابها لتنهش في قيم ومبادئ الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر, مستهينة بالأرواح الطاهرة التي أزهقت فداءاً للثورة وبالدماء الزكية التي سالت وروت الأرض الطيبة, وبالنضال الجسور والكفاح المستمر المشرف لكل جماهير الشعب.
ودعا رئيس هيئة الأركان العامة كل قوى التدمير والتخريب أن تعود عن غيها وأن تستعيد بعض من وعيها المغيب.. ولا تناور ولا تمارس إحراق المراحل في سبيل مصالحها المحدودة الضيقة.. لان الوطن هو الأبقى.. وهو فوق الأهواء والمصالح الشخصية.
وخاطب شباب الثورة الأحرار وأبناء شعبنا العظيم في كل مكان قائلاً: من خلالكم نؤكد أن شعلة الثورة ستظل مشتعلة وشامخة وزاهية ومتوقدة ما بقى في شرايين اليمنيين دم يجري.. وما بقى في صدورهم قلوب تنبض, فلن تخفت أو تذوي هذه الشعلة المباركة طالما نذر قادة وطنيون أرواحهم انتصاراً لإرادة الشعب المتطلعة للحرية وللثوابت الوطنية وقيم الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر وفي مقدمة هذه المواكب الوطنية رمز الوطن وعنوان عزته وشموخه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الوطني الشامخ والمدافع القوي عن قيم الثورة اليمنية والمجدد لأهدافها وطموحاتها.. الذي عاد ليقود الوطن إلى مرافئ الأمن والأمان والاستقرار, وكبر فوق آلامه وجراحه.. مؤكداً بموقفه انه من أجل اليمن وعزتها وكرامتها, ومن أجل أبناء الشعب تهون أمامه كل التضحيات, ومن أجلها يتسامى فوق الصراعات.
واستطرد بالقول : وهل هناك أسمى وأجل من هذا الموقف الوطني وهل هناك رسالة أبلغ وأوسع معنى من موقف وطني مسئول كهذا.. إنها رحابة صدر وإيمان قوي, وإرادة أقوى من كل التحديات لقائد قوي وحكيم وصادق. مؤكداً بأن شعلة الثورة التي نشعل جذوتها المباركة في هذه اللحظات التاريخية.. كانت وستظل دوماً نوراً يشرق في الآفاق.. لكل السائرين على دروب الخير والعطاء والنماء للوطن.. وكانت وستظل ناراً متقدة تحرق خفافيش الظلام.. وتجار الأزمات والحروب.
وأضاف أن شعلة الثورة.. وشعلة الخير والحرية.. ستظل متوهجة وفاءاً لشهداء الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر, وأن الشعب اليمني أقسم ويقسم أن لا يحيد عن طريق هذه الثورة المباركة وسيبقى ثابتاً صامداً ومتمسكاً بأهدافها الخيّرة.. ولا نامت أعين الحاقدين والمتآمرين..والمجد كل المجد للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14أكتوبر..والمجد للشهداء الميامين الأبرار..والنصر المؤزر لخياراتنا الوطنية في الأمن والاستقرار والبناء والتنمية.. والحرية والديمقراطية.
وكان الكشاف هيثم منصور أبوبكر قرأ وثيقة العهد والوفاء المرفوعة من شباب وشابات الوطن إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والتي جاء فيها:" فخامة الزعيم الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية باني نهضة اليمن الحديث ومؤسس دولة النظام والقانون والديمقراطية والتعددية السياسية.
ونحن إذ نحتفل بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر ونوفمبر يسرنا أن نرفع لكم أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب كل اليمنيين .. مؤكدين لكم بأننا سائرون على خطاكم في البناء والتنمية وترسيخ الديمقراطية الذي لم يرضى شعبنا الأبي عنها بدلا, ومعاهدين الله بأن نكون على قيم التسامح والمحبة التي غرستموها فينا إيمانا منكم بهذا النهج الإنساني والوطني و الإسلامي متمسكين بدعواتكم المخلصة إلى تعزيز الهوية الوطنية والولاء الوطني وتحكيم شرع الله في حياتنا ونشر ثقافة السلام والحوار ونبذ التطرف والغلو والعنف الذي لا يجلب إلا الدمار, ومؤيدين دعوتكم إلى حوار القوى السياسية للخروج من الأزمة التي افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك ومن يسير في فلكهم .. ونؤكد لكم بأننا سنكون دروعا للحفاظ على الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية.. الخلود لشهدائنا الأبرار عشتم ذخرا للوطن عاشت الجمهورية والوحدة والديمقراطية والله يرعاكم.
وعقب إيقاد الشعلة قدمت عدد من الفقرات الفنية والفلكلورية عكست الدلالة العظيمة والمكانة التاريخية لميدان التحرير الذي انطلقت منه أول شرارة للقضاء على براثن الظلم والتسلط الإمامي ودك حصون الظلم ومعاقل الاستبداد لتعلن من ميدان التحرير انتهاء عصر الإمامة والظلم والتخلف وإعلان ميلاد الحرية والديمقراطية والتنمية.
وأبرزت الفقرات الدور النضالي للشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن ومشاعل تنير مسار البناء والتحديث والتنمية، بالإضافة إلى التركيز على فرحة الشعب بإعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ22 من مايو المجيد والتمسك بمبادئ الثورة والجمهورية والوحدة التي تدعوا إلى التلاحم القوي بين كافة أبناء الوطن.
حضر حفل إيقاد الشعلة وزير الدولة أمين العاصمة عبد الرحمن الأكوع ووزير التربية والتعليم الدكتور عبد السلام الجوفي ووزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور إبراهيم حجري وعدد من مسئولي الدولة عسكريين ومدنيين وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وجموع غفيرة من المواطنين |