لحج نيوز/خاص:عادل محمود - ستقوم منظمة فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين ATFP بتنظيم مهرجانها السادس هذا العام يوم الأربعاء المصادف 19 اوكتوبر/تشرين الأول. وتشهد المنظمة التي تأسست عام 2003 توسعا مستمرا في واشنطن خلال السنوات الماضية، حيث شارك في المهرجان الأول عام 2005 المخصص لجمع التبرعات نحو 100 شخص، ووصل عددهم في مهرجان العام الماضي إلى 700 شخصا، والذي ألقت فيه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كلمتها فيه. أصبح المهرجان من ثوابت المشهد السياسي في واشنطن، ومناسبة يحرص المعنيون في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي على حضورها كل عام. لذا نحن نشعر بالفخر والتواضع في نفس الوقت بالمكانة الوطنية والدولية التي حققتها المنظمة خلال هذه السنوات. ولكن مع ذلك، نلاحظ أن هناك سوء فهم في بعض الأحيان للدور الذي تلعبه المنظمة وللغرض الذي أنشئت من أجله، لذا أسمحوا لنا أن نوضح من نحن، وما الذي نقوم به، ولماذا.
رسالة المنظمة ومفهومها الإستراتيجي
يرتكز عمل المنظمة على مباديء واضحة، ويتميز بالبرغماتية. وأعلنت المنظمة منذ تأسيسها على أن المصلحة الوطنية الأمريكية تقتضي التوصل إلى اتفاق يُنهي الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني عبر التوافض على أساس حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، يعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن، مشددين على هوية المنظمة الأمريكية. وتؤكد المنظمة على أن تأسيس دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل هو من القضايا المصيرية المتصلة بالمصلحة الأمريكية، وخلال سنوات عمل المنظمة نال هذا التوجه إجماعا في واشنطن. إن منظمة فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين، والتي يتألف مجلس إدارتها بصورة كاملة من مواطنين فلسطينيين-أمريكيين ، هي منظمة أمريكية تدعو إلى تشكيل دولة فلسطينية، إلا أن المنظمة ليست فلسطينية. ويمثل حل الدولتين سياسة رسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1988، وعملت بها السلطة الفلسطينية منذ توقيع معاهدة أوسلو ابتداءً بالرئيس الراحل ياسر عرفات واستمر العمل بها برئاسة الرئيس محمود عباس. وكذلك دعت مبادرة السلام العربية التي طرحها في حينها الأمير عبدالله (ملك المملكة العربية السعودية حاليا) إلى تطبيق هذا الحل، ثم تبنتها فيما بعد قمة الجامعة العربية في بيروت عام 2002، وهي نفس السياسة التي تعمل بها اللجنة الرباعية الخاصة بفلسطين والمتألفة من الولايات المتحدة الأمريكية، والإتحاد الأوربي، وروسيا، والأمم المتحدة. كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعم حكومته لحل الدولتين بعد تسنمه منصب رئاسة الحكومة. إن قرار المنظمة في اعتماد خيار الدفاع داخل التيار الوسطي في المجتمع السياسي بواشنطن كان قرارا استراتيجيا يهدف إلى التأثير على ذات سياسة حل الدولتين من خلال التفاعل مع المسؤولين الذين يرسمونها. وأخذت المنظمة قرارا مبكرا بعدم اعتماد صيغة العمل الجماهيري وتجنب فتح باب العضوية في المنظمة لإننا احتجنا أن نرسم طريقنا بإستقلالية صارمة. نحن ندرك إننا بذلك نكون قد خلقنا نموذجا جديدا في نشاط الدعوة السياسية لتحقيق استقلال فلسطين في إطار المصلحة الوطنية الأمريكية. وما كنا أبدا لندّعي تمثيلنا لأية فئة، ولكنه صوتنا وحدنا ومعنا أولئك الذين اختاروا أن يرتبطوا بمنظمتنا على أساس دعم سياساتنا. ومن أهدافنا المهمة الأخرى المساعدة في إعادة رسم صورة الفلسطيني-الأمريكي، والمواطن الفلسطيني، وفلسطين في واشنطن وفي عموم الولايات المتحدة الأمريكية. ونقوم في مهرجاناتنا السنوية بتكريم أربعة من أفراد المجتمع البارزين في إنجازاتهم ومشاركاتهم في المجتمع، والتشديد على القصة الايجابية والمفرحة لتجربة الفلسطينيين الأمريكيين. نحن مدركون بشكل جيد لتراجيديا انتزاع الملكية والتهجير والاحتلال الفلسطينية، ونحن أنفسنا قد ذقناها. مع ذلك، نحن نعلم أن الفلسطينيين الأمريكيين عاشوا حياة مزدهرة في هذا البلد، كما أعطوا هذا البلد بكرم، ونحن نسعى إلى لفت انتباه الشعب الأمريكي ومجتمعنا إلى ذلك. نحن ندرك أن رسالة المنظمة تتضمن عامل الفعل أيضا، وليس القول لوحده، متمثلا بتقديم البراهين للعرب الأمريكيين والفلسطينيين الأمريكيين لتأكيد أهمية الانتقال نحو التركيز على الهوية الأمريكية والانتماء الوطني في نفس الوقت الذي ندعو فيه إلى تأسيس دولة فلسطين وقبول دولة إسرائيل. وعلى الرغم من تعرضنا إلى ضغوط كثيرة خلال السنوات الماضية لحثنا على تغيير وجهتنا هذه، إلا أننا رفضنا ذلك.ويشكل الاتصال بدوائر صنع القرار ومؤسسات تشكيله في واشنطن الهدف الرئيس لعملنا. نحن ضد الإحتلال، ولكن ليس ضد إسرائيل، وندعو إلى تطبيق سياسات تصب في المصلحة الوطنية الأمريكية. نحن نساند قيام دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي متفق عليه، على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية. ونساند كذلك الحلول المتفق عليها بخصوص قضية اللاجئين والتي يقبلها الفلسطينيون والإسرائيليون. ونحن قد أعلنا تصورنا لنظام الدولة الفلسطينية والذي ننصح بوجوب كونه ديمقراطيا وتعدديا ومنزوع السلاح (من دون جيش)، ويعتمد على القوانين. نحن ندرك ونؤمن أن الولايات المتحدة الأمريكية هي وسيط لا غنى عنه لإنجاح عملية التفاوض والتي ستكون ضرورية للتوصل إلى سلام يعتمد على قيام دولة فلسطينية مستقلة.
مباديء المنظمة الأساسية منذ بدء عمل المنظمة وجدنا أنفسنا نطرق أبوابا مفتوحة أصلا بسبب إدراك عام لوجود حاجة لأصوات فلسطينية-أمريكية جادة تدعو للسلام. لذلك تمكنا من بناء علاقات قوية مع الإدارات التي يتزعمها رؤساء جمهوريون أوديمقراطيون، ومع أعضاء بارزون في الكونغرس، ومع أهم مؤسسات الفكر والرأي، ومع المؤسسات الإعلامية.ومبدأنا الأساسي تمثل بمعارضة الإحتلال وفي نفس الوقت قبول دولة إسرائيل ضمن الحدود المتفق عليها، واعتمادا على المباديء التي نص عليها قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 والقرارات اللاحقة التي قبلتها منظمة التحرير الفلسطينية والجامعة العربية وكل المجتع الدولي. وتمكنا من إنشاء علاقات مع منظمات أمريكية في مختلف ألوان الطيف السياسي والعرقي، ومن دون التورط بقبول أو رفض للقضايا التي تتبناها. وبدأنا حوارا مع مسؤولين حكوميين أمريكيين، وفلسطينيين، وعرب، وأوربيين، وإسرائيليين، فضلا عن مسؤولي حكومات أخرى، مدفوعين برغبة واثقة للتوصل إلى اتفاق سلام كفيل بإنهاء الصراع، ومتسقا مع رسالة منظمتنا المعلنة.وقمنا بالحفاظ على النزاهة المالية للمنظمة بدقة فائقة، معتمدين على الشفافية الكاملة وعرض الكشوفات المالية. ونشرنا على موقعنا على الإنترنت بيانات مدققة وموقعة لكل السنين المنصرمة من عمر المنظمة.
المنظمة تسعى لبناء تحالف وطني
تتألف قائمة شركائنا في العمل كل الذين يسعون إلى تطبيق حل الدولتين، بضمنهم الأمريكيون والفلسطينيون والإسرائيليون ممن يرفضون العقلية التبسيطية التي ترى الواقع على أساس وجود فكرتين متصارعتين (مثل الشر والخير)، وممن يرفضون عقلية الربح والخسارة التي تشترط على أساس وجود طرف رابح وآخر خاسر في أي صراع، وشركاؤنا هم الذين يؤمنون بحل الربح في كل الحالات عن طريق تقديم تنازلات حقيقية ومتبادلة. منذ سنوات ونحن نحاول إرساء الأساس لتحالف وطني يدعم حل الدولتين، وسنواصل العمل لتحويل فكرة هذا التحالف إلى أمر قائم على أرض الواقع. المنظمة تؤمن أنه من الضروري على كل الذين يعتقدون بأن المصلحة الأمريكية والإسرائيلية والفلسطينية تكمن في التوصل إلى اتفاق سلام على أساس حل الدولتين أن يعملوا سويا لتحقيق هذا الهدف، بغض النظر عن أية أختلافات أخرى. ولن يتم ذلك إلا على أساس التكافؤ والإحترام المتبادل.
أما آليات المنظمة الرئيسة والتي نعتمد عليها في لتحقيق رسالتنا هي الدعوة العلنية والخاصة داخل الدوائر السياسية في واشنطن، وفي المؤسسات الإعلامية، وفي كل أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن أرجاء العالم المختلفة، خصوصا في الشرق الأوسط. نقوم بالتنسيق مع منظمات أمريكية متعددة لتنظيم مناسبات، بالإضافة إلى إقامتها إعتمادا على إمكانيات المنظمة الخاصة. كما نعمل على تطوير وإدامة علاقاتنا مع مسؤولين بارزين وأصحاب قرار.
التحديات والإنتقادات التي توجّه للمنظمة
واجه العاملون في منظمة فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين مجموعة واسعة من النقاد ومن مختلف الإنتماءات السياسية. وتلقينا هجمات من مجاميع يمينية صهيونية داعمة للإحتلال، ومازالت هذه الهجمات مستمرة. وبالطبع فإن المنظمة تواجه بإستنكار متطرفين مناوئين لإسرائيل ممن يعارضون أي تعامل مع إسرائيل أو المنظمات اليهودية الأمريكية المعتدلة. وتعرضنا لتحرشات من عقائديين يساريين أكثرهم ليسو فلسطينيين ولا عربا أمريكيين ممن يزايدون علينا في تقديم الإسناد لفلسطين، ويتهموننا بـ "بيع فلسطين" إلى الحكومة الأمريكية أو اللوبي الصهيوني. وفي الوقت الذي نحترم فيه كل وجهات النظر، مثلما نتوقع حصولها، فنحن عازمون على الا نسمح لكل ذلك بأن يردعنا عن المضي في تحقيق أهدافنا.ومن التحديات الأخرى التي توقعناها هو صعوبة عملية الإنفصام من العقلية السياسية التقليدية الموجوده في المجتمعات الفلسطينية والعربية-الأمريكية، ناهيك عن قياداتها المتخندقة، وقسمٌ كبير منهم متعلقون بأفكار سقيمة عفا عليها الزمن مرتبطة بمبدأ الربح لنا والخسارة لهم. هذا النوع من التفكير فاته إدراك أن إنهاء الإحتلال يستوجب أن تجعل من إسرائيل شريكا للسلام. كما أن هذا المنهج يسلك طريق التصادم مع الحكومة الأمريكية والنظام السياسي القائم، وتاليا يقود إلى تهميش مجتمعنا وتقليص إمكانيات التأثير على عملية صنع القرار. وفي المقابل، فإن المنظمة تسعى إلى التواصل والتشارك مع آخرين في الولايات المتحدة الأمريكية، وفلسطين، وإسرائيل ممن يعتقدون بأن إنهاء الصراع يستوجب حصول اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين. وتُثمّن المنظمة وجود مناخ سياسي منفتح في الولايات المتحدة الأمريكية والذي جعل هذا البلد عظيما بفسحه المجال أمام كل المواطنين بالمشاركة بحرية وبصورة كاملة. وتركز المنظمة عملها داخل هذا النظام السياسي، ومع المؤسسات السياسية وأماكن إتخاذ القرار في بلدنا لغرض التأثير على صياغة السياسات وإصلاح المظالم الحقيقية والهامة. إن نجاح كل الفئات المجتمعية في الولايات المتحدة الأمريكية وحصولها على حقوقها السياسية فضلا عن إنجاز القضايا الكبرى مرتبط بشكل كبير بهذا النوع من الإشتباك والمشاركة الكلية في النظام المنفتح في بلدنا. إن منظمة فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين أعتمدت على إستراتيجية اجتازت اختبار الزمن فضلا عن أنها مجربة، ولكنها تتعارض مع التوجه التقليدي داخل المجتمع العربي الذي تنشط فيه. وليس غريبا أن يؤدي ذلك إلى لعب دور في تقليص المصادر المالية والتمويل المتوفر للمنظمة. وإذا ما أخذنا بنظر الإعتبار ما تم إنجازه حتى الآن رغم التمويل المتواضع، فإن لكم أن تتخيلوا ما الذي يمكن تحقيقه مع توفر تمويل إضافي. أكثر النقد الذي يوجّه ضدنا، ومن أية جهة كانت، يكشف عن الجهل في حقيقة أن المنظمة ليست مجموعة عرقية أو فئوية، بل هي منظمة هدفية التوجه وملتزمة بتحقيق هدف إستراتيجي: قيام دولة فلسطين بجانب دولة إسرائيل. أما أولئك الذين يختلفون معنا، فإنهم مدعوون إلى شق طريقهم للدعوة إلى ما يرونه صحيحا إذا رغبوا بذلك. في النهاية، فإن هذا البلد ينعم بالحريات، ومن الممكن، لا بل الواجب، لهذه القضايا أن يتم التعامل معها بطرق متنوعة.
كيف تقوم المنظمة بتحقيق رسالتها
إن واقع المنظمات الفلسطينية والعربية-الأمريكية يحدد من إمكانياتها في الخوض في مجالين إثنين يشكلان أهم عوامل التأثير السياسي في بلدنا: التصويت والمال. مع ذلك، فإن المنظمة أبدعت بتصميم ثلاثة آليات هامة تقع ضمن نطاق إمكانياتنا، ونقوم بتوظيفها إلى أقصى المديات لتحقيق رسالة المنظمة.أولا: ساهمت المنظمة بتقديم أفكار جادة وهامة استندت على رؤية قائمة على موقع المنظمة الفريد وعلاقاتها وخبرتها. وكان لهذه الأفكار الرصينة قيمة ملموسة لدى أصحاب القرار، وقد تناولتها القيادات البارزة بجدية. وتعارض بعض هذه الأفكار سياسات أمريكية معمول بها حاليا، فيما تقدم أفكار أخرى الإسناد والدعم. ولكن جميع هذه الأفكار يتفق مع فحوى رسالة المنظمة. ثانيا: حققنا مصداقية من خلال اعتمادنا مبدأ عمل الشيء الصحيح بسلوك منهج صحيح، ومن خلال قول الشيء ذاته بغض النظر عن نوع المتلقي أو اللغة المستخدمة، العربية أو الإنكليزية. لدينا إدراك كامل ومنذ البداية بكلفة التبعات الإجتماعية والسياسية التي من الممكن أن نتحملها، وقد تحملنا الكثير منها، بسبب بعض مواقفنا المبدئية. هكذا نوع من المصداقية لايمكن أن تُكتسب أو تُصان بسلوك أي طريق أخرى. لقد عملنا بجد لضمان تفويت الفرصة على من يريد إهمالنا، حتى لو كانوا يعارضون أفكارنا. المصداقية تحتاج إلى شجاعة، واتخاذ مواقف واضحة من القضايا الخلافية، وتبني اختيارات صعبة لا يمكن تجنبها. وعزز من مصداقيتنا عدم تلقينا لأي دعم مالي حكومي ومن أية جهة كانت، ولم يكن لهذا الغياب أي تأثير سلبي على مصداقيتنا بالمرة. وقمنا بحماية استقلالية عملية اتخاذ القرارات في المنظمة بقوة وتحصينها من كل أنواع الضغوط، ومن أي جهة كانت. ثالثا: وفرت نوعية أفكارنا ومصداقيتنا فرصة بناء علاقات واسعة جدا ومع أطراف هامة جدا وأصبحنا نتمتع بقدرة استثنائية على الوصول إلى الجهات المطلوبة. ويقوم أشخاص مهمون من بين المسؤولين البارزين بالتواصل معنا والإستماع إلينا بجدية، بصورة علنية وخاصة، لأنهم يعلمون أن أشخاصا آخرين مهمين يتحدثون إلينا أيضا. هم يصغون إلى ما نقول، كما نصغي نحن لما يقولون. ويضعنا هذا الحال في موقع حساس وفريد، موفراً لنا فرصة فهم عملية صنع القرارات الفلسطينية وشرحها للمسؤولين الأمريكيين وبالعكس، وفي الوقت نفسه يسمح لنا بالحديث بصورة جدية مع القادة الإسرائيليين. يجادل البعض أحيانا بالإشارة إلى قدرتنا على النفاذ إلى هذه الجهات، متهميننا بعدم القدرة على التأثير عليها، ولكنهم ينسون أنه من المستحيل تحقق التأثير من دون توفر قدرة النفاذ أولا. نحن على إدراك تام بحدود تأثيرنا ونسعى دوما على تخطيها بما تسمح لنا به أمكانياتنا وواقعنا السياسي. الخطوة الأولى في تحقيق التأثير على أصحاب القرار تتمثل بقدرة الوصول لها، ونحن قد أكتسبنا قدرا متزايدا من كليهما، وأكثر مما يمكن التحصّل عليه بالمقارنة بنهج الدعوة الفلسطينية-الأمريكية التقليدية. من الواضح أن الطريق أمامنا طويل، ولكن خبرتنا تقول لنا إننا ومن دون شك في الطريق الصحيح. وستتحسن قدرتنا على التأثير بشكل كبير متى ما قامت شريحة واسعة بانتهاج إسلوب الدعوة هذا في مناطقهم ومقاطعاتهم السياسية المختلفة. وعلى المدى البعيد، فإن منظمتنا الهدفية المنحى سيتم تقييمها على أساس المتاح مما يمكن تحقيقه والنتائج التي من الممكن أن تأتي بها. ومنهجنا سيبقى بموضع الشك في عيون البعض إلى أن يتوفر دليل ملموس على النجاح، بما لا يمكن دحضه. بالرغم من ذلك، فإننا أسسنا منظمة تتمتع بنفوذ وطني ودولي. هذه هي مساهمتنا المتواضعة لكل تلك القوى التي تصارع من أجل السلام، والكرامة، ومستقبل أفضل. نحن محكومون بما يمكن إنجازه فعليا على أرض الواقع في ظل المتوفر من امكانيات. تركيزنا باق ٍ على تحقيق رسالة المنظمة، وملتزمين بفن الممكن. وبما أن رسالة منظمة فريق العمل هي الدعوة لقيام دولة فلسطين، لذا فإننا نركز على تقوية العلاقة الفلسطينية-الأمريكية، والتقريب بينهما على كل المستويات. هذه هي أسباب وجود منظمة فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين. |