لحج نيوز/بقلم: فراس اليافعي (2ـ3) -
*"سلطان يقدر على نفسه يسخرها لما يريد.. وسلطان يعين الناس على نفسه".
في إحدى المناسبات قالها : جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله يُوصف بها سلطان الخير (رحمة الله ) ..
* إن فقيد العالم والمسلمين والعرب الأمير سلطان بن عبدالعزيز – يرحمه الله- رحل عن الدنيا بعد مسيرة حافلة من الإنجازات والعطاءات لخدمة الدين و المليك و الوطن طيلة أكثر من أربعة عقود كان فيها ركناأساسيا في التخطيط و التنفيذ والدعم لانطلاقة العملية التنموية التي شملت كافةمناحي الحياة وأوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه كدولة عصرية يحتذى بها و لله الحمد".
* لم يأت حب الأمير سلطان (رحمه الله) من فراغ، بل جاء تقديراً لإسهامات متصلة شملت مختلف الجوانب الإنسانية والاجتماعية والعملية على مدى سنوات عديدة اتسع مداها ليشمل آفاقاً محلية وإسلامية عديدة، وليس بمستغرب على الأمير سلطان أن تلتف حوله هذه الجموع من المواطنين، فأيادي الأمير سلطان البيضاء ممدودة بالخير للقاصي والداني، وإسهاماته بالخير في ميادين الحقل الإنساني محل تقدير الجميع، وما هذا الحب الجارف له رحمه الله إلا ترجمة لهذا التقدير والعرفان بأعماله الإنسانية وأفعاله الخيرية محلياً وإسلامياً، فمسح دموع اليتامى وتكفل بهم، وواسى الأرامل والمساكين، وقضى الدين عن المعسرين، فقد كان نهراً جارفاً من العطاء ويداً ممدودة بالمساعدة على نوائب الدهر.. إن عطاءاته الإنسانية والخيرية لا تحدها حدود، فقد تبنى الأمير سلطان عدداً من المشاريع الخيرية لخدمة الإسلام والمسلمين والمجتمع ومد يد العون والمساعدة للجميع.
* سموه يرحمه الله سباقاً لأعمال الخير، وقد كان داعماً كبيراً لأعمال الخير حريصاً على رعايتها والمشاركة فيها ودعمها وإخراجها بكل نجاح. وقد كان سموه يرى شرفاً عظيماً لخدمة بيوت الله فكان دائماً ما يذكر ذلك بكل اعتزاز وفخر.
* بوفاة الأمير سلطان فقدت الدولة والشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية واحدا من أركانها ورجالها العظام فقد كانت لسموه - رحمه الله - الأيادي البيضاء والآراء النيرة في عمليتي التطوير والتحديث اللتين تمر بهما بلادنا لما يتمتع به سموه من حنكة سياسية ونظرة ثاقبة وبعد نظر".
* إن فقيد الأمة الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله تعالى - قدم خدمات جليلة لدينه ومليكه ووطنه وأمته الإسلامية"،
*يعتبر الامير سلطان ( رحمه الله تعالى-) فقيدًا للأمة الإسلامية جمعاء،لما عرف عنه من حكمة سياسية، ومن استدراك للمتغيرات الدولية،وجرأة متأنية في اتخاذ القرار السياسي.. هذا على مستوى العلاقات الدولية ،
وعلى مستوى العالم الإسلامي يعد الامير سلطان -رحمه الله تعالى- من أبرز قيادات المملكة الذين قدموا خدمات جليلة لشعوب العالم ، وللبلدان الإسلامية بشكل خاص.
* الكلمات لتعجز في وصف مشاعر الأسى والحزن بفقد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي رحل إلى جوار ربه بعد معاناة مع المرض، وبرحيله فقد الوطن والأمة العربية والإسلامية واحدا من الرموز العظيمة، إذ نذر حياته من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، ورفعة الوطن.
* الأمير سلطان توج أعماله وجهوده الخيرية في تبني مشروع كبير وهو مشروع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية التي أنشئت في 21 يناير (كانون الثاني) عام 1995، بهدف تقديم خدمات إنسانية واجتماعية وتربوية وثقافية داخل السعودية وحول العالم حيث تتألف مشاريع المؤسسة من أربعة أقسام رئيسية لتقديم الخدمات الطبية والعلمية والتقنية والتربية الاجتماعية من خلال مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، ومركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية، وبرنامج سلطان بن عبد العزيز للتربية الخاصة، وبرنامج سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعربية* أكبر مدينة طبية تأهيلية
وشدد على ان مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية تعتبرأكبر مدينة طبية تأهيلية في العالم، حيث أقيم المشروع على أرض مساحتها مليون متر مربع في منطقة بنبان (30 كيلومترا) شمال الرياض، إذ بلغت المساحة الإجمالية للمباني نحو 200 ألف متر مربع وتتألف المدينة من مركز للتأهيل الطبي وآخر للاستشفاء والنقاهة وعيادات خارجية وخدمات لجميع التخصصات ومركز لتنمية الطفل ومنشآت سكنية للموظفين.
* إن كل هذه الإنجازات كانت انعكاساً صادقاً لمعدن سلطان الخير وصفاته الشخصية، مما يجعل ذكراه العطرة فرصة لاستدعاء مناقبه والدعاء له بأن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء عن عطائه وبذله لشعبه ووطنه في حياته، واستمرار عطائه بعد أن ترك لنا نهجاً نسير على هديه، ويقوم باستكماله على دربه خير خلف له هو صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز
رحم الله الراحل الكبير رحمة واسعة وجزاه عن شعبه ووطنه خير الجزاء.
يتبع
[email protected]
*رئيس تحرير جريدة (الحقيقة) اليمنية