لحج نيوز - علي محسن صالح

الأحد, 30-أكتوبر-2011
لحج نيوز/كتب:عادل عبده بشر -
قديماً قالوا “إذا أردت أن تعرف الرجل فاجعله يتكلم فإن في الكلام حقيقته المخفية” لأول مرة أؤمن بهذا القول عندما استمعت مؤخراً إلى تصريحات المنشق علي محسن صالح الحاج.. فهذا الرجل ومنذ قيام فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بتقريبه منه ومنحه أعلى المناصب العسكرية ظل صامتاً أكثر من ربع قرن وكنا نسمع اسمه فقط وصفته العسكرية ولم نكن نعرف عن شخصيته شيئاً.. وفعلاً كنا نحترمه كثيراً ونهابه، بعيداً عن سمعته السيئة في نهب الأراضي وممتلكات المواطنين واستغلال بعض موارد الاقتصاد الوطني لصالحه الشخصي.

وعندما بدأت الاعتصامات في فبراير الماضي وسيناريو جمعة 18 مارس، كانت أول مرة أسمع ومعي الكثيرون اللواء علي محسن يتحدث، وذلك أثناء إعلانه في 21 مارس الماضي تأييد المطالبين بإسقاط النظام وحتى ذلك الوقت كانت هيبة هذا الرجل لا زالت بنسب قوية لدى الكثير من المواطنين.. رغم أنه ينطبق عليه المثل القائل “صمت دهراً ونطق كفراً”..

تلى ذلك الظهور لعلي محسن تصريحات عدة وفي كل حديث أو تصريح تنكشف حقيقته التي كانت مستورة بصمته ويقل احترامه عند الناس.. وتطور الأمر تباعاً لنجد علي محسن قد تحول بشكل سخيف من قائد عسكري له مكانته واحترامه إلى مجرد ببغاء يردد ما يقوله الآخرون من “نكت” سخيفة في مجالس القات”.. فيعيد علي محسن ترديدها وبشكل أكثر سخافة، عبر تصريحات وبيانات رسمية ناطقة باسمه، جعلتنا نشفق كثيراً عليه ونقول بحسرة وألم “ليته ما نطق”!!

آخر التصريحات “المأساوية” للجنرال علي محسن ما قاله السبت الماضي بأن الفرقة تمكنت من التقاط مكالمة هاتفية للرئيس علي عبدالله صالح أجراها مع نجله وأخيه غير الشقيق وأمر فيها بقصف وتدمير مواقع الحصبة وحي صوفان (وعدم التفريق بين موقع ومنزل ورجل ومرة وطفل وشيبة) حد زعمهم.

ومن خلال قراءة واحدة لهذا التصريح الصادر من علي محسن أو قيادة الفرقة – كما يحبون تسميتها- ينكشف للقارئ أن ما ورد فيه هو من اختراع مستشاري علي محسن والدليل على ذلك التناقض الموجود بين جملة وأخرى.. حيث جاء في بيان علي محسن أن الرئيس اجتمع في تمام الساعة الواحدة من فجر السبت بأبنائه وأبناء أخوته وأربعة أشخاص آخرون واستمر الاجتماع لمدة ساعتين أمر فيها الرئيس برفع الجاهزية القتالية للقوات إلى أعلى مستوياتها وانتظار إشارة البدء منه.. بحسب البيان.

وفي الفقرة الثانية يقول البيان أنه “في تمام الساعة الخامسة وأربعين دقيقة من فجر السبت التقطت مكالمة هاتفية من الرئيس لنجله احمد وأخيه غير الشقيق علي صالح قال فيها بالحرف الواحد: (ابدءوا الضرب بكل أنواع الأسلحة طهروا الحصبة ومنطقة صوفان ودمروا كل من يقف أمامكم، مابش فرق بين موقع ومنزل.. رجل ومرة وطفل وشيبة اصطبحوا على دماهم وجثثهم) وهكذا استمر البيان في سرد نص المكالمة المزعومة والتي تصل عدد كلماتها إلى نحو 80 كلمة.. واعتبر البيان هذه المكالمة بأنها كلمة السر أو إشارة ببدء الحرب..

ما نعرفه أنه في العمليات العسكرية وأثناء الحروب تكون هناك كلمة سر بين القائد وقيادة الجيش وأيضاً بين الآخر والفرق المقاتلة التابعة له وكثيراً ما تكون كلمة السر عبارة عن كلمة واحدة مبهمة وغير مفهومة ولا يعرف فحواها سوى القائد وأتباعه فيبدأون بالحرب أو يتراجعون.. غير أن المكالمة “السرية” التي قالت الفرقة أنها التقطتها وأنها إشارة لبدء الحرب.. فقد احتوت على نحو 80 كلمة تضمنت خطاباً مفصلاً بجميع التحركات والتوجيهات.. وهذا لم ولن يحدث في أية معركة في العالم ولا يمكن أن يصدقه عاقل.. خصوصاً وأن البيان ذاته تحدث عن اجتماع استمر لساعتين بين الرئيس واحمد علي وعلي صالح وآخرون.. ثم جاءت مكالمة الرئيس بعد الاجتماع بنحو ساعتين وأربعون دقيقة.. فهل كان الرئيس بحاجة إلى مثل هذا الاتصال المطول بمن اجتمع بهم قبل سويعات؟! الإجابة على هذا السؤال متروكة لعبدالغني الشميري وعسكر زعيل..!!

وبأسلوب غبي ومفضوح.. أراد بيان علي محسن أن يوهم الناس بأن الرئيس يتعامل مع الإرهابيين، حيث جاء في نهاية المكالمة المزعومة أن الرئيس قال (الخبرة اللي يتابعوهم الأمريكان عيدعموكم وهم أبطال وقد بلغتهم ينسقوا معاكم).

بالله عليكم هذا كلام يدخل العقل؟ ومثل هذا الكلام الخطير هل يعقل أن يقال عبر التلفون؟ أليس من المفترض أن يكون الاجتماع الذي استمر لمدة ساعتين قد تم فيه مناقشة كل هذه الأشياء؟ أم أن الاجتماع مع القيادات العسكرية كان لمناقشة مشكلة غلاء أسعار “الكباش” مع قدوم عيد الأضحى بعد أيام قليلة!!.

وإذا افترضنا أن علي محسن صادق في التقاط مكالمة هاتفية “سرية” للأخ الرئيس.. والشيء الذي لا يستبعد أنه حاول ويحاول ذلك.. فإنه بذلك يعترف ومن حيث لا يدري بأنه متورط في جريمة مسجد دار الرئاسة.. لأن التقاط مكالمة سرية بهذا القدر من الأهمية، تعني أن لديه أجهزة متطورة جداً لا توجد لدى أحد غيره في اليمن ويتفق هذا مع ما كشفته التحقيقات حول جريمة مسجد دار الرئاسة بأنها نفذت بواسطة أجهزة متطورة جداً لا يمتلكها إلا قلة من الخبراء العسكريين في بعض الدول.

فهل علي محسن ببيانه الأخير يريد أن يقول لنا بأنه “خبير عسكري إرهابي متورط في جريمة مسجد دار الرئاسة؟ أم أنه “مهرج” برتبة لواء يهرف بما لا يعرف!!.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-17825.htm