لحج نيوز/وكالات - المتابع للأحداث الدائرة في الوطن العربي يجد ان أمريكا ومعها ابناء الكنائس الغربية يشنون حربهم ضد الإسلام والمسلمين يخلص بهالامر الى سببين رئيسين نستعرضها في سياق هذا التقرير:
السبب الأول: الإسلام نفسه بشرائعه وأحكامه يمثل خطرا على الغرب كونه يهدد الكنيسية الصليبية بشكل خاص كما انه يهدد المنظومة الصهيونية والماسونية العالمية التي اتخذت من أمريكا مقرا لنشر ثقافتها ومفهومها على بلدان وشعوب العالم وفي مقدمتهم الوطن العربي والاسلامي اشعورهم بأن الاسلام ومفهومه المتسامح خطرا يهدد المسيحية النصرانية واليهودية وغيرها من الديانات الاخرى.
السبب الثاني :إسرائيل وأهميتها في العقيدة البروتستانتيةوكذا الموقع الجغرافي الذي يستحوذ على كل موارد الثروات الموجودة على الكرة الارضية.
وسنحاول الحديث عن هذين السببين بشيء من التفصيل المختصر.
فأما السبب الأول: الإسلام نفسه بشرائعه وأحكامه يمثل خطرا على الغرب الصليبي وفي مقدمتهم أمريكا:
لأن الإسلام الحقيقي يمنع الغرب الكافر من أن يسيطر على ثروات المسلمين ويستضعفهم ويذلهم: فالإسلام الحق الذي يدعو إلى تحكيم الشريعة ويدعو إلى الرجوع إلى شرع الله في كل صغيرة وكبيرة في شؤون وسياسة الدولة سواء في نفس الدولة شؤونها الداخلية أو علاقتها مع الدول والحكومات الأخرى، تلك الدولة الإسلامية التي تسعى إلى إعزاز دين الله ونشره في الآفاق وتجعل من أولوياتها دعوة الناس إلى دين الله عز وجل و إلى نبذ الكفر والشرك والمعتقدات الإلحادية الوضعية وغيرها من الكفريات،ونشر العقيدة والعلم الصحيح ، وهذه الدولة مهتمة بشؤون المسلمين فهي تسعى إلى إعزاز المسلمين وذلك من خلال استثمار ثرواتهم والاستفادة منها في تقوية المسلمين وسد ثغراتهم وإصلاح أحوالهم، ، والاستفادة من طاقاتهم وإبداعهم وغيرها، ونشر العلوم المهمة في ذلك....إن هذه الأمور تجعل قوة الغرب تنحسر وتتجه في صالح المسلمين و يصبح الغرب عالة على المسلمين، لذلك لن ترضى أمريكا بهذا الأمر وستسعى جاهدة في صد أي أناس من المسلمين يفكرون في هذا..
- ولذلك فأمريكا الصليبية تُحارب المسلمين في عقيدتهم وفي أفكارهم، فهي تغزوهم في اتجاهين:
- الاتجاه الأول: فكري، وذلك بالتشكيك في عقيدة المسلمين وشريعتهم وأنها سبب تخلفهم وهوانهم على أمم الأرض، هي تقول لمن يُفكر التفكير السابق بأنه رجعي إرهابي،قوى الشر والظلام، وسبب ذلك لأنها تعرف أن هؤلاء سيحدون من طموحات الصليبين في نهب ثروات المسلمين وفي تعطيل عقول المسلمين وإبداعاتهم وحريتهم،وسيجعلون أمريكا ومعها الغرب عالة على المسلمين فلابد إذا من حاربتهم وتشويه صورتهم وعزل من يُفكر هذا التفكير عن تيار المُسلمين ووصفهم تيار يُعطل سير الحياة نحو الديمقراطية خصوصا بعد اعتراف الغرب – قسرا- بالثورات ومحاولة تبنيها وإبعاد أمة الإسلام عن حمل عقيدة الإسلام وشرائعه كما يريده الله ويحبه، ولهذا تُلاحظ القنوات الضالة التي نقلت الثورات وتفاعلت معها كالجزيرة ومحللها السياسي د-عزمي بشارة وغيرها، كيف تريد أن َتسُوق هذه الثورات وتعيدها إلى المربع الأول من الكلام الزائف عن الديمقراطية والحرية –وهي ذات الشعارات التي تغنى بها الطغاة المندحرين- التي ما تلبث هذه الديمقراطيات الزائفة حتى تنقلب سعيرا يحرق الشعوب، لأنه لا يمكن أن تتنفس الشعوب الإسلامية وتشم عبق الحرية وتبحر في بحر الإبداع وهي تعطي الغرب جُل ثرواتها النفطية وغيرها، وأيضا والقدس سليب يشكي تدنيس الصهاينة له، وحين إذ ستتحرك الشعوب لتطالب برد الثروات والاستفادة منها بدلا من نهب الغرب لها وأيضا تحرير القدس من دنس يهود، وهنا تحدث الكارثة إذ ستتحول هذه الأنظمة الجديدة التي أتت بعد الثورة إلى وحش هائج يقطع أوصال شعبه ويقيد حريته ويطارد شرفائه ، وتستمر مُعانة الشعوب تحت هذه القبضة الفولاذية بمباركة الغرب واليهود وهكذا، فتثور الشعوب من جديد بعد معانة أصعب من سابقتها ،فمهما أتت أنظمة جديدة بعد الثورات لكنها لا تحمل عقيدة الإسلام الحقيقي ولا تُحكم شريعة الله في أرضه – كما ذكرت في مقدمة المقال- فإنها ستكون ذليلة للغرب عميلة له، وهذا ما قاله الفاروق -رضي الله عنه-: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله، فنحن والله كما قال أمير المؤمنين عُمر -رضي الله عنه- أذلاء لا نستحق الحرية حتى وإن ثُرْنا في ميدان التحرير في القاهرة أو التغيير في صنعاء لأنا ابتغينا العزة بغير الإسلام بدساتير وضعية ومباركة غربية لأنظمتنا الجديدة،ما لم نطالب بتحكيم شرع الله ونسعى بكل قوة في ذلك الأمر. فيا شباب الإسلام يا أهل الثورات لن تنالوا الحرية والعزة والتقدم إلا بالتمسك بالإسلام وشريعته وتحكيمها والدعوة إليها وتشجيع العلماء وحثهم على أن يقولوا الحق في ذلك ويأخذوا دورهم في هذا ..
وتستخدم أمريكا الصليبية في تعزيز حربها الفكرية في هذا الاتجاه أدوات عديدة منها على سبيل المثال:
-الجماعات المميعة للإسلام وهذه ظاهرة بارزة كالحزب الإسلامي في العراق، وازدادت بروزا بعد الثورات. -البعثات: الطلاب الذين يأتون إليها خصوصا من جزيرة العرب مهبط الوحي وقبلة المسلمين. -المأجورين: من يسمون أنفسهم مثقفين يديرون إعلام وصحف المسلمين.
الاتجاه الثاني: وهو القوة من احتلال ودعم للعملاء وغيرها. وأعظم مساعد لها في هذا الاتجاه: دولة إسرائيل المزعومة والحكومات التي تساندها وتتصالح معها.
الأدوات في هذا الاتجاه: 1-الاحتلال الغربي المباشر 2-الاحتلال الإسرائيلي 3-الحكومات، ويدخل هنا إعلامهم وصحفهم وغيرها.. وأما السبب الثاني الذي من أجله تحارب أمريكا الصليبية الإسلام :إسرائيل وأهميتها في العقيدة البروتستانت:
تمثل إسرائيل مدخل الغربي الصليبي على المسلمين، فهي بوابته التي ينفذ معها لحرب الإسلام والمسلمين. وحقيقة فأمريكا على وجه الخصوص ترى بأهمية قيام دولة إسرائيل على ثرى القدس وفلسطين من الناحية العقدية البروتستانتية المحافظة، وهذا مبدأ لا يمكن التنازل عنه، من هنا ترى أمريكا خطر الإسلام الحقيقي على إسرائيل وبالتالي فالإسلام وأهله مستهدف من أمريكا الصليبية. إن الغرب الصليبي يرى بأهمية إسرائيل لسببين: 1-ديني عقدي يؤمن ببركة قيام دولة إسرائيل. 2-مادي فمن خلال المحافظة على أمن إسرائيل يستطيع التدخل في دول المسلمين والسيطرة على ثرواتهم. ومن هذا المنطلق ترى أمريكا أن المسلمين إذا حكموا شريعة الله وعادوا إلى الإسلام الحقيقي وتحولت الثورات إلى هذه المبادئ العلية ، فان نهاية إسرائيل والسيطرة الغربية على ثرواتهم باتت وشيكة ، وهذا السبب الذي جعل الغرب يضرب أخماس وأسداس ولا يقر له قرار بعد قيام الثورات، وهو الذي جعله يتدخل في ليبيا بشكل سافر ويحذر ولا زال من أن تصل الأمور إذا طالت أمد الحرب في ليبيا في يد من يسميهم المتطرفين الإرهابيين ويعني بهم من يرى تحكيم شريعة الله، وحقيقة فقد ذكرت دراسة غربية صليبية مهمة على أن وصف الإرهاب يستحقه كل من يرى بضرورة وأهمية تحكيم شريعة الله من المسلمين..وهكذا يتحرك الغرب الصليبي وأبواقه من أبناء جلدتنا في كُل قطر إسلامي ليطفئ نورا بدا مع ثورات الشعوب الإسلامية ، ولكن نجزم بأنهم لن يستطيعوا أن يغطوا الشمس بغربال، وكذلك نور الله لن يطفئوه فقد قال جل جلاله " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتم نوره ولو كره الكافرون" وإن غداً لناظره قريب... |