لحج نيوز/صنعاء - علي الإدريسي
بين التهدئة على الجبهة الأمنية والتسخين السياسي والإعلامي أكد الرئيس علي عبدالله صالح مجددا حضوره الفعلي لا الرمزي في سدة الحكم ورأس السلطة كمسئول أول ومرجعية نهائية سواء فيما يخص إدارة البلد أو إدارة الأزمة وملفات التفاوض المعقدة مع فرقاء الداخل والأطراف الخارجية.
في ظل تواجد النائب المفوض عبد ربه منصور هادي والمستشار السياسي الدكتور عبد الكريم الارياني خارج اليمن في تزامن لا يخل من (رسالة) أربك المعارضين وباغت المراقبين كما أسقط في يد الدوائر الدبلوماسية والوسطاء بينما المحللون كانوا يجهدون أنفسهم في مهمة بدت يائسة تماما لقراءة الرسالة ومابين السطور واستشراف ما وراء التحركات الأخيرة التي طرأت على أحجار الدومينو لتأخذ المعادلة اليمنية شكلا آخر واستجدت وقائع مختلفة لم يمكن تجاوزها أو القفز عليها.
ولعل فيما سبق كفاية لفهم ردة الفعل المتسمة بالانفعال والعصبية (اللقفة) كما عبر عنها المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك الإصلاحي محمد قحطان الذي راح يقذف بالحجارة وهو يغالب مشاعر الغيض دون فائدة ولم يجد في متناول حالته تلك كلاما يمت للسياسة بصلة ما فاستعان بذخيرته الوافرة من العضلات التالفة وقاموس الردح والمناكفة الشخصية.
وهكذا راح قحطان يرد على أسئلة الجزيرة مذكرا نفسه وإخوانه بأمانيهم: "الرئيس لم يعد رئيسا" و "على الرئيس أن يدرك بأنه لم يعد رئيسا" وأيضا " بالنسبة لنا الرئيس ليس رئيسا", كان يحاول مذياع الإصلاح والمعارضة أن يخفف عن نفسه من حدة المفاجأة بإيراد نقيضها المنقوض في صورة الوقائع على أرض الواقع.
وتجلت العبارة المريرة "الرئيس ليس رئيسا" في حلق قحطان كاللازمة في كل كلامه مؤشرة إلى نوع الداء ومضمون العقدة التي تتخبط خصما ممسوسا أعياه التعب في ملاحقة تدبير الرئيس العائد من الموت ممتلئا بالحماسة والرغبة الجامحة لمنازلة اللاعبين ومزاولة رقصته المفضلة على رؤوس الثعابين.
وكان آخر كلامه يناقض أوله, فالانفعال يفعل أكثر من هذا, مستعيدا خبرته المعهودة في (نصب) القذائف وإحراق فتيل التهديدات الشوارعية الفاشستية: "سنقبض على الرئيس ونحاكمه".. بما أن القتل لم يفد والاغتيال لم ينجح وقام طائر الفينيق من بين ركام الموت والفناء المتفجر في جامع النهدين.
و لكن الرئيس هنا وفي هذه العبارة ما زال رئيسا, فهل كان قحطان يتحدث في بداية التصريح عن رئيس آخر غير صالح وأنه لم يعد رئيسا؟!
* صحيفة "اليمن" |