السبت, 03-ديسمبر-2011
لحج نيوز - فراس اليافعي لحج نيوز/بقلم:فراس اليافعي -
*التوقيع على المبادرة الخليجية، يجعل من الأنموذج اليمني مثاليا، ومختلفاً عن النظائر التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف، ويؤكد على أن الأطراف السياسية في اليمن، وصلت إلى قناعة تامة بأن هذه الاتفاقية هي الخيار الوحيد من أجل مستقبل اليمن، وإخراج البلاد من تأثيرات أزمتها وتداعياتها..

* أهمية المشاركة السعودية وعمقها يحددها السياسيون اليمنيون أنفسهم من خلال احترام المبادرات السعودية التي تهدف دائما لجمع الكلمة وتوحيد الصف اليمني ومن ثم العربي..

* المملكة ترى أن كل العرب والمسلمين من الأقربين, واليمن جزء من العالم العربي, يؤثر ويتأثر بما يجري في المنطقة، والوقوف مع اليمن من قبل جميع العرب واجب قومي من اجل المحافظة على اليمن وعلى بقية الوطن العربي في مواجهة الأطماع المحيطة .

* توقيع المبادرة الخليجية يعد انتقال اليمن إلى المرحلة الانتقالية في خريطة الطريق التي تضمنتها المبادرة من خلال انتقال السلطة إلى نائب الرئيس وإدارة المرحلة التي سيتم من خلالها الحوار من أجل حل المشكلات العالقة، وذلك بموجب بنود المبادرة وقرار الأمم المتحدة رقم 2014..

*الأشهر الثلاثة المقبلة، تتطلب من جميع الأطراف، الالتزام ببنود الاتفاقية، ريثما تتم الانتخابات الرئاسية التوافقية المبكرة، التي تنص الاتفاقية على أن يُنتخب فيها عبد ربه منصور هادي رئيسا لمدة سنتين، يتم خلالهما إجراء حوار وطني شامل لحل مشاكل اليمن الكبيرة، لتنتهي هذه المرحلة بانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة، ما يعني أن الالتزام الجمعي هو أكبر ضامن للنجاح..

* لم يكن حرص المملكة على قيادة المبادرة الخليجية سوى تعبير صادق على استشعارها لمقتضيات حق الجوار، وكذلك الواجب تجاه شعب عربي مسلم، حرصت عبر تاريخها معه على أن تنظر بعين الاعتبار إلى ما يربطها به من وشائج تاريخية وثقافية واقتصادية، ولذلك ظلت أول الداعمين له والحريصين على بذل الغالي والرخيص في سبيل تنميته والقيام بما يمكن أن يشكل دعما وعونا للمواطنين فيه..

*لو لم تكن المملكة حريصة كل الحرص على أمن وسلامة واستقرار اليمن وإنهاء معاناة أهله التي أوشكت أن تقضي على مقدراتهم جعل من المملكة العربية السعودية الشقيقة أن تدفع باتجاه إنجاح المبادرة، وأن تصبح الرياض المدينة التي تشهد توقيعها...

المملكة ومنذ وقعت على اتفاقية جدة عام (2000م) وهي تعامل اليمن بخصوصية كبيرة.. وتقف إلى جانبه في كل الظروف والأحوال.. ولا تتأخر عن دعم الشعب اليمني.. سواء من خلال مجلس التنسيق السعودي - اليمني أو من خلال المبادرات الذاتية أو المواقف السياسية والمؤتمرات واللقاءات الإقليمية والدولية التي عقدت من أجل اليمن.. ودعم التنمية فيه.. إذا كان البعض في بلدنا يجهلون هذه الحقيقة..

إذا كان البعض الآخر.. لا يكاد يلمس مثل هذا الدعم المتنوع والشامل طويل المدى.. والمتعدد الأغراض.. فإن تلك ليست هي مشكلة المملكة .. وعلينا أن نحاسب دولتنا . ومسئولينا .. وقياداتنا المتعاقبة.. وفي أي موقع من مواقع المسؤولية الوطنية لأنه ليس بإمكان المملكة الشقيقة أن تذهب إلى اليمن.. وتبني المدارس والطرق والمستشفيات والجامعات وشبكات الاتصال.. والوحدات السكنية..

كما انه ليس بإمكانها أن تضع رقيباً على أوجه الصرف والإنفاق وطرقه وأساليبه..

وكذلك ليس بإمكانها أن تغير في تركيبته السكانية ..الثقافية..أو المجتمعية..

أيضاً ليس بإمكانها أن تفعل أكثر مما فعلت من أجل اليمن واليمنيين عن إيمان وقناعة بأن ذلك واجب الجار.. ومسؤولية الشقيق..



كما السعودية ليست سبباً في الانحرافات الفكرية أو التركيبة القبلية ..أو في المغالطات التي تظهر هنا وهناك ، وتحاول أن تصور دور المملكة.. ودعمها.. وجهودها على غير ما هي عليه..

*اليوم نستغرب الحملة المسعورة التي تقودها بعض الإطراف اليمنية تجاه المملكة هذه الإطراف لا ترى ألا مصالحها الخاصة .. على مصلحة بلدنا وشعبنا ..

* ولولا معرفتنا بأن هؤلاء لا يمثلوا شعبنا .. ولا حتى نسبة ضئيلة فيه.. لأن الشعب اليمني يعرف مشاعر كل سعودي تجاهه ويدرك مدى اهتمام المملكة بالوضع العام في اليمن...

*المؤمل أن تؤدي تلك الخطوة إلى انفراج الأزمة، وعودة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي لربوع اليمن، وهو ما يتطلب من الجانبين تهيئة الأجواء التي تساعد في إنجاز التوافق، بما في ذلك حسن النوايا وبناء الثقة مع الوضع في الاعتبار أن الجميع في اليمن في سفينة واحدة والمطلوب منهم حماية تلك السفينة من العواصف والأعاصير حتى الوصول بها إلى بر الأمان.

المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية ، تعد الحدث الذي يفتح الباب أمام خروج اليمن من النفق المظلم والاتجاه نحو السلام والاستقرار...

*في كافة الدول هناك مساعدات دولية متبادلة، وليس غريبا أن تساعد دولةٌ دولةً أخرى لتقوم وتستقر، لكن هذا لا يكون على حساب الدولة المساعدة لأن الأولوية هي للداخل قبل الخارج، لكن المسألة هي في أن استقرر الخارج هو استقرار للداخل، لذلك إذا كان قرر السعودية هو من صالح اليمن والداخل السعودي،.

*المملكة لا تنتظر الشكر على مبادراتها .. ومواقفها الهادفة إلى أنقاد اليمن من الحالة السيئة التي هو فيها.. إلا أنها لا تستحق أن تُقابل جهودها المخلصة بمثل تلك الاتهامات التي ندرك مدى رفض أغلبية الشعب اليمني لها..

((ومـا جزاء ألاحسان إلى ألاحسان ))

[email protected]*
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-18491.htm