لحج نيوز/متابعات -
كشفت تقارير عسكرية روسية عن تحرك الفرقاطة الروسية (الأدميرال شابوشنيكوف) وسفينتين مرافقتين باتجاه خليج عدن، في نفس الوقت الذي تستعد طهران لإرسال سفينة حربية ثالثة إلى المنطقة،
العقيد "رومان مارتوف"- المتحدث باسم قيادة الأسطول الروسي في المحيط الهادئ- أكد اليوم إن الفرقاطة "الأدميرال شابوشنيكوف" ستغادر قاعدة القوات البحرية الروسية في مدينة "فلاديفوستوك" في النصف الثاني من شهر يناير 2010م ، متوجهة إلى خليج عدن "لتأمين الملاحة ومواجهة القراصنة".
وأشار "مارتوف" إلى أن هذه الفرقاطة ترافقها سفينة مساندة وناقلة وقود، وستحمل طائرتين عموديتين، وقوة من مشاة البحرية، وستشكل السفن الثلاث مجموعة رابعة من الوحدات البحرية الروسية التي تشترك في جهود تأمين الملاحة ومواجهة القراصنة قرب الشواطئ الصومالية- طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء الروسية.
وتأتي هذه الأنباء بالتزامن مع تصريحات إيرانية سابقة تؤكد أن طهران بصدد تعزيز تواجدها العسكري البحري بسفينة يجري تجهيزها تحت ذريعة "حماية السفن التجارية الإيرانية من القرصنة البحرية"، لتضاف إلى سفينتين إيرانيتين مرابطتان في المياه الدولية قرب خليج عدن، توجهت ثانيهما إلى المنطقة بتاريخ 20 سبتمبر 2008م،.
وتأتي هذه التعزيزات والحشود العسكرية لروسيا وإيران ودول عديدة في العالم تحت مظلة قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1838)، الصادر في أكتوبر 2008م، والذي وجه الدعوة إلى: (البلدان التي تمتلك قوات عسكرية في المنطقة باستخدام الوسائل الضرورية في عرض البحر، وفي المجال الجوي قبالة الصومال، وبما ينسجم مع القانون الدولي، من اجل قمع أعمال القرصنة)..!؟
مصادر سياسية في صنعاء، أكدت تنامي قلق السلطات اليمنية والسلطات السعودية من التعزيزات العسكرية البحرية الأخيرة لروسيا وإيران، وكشف عن اتصالات مكثفة شهدتها الأيام القليلة الماضية بين صنعاء والرياض حول التداعيات المترتبة عن هذه التطورات، التي تصفها بأنها "غير مبررة" في ظل تراجع أنشطة القرصنة البحرية خلال العام الجاري.
وتعزو المصادر سبب قلق الدوائر الرسمية اليمنية والسعودية إلى اعتقادها بأن تلك التحركات لا تدخل فقط في إطار مشاريع تدويل البحر الأحمر والصراعات الدولية للولايات المتحدة وروسيا وإيران وغيرها ضمن سباقها حول مراكز النفوذ الإستراتيجية في الإقليم، بل أن هناك شكوك أمنية متنامية بأنها مرتبطة أيضاً بصراعات الساحة الداخلية اليمنية، والحرب الدائرة في شمال اليمن وجنوب السعودية مع الحوثيين، وكذلك بأحداث الساحة الجنوبية والدعوات الانفصالية.
وتؤكد المصادر أن صنعاء والرياض بصدد عقدتا عدة لقاءات خلال الأيام القليلة القادمة لبحث المخاطر المحتملة عن مساعي روسيا وإيران لتعزيز تواجدهما العسكري في خليج عدن في هذا التوقيت بالذات، ومدى إمكانية لجوء هذه القوى المتصارعة إلى نقل صراعاتها الدولية إلى واقع صراعات الساحة اليمنية من خلال دعم القوى اليمنية الحليفة..
حيث أن روسيا ترتبط بعلاقات وثيقة مع اليمنيين الماركسيين في الجنوب، الذين يطالبون حالياً بالانفصال.. وحتى مايو 1990م كانت روسيا (الاتحاد السوفيتي) تعتبر نفسها الوصي الوحيد على الشطر الجنوبي، وثمة تكهنات بأن تحركاتها الحالية مرتبطة بما أشيع من تدخل أمريكي في الجنوب ضد القاعدة... أما إيران فيتهمها آل سعود بالوقوف وراء التمرد الحوثي في شمال اليمن.
وتخشى الرياض في ظل ضعف سيدتها أمريكا, أن تسعى طهران بكل الوسائل لمساعدة الحوثيين المُحاصرين من قبل القوات اليمنية والسعودية منذ عدة أشهر.
ويبدو أن النزاعات الإقليمية والحروب في المنطقة سوف تزج بالمنطقة إلى تدخلات إقليمية, خصوصاً بعد تراجع القوة الأمريكية, وبروز القوة الروسية والإيرانية إقليمياً.