لحج نيوز/بقلم: د.يوسف الحاضري -
- منذ أن تم تأسيس الأحزاب في اليمن والتعددية السياسية في هذا الجانب وانطوائهن جميعا للعمل تحت المنظور الديمقراطي والذي أنتهجه اليمنيين كنهج للحكم والعمل السياسي في أرض الجنتين اليمن السعيد ظهرت لنا عدة تيارات حزبية وكل تيار قام وفق منظور خاص به فوجدنا المنظور الإسلامي والمنظور الليبرالي والمنظور العلماني والمنظور القبلي والمنظور القومي والمنظور مختلط من كل هذه المناظير وسنسرد لكم كل منظور ومن يمثله في أرض اليمن السعيد وعلاقته السيكولوجية والفكرية والثقافية بالمواطن اليمني مع اختلاف أطيافهم وعاداتهم وتوجهاتهم وثقافتهم وقدراتهم العقلية والتوجيهية في هذه الجوانب :-
1. حزب المؤتمر الشعبي العام :- حزب الأغلبية في اليمن (على الأقل حتى اللحظة الراهنة ) وقد أسسه الرئيس علي عبدالله صالح في ثمانينات القرن الماضي وأستطاع من خلال هذا الحزب أن يضم إليه كل التيارات اليمنية في تلك الفترة فلدى الحزب إتجاة تحرري ليبرالي ولدى الحزب اتجاه ديني إسلامي وأيضا فكر قبلي بحت معتمد على المشايخ والقبايل ومنها جاءت الأغلبية الحاكمة والجماهيرية حتى هذه اللحظة كونه مرتكز ارتكاز تام على هذا الجانب من خلال استمالتهم بشكل أساسي سواء بالمناصب أو بالمادة أو بالوجاهة ولم يهتم بشكل رئيسي أو أساسي بالكادر المتعلم أو أصحاب الكفاءة الإنتاجية إلا في الفترة الأخيرة وباستحياء كبير حتى جاءت أزمة 2011م ومنها تساقط منهم من تساقط وأنشق منهم من أنشق وبقى مع هذا الحزب الفئة البسيطة المحبة لرئيس حكم اليمن على مدار 33 عام بالحب والسلام والطيبة حتى ولو صاحب الحكم هذا الكثير من المشاكل (كنتيجة طبيعية لأسلوب الحكم المسالم) ,,, فالنهج العام لهذا الحزب اعتماد أصحاب الثقة على حساب أصحاب الكفاءة .... وهذا الحزب يخاطب الفكر القبلي والمشايخ والوجاهة عند الجمهور... ويحسب على هذا الحزب بأن العشوائية لحد ما مسيطرة عليه فهي تتعامل مع الأشخاص وليس مع الانتماءات .
2. حزب التجمع اليمني للإصلاح :- أو حزب الأخوان المسلمين في اليمن وهذا الحزب أنتهج الفكر الديني الإسلامي البحت (على الأقل من خلال قياداته وإتجاهاتة ومراكز تنظيماته) ,,, فقد أنشق هذا الحزب أو ولد من رحم الحزب الأم (المؤتمر الشعبي العام ) وأنتهج الفكر الإخواني المعروف للجميع وأعتمد في نشر ثقافته وأهدافه على رجال الدين ومنابر المساجد ومراكزهم التعليمية وجامعاتهم الدينية مستندين في ذلك على بعض الوجاهات والمشايخ اليمنيين المؤثرين في هذا الجانب دون إغفال العمل التجاري المالي والذي وصل ببعضهم إلى أعلى سلم أغنياء الوطن العربي ,,, فأصبح الشكل الخارجي لهذا الحزب الدين الإسلامي وتعاليمه حتى أصبغ بهذه الصبغة مما أثار الكثير من الكلام والشكوك والهجوم عليه وعلى مسيريه ومن يقود دفته خلال فترة أزمة 2011م والتي أنسلخ الحزب انسلاخا كبيرا عن معظم تعاليمية الدينية التي كان ينادي بها قبيل هذه الأزمة ثم أحلها وبفتاوى علمائهم الكبار (كتبرير للغاية التي يهدفون الوصول إليها ) ,,, وما يؤخذ على هذا الحزب أيضا أنه يتبع نظرية "أينما تكمن مصلحتي فثمّت تحالفاتي" فخلال 10 أعوام تحالفوا مع المؤتمر ضد الناصريين ثم ضد الاشتراكيين ثم ضد الحوثيين ثم تحالفت مع هؤلاء ضد المؤتمر) .... وهذا الحزب يخاطب الجانب العقائدي والديني عند الجمهور.... ويحسب له أنه منظم تنظيم جيد وتتعامل مع الانتماء وليس مع الأشخاص.
3. الحزب الاشتراكي اليمني :- أو حزب الجنوب اليمني قبيل الوحدة المباركة والجميع يعلم تمام العلم منهاج هذا الحزب ولولا أيضا حزب المؤتمر الشعبي العام أنه تم اجتثاث هذا الحزب نهائيا من اليمن خاصة بعد أحداث صيف 1994م فقد أعيد إلى اليمن والعمل في الجانب السياسي بعد العفو العام الذي أطلقة الرئيس اليمني في نهاية تسعينات القرن الماضي ,,, ورغم أن شعبيته تضاءلت فمنهاج هذا الحزب يعتمد تمام الاعتماد على مخاطبة بطون الشعوب واستثارتهم من هذا الجانب والتعامل معهم كبطون يجب إشباعها مهما كانت الطرق والوسائل سواء كانت طرق إسلامية أو علمانية أو ليبرالية ولا مجال للدين في تعاملاتهم إن كان هناك تصادم بينهما أما إن كان الأمر يتوافق معها فالدين تابع وليس مسير لها ,,, وما يحسب على هذا الحزب أن القوة التي تمارس عليه من الأحزاب الأخرى والضغوطات لها مردود إيجابي على هذا الحزب حيث أنه ينصاع لها ويشعرك بالتمرد في أوقات السلام والاسترخاء السياسي ,,, وما يحسب لهذا الحزب أنه متبع لمنهاج الحزب إتباع منقطع النظير ويهتم بالأفكار أكثر من اهتمامه بالأشخاص عوضا أن العنصرية المناطقية مازالت تجتاح معظم أعضاءه ومن ينتمي إليه.
4. الحزب الناصري:- وهذا أقل الأحزاب تأثيرا في الوسط اليمني رغم أنه حزب الزعيم العربي (جمال عبدالناصر) ومؤسسه في اليمن الرئيس السابق (إبراهيم الحمدي) أحد الشخصيات المحبوبة في اليمن إلا أن منهاجها المرتكز بشكل أساسي على القومية العربية قبل أي قومية أخرى لم يجد له محلا في قلوب اليمنيين إلا عند الأقلية كونه متهم باتهامات أهمها أنه ينتهج نهج يخالف الدين الإسلامي أو بالأصح ينصدم معه في أشياء كثيرة ... فهذا الحزب يخاطب الفكر القومي العربي عند اليمنيين.
5. حزب الحق:- أقلها تواجدا في اليمن وهذا الحزب منتشر في شمال الشمال اليمني وهو حزب الحوثيين والنهج الشيعي أهم مرتكزاته وسعيه للإمامة وحكم البطنين أساسياته ,,, حزب مزعج للعملية السياسية الديمقراطية في اليمن وصوته صاخب رغم أنه غير مؤثر في الجانب الديمقراطي المرتكز على الأغلبية فلدية فقط (عضو واحد من أصل 301عضو في مجلس النواب اليمني)
6. المشترك :- هو تحالف أحزاب المعارضة تحت إطار حزب واحد وهي (الإصلاح –الاشتراكي – الناصري – الحق ).
- ومن خلال هذا الطرح المبسط للأحزاب في اليمن فلكل حزب إيجابياته وسلبياته بيد أن السلبيات سهلة التخلص منها فلو مثلا تخلى المؤتمر عن التعامل مع عنصر الثقة وأعتمد على الكفاءة وتخلى الإصلاح عن القول بما لا يفعل وتخلى الاشتراكيين عن العنصرية البغيضة وتخلى الناصريون عن الفكر القومي المجرد وتخلى الحق عن فكرة البطنين سنصل إلى ديمقراطية عظيمة وذات معنى إيجابي للوطن لا عليها ,,, وخلاصة القول هذا نهج الأحزاب في اليمن منذ ثمانينات القرن الماضي بل أنه نمى وكبر وتطور في تسعيناتها والتي نتمنى من هذه الأحزاب أن تكون ذات فعالية يكون مردودها لليمن أرضا وإنسانا.
إضاءة حزبية يمنية :- قال أحد المنظرين سابقا واصفا للأحزاب اليمنية :- المؤتمر مثل حمام المسجد من أراد أن يدخله للصلاة فليدخله ومن أراد أن يدخله لقضاء حاجته فليدخله,,,, والإصلاح (الإخوان المسلمين) مثل سوق السلام في النجد الأحمر بمجرد ما تدخل إلى وسط السوق حتى تجد أكبر سوق سلاح في اليمن ,,, والاشتراكي مثل سطح المنزل الترابي إذا لم تدوس عليه وطل (يعني قطّر الماء على رؤوس الساكنين) ,,, والناصري مثل أولاد الشيخ عبدالله الأحمر عايشين على سمعة واسم أبوهم ,,, والحق مثل العجلة النارية (الموتوسيكل) تزعج حارة وعليها راكب واحد.
[email protected]