لحج نيوز/بقلم:صالح الوحيشي -
أتته قيادة الوطن, ولم يسع إليها، كأننا أمام مشهد يعيد فيه التأريخ نفسه, وخلده الشاعر أبو العتاهية بقوله عن الخليفة العباسي المهدي:
أتته الخلافة منقادة إليه تجرُ أذليها
فلم تكٌ تصلح إلا له ولم يكُ يصلح إلا لها " جواهر الأدب ص 448"
إنه القائد المناسب لأخطر مرحلة يمر بها اليمن في تأريخه المعاصر, القائد الأقدر على إخراج اليمن من محنته.
الأقدر: لأنه صاحب فكر استراتيجي, محنك وبعيد النظر وليس أدل على مانقول من هذا التأييد الواسع الذي يحظى به الرجل على الصعيد الإقليمي ومن المجتمع الدولي, فقد عبر عن ثقةٍ بشخصيته, وبالقدرات الفذة التي يمتلكها, وخبرته الواسعة في شؤون الحكم, التي تؤهله لإيصال اليمن إلى بر الأمان بسلام.
الرجل ذو معرفة عميقة أيضاً بخصائص المجتمع اليمني - الإجتماعية والمناطقية – وطالما صقلته التجارب في التعامل معه بصبر وحكمة انطلاقاً من فهم عميق لطبيعة تعقيداته, ومخطئ من يظن أنه مجرد شخص أتى من المؤسسة العسكرية مثلما جاء منها المئات غيره وربما الآلاف..إن أقل وأبسط مميزاته تخصصه العلمي في (فن القيادة) من كلية مونس ببريطانيا وأكاديمية ناصر بجمهورية مصر العربية وتخصصه الأكاديمي بروسيا "ماجستير".
أما بُعده عن الأضواء خلال فترة توليه منصب نائباً للرئيس منذ عام 1994م فمعناه أنه كان يفضل تحقيق المنفعة للوطن ووحدته واستقراره بصمت بعيداً عن الأضواء وبريقها الخادع.. فما لا يعلمه الكثيرون أن الرجل كان حريصاً على النشاط الفعال خلف الكواليس لتقوية الدولة ولترسيخ الوحدة وبناء الديمقراطية, وطالما سمعناه يحذر من مغبة اللعب بالنار عبر التعبئة الخاطئة, فأول الحرب الكلام, ثم لا بد أن يطفئوها عقلاء القوم.
عبدربه أجمع المجتمع الدولي على انه الأقدر وهاهي الأطراف السياسية اليمنية تتوافق على ان يكون المرشح التوافقي لمنصب الرئاسة في الانتخابات المبكرة في 21 فبراير 2012م والآن فإن المجتمع اليمني كله ينظر إليه بل ويتمنى أن ينجح في التعبير عنه وعن الإجماع الوطني بحنكته المعروفة..، أن رجلاً بهذه المواصفات جدير بأن تمنحه الجماهير ليس فقط كل الحب والتقدير بل كذلك التأييد "الواعي" وفي ذلك انتصار للحكمة اليمانية.
* مخرج وكادر بقناة عدن الفضائية.