لحج نيوز/بقلم:فوزي الجندي -
يبدو أن دول مجلس التعاون، كتب عليها دائما أن تدفع الفاتورة، فمثلما تحملت العبء المالي والاقتصادي في طرد صدام حسين من الكويت قبل عقدين من الزمن، بات عليها الآن أن تدفع فاتورة الأعمال الإرهابية التي تشتد وتيرتها في اليمن.
ويمكن القول بداية إن هناك مخاوف حقيقية من حول «اليمن السعيد» إلى بؤرة أخرى لتنظيم القاعدة، لا تقل ضراوتها عما يجري في منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية، وما لم يتحرك الخليجيون سريعا من خلال مساعدة اليمن -اقتصاديا على الأقل- فإن الخطر بالتأكيد سيطالهم، وسيكونون أول المتضررين من الوضع الدموي، الذي صار يهدد الجزيرة العربية ودول الخليج العربية.
وحسنا فعلت دولة الإمارات، حين أعلنت عن تقديم منحة لليمن قدرها 750 مليون دولار، وهو ما أعلنه وزير خارجيتها في زيارته الأخيرة إلى البحرين، وحسنا كذلك فعل جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني حين دعا إلى مؤتمر دولي خاص بالوضع الأمني الخطير في اليمن، يعقد بالتزامن مع مؤتمر مماثل خاص بباكستان، خصوصا أن خطر «القاعدة» لم يعد ذا بعد جغرافي، بل صار العالم بأكمله في مرماه، وما لم تكن هناك آلية جادة وفعالة لمجابهة هذه «الآفة»، فقل على الدنيا كلها السلام.
وحين نركز الضوء على الوضع اليمني المتدهور، تشير الخارطة الأمنية إلى ثلاثة مخاطر، تهدد الدولة اليمنية، أولها الحوثيون المتمردون في الشمال، وثانيها القبائل التي مازالت تتعاطى مع الدولة على أنها كيان مستقل، وهو ما عبر عن نفسه في العديد من عمليات الاختطاف التي نفذتها هذه القبائل، ضد سياح أجانب في اليمن، وثالث هذه الأخطار، هو الحراك الجنوبي الذي مازال مسالما إلى الآن، بصرف النظر عن بعض المظاهرات العنيفة، لكن التخوف أنه يمكن أن يشكل ضلعا إضافيا مع المتمردين الحوثيين، إن لم يكن قد قام بذلك بالفعل.
لكن الحقيقة التي يجب أن تسطع في الأذهان هي أن القدرة الاقتصادية الضعيفة للدولة اليمنية، هي السبب الجوهري الذي يحد من السيطرة الرسمية على الوضع العام، وهو ما صار يدق ناقوس الخطر، في اتجاه تقسيم اليمن إلى كانتونات ثلاثة وهي الجنوب الاشتراكي والشمال «الحوثي» ومنطقة القبائل التي لم تجرؤ الدولة على اختراقها إلى الآن وظلت ردحا طويلا تتعامل معها كقنبلة موقوتة، كادت أن تقترب من الانفجار.
من هنا، تبدو المسؤولية السياسية والأخلاقية من جانب دول مجلس التعاون الخليجي إزاء اليمن، من خلال مساعدته اقتصاديا في بناء مشروعات تنموية، مساعدته في الحد من «البطالة المتفجرة» وكل ذلك سيصب حتما في تقوية نفوذ الدولة ومجابهة الخطر الأمني «الثلاثي».
الوقت البحرينية