لحج نيوز - احتلت حمى الضنك هنا في تعز مساحة كبيرة جداً من اهتمام الناس وفزعهم منذ أن ظهرت حالات الإصابة بهذا المرض قبل أكثر من أربعة أشهر تقريباً، فلم يكد أحد يلاحظ على أحد أفراد أسرته ارتفاعاً في درجة الحرارة، حتى يجد لسانه يلهج بالدعاء- إن شاء الله- «مش حمى الضنك».. ذلك أن تجارب المحافظة الحالمة ومنذ معرفة هذا الوباء

الجمعة, 08-يناير-2010
لحج نيوز/تحقيق: محمد أمين الشرعبي - تعز -

أطباء: الوضع مخيف وحتى الآن ليس هناك جهود جادة للمكافحة
د. الكباب: ليس من مصلحتنا إخفاء الحقائق.. ولا نملك معلومات موثقة عن الوفيات
د. مرشد: إذا لم يتم الاستعداد الكافي لمواجهة الوباء سيكون العام الحالي أشد وأخطر على تعز
د. المليكي: تجمع المياه في إطارات السيارات بأعلى المنازل والتخزين الخاطئ وحمامات المدارس والخزانات المكشوفة من أسباب تكاثر البعوض الناقل للمرض
د. الازرقي: عدم وجود إحصاء بالمعنى الدقيق يعتبر احد المشاكل التي تواجهنا في التعاطي مع الوباء
احتلت حمى الضنك هنا في تعز مساحة كبيرة جداً من اهتمام الناس وفزعهم منذ أن ظهرت حالات الإصابة بهذا المرض قبل أكثر من أربعة أشهر تقريباً، فلم يكد أحد يلاحظ على أحد أفراد أسرته ارتفاعاً في درجة الحرارة، حتى يجد لسانه يلهج بالدعاء- إن شاء الله- «مش حمى الضنك».. ذلك أن تجارب المحافظة الحالمة ومنذ معرفة هذا الوباء القادم من خلف البحار، وكما يؤكد بعض الأطباء قاسية.. فهذا الوباء وجد في تعز أرض مضيافة بما تمثله من بيئة وعوامل بقاء وتكاثر كثيرة سوف نستعرضها في هذا التحقيق عن هذا الوباء الذي أصبح حديث المقايل والباصات وتجمعات الناس في كل مكان بالمحافظة حتى أنه يقال بأن وكلاء بيع المبيدات الحشرية في تعز سجلوا أواخر العام الماضي أكبر مبيعات باعتبار تعز حسب الإحصاءات والتقارير الأكثر استهدافاً، ولكن ما حقيقة تلك الأرقام التي سمعنا عنها للوفيات بهذا المرض، وعدد الذين أصيبوا به أيضاً في تعز وأين تكمن الحقيقة وسط كل أحاديث من يهون من هذا الموضوع ويقلله ومن يؤكد بخطورة القضية وضخامة العدد؟

ولماذا كل هذا الاهتمام الإعلامي بهذه القضية هذا العام والتي لم نسمعها في الاعوام السابقة هل هناك زيادة وانتشار أكبر لهذا الوباء هذا العام أكثر من سابقيه.. ولماذا؟
وإن صح ذلك العدد الكبير من الوفيات بهذا المرض في تعز أو حتى نصفه أو رُبعه أو حتى واحد ..و..و!! فالمهم أن هذا المرض قاتل وفتاك وليس عام 2009م هو أول عام يغزو فيه تعز وبالتالي ليس هو وباء جديد استطاع أن يجد هذه المساحة للنيل من الناس..قبل أن تتعرف عليه الجهات الصحية المختصة وتتخذ استعداداتها اللازمة مع كل الجهات الحكومية ذات العلاقة لمواجهة هذا الوباء القاتل، لأن ذاكرة تعز مع هذا الوباء تمتد لأكثر من عشر سنوات أو يزيد ويتضاعف خطر وأرقام المصابين من سنة الى أخرى.
إذاً من الطبيعي جداً أن يفرض السؤال نفسه هنا أين هي الاستعدادات سواءً الطبية العلاجية منها الخاصة بالعلاجات وبالأدوية والأجهزة المخبرية التحليلية وكذلك كل ما يلزم من محاليل مخبرية أو الاستعدادات الخاصة بالمكافحة من وسائل رش الى آخره من آليات ومستلزمات لمكافحة البعوض الناقل لهذا المرض؟ بالسؤال لأكثر من جهة مسؤولة في تعز عن حقيقة هذه الاستعدادات المتعلقة بالمعالجة أو بالمكافحة.
وقبل ذلك لابد من الاشارة الى أن هذا الوباء قد ظهر في اكثر من دولة في العالم واستطاعت هذه الدول مكافحته ومنها بعض الدول العربية المجاورة، فلماذا لا نستفيد من نجاحات الآخرين وننجح نحن مثلهم في مكافحة هذا الوباء.

تصاعد مخيف
تشير الاحصاءات والتقارير الدولية إلى أن مليارين ونصف في العالم معرضون للإصابة بهذا الوباء ونصف هذا الرقم في جنوب شرق آسيا، وبلادنا تدخل في هذا الإطار الجغرافي المصنف بالأكثر إصابة بهذا المرض وبالأخص المناطق الساحلية ومنها تعز والتي تقول مصادرصحية في المحافظة أن بداية ظهور هذا الوباء كان في عام 2005م لكن لم تكن تلك البداية المشؤومة لتاريخ دخول هذا الوباء بلادنا ومحافظة تعز بالذات بهذا الرقم الذي سجل في عام 2009م، ففي كل عام كما تقول هذه المصادر كان يشهد ارتفاعاً من عام الى آخر بنسبة ضئيلة لكن القفزة الكبيرة التي سجلها هذا الوباء في مركز الترصد الوبائي بتعز هي في عام 2009م المنصرم مقارنة ب2008م حيث كان عدد الاشخاص الذين أصيبوا بهذا المرض في هذا العام حسب مركز الترصد الوبائي والرعاية الصحية بتعز كان 301 لكن عام 2009م سجل ارتفاعاً مخيفاً تمثل في 927 حالة إلى تاريخ 16/12/2009م وربما يتضاعف الرقم.. ولقد توصلنا الى ان عدد الحالات المؤكدة التي استقبلها المستشفى وتأكد من اصابتها بحمى الضنك من خلال قسم الاسعاف بالمستشفى وسجلها رئيس قسم الاحصاء بالمستشفى حينها وصلت 720 حالة منذ ظهور هذا الوباء في منتصف عام 2009م.
ولأن معظم الحالات لم ترقد في المستشفى حتى يتسنى متابعتها أي أنهم ترددوا على المستشفى وتبين أنهم مصابون بالضنك وغادروها بمجرد أن تم تشخيص حالتهم وإعطائهم العلاج، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يؤكد أو ينفي وجود وفيات من قبل المستشفى وبالتالي هناك من يتوفى خارج المستشفى الجمهوري أو غيره، ولذلك اقتصر كشف المتوفين بالضنك على واحد فقط لا غير في تعز، وهذا ما أكده مدير الترصد الوبائي حيث قال: قد يكون هناك ارقام كبيرة توفت لم تصلنا أسماؤهم، وأضاف: ليس من مصلحتنا أن نخفي الأرقام لكن هذا ما وصلنا هو هذا الرقم حالة وفاة واحدة.
لكن طالما يُرفع بحالات الإصابة بعناوينها.. لماذا لم يتم متابعة هذه الحالات أقصد الحالات التي سجلت إصابتها وغادرت المستشفيات؟؟
يلخص الى القول لم تكن هناك احصاءات رقمية وهذا ربما ما جعل المعنيين في السلطة المحلية أو المركزية لا يأخذون الموضوع باهتمام أكبر وتسخير الإمكانات لمواجهة هذا الوباء واعتبار تعز محافظة موبوءة.
ولذلك يُرجع البعض عدم صحة الرقم الذي أكدته الجهات المختصة حول وجود حالة واحدة توفت بحمى الضنك كما يقول الدكتور عبدالرحمن الأزرقي الى عدم وجود إحصاء بالمعنى الدقيق للكلمة وهذه هي أول مشكلة في التعاطي مع حمى الضنك في تعز، ويضيف الدكتور عبدالرحمن الأزرقي: وإحصائياً واحد الى اثنين بالألف وفاة هذه بالمعايير العلمية على مستوى العالم كله، ولو أخذنا بالاحصائيات التي تم إجراؤها على أربعمائة شخص لوجدنا أن 82٪ تعرضوا للإصابة ولو أخذنا بهذا المعيار الاحصائي على مستوى المدينة كم ستكون حالات الوفاة بهذا الوباء لاشك أنها ستكون بالعشرات.

تعز محافظة موبوءة
إذا أخذنا بالأرقام الرسمية التي سجلت في مركز الترصد الوبائي للاشخاص الذين تعرضوا للإصابة بحمى الضنك والمتمثل في 927 حالة، وهذا الرقم الذي تم رصده رسمياً ناهيك عن الذين تعرضوا لهذا الوباء في كل أرياف المدينة ولم يتم تسجيلها أو الإبلاغ عنها.
اذاً فالرقم قد يكون اكثر من ذلك بكثير لكن هذه الاعداد التي تم الابلاغ عنها وهو ما يجعل من تعز محافظة موبوءة وان هناك مشكلة كبيرة، وهذا ما اكده لنا كل من التقيناهم من المعنيين في مكتب الصحة في المحافظة والسلطة المحلية وادارات المستشفيات الحكومية والخاصة في تعز والذين اعتبروا الامر مخيف وان الاعوام القادمة ستكون اكثر وقعاً على تعز.
فقد حذر الدكتور عبدالله مرشد- مدير مركز الترصد الوبائي قائلاً: اذا لم يتم الاستعداد الكافي لمواجهة هذا الوباء فان العام الحالي 2010م سيكون اشد واخطر على تعز!!.. ويؤكد الدكتور راجح المليكي ان عام 2009م شكل زيادة بنسبة 300٪ عن الاعوام السابقة، فكيف سيكون عام 2010م.
البحث عن اسباب المشكلة هو الطريق لحلها ولان الجميع اتفق بوجود مشكلة بل ومشكلة كبيرة في تعز تسمى «حمى الضنك» فان السؤال المنطقي: لماذا تعز أعلى عدد تعرض لهذا الوباء؟
الدكتور عبدالله مرشد- مدير مركز الترصد الوبائي يقول حول هذا السؤال: قلة وعي الناس بخطورة تخزين المياه في المنازل وتوفير بيئة للبعوض الناقل لحمى الضنك، وكذلك بسبب سقوط الامطار في تعز هذا العام بغزارة فتجمعت المياه الراكدة هنا وهناك، واضاف حول ارتفاع عدد المصابين بقوله: إن الكثير من الحالات كانت حاملة للوباء من الاعوام السابقة.
اما الدكتور عبدالرحمن الازرقي فيقول حول سؤال الناس عن اسباب المشكلة ككل: لا يوجد اجهزة تشخيص ولا يوجد امكانات تأكيد الحالة، امكانات العلاج عملية فحص الصفيحات الدموية التي تعد السبب الرئيسي في النزيف، لا يوجد الا في مستشفى اليمن الدولي وبتكاليف عالية تصل الى عشرين الف ريال وهذا ما لا يستطيع عليه الانسان العادي.
الدكتور عبدالباسط الدبعي- مدير عام الرعاية الصحية يقول: ان الاسباب تعود الى وجود مئات البؤر التي يستوطن فيها هذا البعوض من مخلفات المقاولين في الاماكن التي يسكن فيها المهمشين، حيث يقومون بتثبيت اسقف مساكنهم باطارات السيارات ولذلك تجد مئات الاطارات التي يتجمع فيها الماء وتصبح موطن للبعوض الناقل، وفي المدارس حيث يوجد هناك بؤر يستوطن فيها البعوض كالحمامات وخزانات المياه المكشوفة، وقد قمنا برصد مئات البؤر وسط المدينة وفي ضواحيها التي تعد احد اهم الاسباب في تكاثر البعوض الناقل وانتشاره، وهو ما جعل حمى الضنك في تعز بهذا الرقم.
الدكتور راجح عبدالواحد المليكي يلخص الاسباب بقوله: إن المشكلة هي المياه في المحافظة فنتيجة لشحة المياه في تعز يحاول الناس تخزين المياه ولكن بطريقة خاطئة في اواني مكشوفة مما يؤدي الى توافر بيئة لهذا الوباء، مشيراً الى ان شهر ديسمبر يشهد تناقص ملحوظ وذلك بسبب انتهاء موسم الامطار.

غياب الرقابة
الجميع ربما يرجعون انتشار المرض لاسباب منطقية واحدة وهي باختصار اسباب تتعلق بسقوط الامطار، حيث تتجمع السيول القادمة من الجبال في احواض تشكل مزرعة كبيرة جداً لتغذية وتكاثر البعوض الناقل، وربما الساحة التي كان يتم فيها تنفيذ احكام الاعدام في صينا خير شاهد على ذلك، حيث ظلت مليئة بالمياه الراكدة ومصدر رئيسي وسط المدينة للبعوض الناقل لحمى الضنك.
وكذلك اسباب اخرى تتعلق بالاهمال الرقابي من الجهات المعنية حيث هناك الاف الاطارات في الاحواش او في مساكن المهمشين لم يتم التخلص منها ومئات البؤر الصغيرة والتي تتعلق بمخلفات اعمال المقاولين او غيره الكثير من هذه البؤر التي زودنا بها هذا التحقيق مصورة داخل المدينة وضواحيها.
ويؤكد الدكتور عبدالباسط الدبعي: ان مديريات المدينة الثلاث صالة والمظفر والقاهرة هي الاكثر تعرض لهذا الوباء اكثر من مديريات الريف، وهذا ما يؤكد مرة اخرى ان اسباب تكاثر المرض في المدينة كانت اكثر، فهناك مخلفات صناعية وهناك مقالب للقمامة لا تبعد كثيراً عن الاحياء السكنية في بئر باشا الطرف الشمالي لمدينة تعز وهناك رغبة واصرار على تخزين المياه في المنازل وهناك مجاري طافحة واخرى بدون اغطية ...الخ.

الحلول والمعالجات
يقول الدكتور عبدالرحمن الازرقي: حتى الان لم يحدث اي جهد لمكافحة هذا الوباء وهذا مرض ليس له علاج والجهد الاساسي يتركز في الوقاية، والوقاية تتركز على وزارتي الصحة والزراعة وعلى البلدية وعلى الاشغال بمعنى ان هناك اكثر من جهة ويجب ان تشكل لجنة تضم كل هذه الجهات لكي تعمل برنامج او خطة استباق الموعد المتوقع للسنة القادمة.
الدكتور عبدالباسط الدبعي يقول في هذا الاطار: يجب ازالة كل البؤر التي تم رصدها في تعز وذلك من خلال تعاون كل الجهات المعنية في هذا الامر.
الدكتور راجح المليكي- مدير عام المركز الوطني للمختبرات بتعز اضاف من جهته حول هذا الامر قائلاً: لابد من توفير الامكانات المادية واجهزة التشخيص، و بالرغم اننا الجهة الوحيدة التي تمتلك اجهزة التأكيد لحمى الضنك الا ان المركز يفتقر الى الامكانات المادية في مواجهة هذا الوباء، حيث ان المركز لم يستطع تسديد قيمة محاليل حمى الضنك التي اشتريناها آجل من الشركات.
وقد وجهنا جهودنا كلها لحمى الضنك على حساب الامراض الاخرى وبالتالي تسبب ذلك في عجز اقسام السرطانات والهرمونات والفيروسات بمعنى أن الامكانات لم تكن بحجم المشكلة، ويرى في اطار المعالجات لهذه المشكلة توفير الامكانات المادية اللازمة لمواجهة حمى الضنك في تعز.
واضاف: رغم ان السلطة المحلية تعاملت مع الموضوع بكل جدية واحساس عالٍ بالمسؤولية الا ان الامكانات تظل شحيحة فهي لا تملك كسلطة محلية الامكانات الكبيرة لمواجهة الوباء، وبالتالي فعلى السلطة المركزية توفير الامكانات اللازمة لمعالجة المشكلة.
الدكتور عبدالله مرشد- مدير مركز الترصد الوبائي يعتبر ان من ضمن الحلول لمشكلة حمى الضنك في تعز هو وجود حملات توعوية كبيرة لمكافحة هذا الوباء وتعريف المواطن باسباب تكاثر هذا الوباء وانتشاره والذي قد يوفر هو للبعوض الناقل المكان الآمن للبعوض في غرفته او مسكنه، وبالتالي ينبغي ان يكون هناك دور فاعل للاعلام وخطباء المساجد في التوعية لمكافحة هذا الوباء والسلامة منه.
واضاف ان عملية الرش بالمبيدات لقتل البعوض ليست حل للمشكلة اطلاقاً ولا تمثل حتى 13٪ من الحل ابداً وانما الحلول في تكاتف جهود كل الجهات المختصة للتخلص من مواطن هذا البعوض والتوعية الاعلامية والمدرسية لمكافحة هذا الوباء والتنبيه بمخاطره.

السلطة المحلية
الاستاذ احمد الشرعبي- رئيس لجنة الخدمات بالمحافظة تحدث حول هذا الموضوع قائلاً: السلطة المحلية تعاملت مع المشكلة بحسب امكاناتها وبكل مسؤولية، حيث عقدت قيادة المحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة الاستاذ حمود خالد الصوفي اجتماعات طارئة مع كل المسؤولين في مكتب الصحة او مدراء المستشفيات الخاصة والعامة ووجه المحافظ مكتب الصحة باتخاذ اجراءات سريعة في مواجهة هذا الوباء، حيث تم القيام بحملات رش في كل الاحياء السكنية من المدينة والتعامل مع المشكلة باهتمام لافت وحقيقة كان المحافظ حمود خالد الصوفي في كل لقاءاته بالسلطة المحلية يؤكد على تضافر الجهود من أجل مجابهة هذا الوباء وكانت مشكلة حمى الضنك في تعز تتصدر كل اهتماماته بقضايا المحافظة، لكن الامكانات التي تمتلكها السلطة المحلية لم تكن كافية لمجابهة هذا الوباء، ولذلك وجدنا صوت المحافظ يرتفع في مجلس النواب وفي الصحف وفي مخاطبة السلطة المركزية ووزارة الصحة منبهاً بوجود مشكلة في تعز تحتاج امكانات مادية ومعدات واجهزة تشخيصية لمعالجة ومكافحة البعوض الذي يسبب حمى الضنك، واضاف الاستاذ احمد الشرعبي ربما ان الاعداد المصابة بحمى الضنك سوف تقل بانتهاء الامطار وانتهاء موسم تكاثر هذا البعوض لكن سيكون امامنا تحدٍ صعب في العام القادم وان شاء الله سننجح في مواجهة هذا الوباء من خلال ما تم اعتماده وتكثيف حملات التوعية واتخاذ الاجراءات العملية من خلال مكتب الصحة والبلدية والزراعة والاشغال والاعلام كلاً في مجال اختصاصه للحد من هذا الوباء ومواجهته ان شاء الله.
في ختام هذا التحقيق سألنا الدكتور عبدالناصر الكباب -مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز- حول مشكلة حمى الضنك في تعز وحقيقة الرقم فقال: إن موضوع الوفيات ليس من مصلحتنا ان ننقص او نزيد العدد باي قضية لاننا عندنا مشكلة حقيقية وقلنا ان حمى الضنك مستوطن وتقاريرنا قد تكون اطلعت عليها فعندما اقول ان فلان من الناس مصاب بالايدز تقول ذلك لان هذا الشخص مش عاجبك او لانه منحرف او لانك منزعج منه او تقول ذلك بموجب وثيقة فحص طبعاً تقول ذلك بموجب وثيقة فحص، نحن ودور الترصد الوبائي والاخوة في الرعاية في برنامج اسمه نماذج التقصي في استمارات تسلم الى المرافق الصحية الخاصة والعامة للتقصي عن حمى الضنك او غيره، وبالذات ركزنا على حمى الضنك لان هنا مشكلة كارثية طلبنا منهم يوافونا باستمارات الفحص المخبري والرقود والتشخيص لكن اعلن حالات وفيات او حالة مرضية لابد ان يكون لديَّ وثائق، غير اننا حتى هذه اللحظة لم نستلم اية وثائق فيها الفحص بجهاز الليزر ثم شهادة الرقود وشهادة الوفاة وتقرير الطبيب يقول: أن فلان بن فلان توفى بكذا وكذا، وعندما اعلن عن حالات وفيات لابد ان استند الى معلومات وبيانات اكون مسؤولاً عنها.
واضاف: ربما تكون هناك حالات وفيات لكن هذا لا يؤهلني لكي اقول حصلت 5 حالات او 10 حالات الا بناءً على وثيقة، والرقم الذي سجل بالاصابة بحمى الضنك والذي وصل الى 927 حالة هذا التسجيل الرسمي عندي، لكن لا يعني انه ليست هناك حالات وفاة لم تسجل، ربما يكون هناك عدد آخر ثابت لكنه لم يسجل عندي في المختبر المركزي، وربما يكون هناك ناس اصيبوا وقد بلغوني ناس كثير انهم اصيبوا وحسب الاعراض، اعراض حمى الضنك لكنهم لم يفحصوا في المختبر المركزي وراحوا يفحصون في مختبر عادي او اكتفى بالجلوس في البيت.. يعني ليس لدينا الحجم الحقيقي اما مسألة انه توفي احد بحمى الضنك فهذا وباء عالمي موجود وله نسبة في الوفيات اذا كانت الوبائيات العالمية تقول ان لكل 100 حالة مصابة عادية يتوفى واحد في الالف والحالات النسبية يتوفى 1/2٪ اذا كان لم يحصل على تعامل جيد قد تصل الوفيات الى 40٪ وممكن الحالات النسبية التي لم يتعامل معها بشكل جيد يمكن حصلت منها وفيات.

ثم ماذا؟!
المشكلة واقعة في تعز لا شك في ذلك بدليل ان هناك 927انساناً ويزيد تجرعوا الآلم والمعاناة المرضية القاسية جداً من مضاعفات حمى الضنك التي يقول من اصيبوا بها أنهم لم يكونوا يصدقون انهم سيبقون على قيد الحياة.. ودموع ممن فقدوا عزيزاً عليهم في خضم تشابه الحميات وقيدت شهادات وفاتهم نتيجة عدم وجود تشخيص دقيق بالوفاة بالالتهابات الرئوية او الملاريا او ما شابه ذلك، وحمى الضنك هو الغريم المجهول.. لم تجف بعد دموعهم.. فهل سيكون أنين 927 انساناً وضع خلف هذا الرقم نفسه ان شئت لان هذا الرقم الذي سجل رسمياً وما بالك بالذي لم يسجل.. هل سيكون دافعاً لخطة مستقبلية طموحه لكي لا تقع المأساة مرة اخرى في تعز؟!.
يجب ان نحمل انفسنا جميعاً المسؤولية.. لا ان نحملها جهة دون الاخرى.. حتي ان وجود تقصير من هنا او هناك.. اعتقد ان ما حدث كان قاسياً جداً هذا العام جعل كل المعنيين والجهات المسؤولة تعي الدرس وتضع اعتباراً لفاجعة الحالمة 2009م من خلال رصد الامكانات ووضع الخطط لمواجهة هذا الوباء، وإنا لمنتظرون.


سبتمبر نت
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 08:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-1925.htm