صفوان عبده ردمان -
قبل عام من الآن وبالذات في يوم الجمعة 18 مارس 2011م فُجع الشعب اليمني بمذبحة بشعة سقط ضحيتها عدد من الشبان المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء.. على يد سفاحين معلومين لمن أرسلوهم وخططوا ودبروا لارتكاب هذه المذبحة.. ومجهولين لأسر الضحايا الأبرياء ولنا نحن أبناء الشعب اليمني الباحثين حتى اللحظة عن حقيقة ما جرى في ذلك اليوم المشؤوم المصبوغ بدماء الشباب الأبرياء.
نعم.. نريد الحقيقة كاملة كما هي دون رتوش وبعيداً عن التضليل الإعلامي وبعيداً عن الانتهازية السياسية والاستغلال القذر لدماء الضحايا من أجل تحقيق مكاسب سياسية لهذا الطرف أو ذاك.. نريد الحقيقة التي يعرفها من كانوا وراء مذبحة الجمعة الدامي.. وليست الحقيقة التي يحاولون إقناعنا بها منذ عام .. نعم.. إن من حق هذا الشعب وبعد كل ما تعرض له من إذلال وقهر وتضليل إعلامي طوال عام أن يعرف الحقيقة ليحاسب من كان وراء هذه الجريمة اللاأخلاقية والتي تنم عن دموية من ارتكبها ومن خطط لها ومن أصدر أوامره بتنفيذها قبل أن تضيع وتتحول إلى مجرد ذكرى عابرة سرعان ما تطويها الأيام ويلفها النسيان وتسقط حتى من ذاكرة من كانوا وراءها واستفادوا منها، ولن تبقى إلا ذكرى حزينة في عقول وقلوب أولئك المكلومين الذين فقدوا أحبتهم على مذبح السياسيين ولم يجدوا العدل والإنصاف ليقتصوا من القتلة المأجورين الذين استباحوا دماء أحبتهم لينتصر أرباب السياسة وترتفع راياتهم فوق أشلاء ودماء الأبرياء..؟!
نعم.. نريد أن نعرف الحقيقة التي يحتفظ بها من شاركوا في هذه الجريمة المنكرة وتم القبض عليهم متلبسين ولم يحاكموا حتى الآن ولم يسلموا للجهات القضائية المعنية بكشف الحقيقة وإخراجها للناس؟!.. ولا ندري ما مصيرهم وهل ما زالوا أحياء يرزقون ؟ أم قد تم دفنهم ودفن الحقيقة معهم لتبقى مجهولة والقاتل معلوم مجهول؟ ويبقى الضحايا صفقة للمساومة والاستثمار السياسي.. ومادة صحفية دسمة يتم تناولها بين الحين والآخر دون أي اعتبار لأسر أولئك الضحايا من الشباب الذين سقطوا بقرار سياسي وبما يحقق مصلحة من يتسترون على القتلة ويرفضون تسليمهم للبدء في محاكمتهم إنصافاً للضحايا وإظهاراً للحقيقة التي ستبقى غائبة وبعيدة عن أعيننا ما دام للساسة شأن آخر.