لحج نيوز/تقرير: نزار العبادي - رغم أنها في مقتبل عمرها غير أن الخصوم يحسبون لها ألف حساب، فيما أنصار الرئيس صالح جفت عروقهم دون أن يجدوا طريقاً للتعرف عليها، فـ(شيخة الكل) فارسة "الفيسبوك" المقنعة التي إجتاحت صفحات المواقع الاجتماعية حاملة راية الدفاع عن "صالح" حتى صارت حديث وزراء وقادة وشيوخ ومثقفين، وظل الكل يتساءل: مَـن هي "شيخة الكل"؟ ولحساب من تعمل؟
"شيخة الكل" ظلت تعرف بنفسها للسائلين عن هويتها بأنها: إبنة أسرة يمنية محافظة لا تبحث عن شهرة أو مال، بل هو عشقها للرئيس علي عبد الله صالح وامتنانها لكل ما قدمه لليمن هو من فتح أمامها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتخوض في ميادينها "حرب الدفاع عن المنجزات الوطنية"- على حد تعبيرها.
اتهمها خصوم صالح بأنها "أمن قومي"، ووصفوها بـ"بلطجية"، والبعض قال أنها "رجل"، لكن ظهيرة الخميس 29 مارس كانت هناك ثمة فتاة جميلة وأنيقة تدخل بوابة "مركز الاعلام التقدمي" وتقدم نفسها بحياء للسكرتيرة: "لدي موعد.. أنا شيخة الكل"، فإذا بأعين الجميع ترتفع صوبها، وتتسمر مذهولة، فـ"شيخة الكل" التي قضت مضاجع خصوم الرئيس صالح طوال الأزمة، وجندوا لها أمهر "الهاكرز" لاختراق حسابها على فيسبوك، ليست إلاّ فتاة وديعة في عامها الجامعي الأول. وكغيرها من أقرانها اليمنيات، أهلها يحصون عليها خطواتها..!!
كانت "شيخة الكل"- التي تنتمي لإحدى مديريات محافظة الضالع- تحمل في حقيبتها جهاز "لابتوب" متهالك، قالت أنه رفيقها في حلها وترحالها، لكنها قطبت حاجبيها حين أبدينا استغرابنا من "بخل الرئيس صالح واتباعه" بعدم شراء "لابتوب" حديث لها؛ وعقبت بلهجة حادة: "أولاً أنا مش موظفة عند أحد، وثانياً لو كنت أدور لابتوب وفلوس كان رحت لساحة التغرير، وثالثاً علي عبد الله صالح قدم دمه وحياته فداء لليمن، فهل نسمي هذا بخل!؟"
بدت "شيخة الكل" مجروحة الخاطر، فكل منا يتصور أنها "مدعومة"، فيما هي تعجز مرات عديدة عن دخول مواقع التواصل الإجتماعي عندما يتم فصل الخدمة لعدم تسديد الفواتير، وتضطر للانتظار حتى بداية الشهر الجديد..!!
تقول "شيخة الكل" أن شخصيات سياسية واجتماعية كبيرة تواصلت معها عبر بريد صفحتها الخاصة خلال الأزمة وقدمت شكرها وإعجابها بنشاطها، وأبدت رغبة بالتعرف على هويتها ومكافأتها، إلاّ أنها فضلت أن تبقى "الجندي المجهول" الذي يخدم وطنه لأنه مؤمن بأن ذلك واجبه.. لكن تواجدها شبه الدائم في الفيسبوك كان يسبب لها أحياناً إشكاليات مع والدتها التي تخشى أن يقضي الفيسبوك على مستقبل دراستها للأدب الإنجليزي في الجامعة.. إلاّ إن "شيخة الكل" تدافع عن نفسها وتؤكد أنها تحسن تنظيم وقتها وما زالت بين المتفوقات على الدفعة!
وتؤكد بأنها عندما بدأت حملاتها التعبوية على فيسبوك كان الغالبية العظمى من المسجلين هم من "الساحات"، وكانوا يردون عليها بالشتائم والتجريح بالفاظ بذيئة لكنها صمدت وواجهتهم، وتقول أنها كانت تحرص ألاّ يطلع احد من اسرتها على تلك التعليقات مخافة منعها من الكتابة في فيسبوك... وبمرور الوقت التف حولها كثيرون جداً على خلفية جرأتها في الطرح وقوة حجتها في النقاش، فبدأت بتشكيل "لوبيات" من أنشطهم بصفحات مستقلة، بينها ما خصص للدفاع عن القوات المسلحة والأمن ومواجهة حملات التحريض على نهب المعسكرات وقتل أفراد الجيش والأمن، والدعوات للتمرد المسلح..!
وتقول أن "أتباع المشترك والفرقة وأولاد الأحمر عندما شعروا أنهم عاجزين عن مواجهتنا وتفنيد ما ننشره لجأوا إلى القرصنة على حساب صفحاتنا في فيسبوك، وكانوا يخترقونها ونستعيدها.. وكذلك أنشأوا لحد الآن أكثر من عشرة صفحات باسم شيخة الكل وبنفس صورة البروفايل والبيانات لتضليل المتابعين، وكان هذا يزيدنا حماساً لمواصلة النشر لأنه يؤكد لنا بأننا نجحنا وأصبحنا خطر يفشل مشاريعهم التآمرية على الوطن"!!! وتشير إلى أن الطرف الآخر لديهم فرق منظمة تم توظيفها بمرتبات خصيصاً للفيسبوك لذلك فشلوا لأنهم يعملون من أجل المرتب بينما نحن نعمل من أجل أمن وسلام واستقرار الوطن..
"شيخة الكل" أحبت هذه الكنية وصارت تفضلها على إسمها الحقيقي لأنها- بحسب رأيها- ارتبطت بنضالها في سبيل اليمن.. ومع أنها كشفت لنا هويتها الحقيقية لكنها فضلت التحفظ عليها، وكذلك أستعارت نقاب عند التقاط صورة لها، فهي لا تنسى أبداً أنها إبنة أسرة محافظة، وبين الأقرباء من يضع عشرات الخطوط الحمراء على مثل هذه "المغامرة"!!
كم تبدو مفارقة ساخرة أن تنجح فتاة في بناء جبهة ألكترونية لمناصرة الرئيس صالح، فيما يخفق حزب الرئيس في إنشاء صفحة نشطة، رغم أنه ينفق الملايين باسم الفيسبوك، بينما "شيخة الكل" طالبة تنفق مما يقتطعه أبوها من قوت أسرته..!! |