الإثنين, 21-مايو-2012
لحج نيوز - يوسف الحاضري بقلم / د.يوسف الحاضري -
- على بعد (كيلو متر واحد ) من قصر الرئاسة اليمنية وفي وجود وزراء الدفاع والداخلية والقادة لمعظم الوحدات العسكرية وفي قلب العاصمة وفي وأقوى ساحة يمنية تشهدها حراسة مشدده وأمن واستقرار ويطلق عليها (السبعين) ,,, في هذه المنطقة تم اختراقها بكل يسر وسهولة وكأنهم يخترقون (حوش) منزل لأي مواطن عادي بل أسهل من هذه العملية ,,, ودخل إليها الشاب الذي وعدوه أربابه ب(70حور عين) وبجنة الفردوس يصاحب فيها خير الأنبياء والصحابة والشهداء ,,, وكان لابسا حزاما ناسفا تحت ملابسه العسكرية التي انظم إلى زملائه في الكتائب العسكرية وأنحشر بينهم دون أن يكون هناك تشديدات أمنية أو تفتيش ,,, وما هي إلا لحظات حتى تطايرت جثث أكثر من 100 عسكري من جيش الأمن المركزي شمالا ويمنيا ,,, والدماء تسيل أنهارا في أرض السبعين ,,, فلماذا هذا كله ,,, ولماذا هذه الأعمال ,,, وهل يا ترى ديننا الإسلامي بالفعل سيجزي فاعل هذه الجريمة بالجنة أم أنهم المزايدون على الدين ومن يستخدمونه استخدام حسب أهوائهم وأفكارهم وتصرفاتهم ,,, وعندما سألني أحدهم والدموع تملأ قلبه قبل عينيه (عن توقعاتي لما سيقوم به رئيس اليمن في هذا الجانب) رددت عليه ضاحكا باكيا مستاءً ومحتارا ,,, لا تتوقع شيء على الإطلاق ,,, فالأمر سيستمر من 3 إلى 4 أيام يقوم كل حزب وكل طائفة وكل جهة برمي الأسباب والاتهامات على الآخر ,,, ويستمر الحاج عبد ربة منصور هادي في الدعوة للحوار والتمنع لهم والخضوع والإذلال ,,, ويستمر رئيس الوزراء في التباكي في ساحات الشباب ( غوغاء المتآمرين ) ويقول لهم (أنا شريف أنا طاهر أنا نظيف ) أنا لا أستلم راتب أنا لم أستلم سيارات وهكذا ,,, ووزيري الدفاع والداخلية مازالا يقبلا أيدي وأقدام (عصابة آل الأحمر) يتمنونهم بأن يزيلوا متاريسهم من شوارع العاصمة اليمنية "صنعااااااااء" ,,, ووزراء المؤتمر لا لهم في الحياة ولا في الآخرة ,,, ووزراء المعارضة عبيد حميد الأحمر لا يتحركون إلا بإشاراته ,,, وعلمائنا انتهوا من قلوب العامة بسبب مواقفهم السلبية خلال أزمات الأمة (هدف صهيوني وتحقق) ,,, وستتلاشى هذه الحادثة وتعود المآسي إلى مجاريها وتتعود العيون على المناظر وتتعود الآذان على الأخبار وتتعود البيوت على الشهداء والأطفال على غياب آبائهم والأمهات على غياب أبنائهم والزوجات على حرمانهن ,,, وهكذا ,,, فلا حياة لكم يا رئيس اليمن ولا للوزراء ولا للأحزاب إن خلدتم يومكم هذا وغدا وشهركم وسنتكم هذه بين زوجاتكم وأطفالكم ولم تأخذوا بحقوق هؤلاء وتطهروا اليمن من كل سبب للفتنة ومن كل فتنة ومن كل نتاج للفتنة ,,,وتؤسسوا الأمن والاستقرار على الأقل في عاصمة الدولة اليمنية ثم في بقية الأماكن ,,,, وإلا سأكفر بكم وبكل فكرة تروجونها وبكل رؤية تضعونها وبكل مزايدة تزايدون بها على الشعوب ,,, كفانا تضليل وتلاعب بالعقول ,,, كفانا وتشبعنا ونريد أمن ثم استقرار ,,, والأكل والشرب سيتكفل به ربنا جل وعلا ,,, وإلا فانتظروا فتنة لا تبقي ولا تذر أو ثورة تنسف كل شيء أو فوضى وتشطر وتجزأ تسر المتآمرين
- لن تستقر أوطاننا العربية التي أُصيبت بفيروس "الربيع العربي" لأن معظم الفيروسات ليس لها عقار شافي وينتظر المصاب به "الموت" مع تقلبات الأوجاع والآلام والآهات ,,, وكذلك بلداننا العربية التي أصبت مريضة تتقلب في فراش المرض حتى وإن قيل كلاما كثيرا عن الغد المشرق ,,, فإشعاعات النور قصيرة ولا قدرة لها لتصل إلى زوايا أوطاننا لأنها تخرج من عباءة المخطط والمتآمر الخارجي والذي حاك الخطة أجمل حياكة وأحكم صنعها وجعلها مناسبة طولا وعرضا للغوغاء في أوطاننا العربية فلبسوها وتزينوا بها وتسمروا أمام المرايا لينظروا جمالهم وحسن تألقهم ,,, وقبل ذلك خلعوا من فوقهم كلما كان يزينهم من ثقافات عربية وقيم اجتماعية ومبادئ دينية ,,, فاستبدلوا الخبيث بالطيب .
- بالأمس القريب تم حرق العراق ثم احتلالها فرقص العرب هنا وهناك وخاصة العراقيين طربا ونغما على أحلام الغد المشرق ,,, والحريات المنعشة ,,, والرفاهية في العيش ,,, وغير ذلك ,,, وها هم لليوم يتمرغون في أحداث وجرائم واغتيالات وتفجيرات وتلونت أنهارها باللون الأحمر لم يشهد له التاريخ مثيل ,,, ومازالت مآسيهم لليوم ,,, والربيع العربي جاء امتداد لهذه الجرائم وهذه الأحداث وهذه المخططات ,,, فكل الدول التي أصابها هذا الفيروس لم ولن تخرج من حالة الاضطراب والتفكك والخراب على الأقل خلال العشرين السنة القادمة ,,, فاليمن وما أدرائك ما اليمن وآآآآه وستين ألف آآآه من جرح اليمن ,,, فقد سقط في المستنقع الذي سقط فيه العراق وهاهي ما يطلق عليها قاعدة كل يوم تفجر هنا وهناك وآخرها يوم الاثنين 21مايو (قبيل يوم واحد من الذكرى ال22 لإعادة توحيد اليمن) والتي استهدفت قلب الجيش اليمني على بعد ما يقارب (1كم) من قصر الرئاسة والجيش يقوم ببروفات احتفالية استعدادا للاحتفال فكانت الحصيلة المبدئية (مائة شهيد) وعدد لا حصر له من الجرحى ,,, ومصر حتى وإن قيل أن انتخابات الرئاسة الحرة الشريفة النزيهة الديمقراطية الأولى من نوعها لأن من أراد لنا جميعا الدخول في هذه المعمعة لن يتمتع بالنظر إلينا ونحن ننتصر في هذه المعركة بل يريد أن يمتع ناظريه وسمعه كل يوم بالألوان الحمراء والأشلاء المتناثرة وبالصراعات وبأصوات الإنجازات وبالاستغاثات به وبآلته العسكرية لتأتي لتنقذه وهكذا ,,, وليبيا وتونس وسوريا وبقية الأوطان ليست بمنأى عن هذه المؤامرة التي طالما دسينا رؤوسنا تحت التراب نستهزئ بمن يطلق هذه النظرية !!!

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-20887.htm