بقلم / محمد بلحمر - هكذا هي الدنيا غراره مكارة يغتر بمظاهرها الكثير ممن تعالت أصواتهم وهتافاتهم الداعية الى ضرورة ترسيخ العدالة الاجتماعية والحفاظ على الحقوق والكرامات والمساواة بين أبناء الشعب وتلك الدعوات التي طالما تشدقوا بها تحريم وتجريم سياسة الاقصاءات والاملاءات القبلية والعرقية المناطقية والسياسية أو الانحناء والركوع لتبعية الجاهلية .. كل هذه العبارات خيلت لنا بأن أولئك هم ملائكة أرسلهم الله في هيئة البشر لإنقاذ البشرية ورفع مظلمتهم وجورها عن كالهم هكذا كان يتراءى لنا او خيل لنا أو شبه لنا بأنهم فعلا ملائكة .. لكن ما ان تمكنوا ووصلوا الى مواقع صنع القرار وأصبحوا من أهل الحل والعقد الا وانقشعت تلك الأقنعة لتفاجئنا بأنهم أبالسة وليسو ملائكة كما ظنناهم وما تلك الشعارات التي كانوا يرددونها في أوساط المجتمع ( ولحسوا ) بها عقولهم الا شعارات زائفة كانوا يستخدمونها لغرض الوصول الى المكان الذي يمكنهم منه استعراض عضلاتهم والتكشير عن أنيابهم المسمومة وتفريغ شحنات وعقد النقص والاضطهاد التي كانوا يعانون منها على القاصي والداني ليعوضوا ولو بعض الشيء مما عانوه في حياة العبودية والإذلال ولا يزالون تحت مضلتها سجدا ركعا أذلا مغرمون بولاءاتها المريضة ينفذون كل الاملاءات التي تُملا عليهم من قبل تلك القوى التي يخلصون لها بالعبودية وينفذون كل رغباتها المريضة باعتبارهم عبيد أذلا يطئون برؤوسهم لأصغر صغير في تلك القوى وينطبق عليهم المثل اليمني المعروف القائل 0( خدام خدام الجرافي ) .. وهذا ما ينتهجه ويسير عليه الوزير صخر الوجيه في وزارة المالية والوزير علي العم راني في وزارة الإعلام ، الذين يمارسون هواية تفريغ شحنات الذل والمهانة بالرغم من تقلدهم مناصب وزارية إلا أنهم في نظر الآخرين ( أسد مفرشة ) .. أتباع وعبيد ينفذون ما يؤمرون به ولا يعصون لصانيعهم أمرا .
عجبا لهؤلاء ما كانوا يقولونه وهم خارج الحكم خاصة البرلمانيون منهم اعتقد الناس أنهم سيطبقون نظريتهم وأتعبونا ونحن نتشوق الوصول إلى تطبيقها على ارض الواقع .. تصريحاتهم العنترية من تحت قبة البرلمان بأن برامجهم العملية ستخرج إلى النور عند وصولهم إلى سدة الحكم وأنهم سيكونون مثالا للحكم الرشيد وأن أخلاقهم المهنية سيستفيد منها المواطن البسيط كونهم أكثر تفهما وإدراكا بتحمل المسئولية يسطرون من خلالها عناوين للحياة الكريمة والألفة والإخاء ومعان عظيمة للحياة والممارسة الديمقراطية تحت سقف الوطن الواحد .. وسيصنعون من القوانين والأنظمة مظلة لحياة مشرقة وكريمة من خلال تنظم الحياة الإدارية في المرافق الحكومية حتى لا يحصل أي ظلم لأحد خاصة وان بعضهم كان ينادي بأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن الأهواء والإغراءات والاملاءات والعمل بروح الفريق الواحد بعيدا عن المناطقية والسلالية والحزبية والمحسوبية والتبعية وووو... الخ ..
سبحان الله كل ذلك تحقق ما ان وصل علي العم راني إلى وزارة الإعلام إلا وبيده كشف بأسماء كل من لم يقفوا معهم جاردا سيف الاقصاءات لكل الكوادر الإعلامية اليمنية ليجعل من وزارة الإعلام دولة داخل الدولة اليمنية يصدر القرارات تلو القرارات القاضية بإقصاء هذا أو ذاك وبشراهة الحاقد المنتقم دون الأخذ في الاعتبار أن هؤلاء يمنيين يعملون في مؤسسات الدولة اليمنية وليس مؤسسات علي العمراني أو حميد الأحمر أو حزب سياسي أو غيره.. متجاهلا انه مجرد موظف تم تعيينه بقرار في وزارة تندرج في أطار قانون ولوائح حكومة الوفاق الوطني تمثل الشعب اليمني وليس أفرادا بعينهم وأن القرارات التي اتخذها تعد قرارات مخالفة للقوانين واللوائح كونه يتعمد تجاوز رئيس الوزراء ورئيس الدولة الذي انتخبه الشعب اليمني ولم يتم تعيينه بقرار سياسي من حكومة الحصبة أو شارع الستين.
وما يحزن له أيضا إن وزير المالية صخر الوجيه أغتر هو الأخر وظن أن وزارة المالية سلمت اليه على انها شقة تمليك وهبتها له حكومة الحصبة او شارع الستين الغربي الذي يدين بولاءه لها وينفذ كل التوجيهات الصادرة منها ضاربا بتوجيهات رئيس الجمهورية المشير هادي عرض الحائط .. من يكون صخر الوجيه أو العمراني حتى يرفضون توجيهات رئيس الدولة .. لما أشهرا سيف الأقصاءات ضد أبناء الشعب .. لماذا يوقف مستحقات من افنوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن والذود عنه .. ام ان الوجيه يعتقد ان القوى التي أوصلته الى هذا المكان هي أكثر وطنية وأكثر إخلاصا من أولئك الرجال الذين ناضلوا وسهروا الليالي في بطون الجبال وتعطرت أحجارها من عرقهم وأرتوت التربة من دمائهم الطاهرة الزكية .. هل يعتقد الوجيه والعصابة التي تقف خلفه انهم سيتمكنوا من الغاء التاريخ وأقصاء الادوار الوطنية لأولئك الرجال الاوفياء ... يا هؤلاء افيقوا لا تغركم لحظة النشوة انتم مجرد موظفين بالأجر اليومي ولستم نهابه حتى تسخروا المال العام والوظيفة العامة لكم ولأسيادكم الذين يقفون ورائكم ويسيرونكم بالريموت كنترول .. لقد خدعتم الناس بأنكم ستأتون بالأفضل ولم يكونوا مدركين انكم ستأتون بالأسواء (الويل والخراب والدمار والحرمان والاقصاءات ) وسياسة الغلاء والتجويع وسفك الدماء .... أفيقوا كفاكم وحسبكم ....
|