لحج نيوز/متابعات - قتل نظام طالبان الفنانة الباكستانية الجميلة غزالة جاويد. هذه الفنانة والانسانة لم تفعل أي شيء يؤذي الآخرين. كل ما أرادت هو أن تغني وتعبر عن نفسها، ومع ذلك وبينما كانت مع أبيها تعرضت هذه الانسانة البريئة إلي إطلاق كثيف من النيران جعلها تتخبط في دمائها لتسقط بعد ذلك ميتة بجانب الأب المسكين الذين اكتفى القتلة بإطلاق رصاصة واحدة على رأسه.
لم يحتمل المتطرفون أن توجد انسانة كل ما تقوم به هو أنها تبث ألحانها الشاعرية الحزينة. لم يحتملوا ذلك وقاموا بإطلاق النار عليها وكأنهم في حرب. حاولت أجاويد أن تبتعد عن تطرفهم وهمجيتهم فقامت بتسجيل أغنياتها وتصويرها في دبي ومع ذلك سفكوا دمها وهي في عمر الاربعة والعشرين.
لكن هذه ليست المرة الأولى، فالطالبات الافغانيات يتم تفجير وحرق مدارسهن لمجرد أنهن يرغبن في القراءة والكتابة. لا تستغرب عزيزي القارئ فجنون التطرف يفعل أكثر من هذا. إنه يلغي أساساً قيمة الإنسان فيصبح ذلك القتل والحرق عملية طبيعية بل ويقصد بها التقرب إلى الله.
قتل جاويد يرمز إلى شيء أكبر من الحادثة نفسها وهي الحرب بين التفكير الإرهابي المتطرف والتفكير المتسامح الإنساني. التطرف الذي يفرخ حتماً الإرهاب لن يتأخر - إذا ما وجد الفرصة- عن ترهيب الناس وسفك دمائهم مع أبسط الاختلافات، وما يحدث في باكستان وافغانستان مثال على ذلك. وهذا ما يجب أن يجعلنا نفكر في بلادنا أكثر ونستشعر بجدية خطورة التطرف الذي نعرفه نحن أكثر من غيرنا.
المملكة ضربتها موجات من الإرهاب بسبب التفكير المتطرف. صحيح أنها نجحت في القضاء على خطر الإرهاب أمنياً لكن خطر التطرف الذي يغذي أفكار العنف لازال قائماً، بل وازدهر بوجود مواقع مثل تويتر التي تنتشر فيه بشكل صريح دعاوى التكفير والقتل.
الحرب على التطرف طويلة جداً ومن السذاجة البالغة التساهل بها والاعتقاد أنها مسألة بسيطة ويمكن حلها في سنوات معدودة. والحقيقة لا يوجد هناك جبن أكبر من أن ترى الأبرياء يقتلون وتدير عينك للجهة الأخرى وتحاول أن تجد التبريرات المزيفة لظاهرة الإرهاب والقتل.
انتشرت صورة لجاويد بعد موتها وبدت علامات الارتياح على وجهها. نعم كان وجهها ميتاً، ولكنه بكل تأكيد أكثر حياة وإنسانية من كل الوجوه التي قتلتها. مثلها ستكون حية حتى لو عاشت سنوات طويلة تحت التراب. رحمها الله. |