لحج نيوز/خاص:تقارير -
ألقى الدكتور طارق الهاشمي رئيس قائمة تجديد والقيادي في كتلة (العراقية) خطاباً تاريخياً في حفل إشهار الكتلة الذي أقيم صباح السبت السادس عشر من كانون الثاني 2010 على قاعة الزوراء بفندق الرشيد في بغداد بحضور قادة الكيانات السياسية المؤتلفة في الكتلة التي تحمل الرقم (333).
وقارن الهاشمي في خطابه بين أوضاع دول العالم ووضع العراق قائلاً: "عندما توفق دول العالم في الأخذ بأَسباب التَقدم والبناءِ والعمران، ويبقى العراق فريسة للتخلف، يعاني من الفقر والجهل والمرض. عندما تَنعم دول العالم بِالأَمن والسلام، ويَبقى العِراقُ مُستهدفاً والحرائق فيه مشتعلة، ويرتبط اسمه بالخوف، والعنف والمخاطر. وعندما تتقَدم دول العالم وشعوبها بالتعايش السلْمي بين أَبنائها أَملاً في حياة أَفضل، يتراجع العراق، وينحسر وينعزِل، وينكفئ على نفسه".
وأشار الهاشمي إلى الفقر والحرمان الذي يعيشه شعبنا برغم الثروات التي يمتلكها وطننا: "وعندما تواصل البشرية بحثَها الدؤوب والشاق عن ثَروات جديدة، وطاقات بديلة، يفقر شعبنا ويحرم، لأَننا عجزنا عَن استثمارِ ثرواتٍ وموارد هائلة، هي بين أيدينا، وعندما تنصرف كل شعوب الأَرض إلى التَّبشير بمستقبل أَفضل، وحياة أَكرم، نستَنزف أَنفسنا وإِمكاناتنا وطاقاتنا في نبش الماضي، والمتاجرة بذكرياته المؤلمة".
كما تطرق الأستاذ الهاشمي إلى الاستبداد السياسي والفساد بقوله: "وعندما نضيق الخناق على مخالفينا بالرأي باسم الديمقراطية، وعندما نفشل في حماية المال العام من السراق والمرتشين، أكلَة السحت الحرام، ونكتَفي بالإدانات اللّفظية والخِطابية التي فَقَدت مصداقيَتها".
وتابع سيادته:"عندما يصادر من المهجرين حقهم في التصويت ...و تزداد الفجوة وتتسع بين الأغنياء والمعدمين من الفقراء...وتَستمر معاناة الآلاف من الأبرياء خلف القضبان رغم قانون العفو... ويتعطل مشروع المصالحة الوطنية، وتَحل محلها سياسة الإبعاد والإقصاءِ والتَهميش...ونخْفق في تكريس الديمقراطية، ونَجتهد بدل ذلك في المزيد من الاستئْثار بالسلطة، والانفراد بالقَرار... ويخفق بلد غنِي كالعراق أن يضمن عملاً لائقاً لشبابِنا العاطلين عن العمل... وعندما لا يكون لنا برنامج رصين وواضح للإيفاء بحاجة الملايين من الأراملِ والأيتام، وذَوي الاحتياجات الخاصة..وعندما تعطل الرقابة النِيابية على الأجهزة الحكومية لحسابات حزبية ضيقة.. وتذْبح المصلحة الوطنية، والسيادة الوطنية، حتى تَرضى عنا دول الجِوار... عندما لا نخجل من التعامُل مع أَهلنا بِمعايير مزدوجة..ونفشل في بِناء عراق دولة المواطنة بَدل عراق دولة المكونات.. عندما يحصل ذلك كله بعد سنوات من معاناة وأَلم وتضحيات، لابد أَن يكون هناك ثَمَّة خطأ، أو خلل، ومن حق النَّاس أن تَطلب الحَل، وأن تَتَطلع للخلاص، وأن تناشد المخلصينَ للتَجمع والتّحرك من أجل الوطن".
واختتم السيد الهاشمي خطابه بالقول: "وهذه المرة، لا ينبغي أن يأتي الخلاص باستنساخ نموذجٍ سابق، أو اقتباس أيديولوجية بِذاتها، أو أن يكون المشروع غطاءا لأجندة سرية، أو واجهة لحزب معين،وإنَّما مشروع سياسي عراقي، أَصيل متميز، خرج بولادة عسيرة، من رحم المعاناة والألم، ليبشر الناس بِالتفاؤل، وبِمستقبل واعد، مشروع يمد يَده للجميع، بِنية صادقة، وإرادة حقيقية، من أَجل السلام والاستقرار والتَنمية...إن مرشحكم لِهذه المهِمة هو كتلة (العراقية)".
|