بقلم / د.يوسف الحاضري -
كم علمونا في مدارسهم الدينية ومعاهدهم ومراكزهم بأن عبادة غير الله حرام ومن الشرك مع اختلاف أنواع الشرك ما بين شر أكبر وأصغر !!! وكم علمونا أيضا أن العبادة التي هي محرمة لا تقتصر على السجود والركوع وإنما تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك ولعل منها عبادة الإتباع والابتداع والسمع والطاعة المطلقة لغير الله والتقديس والتنزيه للمخلوقات من غير الله !!!
وكم حذرونا ونهونا وخوفونا وضربوا لنا الأمثال عن جماعات تعبد غير الله ولعل أهما ما يطلق عليهم “عبدة الشيطان” !!! وكم كانوا صادقين في أقوالهم وتوجيهاتهم لنا بهذه الأمثلة وهذه الأشياء وهذه الرؤى ولكن ما لبث هؤلاء إلا أن استفادوا من هذه المحرمات على غيرهم بتحليلها لهم من خلال خلق شباب تابع لهم لدرجة لا تقل عن الفئة التي تتبع الشيطان والتي بموجبها أطلق عليهم “عبدة الشيطان” وهؤلاء أطلق عليهم “عبدة الإخوان” ,,,أتباعٌ تسمع لرؤسائهم وتطيعهم سمعا وطاعة مطلقة كانوا قبل زمن يحرمون السمع والطاعة المطلقة لغير الله ورسوله مما يدل على إشراك أنفسهم لصفات الله فحق علينا إطلاق مسمى “عبدة الإخوان” على هذه الفئات الشبابية ,,,أتباعٌ لا يعصون المرشد والرؤساء ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فاستحقوا صفة “عبدة الإخوان” ,,, أتباعٌ عطلوا حواس التفكير وانتقلت مراكزها إلى الأيدي والأرجل لتنفيذ ما يؤمرون به صمٌ وبكمٌ وعميٌ في الظلمات فنالوا بهذا مسمى “عبدة الإخوان” ,,, أتباعٌ قد يتناقلون ويتكلمون ويصفون الرسل أجمع ورسولنا الكريم صلى الله عليهم جميعا وسلم تسليما كثيرا بأنهم أخطئوا في مسيرة حياتهم ودعوتهم “من منطلق أن الإنسان خطَّاء” ثم عندما يصلون إلى رؤسائهم ومشايخهم تجدهم يقاتلون عليهم قتال مستميت ويرفضون تماما فكرة ورؤية أنهم قد أخطئوا أو يخطئون ولا يجوز لنا بتاتا أن نتناقل أخطائهم أو نصفهم بالمخطئين ,,, أتباعٌ رفعوا قدر وشأن ومنزلة مرشديهم ورؤسائهم إلى أعلى المراتب الدنيوية فأصبحوا أرفع شأنا من السلف الصالح والتابعين والصحابة وآل البيت أنفسهم وحتى الأنبياء كون هؤلاء جميعا لهم أخطاء دنيوية وتاريخية وقاداتهم لا يمتلكون أي تجاوز أو خطاء بل أن التجاوزات التي نعلمها جميعا يتم تبريرها من قبل “عبدة الإخوان” وتحويرها إلى مميزات وصفات وكمال لا كمال بعده ولا قبله ,,, ومن هنا استحقت هذه الفئة الضآلة وبكل امتياز “عبدة الإخوان” .
- من يطلق عليه رئيس علماء اليمن “عبد المجيد الزنداني” والذي ربما يبلغ من العمر أكثر من 75 عاما وخلال مسيرة حياته والتي تكللت بالتناقضات المشيبة لرؤوس الولدان لم نجد عند أي عضو من هذه الجماعة في اليمن الحبيب يعترف مجرد اعتراف أنه اخطأ حتى من منطلق “كلكم خطاءون” ولكن ما تم تعبئة هذه الفئات وهؤلاء الأتباع جعل منهم يقدسونه تقديسا يتجاوز كل الحدود العقلية والقلبية ولم يبق في أفئدتهم محلا لخير البشر صلى الله عليه وآله وسلم كون الحديث عن أخطاء النبي صلى الله عليه وسلم من الأشياء الطبيعية خاصة في سورة “عبس وتولى” غير أن الخوض في مثل هذه أمور تتعلق بالزنداني أو القرضاوي أو حسن البناء أو سيد قطب أو التلمساني أو أحد منهم يعتبر من المحرمات بل من الموبقات والتي تصل بك إلى أن تخرج عن الملة المحمدية ,,, فهل يا ترى ستوافقونني الرأي بأن نطلق على هذه الشرذمة أو العصابة مصطلح “عبدة الإخوان” !!!
- المتبوعون في هذه العصابة من مرشدين وعلماء ومشائخ وساسة ورجال أعمال وغيرهم يدركون ويعلمون أن تصرفات القطيع الذين يتبعونهم تصرفات خاطئة وتتجاوز كل الحدود الدينية والعقلية والمجتمعية والإنسانية ولكنهم في الغالب من سعى لإيجاد هذه الفئة وبهذه الصفة وهذه الرؤية “مقتبسيها من رؤية وأتباع الشيطان الذي أوجد له أتباع مطلقو الإتباع والتنفيذ أطلق عليه عبدة الشيطان” فهم لم يتركوا منظمة عالمية أو بروتوكول صهيوني أو أفكار ماسونية إلا وجعلوها لهم نبراسا ونورا يهتدون فيه في سعيهم للدنيا وزينتها وزخرفها والضحية في الدنيا ثم في الآخرة هم “عبدة الإخوان” من الشباب والأتباع ,,, ولن ينفعهم – يوم لا ينفع إلا ما قدمت يداك – ما سيقولونه لله تعالى (( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا{67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً{68})) ,,, وسيكون لكلٍ ضعفا رغم أنهم يعلمون ,,, ولكن العبد للمعبود ذليل طائع خانع !!!