بقلم/نجيب علي العصار -
> أن يأتيك الضوء حيث أنت.. هذه ميزة.. ولكن أن تكون مصدر الضوء الذي لم تسع إليه لكونك صاحب اجتهاد وإنجازات يدرك مصداقيتها كل من يعرفها ويحتك بها.
هو ذا أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري، ذو الروح المتدفقة بالعطاء والنبل، الذي أثبتت الظروف انه رجل من نوع فريد، لا يهرف بما لا يعرف، ولا تجعله العواصف ومرارات الزمن يصنع الضغائن ويؤرق القلوب حزناً ودماً، هذا الرجل الشاب كان أصبر خلق الله في محنته، جعلها تمر بهدوء ليس لأنه ضعيف، بل لأنه يدرك أن الحكمة شيئ عظيم، وأن آفة الشر هي اللسان، لذلك لاذ بالصمت رغم الهجوم الاعلامي الذي يشن عليه حتى بلغ الأمر أبعد مما يتصوره هو بذريعة أنه يثير مخاوف على رجل الدولة الأول رئيس الجمهورية بينما هو قائد عسكري يأتمر بأمره.
هذا القائد لا أعرفه عن قرب ولم يمل عليَّ أحد أن أكتب عنه، لا المال ولا المصلحة هما غايتي في كتابة هذه السطور، لكنه ضميري وما رأيت بأم عيني من صرح طبي في مستشفى 48، جعلني أؤمن بأن هذه العقلية التي تقف وراء إنجاز هذا الصرح الإنساني، لابد لها أن تكون عقلية فذة تحاكي التقدم والتطور والنهضة، ولا تؤمن إلاّ بالعلم والمعرفة، حتما إن المال الذي بني به هذا الصرح الطبي العسكري هو مال عام ولا غبار في ذلك، لكنني تمنيت أن يصنع قادة القوات المسلحة ما أنجزه هذا الشاب، الذي ذهب بهدوء نحو بناء مؤسسة عسكرية وطنية سادها في السابق النمط التقليدي في البناء والتسليح والتكنولوجيا، ليجعل الانسان غاية الهدف في التحديث والبناء على أسس علمية، وما لبث الرجل أحمد علي عبدالله صالح المتسلح بالعلم والحلم معاً، أن ابتعد عن الأضواء والأهواء، ليمضي قدماً في تحديث الحرس الجمهوري بناءً وتنظيماً وتسليحاً لتصبح وحدات الحرس التابعة للجيش مواكبة لتطورات العصر.
هذا الرجل انطلق من قاعدة متينة أساسها الإيمان الراسخ بحب الوطن، ليجعل الدم العسكري الجديد ولاءه ايضاً لله وللوطن وللثورة اليمنية، فنأى بنفسه وبهذه الوحدات بعيداً عن المناطقية والجهوية أو الزج بهذه المؤسسة الوطنية في أتون التحالفات المشبوهة.
أخيراً.. لماذا لا يؤمن البعض بأن الدولة اليمنية من أيام الأئمة وحتى اليوم من يعمل فيها ويصنع الإنجازات ويجعل الوطن غايته ويكون نظيفاً من درن الفساد، هو حقاًّ من يستحق البقاء بصنيعه وفكره، وما دون ذلك فليذهب إلى الجحيم..<
[email protected]